حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

لما كان يوم أوطاس أصبنا نساء لهن أزواج في المشركين فكرههن رجال منا - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة النساء (حديث رقم: 3016 )


3016- عن أبي سعيد الخدري، قال: «لما كان يوم أوطاس أصبنا نساء لهن أزواج في المشركين فكرههن رجال منا»، فأنزل الله {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} [النساء: ٢٤]: «هذا حديث حسن»

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (لما كان يوم أوطاس أصبنا نساء لهن أزواج في المشركين فكرههن رجال منا)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ ) ‏ ‏بْنُ دِعَامَةَ ‏ ‏( عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيِّ ) ‏ ‏الْفَارِسِيِّ الْمِصْرِيِّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ وَيُقَالُ حَلِيفُ الْأَنْصَارِ ثَمَّةَ , وَكَانَ قَاضِي إِفْرِيقِيَّةَ مِنْ كِبَارِ الثَّالِثَةِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( لَمَّا كَانَ يَوْمُ أَوْطَاسٍ ) ‏ ‏اِسْمُ مَوْضِعٍ أَوْ بُقْعَةٌ فِي الطَّائِفِ يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ ‏ ‏( لَهُنَّ أَزْوَاجٌ فِي الْمُشْرِكِينَ ) ‏ ‏صِفَةٌ لِنِسَاءٍ ‏ ‏( فَكَرِهَهُنَّ ) ‏ ‏أَيْ كَرِهَ وَطْأَهُنَّ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُنَّ مُزَوَّجَاتٍ وَالْمُزَوَّجَةُ لَا تَحِلُّ لِغَيْرِ زَوْجِهَا ‏ ‏( مِنْهُمْ ) ‏ ‏أَيْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ مِنَّا وَهُوَ الظَّاهِرُ.
وَرَوَى مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ بِلَفْظِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ بَعَثَ جَيْشًا إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقَوْا عَدُوًّا فَقَاتَلُوهُمْ فَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ وَأَصَابُوا لَهُمْ سَبَايَا , فَكَأَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحَرَّجُوا مِنْ غَشَيَانِهِنَّ مِنْ أَجْلِ أَزْوَاجِهِنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ‏ ‏( فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى { وَالْمُحْصَنَاتُ } ‏ ‏بِفَتْحِ الصَّادِ بِاتِّفَاقِ الْقُرَّاءِ وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى أُمَّهَاتُكُمْ , أَيْ وَحُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمُحْصَنَاتُ , أَيْ ذَوَاتُ الْأَزْوَاجِ لِأَنَّهُنَّ أَحْصَنَّ فُرُوجَهُنَّ بِالتَّزْوِيجِ ‏ ‏{ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } ‏ ‏أَيْ أَيْمَانُكُمْ : أَيْ مَا أَخَذْتُمْ مِنْ نِسَاءِ الْكُفَّارِ بِالسَّبْيِ وَزَوْجُهَا فِي دَارِ الْحَرْبِ لِوُقُوعِ الْفُرْقَةِ بِتَبَايُنِ الدَّارَيْنِ فَتَحِلُّ لِلْغَانِمِ بِمِلْكِ الْيَمِينِ بَعْدَ الِاسْتِبْرَاءِ.
‏ ‏قَالَ النَّوَوِيُّ : اِعْلَمْ أَنَّ مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ وَمَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْمَسْبِيَّةَ مِنْ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْكُفَّارِ الَّذِينَ لَا كِتَابَ لَهُمْ لَا يَحِلُّ وَطْؤُهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ حَتَّى تُسْلِمَ , فَمَا دَامَتْ عَلَى دِينِهَا فَهِيَ مُحَرَّمَةٌ , وَهَؤُلَاءِ الْمَسْبِيَّاتُ كُنَّ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ , فَيُتَأَوَّلُ هَذَا الْحَدِيثُ وَشَبَهُهُ عَلَى أَنَّهُنَّ أَسْلَمْنَ , وَهَذَا التَّأْوِيلُ لَا بُدَّ مِنْهُ اِنْتَهَى.
وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْلِ فِي بَابِ اِسْتِبْرَاءِ الْأَمَةِ إِذَا مَلَكَتْ مَا لَفْظُهُ : ظَاهِرُ أَحَادِيثِ الْبَابِ أَنَّهُ لَا يُشْتَرَطُ فِي جَوَازِ وَطْءِ الْمَسْبِيَّةِ الْإِسْلَامُ وَلَوْ كَانَ شَرَطَ الْبَيِّنَةَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمَّا يُبَيِّنْهُ , وَلَا يَجُوزُ تَأْخِيرُ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْحَاجَةِ وَذَلِكَ وَقْتُهَا , وَلَا سِيَّمَا وَفِي الْمُسْلِمِينَ فِي يَوْمِ حُنَيْنٍ وَغَيْرِهِ مَنْ هُوَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ يَخْفَى عَلَيْهِمْ مِثْلُ هَذَا الْحُكْمِ , وَتَجْوِيزُ حُصُولِ الْإِسْلَامِ مِنْ جَمِيعِ السَّبَايَا وَهُنَّ فِي غَايَةِ الْكَثْرَةِ بَعِيدٌ جِدًّا فَإِنَّ إِسْلَامَ مِثْلِ عَدَدِ الْمَسْبِيَّاتِ فِي أَوْطَاسٍ دَفْعَةً وَاحِدَةً مِنْ غَيْرِ إِكْرَاهٍ لَا يَقُولُ بِأَنَّهُ يَصِحُّ تَجْوِيزُهُ عَاقِلٌ.
وَمِنْ أَعْظَمِ الْمُؤَيِّدَاتِ لِبَقَاءِ الْمَسْبِيَّاتِ عَلَى دِينِهِنَّ مَا ثَبَتَ مِنْ رَدِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُنَّ بَعْدَ أَنْ جَاءَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ هَوَازِنَ وَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ مَا أَخَذَ عَلَيْهِمْ مِنْهُمْ مِنْ الْغَنِيمَةِ فَرَدَّ إِلَيْهِمْ السَّبْيَ فَقَطْ , وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى جَوَازِ وَطْءِ الْمَسْبِيَّاتِ الْكَافِرَاتِ بَعْدَ الِاسْتِبْرَاءِ الْمَشْرُوعِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ طَاوُسٌ وَهُوَ الظَّاهِرُ لِمَا سَلَفَ اِنْتَهَى.
‏ ‏( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.


حديث لما كان يوم أوطاس أصبنا نساء لهن أزواج في المشركين فكرههن رجال منا فأنزل الله

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قَتَادَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي الْخَلِيلِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَمَّا كَانَ يَوْمُ ‏ ‏أَوْطَاسٍ ‏ ‏أَصَبْنَا نِسَاءً لَهُنَّ أَزْوَاجٌ فِي الْمُشْرِكِينَ فَكَرِهَهُنَّ رِجَالٌ مِنَّا فَأَنْزَلَ اللَّهُ ‏ { ‏وَالْمُحْصَنَاتُ ‏ ‏مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ‏} ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

أصبنا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج في قومهن

عن أبي سعيد الخدري، قال: " أصبنا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج في قومهن، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت...

في الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس

عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكبائر قال: «الشرك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وقول الزور»: «هذا حديث حسن صحيح غريب» ورواه روح بن عبادة...

أكبر الكبائر لإشراك بالله وعقوق الوالدين

عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أحدثكم بأكبر الكبائر»؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، و...

إن من أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين والي...

عن عبد الله بن أنيس الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أكبر الكبائر الشرك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وما حلف حالف بالله...

الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين

عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين " أو قال: «اليمين الغموس» شك شعبة: «هذا حديث حسن صحيح»...

يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث

عن أم سلمة، أنها قالت: «يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث».<br> فأنزل الله {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} [النساء: ٣٢] قال...

يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة

عن عمرو بن دينار، عن رجل، من ولد أم سلمة عن أم سلمة، قالت: «يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة».<br> فأنزل الله تعالى: {أني لا أضيع عمل عا...

أمرني رسول الله ﷺ أن أقرأ عليه وهو على المنبر

عن علقمة، قال: قال عبد الله، «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ عليه وهو على المنبر».<br> فقرأت عليه من سورة النساء حتى إذا بلغت {فكيف إذا جئ...

يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أ...

عن عبد الله، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ علي» فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري» فقرأت سورة...