حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

يا عدي اطرح عنك هذا الوثن - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة التوبة (حديث رقم: 3095 )


3095- عن عدي بن حاتم، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب.
فقال: «يا عدي اطرح عنك هذا الوثن»، وسمعته يقرأ في سورة براءة: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} [التوبة: ٣١]، قال: «أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه»: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث»

أخرجه الترمذي


حسن

شرح حديث (يا عدي اطرح عنك هذا الوثن)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( عَنْ غُطَيْفِ بْنِ أَعْيَنَ ) ‏ ‏الشَّيْبَانِيِّ الْجَزَرِيِّ , وَيُقَالُ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ , ضَعِيفٌ مِنْ السَّابِعَةِ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ , وَقَالَ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَتِهِ : رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا وَقَالَ لَيْسَ بِمَعْرُوفِ فِي الْحَدِيثِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ ) ‏ ‏هُوَ كُلُّ مَا كَانَ عَلَى شَكْلِ خَطَّيْنِ مُتَقَاطِعَيْنِ.
وَقَالَ فِي الْمَجْمَعِ : هُوَ الْمُرَبَّعُ مِنْ الْخَشَبِ لِلنَّصَارَى يَدَّعُونَ أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ صُلِبَ عَلَى خَشَبَةٍ عَلَى تِلْكَ الصُّورَةِ ‏ ‏( اِطْرَحْ عَنْك ) ‏ ‏أَيْ أَلْقِ عَنْ عُنُقِك ‏ ‏( هَذَا الْوَثَنَ ) ‏ ‏هُوَ كُلُّ مَا لَهُ جُثَّةٌ مَعْمُولَةٌ مِنْ جَوَاهِرِ الْأَرْضِ أَوْ مِنْ الْخَشَبِ وَالْحِجَارَةِ , كَصُورَةِ الْآدَمِيِّ , وَالصَّنَمُ : الصُّورَةُ بِلَا جُثَّةٍ , وَقِيلَ هُمَا سَوَاءٌ , وَقَدْ يُطْلَقُ الْوَثَنُ عَلَى غَيْرِ الصُّورَةِ , وَمِنْهُ حَدِيثُ عَدِيٍّ قَدِمْت عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ : " أَلْقِ هَذَا الْوَثَنَ عَنْك " , قَالَهُ فِي الْمَجْمَعِ ‏ ‏{ اِتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ } ‏ ‏أَيْ عُلَمَاءَ الْيَهُودِ ‏ ‏{ وَرُهْبَانَهُمْ } ‏ ‏أَيْ عُبَّادَ النَّصَارَى ‏ ‏{ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } ‏ ‏حَيْثُ اِتَّبَعُوهُمْ فِي تَحْلِيلِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَتَحْرِيمِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ ‏ ‏( قَالَ ) ‏ ‏أَيْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏( أَمَا ) ‏ ‏بِالتَّخْفِيفِ حَرْفُ التَّنْبِيهِ ‏ ‏( إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا ) ‏ ‏أَيْ جَعَلُوا لَهُمْ حَلَالًا وَهُوَ مِمَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ‏ ‏( اِسْتَحَلُّوهُ ) ‏ ‏أَيْ اِعْتَقَدُوهُ حَلَالًا ‏ ‏( وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا ) ‏ ‏أَيْ وَهُوَ مِمَّا أَحَلَّهُ اللَّهُ ‏ ‏( حَرَّمُوهُ ) ‏ ‏أَيْ اِعْتَقَدُوهُ حَرَامًا.
قَالَ فِي فَتْحِ الْبَيَانِ : فِي هَذِهِ الْآيَةِ مَا يَزْجُرُ مَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ , عَنْ التَّقْلِيدِ فِي دِينِ اللَّهِ , وَتَأْثِيرِ مَا يَقُولُهُ الْأَسْلَافُ عَلَى مَا فِي الْكِتَاب الْعَزِيزِ وَالسُّنَّةِ الْمُطَهَّرَةِ , فَإِنَّ طَاعَةَ الْمُتَمَذْهِبِ لِمَنْ يَقْتَدِي بِقَوْلِهِ وَيَسْتَنُّ بِسُنَّتِهِ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ , مَعَ مُخَالَفَته لِمَا جَاءَتْ بِهِ النُّصُوصُ وَقَامَتْ بِهِ حِجَجُ اللَّهِ وَبَرَاهِينُهُ هُوَ كَاِتِّخَاذِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى لِلْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ لِلْقَطْعِ بِأَنَّهُمْ لَمْ يَعْبُدُوهُمْ بَلْ أَطَاعُوهُمْ وَحَرَّمُوا مَا حَرَّمُوا وَحَلَّلُوا مَا حَلَّلُوا , وَهَذَا هُوَ صَنِيعُ الْمُقَلِّدِينَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ , وَهُوَ أَشْبَهُ بِهِ مِنْ شَبَهِ الْبَيْضَةِ بِالْبَيْضَةِ , وَالتَّمْرَةِ بِالتَّمْرَةِ , وَالْمَاءِ بِالْمَاءِ.
فَيَا عِبَادَ اللَّهِ مَا بَالُكُمْ تَرَكْتُمْ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ جَانِبًا وَعَمَدْتُمْ إِلَى رِجَالٍ هُمْ مِثْلُكُمْ فِي تَعَبُّدِ اللَّهِ لَهُمْ بِهِمَا , وَطَلَبِهِ لِلْعَمَلِ مِنْهُمْ بِمَا دَلَّا عَلَيْهِ وَأَفَادَاهُ فَعَمِلْتُمْ بِمَا جَاءُوا بِهِ مِنْ الْآرَاءِ الَّتِي لَمْ تُعْمَدْ بِعِمَادِ الْحَقِّ , وَلَمْ تُعْضَدْ بِعَضُدِ الدِّينِ وَنُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , تُنَادِي بِأَبْلَغِ نِدَاءٍ , وَتُصَوِّتُ بِأَعْلَى صَوْتٍ بِمَا يُخَالِفُ ذَلِكَ وَيُبَايِنُهُ , فَأَعَرْتُمُوهَا آذَانًا صُمًّا , وَقُلُوبًا غُلْفًا , وَأَذْهَانًا كَلِيلَةً , وَخَوَاطِرَ عَلِيلَةً , وَأَنْشَدْتُمْ بِلِسَانِ الْحَالِ : ‏ ‏وَمَا أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ ‏ ‏غَوَيْت وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدُ ‏ ‏اِنْتَهَى.
وَقَالَ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ : قَالَ شَيْخُنَا وَمَوْلَانَا خَاتِمَةُ الْمُحَقِّقِينَ وَالْمُجْتَهِدِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَدْ شَاهَدْت جَمَاعَةً مِنْ مُقَلِّدَةِ الْفُقَهَاءِ قُرِئَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتٌ كَثِيرَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ فَكَانَتْ مَذَاهِبُهُمْ بِخِلَافِ تِلْكَ الْآيَاتِ , فَلَمْ يَقْبَلُوا تِلْكَ الْآيَاتِ وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهَا وَبَقَوْا يَنْظُرُونَ إِلَيَّ كَالْمُتَعَجِّبِ , يَعْنِي كَيْفَ يُمْكِنُ الْعَمَلُ بِظَوَاهِرِ هَذِهِ الْآيَاتِ مَعَ أَنَّ الرِّوَايَةَ عَنْ سَلَفِنَا وَرَدَتْ إِلَى خِلَافِهَا , وَلَوْ تَأَمَّلْت حَقَّ التَّأَمُّلِ وَجَدْت هَذَا الدَّاءَ سَارِيًا فِي عُرُوقِ الْأَكْثَرِينَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا اِنْتَهَى.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ.


حديث يا عدي اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ في سورة براءة اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏غُطَيْفِ بْنِ أَعْيَنَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَتَيْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ ‏ ‏يَا ‏ ‏عَدِيُّ ‏ ‏اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ ‏ ‏بَرَاءَةٌ ‏ { ‏اتَّخَذُوا ‏ ‏أَحْبَارَهُمْ ‏ ‏وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ‏} ‏قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ غَرِيبٌ ‏ ‏لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ‏ ‏عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ ‏ ‏وَغُطَيْفُ بْنُ أَعْيَنَ ‏ ‏لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ فِي الْحَدِيثِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما

عن أنس، أن أبا بكر حدثه، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار: لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال: «يا أبا بكر، ما ظنك باثن...

لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت

عن ابن عباس، قال: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه، فقام إليه، فلما وقف عليه يريد الصلا...

أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه ق...

عن ابن عمر، قال: جاء عبد الله بن عبد الله بن أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين مات أبوه فقال: أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له، فأعطاه ق...

تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول ي...

عن أبي سعيد الخدري، أنه قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقال رجل: هو مسجد قباء، وقال الآخر: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه...

نزلت هذه الآية في أهل قباء فيه رجال يحبون أن يتطه...

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " نزلت هذه الآية في أهل قباء {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} [التوبة: ١٠٨] " قال: «كانو...

سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان

عن علي، قال: " سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت له: أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أوليس استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فذكرت ذلك للنبي صل...

أبشر يا كعب بن مالك بخير يوم أتى عليك منذ ولدتك أم...

عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك إلا بدرا، ولم يعاتب النبي صلى ال...

والله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي...

عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت، حدثه قال: " بعث إلي أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال: إن عمر بن الخطاب قد أتاني فقال: إ...

يا معشر المسلمين أعزل عن نسخ كتابة المصحف ويتولاها...

عن أنس، أن حذيفة قدم على عثمان بن عفان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فرأى حذيفة اختلافهم في القرآن، فقال لعثمان بن عفا...