3649-
عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عرض علي الأنبياء، فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى ابن مريم، فإذا أقرب الناس من رأيت به شبها عروة بن مسعود، ورأيت إبراهيم فإذا أقرب من رأيت به شبها صاحبكم يعني نفسه، ورأيت جبريل فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية».
«هذا حديث حسن صحيح غريب»
صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ) هُوَ اِبْنُ سَعْدٍ ( عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ) اِسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ قَوْلُهُ : " عُرِضَ " بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ أُظْهِرَ " عَلَيَّ" بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَذَلِكَ إِمَّا فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ اِبْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " رَأَيْت لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى رَجُلًا آدَمَ " الْحَدِيثَ , قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ : أَكْثَرُ الرِّوَايَاتِ فِي وَصْفِهِمْ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى ذَلِكَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ مُبَيَّنًا فِي رِوَايَةِ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ وَفِي رِوَايَةِ اِبْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَيْسَ فِيهَا ذِكْرُ التَّلْبِيَةِ.
فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ يَحُجُّونَ وَيُلَبُّونَ وَهُمْ أَمْوَاتٌ وَهُمْ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ وَلَيْسَتْ دَارَ عَمَلٍ , قُلْنَا عَنْ هَذَا الْإِشْكَالِ ثَلَاثَةَ أَجْوِبَةٍ : أَحَدُهَا أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ أَفْضَلُ مِنْ الشُّهَدَاءِ وَالشُّهَدَاءُ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ فَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ فَلَا يَبْعُدُ أَنْ يُصَلُّوا وَيَحُجُّوا وَيَتَقَرَّبُوا إِلَى اللَّهِ بِمَا اِسْتَطَاعُوا مَا دَامَتْ الدُّنْيَا وَهِيَ دَارُ تَكْلِيفٍ بَاقِيَةٌ , ثَانِيهَا أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ حَالَهُمْ الَّتِي كَانُوا فِي حَيَاتِهِمْ عَلَيْهَا فَمَثَّلُوا لَهُ كَيْفَ كَانُوا وَكَيْفَ كَانَ حَجُّهُمْ وَتَلْبِيَتُهُمْ وَلِهَذَا قَالَ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ : " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ " , ثَالِثُهَا أَنْ يَكُونَ أَخْبَرَ عَمَّا أُوحِىَ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَا كَانَ مِنْهُمْ فَلِهَذَا أُدْخِلَ حَرْفُ التَّشْبِيهِ فِي الرِّوَايَةِ وَحَيْثُ أَطْلَقَهَا فَهِيَ مَحْمُولَةٌ عَلَى ذَلِكَ " فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ" بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ أَيْ نَحِيفٌ خَفِيفُ اللَّحْمِ " كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ" بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَضَمِّ النُّونِ وَسُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ ثُمَّ هَاءُ تَأْنِيثٍ حَيٌّ مِنْ الْيَمَنِ يُنْسَبُونَ إِلَى شَنُوءَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَضْرِ بْنِ الْأَزْدِ , وَلُقِّبَ شَنُوءَةَ لِشَنَآنٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ شَنُوئِيٌّ بِالْهَمْزِ بَعْدَ الْوَاوِ وَبِالْهَمْزِ بِغَيْرِ وَاوٍ.
قَالَ اِبْنُ قُتَيْبَةَ سُمِّيَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِك رَجُلٌ فِيهِ شَنُوءَةٌ أَيْ تَقَزُّزٌ وَالتَّقَزُّزُ بِقَافٍ وَزَايَيْنِ التَّبَاعُدُ مِنْ الْأَدْنَاسِ قَالَ الدَّاوُدِيُّ رِجَالُ الْأَزْدِ مَعْرُوفُونَ بِالطُّولِ كَذَا فِي الْفَتْحِ " شَبَهًا" بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ نَظِيرًا " عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ" الثَّقَفِيَّ وَلَيْسَ هَذَا أَخًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَإِنَّهُ هُذَلِيٌّ " وَرَأَيْت إِبْرَاهِيمَ" أَيْ الْخَلِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ " يَعْنِي نَفْسَهُ" هَذَا تَفْسِيرٌ لِقَوْلِهِ صَاحِبُكُمْ هَذَا كَلَامُ الرَّاوِي أَيْ يُرِيدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ صَاحِبُكُمْ نَفْسُهُ " دِحْيَةُ" بِكَسْرِ الدَّالِ وَقَدْ يُفْتَحُ وَهُوَ مِنْ الصَّحَابَةِ وَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ صُورَةً , وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ : " دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةٍ ".
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ) وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُرِضَ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ مِنْ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِذَا أَقْرَبُ النَّاسِ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ يَعْنِي نَفْسَهُ وَرَأَيْتُ جِبْرَائِيلُ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيَةُ هُوَ ابْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ
عن خالد الحذاء، قال: حدثني عمار، مولى بني هاشم قال: سمعت ابن عباس، يقول: «توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين»
حدثنا ابن عباس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين»: «هذا حديث حسن الإسناد صحيح»
عن ابن عباس، قال: «مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة - يعني يوحى إليه - وتوفي وهو ابن ثلاث وستين» وفي الباب عن عائشة، وأنس، ودغفل بن حنظلة و...
عن معاوية بن أبي سفيان، أنه قال: سمعته يخطب يقول: «مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين» وأبو بكر، وعمر، وأنا ابن ثلاث وستين: «هذا حديث...
عن عائشة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو ابن ثلاث وستين»: «هذا حديث حسن صحيح» وقد رواه ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، مثل هذا
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبرأ إلى كل خليل من خله، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا، وإن صاحبكم لخليل الله».<...
عن عمر بن الخطاب، قال: «أبو بكر سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم»: «هذا حديث صحيح غريب»
عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة: أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إلى رسول الله؟ قالت: «أبو بكر»، قلت: ثم من؟ قالت: «عمر»، قلت: ثم م...
عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق السماء، وإن أبا بكر، وعمر منهم و...