3041- عن البراء، قال: " آخر آية أنزلت - أو آخر شيء نزل -: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} [النساء: ١٧٦] ": " هذا حديث حسن، وأبو السفر اسمه: سعيد بن أحمد، ويقال: ابن يحمد "
صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( قَالَ آخِرُ آيَةٍ أُنْزِلَتْ أَوْ آخِرُ شَيْءٍ أُنْزِلَ ) الشَّكُّ مِنْ الرَّاوِي { يَسْتَفْتُونَك } أَيْ عَنْ مَوَارِيثِ الْكَلَالَةِ وَحُذِفَ لِدَلَالَةِ السِّيَاقِ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ } .
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الْكَلَالَةِ وَمَا فِيهِ مِنْ الِاخْتِلَافِ فِي بَابِ مِيرَاثِ الْأَخَوَاتِ مِنْ أَبْوَابِ الْفَرَائِضِ.
وَالْآيَةُ بِتَمَامِهَا مَعَ تَفْسِيرِهَا هَكَذَا { يَسْتَفْتُونَك } أَيْ يَسْأَلُونَك عَنْ مِيرَاثِ الْكَلَالَةِ يَا مُحَمَّدُ , { قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ } يَعْنِي أَنَّ اللَّهَ يُخْبِرُكُمْ عَمَّا سَأَلْتُمْ عَنْهُ , { إِنْ اِمْرُؤُ } مَرْفُوعٌ بِفِعْلٍ يُفَسِّرُهُ { هَلَكَ } أَيْ مَاتَ { لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ } أَيْ وَلَا وَالِدٌ وَهُوَ الْكَلَالَةُ.
قَالَ الْحَافِظُ اِبْنُ كَثِيرٍ : تَمَسَّكَ بِهِ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَرْطِ الْكَلَالَةِ اِنْتِفَاءُ الْوَالِدِ بَلْ يَكْفِي وُجُودَ الْكَلَالَةِ اِنْتِفَاءُ الْوَلَدِ وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَوَاهَا اِبْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إِلَيْهِ , وَلَكِنَّ الَّذِي يَرْجِعُ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجُمْهُورِ : وَقَضَى الصِّدِّيقُ أَنَّهُ الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ , وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ : { وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ } وَلَوْ كَانَ مَعَهَا أَبٌ لَمْ تَرِثْ شَيْئًا لِأَنَّهُ يَحْجُبُهَا بِالْإِجْمَاعِ , فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ مَنْ لَا وَلَدَ لَهُ بِنَصِّ الْقُرْآنِ , وَلَا وَالِدَ بِالنَّصِّ عِنْدَ التَّأَمُّلِ أَيْضًا لِأَنَّ الْأُخْتَ لَا يُفْرَضُ لَهَا النِّصْفُ مَعَ الْوَالِدِ بَلْ لَيْسَ لَهَا مِيرَاثٌ بِالْكُلِّيَّةِ.
وَقَدْ نَقَلَ اِبْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ فِي الْمَيِّتِ تَرَكَ بِنْتًا وَأُخْتًا أَنَّهُ لَا شَيْءَ لِلْأُخْتِ لِقَوْلِهِ : { إِنْ اِمْرُؤُ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ }.
قَالَ فَإِذَا تَرَكَ بِنْتًا وَقَدْ تَرَكَ وَلَدًا فَلَا شَيْءَ لِلْأُخْتِ , وَخَالَفَهُ الْجُمْهُورُ فَقَالُوا فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ لِلْبِنْتِ النِّصْفُ بِالْفَرْضِ وَلِلْأُخْتِ النِّصْفُ الْآخَرُ بِالنَّصِيبِ , بِدَلِيلِ غَيْرِ هَذِهِ الْآيَةِ , { وَلَهُ أُخْتٌ } أَيْ لِأَبٍ وَأُمٍّ أَوْ لِأَبٍ , { فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ } أَيْ الْمَيِّتُ , { وَهُوَ ) أَيْ الْأَخُ لِأَبٍ وَأُمٍّ أَوْ لِأَبٍ , { يَرِثُهَا } أَيْ يَرِثُ جَمِيعَ تَرِكَةِ الْأُخْتِ , { إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ } أَيْ ذَكَرٌ , يَعْنِي أَنَّ الْأُخْتَ إِذَا مَاتَتْ وَتَرَكَتْ أَخًا مِنْ الْأَبِ وَالْأُمِّ أَوْ مِنْ الْأَبِ فَإِنَّهُ يَسْتَغْرِقُ جَمِيعَ مِيرَاثِ الْأُخْتِ إِذَا اِنْفَرَدَ وَلَمْ يَكُنْ لِلْأُخْتِ وَلَدٌ , فَإِنْ كَانَ لَهَا وَلَدٌ ذَكَرٌ فَلَا شَيْءَ لَهُ أَوْ أُنْثَى فَلَهُ مَا فَضَلَ عَنْ نَصِيبِهَا , وَلَوْ كَانَتْ الْأُخْتُ أَوْ الْأَخُ مِنْ أُمٍّ فَفَرْضُهُ السُّدُسُ , { فَإِنْ كَانَتَا } أَيْ الْأُخْتَانِ { اِثْنَتَيْنِ } أَيْ فَصَاعِدًا { فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ } أَيْ الْأَخُ { وَإِنْ كَانُوا } أَيْ الْوَرَثَةُ { إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً } أَيْ ذُكُورًا وَنِسَاءً { فَلِلذَّكَرِ } مِنْهُمْ , { مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ } شَرَائِعَ دِينِكُمْ { أَنْ تَضِلُّوا } أَيْ مَخَافَةَ أَنْ تَضِلُّوا { وَاَللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } وَمِنْهُ الْمِيرَاثُ.
تَنْبِيهٌ ] : الْبَرَاءِ الْمَذْكُورُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ آخِرَ آيَةٍ نَزَلَتْ { يَسْتَفْتُونَك قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ } إِلَخْوَرَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةُ الرِّبَا , وَيُجْمَعُ بَيْنَهُمَا بِأَنَّ الْآخِرِيَّةَ فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ مُفِيدَةٌ بِمَا يَتَعَلَّقُ بِالْمَوَارِيثِ بِخِلَافِ حَدِيثِ اِبْنِ عَبَّاسٍ وَيُحْتَمَلُ عَكْسُهُ.
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ) وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.
قَوْلُهُ : ( وَيُقَالُ اِبْنُ يُحْمِدُ ) بِضَمِّ التَّحْتِيَّةِ وَكَسْرِ الْمِيمِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي السَّفَرِ عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ آخِرُ آيَةٍ أُنْزِلَتْ أَوْ آخِرُ شَيْءٍ نَزَلَ { يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ } قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَأَبُو السَّفَرِ اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ الثَّوْرِيُّ وَيُقَالُ ابْنُ يُحْمِدَ
عن البراء، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} [النساء: ١٧٦]، فقال له النبي صلى الله...
عن طارق بن شهاب، قال: قال رجل من اليهود لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين، لو علينا أنزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لك...
عن عمار بن أبي عمار، قال: قرأ ابن عباس: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة: ٣] وعنده يهودي فقال: لو أنزلت هذه...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يمين الرحمن ملأى سحاء لا يغيضها الليل والنهار» قال: «أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض؟ فإنه...
عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية: {والله يعصمك من الناس} [المائدة: ٦٧] فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من...
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي فنهتهم علماؤهم فلم ينتهوا، فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم...
عن أبي عبيدة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل لما وقع فيهم النقص كان الرجل فيهم يرى أخاه يقع على الذنب فينهاه عنه، فإذا كان الغ...
عن عمر بن الخطاب، أنه قال: «اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء»، فنزلت التي في البقرة: {يسألونك عن الخمر والميسر} [البقرة: ٢١٩]، فدعي عمر فقرئت عليه فقا...
عن البراء، قال: " مات رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تحرم الخمر، فلما حرمت الخمر، قال رجال: كيف بأصحابنا وقد ماتوا يشربون الخمر، فنزلت:...