حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إن قومك قد هلكوا فادع الله لهم - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة الدخان (حديث رقم: 3254 )


3254- عن الأعمش، ومنصور، سمعا أبا الضحى، يحدث عن مسروق، قال: جاء رجل إلى عبد الله، فقال: إن قاصا يقص يقول: إنه يخرج من الأرض الدخان فيأخذ بمسامع الكفار ويأخذ المؤمن كهيئة الزكام، قال: فغضب وكان متكئا فجلس ثم قال: إذا سئل أحدكم عما يعلم فليقل به - قال منصور: فليخبر به - وإذا سئل عما لا يعلم فليقل الله أعلم، فإن من علم الرجل إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، فإن الله تعالى قال لنبيه {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} [ص: ٨٦] إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى قريشا استعصوا عليه قال: «اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف، فأخذتهم سنة فأحصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة» - وقال أحدهما: العظام - قال: " وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان، فأتاه أبو سفيان فقال: إن قومك قد هلكوا فادع الله لهم " قال: " فهذا لقوله {يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم} [الدخان: ١١] " قال منصور: " هذا لقوله: {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون} [الدخان: ١٢] فهل يكشف عذاب الآخرة؟ قال: مضى البطشة، واللزام، والدخان " وقال أحدهما: القمر، وقال الآخر: الروم ".
واللزام يعني يوم بدر.
وهذا حديث حسن صحيح

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (إن قومك قد هلكوا فادع الله لهم)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ ) ‏ ‏بِضَمِّ الْجِيمِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ الْمَكِّيُّ مَوْلَى بَنَى عَبْدِ الدَّارِ صَدُوقٌ مِنْ التَّاسِعَةِ ‏ ‏( أَبَا الضُّحَى ) ‏ ‏هُوَ مُسْلِمُ بْنُ صُبَيْحٍ ‏ ‏( إِلَى عَبْدِ اللَّهِ ) ‏ ‏هُوَ اِبْنُ مَسْعُودٍ ‏ ‏( إِنَّ قَاصًّا يَقُصُّ ) ‏ ‏وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي كِنْدَةَ ‏ ‏( فَيَأْخُذُ بِمَسَامِعِ الْكُفَّارِ ) ‏ ‏جَمْعُ مَسْمَعٍ آلَةُ السَّمْعِ أَوْ جَمْعُ سَمْعٍ بِغَيْرِ قِيَاسٍ , وَالْمَسْمَعُ بِالْفَتْحِ خَرْقُهَا , وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ , وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ فَيَأْخُذُ بِأَنْفَاسِ الْكُفَّارِ ‏ ‏( فَغَضِبَ ) ‏ ‏أَيْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ‏ ‏( فَلْيَقُلْ بِهِ ) ‏ ‏أَيْ بِمَا يَعْلَمُ ‏ ‏( فَإِنَّ مَنْ عِلْمِ الرَّجُلِ إِلَخْ ) ‏ ‏قَوْلُهُ : مِنْ عِلْمِ الرَّجُلِ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ لِإِنَّ وَاسْمُهَا أَنْ يَقُولَ اللَّهُ أَعْلَمُ , وَقَوْلُهُ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ ظَرْفٌ لِقَوْلِهِ عِلْمِ الرَّجُلِ , وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الرُّومِ فَإِنَّ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ لَا أَعْلَمُ.
قَالَ الْحَافِظُ يَعْنِي أَنَّ تَمْيِيزَ الْمَعْلُومِينَ الْمَجْهُولَ نَوْعٌ مِنْ الْعِلْمِ وَهَذَا مُنَاسِبٌ لِمَا اُشْتُهِرَ مِنْ أَنَّ لَا أَدْرِي نِصْفُ الْعِلْمِ , وَلِأَنَّ الْقَوْلَ فِيمَا لَا يُعْلَمُ قِسْمُ مِنْ التَّكَلُّفِ ‏ ‏( فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ ( { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ } ) ‏ ‏فِي قَوْلِ اِبْنِ مَسْعُودٍ هَذَا وَفِيمَا قَبْلَهُ تَعْرِيضٌ بِالرَّجُلِ الْقَاصِّ الَّذِي كَانَ يَقُولُ : يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَا فَأَنْكَرَ اِبْنُ مَسْعُودٍ ذَلِكَ وَقَالَ لَا تَتَكَلَّفُوا فِيمَا لَا تَعْلَمُونَ وَبَيَّنَ قِصَّةَ الدُّخَانِ وَقَالَ إِنَّهُ كَهَيْئَةِ إِلَخْ.
وَذَلِكَ قَدْ كَانَ وَوَقَعَ.
قَالَ الْعَيْنِيُّ : فِيهِ خِلَافٌ فَإِنَّهُ رُوِيَ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ أَنَّهُ دُخَانٌ يَجِيءُ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ اِنْتَهَى , وَقَالَ الْحَافِظُ وَهَذَا الَّذِي أَنْكَرَهُ اِبْنُ مَسْعُودٍ قَدْ جَاءَ عَنْ عَلِيٍّ فَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : آيَةُ الدُّخَانِ لَمْ تَمْضِ بَعْدُ يَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ وَيُنْفَخُ الْكَافِرُ حَتَّى يَنْفَدَ , وَيُؤَيِّدُ كَوْنَ آيَةِ الدُّخَانِ لَمْ تَمْضِ مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي شُرَيْحَةَ رَفَعَهُ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَرَوْا عَشْرَ آيَاتٍ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدُّخَانَ وَالدَّابَّةَ " الْحَدِيثَ , وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ حَدِيثِ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ مَرْفُوعًا فِي خُرُوجِ الْآيَاتِ وَالدُّخَانِ قَالَ حُذَيْفَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الدُّخَانُ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ.
قَالَ " أَمَّا الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزَّكْمَةِ وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَخْرُجُ مِنْ مَنْخِرَيْهِ وَأُذُنَيْهِ وَدُبُرِهِ " وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.
وَذَكَرَ الْحَافِظُ رِوَايَاتٍ أُخْرَى ضَعِيفَةً ثُمَّ قَالَ لَكِنْ تَضَافُرُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِذَلِكَ أَصْلًا اِنْتَهَى.
قَالَ الْعَيْنِيُّ فِي الْعُمْدَةِ : وَقَالَ اِبْنُ دِحْيَةَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ النَّظَرُ الصَّحِيحُ حَمْلَ أَمْرِ الدُّخَانِ عَلَى قَضِيَّتَيْنِ إِحْدَاهُمَا وَقَعَتْ وَكَانَتْ وَالْأُخْرَى سَتَقَعُ أَيْ بِقُرْبِ الْقِيَامَةِ ‏ ‏( اِسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ ) ‏ ‏أَيْ أَظْهَرُوا الْعِصْيَانَ وَلَمْ يَتْرُكُوا الشِّرْكَ ‏ ‏( بِسَبْعٍ ) ‏ ‏أَيْ بِسَبْعِ سِنِينَ فِيهَا جَدْبٌ وَقَحْطٌ ‏ ‏( فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ ) ‏ ‏بِفَتْحِ السِّينِ وَهِيَ الْجَدْبُ وَالْقَحْطُ ‏ ‏( فَأَحْصَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) ‏ ‏أَيْ اِسْتَأْصَلَتْهُ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ فَحَصَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَيْ أَذْهَبَتْهُ وَالْحَصُّ إِذْهَابُ الشَّعْرِ عَنْ الرَّأْسِ بِحَلْقٍ أَوْ مَرَضٍ كَذَا فِي النِّهَايَةِ ‏ ‏( وَقَالَ أَحَدُهُمَا ) ‏ ‏الضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى الْأَعْمَشِ وَمَنْصُورٍ ‏ ‏( الْعِظَامَ ) ‏ ‏رَوَى مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ وَفِيهِ ( حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ ) , وَرَوَاهُ مِنْ طُرُقِ مَنْصُورٍ وَفِيهِ حَتَّى ( أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ ) ‏ ‏( وَجَعَلَ يَخْرُجُ مِنْ الْأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ ) ‏ ‏وَكَذَلِكَ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ , وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لَهُ : فَكَانَ يَقُومُ أَحَدُهُمْ فَكَانَ يَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ مِثْلَ الدُّخَانِ مِنْ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ.
قَالَ الْحَافِظُ وَلَا تَدَافُعَ بَيْنَهُمَا لِأَنَّهُ يُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مَبْدَؤُهُ مِنْ الْأَرْضِ وَمُنْتَهَاهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَا مُعَارَضَةَ أَيْضًا بَيْنَ قَوْلِهِ يَخْرُجُ مِنْ الْأَرْضِ وَبَيْنَ قَوْلِهِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ لِاحْتِمَالِ وُجُودِ الْأَمْرَيْنِ بِأَنْ يَخْرُجَ مِنْ الْأَرْضِ بُخَارٌ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنْ شِدَّةِ حَرَارَةِ الْأَرْضِ وَوَهَجِهَا مِنْ عَدَمِ الْغَيْثِ وَكَانُوا يَرَوْنَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ مِثْلَ الدُّخَانِ مِنْ فَرْطِ حَرَارَةِ الْجُوعِ , أَوْ الَّذِي كَانَ يَخْرُجُ مِنْ الْأَرْضِ بِحَسَبِ تَخَيُّلِهِمْ ذَلِكَ مِنْ غَشَاوَةِ أَبْصَارِهِمْ مِنْ فَرْطِ الْجُوعِ أَوْ لَفْظُ مِنْ الْجُوعِ صِفَةُ الدُّخَانِ أَيْ يَرَوْنَ مِثْلَ الدُّخَانِ الْكَائِنِ مِنْ الْجُوعِ ‏ ‏( { يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ } ) ‏ ‏الْآيَةَ بِتَمَامِهَا مَعَ تَفْسِيرِهَا هَكَذَا { فَارْتَقِبْ } أَيْ اِنْتَظِرْ يَا مُحَمَّدُ عَذَابَهُمْ فَحَذَفَ مَفْعُولَ فَارْتَقِبْ لِدَلَالَةِ مَا بَعْدَهُ عَلَيْهِ وَهُوَ قَوْلُهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ , وَقِيلَ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ مَفْعُولُ فَارْتَقِبْ يُقَالُ رَقَبْته فَارْتَقَبْته نَحْوَ نَظَرْته فَانْتَظَرْته ( { يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ } ) أَيْ ظَاهِرٍ ‏ ‏( { يَغْشَى النَّاسَ } ) ‏ ‏أَيْ يُحِيطُهُمْ ‏ ‏( { هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } ) ‏ ‏يَقُولُ اللَّهُ ذَلِكَ وَقِيلَ يَقُولُهُ النَّاسُ رَبَّنَا اِكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا أَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ قَالُوا : ‏ ‏( { رَبَّنَا اِكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ } ) ‏ ‏وَهُوَ الْقَحْطُ الَّذِي أَكَلُوا فِيهِ الْمَيْتَاتِ وَالْجُلُودَ ‏ ‏( { إِنَّا مُؤْمِنُونَ } ) ‏ ‏أَيْ مُصَدِّقُونَ بِنَبِيِّك { أَنَّى لَهُمْ الذِّكْرَى } أَيْ كَيْفَ يَتَذَكَّرُونَ وَيَتَّعِظُونَ بِهَذِهِ الْحَالَةِ { وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ } مَعْنَاهُ وَقَدْ جَاءَهُمْ مَا هُوَ أَعْظَمُ وَأَدْخَلُ فِي وُجُوبِ الطَّاعَةِ , وَهُوَ مَا ظَهَرَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ الظَّاهِرَاتِ { ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ } أَيْ أَعْرَضُوا { وَقَالُوا مُعَلَّمٌ } أَيْ يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنُ , بَشَرٌ مَجْنُونٌ { إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ } أَيْ الْجُوعِ عَنْكُمْ { قَلِيلًا } أَيْ زَمَنًا قَلِيلًا فَكَشَفَ عَنْهُمْ { إِنَّكُمْ عَائِدُونَ } أَيْ إِلَى كُفْرِكُمْ فَعَادُوا إِلَيْهِ { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى } هُوَ يَوْمُ بَدْرٍ , وَالْبَطْشُ الْأَخْذُ بِقُوَّةٍ { إِنَّا مُنْتَقِمُونَ } أَيْ مِنْهُمْ ‏ ‏( فَهَلْ يُكْشَفُ عَذَابُ الْآخِرَةِ ) ‏ ‏وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ بِالْهَمْزَةِ قَالَ النَّوَوِيُّ : هَذَا اِسْتِفْهَامُ إِنْكَارٍ عَلَى مَنْ يَقُولُ إِنَّ الدُّخَانَ يَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ يَعْنِي الَّتِي فِيهَا قَالَ يَأْتِي النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دُخَانٌ فَيَأْخُذُ بِأَنْفَاسِهِمْ حَتَّى يَأْخُذَهُمْ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ فَقَالَ اِبْنُ مَسْعُودٍ : هَذَا قَوْلٌ بَاطِلٌ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : { إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ } وَمَعْلُومٌ أَنَّ كَشْفَ الْعَذَابِ ثُمَّ عَوْدَهُمْ لَا يَكُونُ فِي الْآخِرَةِ وَإِنَّمَا هُوَ فِي الدُّنْيَا اِنْتَهَى ( قَالَ ) أَيْ اِبْنُ مَسْعُودٍ ‏ ‏( مَضَى الْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ وَالدُّخَانُ وَقَالَ أَحَدُهُمْ الْقَمَرُ وَقَالَ الْآخَرُ الرُّومُ ) ‏ ‏وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ وَقَالَ أَحَدُهُمَا وَهُوَ الظَّاهِرُ , وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : خَمْسَةٌ قَدْ مَضَيْنَ الدُّخَانُ وَالْقَمَرُ وَالرُّومُ وَالْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ { فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا } هَلَاكًا.
قَالَ الْعَيْنِيُّ قَوْلُهُ خَمْسٌ أَيْ خَمْسُ عَلَامَاتٍ قَدْ مَضَيْنَ أَيْ وَقَعْنَ [ الْأُولَى ] - الدُّخَانُ قَالَ تَعَالَى : { يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ }.
[ الثَّانِيَةُ ] - الْقَمَرُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { اِقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ }.
[ الثَّالِثَةُ ] - الرُّومُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { الم غُلِبَتْ الرُّومُ }.
[ الرَّابِعَةُ ] - الْبَطْشَةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى } وَهُوَ الْقَتْلُ الَّذِي وَقَعَ يَوْمَ بَدْرٍ.
[ الْخَامِسَةُ ] - اللِّزَامُ { فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا } قِيلَ هُوَ الْقَحْطُ وَقِيلَ هُوَ اِلْتِصَاقُ الْقَتْلَى بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ فِي بَدْرٍ , وَقِيلَ هُوَ الْأَسْرُ فِيهِ وَقَدْ أُسِرَ سَبْعُونَ قُرَشِيًّا فِيهِ ‏ ‏( قَالَ أَبُو عِيسَى اللِّزَامُ يَوْمُ بَدْرٍ ) ‏ ‏اُخْتُلِفَ فِيهِ فَذَكَرَ اِبْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ أَنَّهُ الْقَتْلُ الَّذِي أَصَابَهُمْ بِبَدْرٍ , رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ اِبْنِ مَسْعُودٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ وَالضَّحَّاكِ.
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فَعَلَى هَذَا تَكُونُ الْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ وَاحِدًا , وَعَنْ الْحَسَنِ : اللِّزَامُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَعَنْهُ أَنَّهُ الْمَوْتُ وَقِيلَ يَكُونُ ذَنْبُكُمْ عَذَابًا لَازِمًا لَكُمْ كَذَا فِي الْعُمْدَةِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالشَّيْخَانِ وَالنَّسَائِيُّ.


حديث اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة فأحصت كل شيء حتى أكلوا الجلود والميتة

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْأَعْمَشِ ‏ ‏وَمَنْصُورٍ ‏ ‏سَمِعَا ‏ ‏أَبَا الضُّحَى ‏ ‏يُحَدِّثُ عَنْ ‏ ‏مَسْرُوقٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏فَقَالَ إِنَّ قَاصًّا يَقُصُّ يَقُولُ إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ الْأَرْضِ الدُّخَانُ فَيَأْخُذُ بِمَسَامِعِ الْكُفَّارِ وَيَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ قَالَ فَغَضِبَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ إِذَا سُئِلَ أَحَدُكُمْ عَمَّا يَعْلَمُ فَلْيَقُلْ بِهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مَنْصُورٌ ‏ ‏فَلْيُخْبِرْ بِهِ ‏ ‏وَإِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ فَلْيَقُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ مِنْ عِلْمِ الرَّجُلِ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ ‏ { ‏قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ ‏} ‏إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَمَّا رَأَى ‏ ‏قُرَيْشًا ‏ ‏اسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ قَالَ ‏ ‏اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ ‏ ‏يُوسُفَ ‏ ‏فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ ‏ ‏فَأَحْصَتْ ‏ ‏كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتَةَ وَقَالَ أَحَدُهُمَا الْعِظَامَ قَالَ وَجَعَلَ يَخْرُجُ مِنْ الْأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ فَأَتَاهُ ‏ ‏أَبُو سُفْيَانَ ‏ ‏فَقَالَ إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏فَهَذَا لِقَوْلِهِ ‏ { ‏يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ‏ ‏يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ‏} ‏قَالَ ‏ ‏مَنْصُورٌ ‏ ‏هَذَا لِقَوْلِهِ ‏ { ‏رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ‏} ‏فَهَلْ يُكْشَفُ عَذَابُ الْآخِرَةِ قَدْ مَضَى الْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ وَالدُّخَانُ ‏ ‏و قَالَ ‏ ‏أَحَدُهُمْ ‏ ‏الْقَمَرُ وَقَالَ الْآخَرُ ‏ ‏الرُّومُ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏وَاللِّزَامُ ‏ ‏يَعْنِي يَوْمَ ‏ ‏بَدْرٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏وَهَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

ما من مؤمن إلا وله بابان باب يصعد منه عمله وباب ين...

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مؤمن إلا وله بابان، باب يصعد منه عمله، وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه»، فذلك قول...

أيها الناس إنه كان اسمي في الجاهلية فلان فسماني رس...

عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أخي عبد الله بن سلام، قال: لما أريد عثمان جاء عبد الله بن سلام، فقال له عثمان: ما جاء بك؟ قال: جئت في نصرتك، قال: اخرج إل...

لعله كما قال الله تعالى فلما رأوه عارضا مستقبل أو...

عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر، فإذا مطرت سري عنه قالت: فقلت له، فقال: " وما أدري لعله كما قال الله تعالى {فلما...

كل عظم يذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما كا...

عن علقمة، قال: قلت لابن مسعود: هل صحب النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد؟ قال: ما صحبه منا أحد ولكن قد افتقدناه ذات ليلة وهو بمكة، فقلنا اغتي...

إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة

عن أبي هريرة، {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} [محمد: ١٩] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة».<br> هذا حديث حسن صح...

تلا رسول الله ﷺ يوما هذه الآية وإن تتولوا يستبدل ق...

عن أبي هريرة، قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما هذه الآية {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} [محمد: ٣٨] قالوا: ومن يستبدل بن...

والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناو...

عن أبي هريرة، أنه قال: قال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، من هؤلاء الذين ذكر الله إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالن...

أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس إنا فتحنا لك فتح...

عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت، ثم...

لقد نزلت علي آية أحب إلي مما على الأرض

عن أنس قال: أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} [الفتح: ٢] مرجعه من الحديبية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «...