1935- عن سعيد بن جبير، يقول:قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس؟، ثم بكى حتى بل دمعه - وقال مرة: دموعه - الحصى، قلنا: يا أبا العباس: وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فقال: " ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع " فقالوا: ما شأنه أهجر - قال سفيان: يعني هذى - استفهموه، فذهبوا يعيدون عليه، فقال: " دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه "، وأمر بثلاث - وقال سفيان مرة: أوصى بثلاث - قال: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم " وسكت سعيد عن الثالثة، فلا أدري أسكت عنها عمدا - وقال مرة: أو نسيها - وقال سفيان مرة: وإما أن يكون تركها، أو نسيها
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه عبد الرزاق (٩٩٩٢) ، والحميدي (٥٢٦) ، وابن سعد ٢/٢٤٢، والبخاري (٣٠٥٣) و (٣١٦٨) و (٤٤٣١) ، ومسلم (١٦٣٧) (٢٠) ، وأبو داود (٣٠٢٩) ، والنسائي في "الكبرى" (٥٨٥٤) ، وأبو يعلى (٢٤٠٩) ، والبيهقي في "السنن" ٩/٢٠٧، وفي "الدلائل" ٧/١٨١، والبغوي (٢٧٥٥) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإشاد.
وأخرجه ابن سعد ٢/٢٤٢، والطبراني (١٢٢٦١) من طريق الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير، به.
وسيأتي برقم (٣٣٣٦) ، وانظر (٢٦٧٦) و (٢٩٩٠) .
قوله: "لا تضلوا"، قال الحافظ في"الفتح" ١/٢٠٨: هو نفي، وحذفت النون في الروايات التي اتصلت لنا لأنه بدل من جواب الأمر، وتعدد جواب الأمر من غير حرف العطف جائز.
وقوله: "أهجر" قال في "النهاية": أي: اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أي: هل تغير كلامه واختلط لأجل ما به من المرض.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: والوصية الثالثة التي سكت عنها سعيد بن جبير، إما الوصية بالقرآن، وإما تجهيز جيش أسامة، وإما قوله: "لا تتخذوا قبري وثنا"، وإما قوله:"الصلاة وما ملكت أيمانكم" فقد أوصى بذلك كله في أحاديث صحيحة.
انظر "فتح الباري" ٨/١٣٥.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "يوم الخميس " : أي : اليوم يوم الخميس ، وكأنه بهذا الكلام ذكر يوم الخميس الذي اشتد فيه مرضه ، فقال تعظيما لذلك اليوم : وما يوم الخميس ؟ ويحتمل أن يكون تقدير الأول : ذلك اليوم ; أي : يوم اشتداد مرضه يوم الخميس ، أو تقديره : يوم الخميس يوم عظيم ، أو تقديره : يوم الخميس ما يوم الخميس وما يوم الخميس ؟ على أنه من قبيل : الحاقة ما الحاقة [الحاقة : 1 - 2] ، إلا أنه كرر "ما يوم الخميس" بصورة العطف تأكيدا لتعظيمه .
قال النووي : معناه : تفخيم أمره في الشدة والمكروه فيما يعتقده ابن عباس ، وهو امتناع الكتاب .
"ائتوني " : أي : بشيء يكتب فيه .
"أكتب لكم " : أي : ألق عليكم ما تكتبونه ، ويمكن أن يقال : إنه أراد مباشرته ، إن قلنا : إنه كان يحسن الخط بتعليم الله تعالى زيادة في الإعجاز ، بعد أن تم أمر الإعجاز بكونه أميا كما جوزه بعضهم .
"لا تضلوا " : هكذا بحذف النون في النسخ ، وهو حذف للتخفيف ، وهو شائع ، وإلا فالجملة صفة "كتابا " ، وقيل : بدل من جواب الأمر ، أو جواب ثان بلا عطف ، وقد جوز ذلك ، ويمكن أن يكون نهيا على معنى : لا تختلفوا بعده ، بل اتفقوا على ما فيه ، لكن الرواية بثبوت النون كما في مسلم تأبى ذلك .
"فتنازعوا " : أي : اختلفوا في إحضاره بناء على أنه رأى بعضهم أن حاله لا تساعد ذلك ، وإحضاره يكون زيادة في العنت عليه .
"فقالوا " : أي : قال من رأى أن الإحضار أولى لمن منعه إنكارا عليه : "أهجر " : على بناء الفاعل ، والهمزة للإنكار ; أي : أهذى ; أي : إن كلامه ليس ككلام من يأتي بالهذيان حتى يترك العمل به ، ويمكن أن يكون - بضم الهاء - على أنه مصدر ، بتقدير : أكلامه هجر ، وهو المناسب بتفسير سفيان : يعني : هذى ; أي : أراد القائل : أهذا الكلام هجر ، على أن "هذا" اسم إشارة ، وعلى الأول فهو فعل ; كدعا ; من هذوت بمعنى : هذيت ، والشائع بالياء ، لكن الخط لا يناسبه ; لأن اليائي يكتب بالياء ، والنسخ متفقة على الألف ، والله - تعالى - أعلم .
"استفهموه " : من لفظ الحديث ، لا من كلام سفيان .
"فالذي أنا فيه " : من مراقبة الحق والتأهب للقائه .
"مما تدعوني إليه " : من الاشتغال بما بينكم من الخصام .
"وأجيزوا " : قيل : هو أمر بإجازة الوفود وضيافتهم وإكرامهم ; تطييبا لنفوسهم ، وترغيبا لغيرهم من المؤلفة ونحوهم ، وإعانة لهم على سفرهم .
"على الثالثة " : قيل : هو تجهيز جيش أسامة - رضي الله تعالى عنه - ، وقيل : هو قوله : "لا تتخذوا قبري وثنا يعبد " .
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ خَالِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ وَقَالَ مَرَّةً دُمُوعُهُ الْحَصَى قُلْنَا يَا أَبَا الْعَبَّاسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ قَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ فَقَالَ ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا فَتَنَازَعُوا وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ قَالَ سُفْيَانُ يَعْنِي هَذَى اسْتَفْهِمُوهُ فَذَهَبُوا يُعِيدُونَ عَلَيْهِ فَقَالَ دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ وَأَمَرَ بِثَلَاثٍ وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أَوْصَى بِثَلَاثٍ قَالَ أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ وَسَكَتَ سَعِيدٌ عَنْ الثَّالِثَةِ فَلَا أَدْرِي أَسَكَتَ عَنْهَا عَمْدًا وَقَالَ مَرَّةً أَوْ نَسِيَهَا و قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ تَرَكَهَا أَوْ نَسِيَهَا
عن ابن عباس، كان الناس ينصرفون في كل وجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينفر أحد، حتى يكون آخر عهده بالبيت "
عن ابن عباس قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وهم يسلفون في التمر السنتين والثلاث، فقال: " من سلف، فليسلف في كيل معلوم، ووزن معلوم إلى أجل مع...
عن ابن عباس، يقول: " ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يتحرى فضله على الأيام، غير يوم عاشوراء - وقال سفيان مرة أخرى: إلا هذا اليوم يعني ع...
حدثنا سفيان، أخبرني عبيد الله، أنه سمع ابن عباس، يقول: " أنا ممن قدم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة في ضعفة أهله "
عن ابن عباس، " أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبع، ونهي أن يكف شعرا أو ثوبا "
عن سالم، سئل ابن عباس عن رجل قتل مؤمنا، ثم تاب وآمن وعمل صالحا، ثم اهتدى، قال: ويحك، وأنى له الهدى، سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم، يقول: " يجيء المقت...
عن ابن عباس: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كفن في ثلاثة أثواب، في قميصه الذي مات فيه، وحلة نجرانية " الحلة ثوبان
عن ابن عباس، قال: " احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين مكة والمدينة وهو صائم محرم "
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المكاتب: " يعتق منه بقدر ما أدى دية الحر، وبقدر ما رق منه دية العبد "