3020-
عن عبد الله بن أنيس الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أكبر الكبائر الشرك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وما حلف حالف بالله يمين صبر، فأدخل فيها مثل جناح بعوضة إلا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة».
وأبو أمامة الأنصاري هو: ابن ثعلبة، ولا نعرف اسمه، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث
صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ ) بِضَمِّ الْقَافِ وَالْفَاءِ بَيْنَهُمَا نُونٌ سَاكِنَةٌ الْمَدَنِيُّ , ثِقَةٌ مِنْ الْخَامِسَةِ ( عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْأَنْصَارِيِّ ) الْبَكْرِيِّ حَلِيفِ بَنِي حَارِثَةَ اِسْمُهُ إِيَاسٌ , وَقِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ , وَقِيلَ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ صَحَابِيٌّ لَهُ أَحَادِيثُ ( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ ) بِالتَّصْغِيرِ الْأَنْصَارِيِّ الْمَدَنِيِّ كُنْيَتُهُ أَبُو يَحْيَى حَلِيفُ الْأَنْصَارِ صَحَابِيٌّ.
قَوْلُهُ : ( إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ بِاَللَّهِ ) أَيْ الْإِشْرَاكُ بِهِ , فَنَفْيُ الصَّانِعِ أَوْلَى أَوْ الْمُرَادُ بِهِ مُطْلَقُ الْكُفْرِ , إِلَّا أَنَّهُ عَبَّرَ عَنْهُ بِهِ لِأَنَّهُ الْغَالِبُ فِي الْكَفَرَةِ , وَمِنْ زَائِدَةٌ عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يُجَوِّزُهُ فِي الْإِثْبَاتِ كَالْأَخْفَشِ أَوْ دُخُولُ مِنْ بِاعْتِبَارِ مَجْمُوعِ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ وَإِلَّا فَالشِّرْكُ هُوَ أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ لَا مِنْ جُمْلَتِهِ " وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ " قَالَ فِي النِّهَايَةِ : هُوَ الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ الْفَاجِرَةُ كَاَلَّتِي يَقْتَطِعُ بِهَا الْحَالِفُ مَالَ غَيْرِهِ , سُمِّيَتْ غَمُوسًا لِأَنَّهَا تَغْمِسُ صَاحِبَهَا فِي الْإِثْمِ ثُمَّ فِي النَّارِ , وَفَعُولٌ لِلْمُبَالَغَةِ ( وَمَا حَلَفَ حَالِفٌ بِاَللَّهِ يَمِينَ صَبْرٍ ) فِي النِّهَايَةِ : الْحَلِفُ هُوَ الْيَمِينُ فَخَالَفَ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ تَأْكِيدًا.
قَالَ النَّوَوِيُّ : يَمِينَ صَبْرٍ بِالْإِضَافَةِ , أَيْ أَلْزَمَ بِهَا وَحَبَسَ عَلَيْهَا , وَكَانَتْ لَازِمَةً لِصَاحِبِهَا مِنْ جِهَةِ الْحُكْمِ , وَقِيلَ لَهَا مَصْبُورَةٌ وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ الْمَصْبُورُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا صُبِرَ مِنْ أَجْلِهَا , أَيْ حُبِسَ فَوُصِفَتْ بِالصَّبْرِ وَأُضِيفَتْ إِلَيْهِ مَجَازًا اِنْتَهَى.
وَتَوْضِيحُهُ مَا قَالَهُ اِبْنُ الْمَلَكِ , الصَّبْرُ الْحَبْسُ وَالْمُرَادُ بِيَمِينِ الصَّبْرِ أَنْ يَحْبِسَ السُّلْطَانُ الرَّجُلَ حَتَّى يَحْلِفَ بِهَا , وَهِيَ لَازِمَةٌ لِصَاحِبِهَا مِنْ جِهَةِ الْحُكْمِ.
وَقِيلَ يَمِينُ الصَّبْرِ هِيَ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا مُتَعَمِّدًا لِلْكَذِبِ قَاصِدًا لِإِذْهَابِ مَالِ الْمُسْلِمِ كَأَنَّهُ يَصْبِرُ النَّفْسَ عَلَى تِلْكَ الْيَمِينِ , أَيْ يَحْبِسُهَا عَلَيْهَا , كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ.
وَقَالَ فِي الْمَجْمَعِ : يَمِينَ صَبْرٍ بِالْإِضَافَةِ أَيْ أَلْزَمَ بِهَا , وَحُبِسَ لَهَا شَرْعًا وَلَوْ حَلَفَ بِغَيْرِ إِحْلَافٍ لَمْ يَكُنْ صَبْرًا ( فَأَدْخَلَ ) أَيْ الْحَالِفُ ( فِيهَا ) أَيْ فِي تِلْكَ الْيَمِينِ ( مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ ) بِفَتْحِ الْجِيمِ أَيْ رِيشِهَا.
وَالْمُرَادُ أَقَلُّ قَلِيلٍ.
وَالْمَعْنَى شَيْئًا يَسِيرًا مِنْ الْكَذِبِ وَالْخِيَانَةِ , وَمِمَّا يُخَالِفُ ظَاهِرُهُ بَاطِنَهُ لِأَنَّ الْيَمِينَ عَلَى نِيَّةِ الْمُسْتَحْلِفِ ( إِلَّا جُعِلَتْ ) أَيْ تِلْكَ الْيَمِينُ ( نُكْتَةً ) أَيْ سَوْدَاءَ , أَيْ أَثَرًا قَلِيلًا كَالنُّقْطَةِ تُشْبِهُ الْوَسَخَ فِي نَحْرِ الْمَرْأَةِ وَالسَّيْفِ ( إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) .
قَالَ الطِّيبِيُّ : مَعْنَى الِانْتِهَاءِ أَنَّ أَثَرَ تِلْكَ النُّكْتَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ الرَّيْنِ يَبْقَى أَثَرُهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا وَبَالُهَا وَالْعِقَابُ عَلَيْهَا , فَكَيْفَ إِذَا كَانَ كَذِبًا مَحْضًا.
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ الْتَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ وَمَا حَلَفَ حَالِفٌ بِاللَّهِ يَمِينَ صَبْرٍ فَأَدْخَلَ فِيهَا مِثْلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ إِلَّا جُعِلَتْ نُكْتَةً فِي قَلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَأَبُو أُمَامَةَ الْأَنْصَارِيُّ هُوَ ابْنُ ثَعْلَبَةَ وَلَا نَعْرِفُ اسْمَهُ وَقَدْ رَوَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ
عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين " أو قال: «اليمين الغموس» شك شعبة: «هذا حديث حسن صحيح»...
عن أم سلمة، أنها قالت: «يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث».<br> فأنزل الله {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} [النساء: ٣٢] قال...
عن عمرو بن دينار، عن رجل، من ولد أم سلمة عن أم سلمة، قالت: «يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة».<br> فأنزل الله تعالى: {أني لا أضيع عمل عا...
عن علقمة، قال: قال عبد الله، «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ عليه وهو على المنبر».<br> فقرأت عليه من سورة النساء حتى إذا بلغت {فكيف إذا جئ...
عن عبد الله، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ علي» فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري» فقرأت سورة...
عن علي بن أبي طالب، قال: " صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذت الخمر منا، وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت: {قل يا أيها الكافرون ل...
عن عروة بن الزبير، أنه حدثه أن عبد الله بن الزبير، حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري: سرح الماء يمر...
عن عدي بن ثابت، قال: سمعت عبد الله بن يزيد، يحدث عن زيد بن ثابت، في هذه الآية {فما لكم في المنافقين فئتين} [النساء: ٨٨] قال: " رجع ناس من أصحاب رسول ا...
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما، يقول: يا رب، قتلني هذا، حتى يدنيه...