3364-
عن أبي بن كعب، أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فأنزل الله: {قل هو الله أحد الله الصمد} [الإخلاص: ١] فالصمد: الذي لم يلد ولم يولد، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث: {ولم يكن له كفوا أحد} [الإخلاص: ٤] قال: «لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء»
3365- عن أبي العالية، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر آلهتهم فقالوا: انسب لنا ربك.
قال: فأتاه جبريل بهذه السورة: قل هو الله أحد، فذكر نحوه ولم يذكر فيه، عن أبي بن كعب.
وهذا أصح من حديث أبي سعد.
وأبو سعد اسمه: محمد بن ميسر، وأبو جعفر الرازي اسمه: عيسى، وأبو العالية اسمه: رفيع وكان عبدا أعتقته امرأة سائبة
(1) حسن دون قوله والصمد الذي (2) ضعيف
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازَيِّ ) اِسْمُهُ عِيسَى بْنُ أَبِي عِيسَى.
قَوْلُهُ : ( اُنْسُبْ لَنَا رَبَّك ) بِصِيغَةِ الْأَمْرِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَضَرَبَ أَيْ صِفْهُ لَنَا يُقَالُ نَسَبَ الرَّجُلَ إِذَا وَصَفَهُ وَذَكَرَ نَسَبَهُ ( وَالصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) قَالَ الْحَافِظُ اِبْنُ كَثِيرٍ قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : الصَّمَدُ هُوَ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ كَأَنَّهُ جَعَلَ مَا بَعْدَهُ تَفْسِيرًا لَهُ وَهُوَ قَوْلُهُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَهُوَ تَفْسِيرٌ جَيِّدٌ.
وَحَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ صَرِيحٌ فِيهِ اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ : بَابُ قَوْلِهِ : اللَّهُ الصَّمَدُ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي أَشْرَافَهَا الصَّمَدَ , وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ السَّيِّدُ الَّذِي اِنْتَهَى سُؤْدُدُهُ اِنْتَهَى.
قَالَ الْعَيْنِيُّ : أَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَنَّ مَعْنَى الصَّمَدِ عِنْدَ الْعَرَبِ الشَّرَفُ وَلِهَذَا يُسَمُّونَ رُؤَسَاءَهُمْ الْأَشْرَافَ بِالصَّمَدِ , وَعَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ هُوَ السَّيِّدُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِيهِ أَنْوَاعُ الشَّرَفِ وَالسُّؤْدُدِ , وَقِيلَ هُوَ السَّيِّدُ الْمَقْصُودُ فِي الْحَوَائِجِ تَقُولُ الْعَرَبُ صَمَدْت فُلَانًا أَصْمُدُهُ صَمْدًا بِسُكُونِ الْمِيمِ إِذَا قَصَدْته وَالْمَصْمُودُ صَمَدَ وَيُقَالُ بَيْتٌ مَصْمُودٌ وَمُصْمَدٌ إِذَا قَصَدَهُ النَّاسُ فِي حَوَائِجِهِمْ اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْخَازِنُ : قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ الصَّمَدُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ , وَبِهِ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ , وَوَجْهُ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ اللُّغَةُ أَنَّ الصَّمَدَ الشَّيْءُ الْمُصْمَدُ الصُّلْبُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ رُطُوبَةٌ وَلَا رَخَاوَةٌ , وَمِنْهُ يُقَالُ لِسَدَّادِ الْقَارُورَةِ الصِّمَادُ فَإِنْ فُسِّرَ الصَّمَدُ بِهَذَا كَانَ مِنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ وَيَتَعَالَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ صِفَاتِ الْجِسْمِيَّةِ , وَقِيلَ وَجْهُ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ الصَّمَدَ الَّذِي لَيْسَ بِأَجْوَفَ مَعْنَاهُ هُوَ الَّذِي لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ وَهُوَ الْغَنِيُّ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ , فَعَلَى هَذَا الِاعْتِبَارِ هُوَ صِفَةُ كَمَالٍ , وَالْقَصْدُ بِقَوْلِهِ اللَّهُ الصَّمَدُ التَّنْبِيهُ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى بِخِلَافِ مَنْ أَثْبَتُوا لَهُ الْأُلُوهِيَّةَ وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى { مَا الْمَسِيحُ اِبْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ } وَرَوَى الْبُخَارِيُّ فِي أَفْرَادِهِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : الصَّمَدُ هُوَ السَّيِّدُ الَّذِي اِنْتَهَى سُؤْدُدُهُ وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا , قَالَ هُوَ السَّيِّدُ الَّذِي كَمُلَ فِيهِ جَمِيعُ أَوْصَافِ السُّؤْدُدِ , وَقَبْلُ هُوَ السَّيِّدُ الْمَقْصُودُ فِي جَمِيعِ الْحَوَائِجِ الْمَرْغُوبِ إِلَيْهِ فِي الرَّغَائِبِ , الْمُسْتَعَانُ بِهِ عِنْدَ الْمَصَائِبِ وَتَفْرِيجِ الْكُرَبِ , وَقِيلَ هُوَ الْكَامِلُ فِي جَمِيعِ صِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ وَتِلْكَ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّهُ الْمُتَنَاهِي فِي السُّؤْدُدِ وَالشَّرَفِ وَالْعُلُوِّ وَالْعَظَمَةِ وَالْكَمَالِ وَالْكَرَمِ وَالْإِحْسَانِ , وَقِيلَ الصَّمَدُ الدَّائِمُ الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ خَلْقِهِ , وَقِيلَ الصَّمَدُ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ وَهُوَ قَوْلُ عَلِيٍّ , وَقِيلَ هُوَ الَّذِي لَا تَعْتَرِيهِ الْآفَاتُ , وَلَا تُغَيِّرُهُ الْأَوْقَاتُ , وَقِيلَ هُوَ الَّذِي لَا عَيْبَ فِيهِ , وَقِيلَ الصَّمَدُ هُوَ الْأَوَّلُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ زَوَالٌ وَالْآخِرُ الَّذِي لَيْسَ لِمُلْكِهِ اِنْتِقَالٌ , وَالْأَوْلَى أَنْ يُحْمَلَ لَفْظُ الصَّمَدِ عَلَى كُلِّ مَا قِيلَ فِيهِ لِأَنَّهُ مُحْتَمِلٌ لَهُ , فَعَلَى هَذَا يَقْتَضِي أَنْ لَا يَكُونَ فِي الْوُجُودِ صَمَدٌ سِوَى اللَّهِ تَعَالَى الْعَظِيمِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَأَنَّهُ اِسْمٌ خَاصٌّ بِاَللَّهِ تَعَالَى اِنْفَرَدَ بِهِ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتُ الْعُلْيَا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ اِنْتَهَى مَا فِي الْخَازِنِ مُخْتَصَرًا ( لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلَّا سَيَمُوتُ إِلَخْ ) هَذَا دَلِيلٌ لِقَوْلِهِ لَمْ يُولَدْ ( وَلَا عِدْلٌ ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الدَّالِ أَيْ مِثْلٌ.
قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ) الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ ( عَنْ الرَّبِيعِ ) بْنِ أَنَسٍ.
قَوْلُهُ : ( ذَكَرَ آلِهَتَهُمْ ) أَيْ آلِهَةَ الْمُشْرِكِينَ.
قَوْلُهُ : ( وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعْدٍ ) أَيْ حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى مُرْسَلًا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعْدٍ مُتَّصِلًا لِأَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى ثِقَةٌ وَأَبَا سَعْدٍ ضَعِيفٌ , وَحَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ هَذَا أَخْرَجَهُ أَيْضًا أَحْمَدُ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ( وَأَبُو سَعْدٍ اِسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ ) بِوَزْنِ مُحَمَّدٍ وَقَدْ وَقَعَتْ بَعْدَ هَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ هَذِهِ الْعِبَارَةُ وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ اِسْمُهُ عِيسَى وَأَبُو الْعَالِيَةِ اِسْمُهُ رَفِيعٌ وَكَانَ عَبْدًا أَعْتَقَتْهُ اِمْرَأَةٌ صَابِئَةٌ اِنْتَهَتْ وَوَقَعَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ اِمْرَأَةٌ سَايِبِيَّةٌ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ هُوَ الصَّغَانِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ } وَالصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ لَأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلَّا سَيَمُوتُ وَلَا شَيْءٌ يَمُوتُ إِلَّا سَيُورَثُ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمُوتُ وَلَا يُورَثُ { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } قَالَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيهٌ وَلَا عِدْلٌ وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ عَنْ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ آلِهَتَهُمْ فَقَالُوا انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ قَالَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ بِهَذِهِ السُّورَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعْدٍ وَأَبُو سَعْدٍ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ اسْمُهُ عِيسَى وَأَبُو الْعَالِيَةِ اسْمُهُ رُفَيْعٌ وَكَانَ عَبْدًا أَعْتَقَتْهُ امْرَأَةٌ سَابِيَةٌ
عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر، فقال: «يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب»: «هذا حديث حسن صحيح»
عن عقبة بن عامر الجهني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قد أنزل الله علي آيات لم ير مثلهن: {قل أعوذ برب الناس} [الناس: ١] إلى آخر السورة، و {قل أعو...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذنه، فقال له ربه: رحمك الله يا...
عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما خلق الله الأرض جعلت تميد، فخلق الجبال، فقال بها عليها فاستقرت، فعجبت الملائكة من شدة الجبال.<br...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء»: «هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عمران القطان، وعمر...
عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء مخ العبادة»: «هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة»
عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه من لم يسأل الله يغضب عليه»: وقد روى وكيع، عن غير واحد، عن أبي المليح، هذا الحديث ولا نعرفه ⦗...
عن أبي موسى الأشعري، قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فلما قفلنا أشرفنا على المدينة،» فكبر الناس تكبيرة، ورفعوا بها أصواتهم، فقال ر...