حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب الدعوات باب منه (حديث رقم: 3401 )


3401- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات، فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعد، فإذا اضطجع فليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، فإذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي وأذن لي بذكره " وفي الباب عن جابر، وعائشة،: " وحديث أبي هريرة حديث حسن، وروى بعضهم هذا الحديث وقال: فلينفضه بداخلة إزاره "

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث ( إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ" ‏ ‏وَفِي رِوَايَةِ الشَّيْخَانِ " إِذَا آوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ " ‏ ‏" فَلْيَنْفُضْهُ" ‏ ‏بِضَمِّ الْفَاءِ أَيْ فَلْيُحَرِّكْهُ ‏ ‏( بِصِنْفَةِ إِزَارِهِ ) ‏ ‏قَالَ فِي الْقَامُوسِ : صَنْفَةُ الثَّوْبِ كَفَرْحَةٍ وَصِنْفَةُ وَصِنْفَتُهُ.
بِكَسْرِهِمَا حَاشِيَتُهُ أَيُّ جَانِبٍ كَانَ أَوْ جَانِبُهُ الَّذِي لَا هُدْبَ لَهُ أَوْ الَّذِي فِيهِ الْهُدْبُ اِنْتَهَى.
وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ , وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ.
قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ : دَاخِلَةُ الْإِزَارِ طَرَفُهُ وَحَاشِيَتُهُ مِنْ دَاخِلٍ وَإِنَّمَا أَمَرَهُ بِدَاخِلَتِهِ دُونَ خَارِجَتِهِ لِأَنَّ الْمُؤْتَزِرَ يَأْخُذُ إِزَارَهُ بِيَمِينِهِ وَشِمَالِهِ فَيَلْزَقُ مَا بِشِمَالِهِ عَلَى جَسَدِهِ وَهِيَ دَاخِلَةُ إِزَارِهِ ثُمَّ يَضَعُ مَا بِيَمِينِهِ فَوْقَ دَاخِلَتِهِ فَمَتَى عَاجَلَهُ أَمْرٌ أَوْ خَشِيَ سُقُوطَ إِزَارِهِ مَسَكَهُ بِشِمَالِهِ وَدَفَعَ عَنْ نَفْسِهِ بِيَمِينِهِ فَإِذَا صَارَ إِلَى فِرَاشِهِ فَحَلَّ إِزَارَهُ فَإِنَّمَا يَحِلُّ بِيَمِينِهِ خَارِجَةَ الْإِزَارِ وَتَبْقَى الدَّاخِلَةُ مُعَلَّقَةً وَبِهَا يَقَعُ النَّفْضُ لِأَنَّهَا غَيْرُ مَشْغُولَةٍ بِالْيَدِ اِنْتَهَى قَالَ الْقَارِي : قِيلَ النَّفْضُ بِإِزَارِهِ لِأَنَّ الْغَالِبَ فِي الْعَرَبِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ ثَوْبٌ غَيْرَ مَا هُوَ عَلَيْهِمْ مِنْ إِزَارٍ وَرِدَاءٍ , وَقَيَّدَ بِدَاخِلِ الْإِزَارِ لِيَبْقَى الْخَارِجُ نَظِيفًا وَلِأَنَّ هَذَا أَيْسَرُ وَلِكَشْفِ الْعَوْرَةِ أَقَلُّ وَأَسْتَرُ , وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَنَّ رَسْمَ الْعَرَبِ تَرْكُ الْفِرَاشِ فِي مَوْضِعِهِ لَيْلًا وَنَهَارًا وَلِذَا عَلَّلَهُ وَقَالَ ‏ ‏" فَإِنَّهُ" ‏ ‏أَيْ الشَّأْنُ وَالْمُرِيدُ لِلنَّوْمِ ‏ ‏" لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ " ‏ ‏بِالْفَتَحَاتِ وَالتَّخْفِيفِ ‏ ‏" عَلَيْهِ " ‏ ‏أَيْ عَلَى الْفِرَاشِ ‏ ‏" بَعْدَهُ " ‏ ‏أَيْ مَا صَارَ بَعْدَهُ خَلَفًا وَبَدَلًا عَنْهُ إِذَا غَابَ.
قَالَ الطِّيبِيُّ : مَعْنَاهُ لَا يَدْرِي مَا وَقَعَ فِي فِرَاشِهِ بَعْدَمَا خَرَجَ مِنْهُ مِنْ تُرَابٍ أَوْ قَذَاةٍ أَوْ هَوَامَّ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَنْفُضَ فِرَاشَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ لِئَلَّا يَكُونَ قَدْ دَخَلَ فِيهِ حَيَّةٌ أَوْ عَقْرَبٌ أَوْ غَيْرُهُمَا مِنْ الْمُؤْذِيَاتِ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ , وَلْيَنْفُضْ وَيَدُهُ مَسْتُورَةٌ بِطَرَفِ إِزَارِهِ لِئَلَّا يَحْصُلَ فِي يَدِهِ مَكْرُوهٌ إِنْ كَانَ شَيْءٌ هُنَاكَ ‏ ‏" بِاسْمِك رَبِّي وَضَعْت جَنْبِي" ‏ ‏أَيْ مُسْتَعِينًا بِاسْمِك يَا رَبِّي ‏ ‏" وَبِك أَرْفَعُهُ" ‏ ‏أَيْ بِاسْمِك أَوْ بِحَوْلِك وَقُوَّتِك أَرْفَعُهُ فَلَا أَسْتَغْنِي عَنْك بِحَالٍ ‏ ‏" فَإِنْ أَمْسَكْت نَفْسِي " ‏ ‏أَيْ قَبَضْت رُوحِي فِي النَّوْمِ ‏ ‏( فَارْحَمْهَا ) ‏ ‏أَيْ بِالْمَغْفِرَةِ وَالتَّجَاوُزِ عَنْهَا ‏ ‏" وَإِنْ أَرْسَلْتهَا" ‏ ‏بِأَنْ رَدَدْت الْحَيَاةَ إِلَيَّ وَأَيْقَظْتنِي مِنْ النَّوْمِ ‏ ‏" فَاحْفَظْهَا" ‏ ‏أَيْ مِنْ الْمَعْصِيَةِ وَالْمُخَالَفَةِ ‏ ‏" بِمَا تَحْفَظُ بِهِ" ‏ ‏أَيْ مِنْ التَّوْفِيقِ وَالْعِصْمَةِ وَالْأَمَانَةِ ‏ ‏( عِبَادَك الصَّالِحِينَ ) ‏ ‏أَيْ الْقَائِمِينَ بِحُقُوقِ اللَّهِ وَعِبَادِهِ.
وَالْبَاءُ فِي بِمَا تَحْفَظُ مِثْلُهَا فِي كَتَبْت بِالْقَلَمِ , وَمَا مَوْصُولَةٌ مُبْهَمَةٌ وَبَيَانُهَا مَا دَلَّ عَلَيْهَا صِلَتُهَا لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا يَحْفَظُ عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ مِنْ الْمَعَاصِي وَمِنْ أَنْ لَا يَتَهَاوَنُوا فِي طَاعَتِهِ وَعِبَادَتِهِ بِتَوْفِيقِهِ وَلُطْفِهِ وَرِعَايَتِهِ ‏ ‏" وَرُدَّ عَلَيَّ رُوحِي" ‏ ‏أَيْ رُوحِي الْمُمَيَّزَةُ بِرَدِّ تَمْيِيزِهَا الزَّائِلِ عَنْهَا بِنَوْمِهَا.
قَالَ الطِّيبِيُّ.
الْحِكْمَةُ فِي إِطْلَاقِ الْمَوْتِ عَلَى النَّوْمِ أَنَّ اِنْتِفَاعَ الْإِنْسَانِ بِالْحَيَاةِ إِنَّمَا هُوَ لِتَحَرِّي رِضَا اللَّهِ عَنْهُ وَقَصْدِ طَاعَتِهِ وَاجْتِنَابِ سَخَطِهِ وَعِقَابِهِ فَمَنْ نَامَ زَالَ عَنْهُ الِانْتِفَاعُ فَكَانَ كَالْمَيِّتِ فَحَمْدًا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ وَزَوَالِ ذَلِكَ الْمَانِعِ اِنْتَهَى.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ وَعَائِشَةَ ) ‏ ‏لِيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَ حَدِيثَهُمَا.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.


حديث إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات فإنه

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ أَبِي عُمَرَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَجْلَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَلْيَنْفُضْهُ ‏ ‏بِصَنِفَةِ ‏ ‏إِزَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدُ فَإِذَا اضْطَجَعَ فَلْيَقُلْ بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ ‏ ‏وَفِي ‏ ‏الْبَاب ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَابِرٍ ‏ ‏وَعَائِشَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏حَدِيثُ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ ‏ ‏وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ وَقَالَ فَلْيَنْفُضْهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهم...

عن عائشة: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ...

يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي

عن فروة بن نوفل، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي، قال: " اقرأ: قل يا أيها الكافرون فإنها براءة...

كان لا ينام حتى يقرأ بتنزيل السجدة وبتبارك

عن جابر، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم» لا ينام حتى يقرأ بتنزيل السجدة، وبتبارك " وهكذا روى سفيان الثوري، وغير واحد، هذا الحديث، عن ليث، عن أبي ا...

كان النبي ﷺ لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل

عن أبي لبابة، قال: قالت عائشة، «كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر، وبني إسرائيل»،: أخبرني محمد بن إسماعيل، قال: " أبو لبابة هذا اسمه...

لا ينام حتى يقرأ المسبحات ويقول فيها آية خير من أل...

عن العرباض بن سارية، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: «فيها آية خير من ألف آية»: «هذا حديث حسن غريب»

اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وأسألك عزيمة الرشد...

عن أبي العلاء بن الشخير، عن رجل من بني حنظلة، قال: صحبت شداد بن أوس في سفر، فقال: ألا أعلمك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول: «اللهم...

إذا أخذتما مضجعكما تقولان ثلاثا وثلاثين وثلاثا وثل...

عن علي، قال: شكت إلي فاطمة مجل يديها من الطحين، فقلت: لو أتيت أباك فسألته خادما، فقال: «ألا أدلكما على ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما مضجعكما تق...

أمرها بالتسبيح والتكبير والتحميد

عن علي قال: «جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو مجل يديها، فأمرها بالتسبيح والتكبير والتحميد»

يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبره...

عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، ألا وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل: يسبح الله في...