حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب المناقب باب في فضل اليمن (حديث رقم: 3935 )


3935- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاكم أهل اليمن، هم أضعف قلوبا، وأرق أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية» ⦗٧٢٧⦘ وفي الباب عن ابن عباس، وأبي مسعود هذا حديث حسن صحيح

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ) ‏ ‏هُوَ الدَّرَاوَرْدِيُّ ‏ ‏( عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو ) ‏ ‏بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ ‏ ‏( عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ) ‏ ‏بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
‏ ‏قَوْلُهُ : " هُمْ أَضْعَفُ قُلُوبًا" ‏ ‏وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ : " هُمْ أَلْيَنُ قُلُوبًا" ‏ ‏" وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً " ‏ ‏جَمْعُ فُؤَادٍ , وَأَرَقُّ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ مِنْ الرِّقَّةِ وَهِيَ ضِدُّ الْقَسَاوَةِ.
قَالَ النَّوَوِيُّ : الْمَشْهُورُ أَنَّ الْفُؤَادَ هُوَ الْقَلْبُ فَعَلَى هَذَا يَكُونُ كَرَّرَ لَفْظَ الْقَلْبِ بِلَفْظَيْنِ , وَهُوَ أَوْلَى مِنْ تَكْرِيرِهِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ , وَقِيلَ الْفُؤَادُ غَيْرُ الْقَلْبِ وَهُوَ عَيْنُ الْقَلْبِ , وَقِيلَ بَاطِنُ الْقَلْبِ , وَقِيلَ غِشَاءُ الْقَلْبِ , وَأَمَّا وَصْفُهَا بِاللِّينِ وَالرِّقَّةِ وَالضَّعْفِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهَا ذَاتُ خَشْيَةٍ وَاسْتِكَانَةٍ سَرِيعَةِ الِاسْتِجَابَةِ وَالتَّأَثُّرِ بِقَوَارِعِ التَّذْكِيرِ سَالِمَةٍ مِنْ الْغِلَظِ وَالشِّدَّةِ وَالْقَسْوَةِ الَّتِي وَصَفَ بِهَا قُلُوبَ الْآخَرِينَ.
‏ ‏قَوْلُهُ : " الْإِيمَانُ يَمَانٌ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ " ‏ ‏وَقَعَ فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ : " الْإِيمَانُ يَمَانٌ , وَالْفِقْهُ يَمَانٌ , وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ ".
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : ظَاهِرُهُ نِسْبَةُ الْإِيمَانِ إِلَى الْيَمَنِ لِأَنَّ أَصْلَ يَمَانٍ يَمَنِيٌّ فَحُذِفَتْ يَاءُ النَّسَبِ وَعُوِّضَ بِالْأَلِفِ بَدَلَهَا , وَقَوْلُهُ يَمَانِيَةٌ هُوَ بِالتَّخْفِيفِ , وَحَكَى اِبْنُ السَّيِّدِ فِي الِاقْتِضَابِ أَنَّ التَّشْدِيدَ لُغَةٌ , وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ أَيْضًا عَنْ سِيبَوَيْهِ جَوَازَ التَّشْدِيدِ فِي يَمَانِيٍّ وَأَنْشَدَ : يَمَانِيًّا يَظَلُّ يَشُدُّ كِيرًا وَيَنْفُخُ دَائِمًا لَهَبَ الشُّوَاظَ وَاخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِهِ , فَقِيلَ مَعْنَاهُ نِسْبَةُ الْإِيمَانِ إِلَى مَكَّةَ لِأَنَّ مَبْدَأَهُ مِنْهَا وَمَكَّةُ يَمَانِيَّةٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَقِيلَ الْمُرَادُ نِسْبَةُ الْإِيمَانِ إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَهُمَا يَمَانِيَّتَانِ بِالنِّسْبَةِ لِلشَّامِ بِنَاءً عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْمَقَالَةَ صَدَرَتْ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حِينَئِذٍ بِتَبُوكَ , وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ : وَالْإِيمَانُ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ , وَقِيلَ الْمُرَادُ بِذَلِكَ الْأَنْصَارُ لِأَنَّ أَصْلَهُمْ مِنْ الْيَمَنِ وَنَسَبَ الْإِيمَانَ إِلَيْهِمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا الْأَصْلَ فِي نَصْرِ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حَكَى جَمِيعَ ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ لَهُ.
وَتَعَقَّبَهُ اِبْنُ الصَّلَاحِ بِأَنَّهُ لَا مَانِعَ مِنْ إِجْرَاءِ الْكَلَامِ عَلَى ظَاهِرِهِ , وَأَنَّ الْمُرَادَ تَفْضِيلُ أَهْلِ الْيَمَنِ عَلَى غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ , وَالسَّبَبُ فِي ذَلِكَ إِذْعَانُهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ مِنْ غَيْرِ كَبِيرِ مَشَقَّةٍ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِخِلَافِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَغَيْرِهِمْ , وَمَنْ اِتَّصَفَ بِشَيْءٍ وَقَوِيَ قِيَامُهُ بِهِ نُسِبَ إِلَيْهِ إِشْعَارًا بِكَمَالِ حَالِهِ فِيهِ , وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ نَفْيُ الْإِيمَانِ عَنْ غَيْرِهِمْ.
وَفِي أَلْفَاظِهِ أَيْضًا مَا يَقْتَضِي أَنَّهُ أَرَادَ بِهِ أَقْوَامًا بِأَعْيَانِهِمْ فَأَشَارَ إِلَى مَنْ جَاءَ مِنْهُمْ لَا إِلَى بَلَدٍ مُعَيَّنٍ , لِقَوْلِهِ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ فِي الصَّحِيحِ : " أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ ; هُمْ أَلْيَنُ قُلُوبًا وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً , الْإِيمَانُ يَمَانٌ , وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَّةٌ , وَرَأْسُ الْكُفْرِ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ".
وَلَا مَانِعَ مِنْ إِجْرَاءِ الْكَلَامِ عَلَى ظَاهِرِهِ وَحَمْلِ أَهْلِ الْيَمَنِ عَلَى حَقِيقَتِهِ , ثُمَّ الْمُرَادُ بِذَلِكَ الْمَوْجُودُ مِنْهُمْ حِينَئِذٍ لَا كُلُّ أَهْلِ الْيَمَنِ فِي كُلِّ زَمَانٍ , فَإِنَّ اللَّفْظَ لَا يَقْتَضِيهِ.
قَالَ : وَالْمُرَادُ بِالْفِقْهِ الْفَهْمُ فِي الدِّينِ , وَالْمُرَادُ بِالْحِكْمَةِ الْعِلْمُ الْمُشْتَمِلُ عَلَى الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ , اِنْتَهَى مَا فِي الْفَتْحِ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ نَقْلًا عَنْ اِبْنِ الصَّلَاحِ : فِي تَفْسِيرِ الْحِكْمَةِ أَقْوَالٌ كَثِيرَةٌ مُضْطَرِبَةٌ قَدْ اِقْتَصَرَ كُلٌّ مِنْ قَائِلِهَا عَلَى بَعْضِ صِفَاتِ الْحِكْمَةِ , وَقَدْ صَفَا لَنَا مِنْهَا أَنَّ الْحِكْمَةَ عِبَارَةٌ عَنْ الْعِلْمِ الْمُتَّصِفِ بِالْأَحْكَامِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , الْمَصْحُوبِ بِنَفَاذِ الْبَصِيرَةِ وَتَهْذِيبِ النَّفْسِ وَتَحْقِيقِ الْحَقِّ وَالْعَمَلِ بِهِ , وَالصَّدِّ عَنْ اِتِّبَاعِ الْهَوَى وَالْبَاطِلِ , وَالْحَكِيمُ مَنْ لَهُ ذَلِكَ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بْنُ دُرَيْدٍ : كُلُّ كَلِمَةٍ وَعَظْتُك أَوْ زَجَرْتُك أَوْ دَعَتْك إِلَى مَكْرُمَةٍ أَوْ نَهَتْك عَنْ قَبِيحٍ فَهِيَ حِكْمَةٌ , وَحِكَمٌ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِنْ الشِّعْرِ حِكْمَةً ".
وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ " حِكَمًا " اِنْتَهَى.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي مَسْعُودٍ ) ‏ ‏.
أَيْ حَدِيثُ اِبْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَفِيهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُسْلِمٍ الْحَنَفِيُّ وَثَّقَهُ اِبْنُ حِبَّانَ وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ , قَالَهُ الْهَيْثَمِيُّ.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي مَسْعُودٍ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَوَقَعَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ اِبْنُ مَسْعُودٍ مَكَانَ أَبِي مَسْعُودٍ , وَأَخْرَجَ حَدِيثَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْإِيمَانُ يَمَانٌ ; وَمُضَرُ عِنْدَ أَذْنَابِ الْإِبِلِ " وَفِيهِ عِيسَى بْنُ قِرْطَاسٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ.


حديث أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية ٧٢٧ وفي الباب

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَلَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏أَتَاكُمْ أَهْلُ ‏ ‏الْيَمَنِ ‏ ‏هُمْ أَضْعَفُ قُلُوبًا وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ ‏ ‏وَفِي ‏ ‏الْبَاب ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏وَابْنِ مَسْعُودٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

الأمانة في الأزد يعني اليمن

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة والأمانة في الأزد» يعني: اليمن حدثنا محمد ب...

الأزد أزد الله في الأرض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى...

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأزد أزد الله في الأرض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم، وليأتين على الناس زمان يقول ال...

إن لم نكن من الأزد فلسنا من الناس»

حدثني ‌غيلان بن جرير، قال: سمعت ‌أنس بن مالك يقول: «إن لم نكن من الأزد فلسنا من الناس».<br> هذا حديث حسن صحيح غريب

رحم الله حميرا أفواههم سلام وأيديهم طعام وهم أهل...

عن ميناء، مولى عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت أبا هريرة، يقول: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل - أحسبه من قيس -، فقال: يا رسول الله العن حميرا...

ليس لهم مولى دون الله والله ورسوله مولاهم

عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الدار موالي، ليس لهم مولى دون الله،...

أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وعصية عصت الله...

عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وعصية عصت الله ورسوله»: «هذا حديث حسن صحيح»

قال اللهم اهد ثقيفا

عن جابر، قال: قالوا: يا رسول الله أخرقتنا نبال ثقيف فادع الله عليهم.<br> قال: «اللهم اهد ثقيفا»: «هذا حديث حسن غريب»

كره ثلاثة أحياء ثقيفا وبني حنيفة وبني أمية

عن عمران بن حصين، قال: «مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكره ثلاثة أحياء ثقيفا وبني حنيفة وبني أمية»: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه»

في ثقيف كذاب ومبير

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في ثقيف كذاب ومبير» حدثنا عبد الرحمن بن واقد قال: حدثنا شريك، بهذا الإسناد نحوه.<br> «وعبد الله بن...