2388- عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله عز وجل أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم، وحسن مقيلهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا، لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عن الحرب، فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم " فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات على رسوله: {ولا تحسبن الذين قتلوا} (1) 2389- عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه (2)
(١) حديث حسن، أبو الزبير المكي -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- لم يسمع من ابن عباس، وبينهما في هذا الحديث سعيد بن جبير كما سيأتي في الحديث الذي بعده.
وهو في "سيرة ابن هشام" ٣/١٢٦ عن ابن إسحاق.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٥/٢٩٤-٢٩٥، وهناد في "الزهد" (١٥٥) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (١٩٤) من طريق محمد بن فضيل، وابن أبي عاصم (١٩٥) من طريق إسماعيل بن عياش، والطبري ٤/١٧٠-١٧١ من طريق سلمة بن الفضل وإسماعيل بن عياش، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الجهاد" (٦٢) عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير المكي وغيره، عن ابن عباس.
المقيل: المقام وقت القائلة، وهو النوم نصف النهار.
وينكلوا: يجبنوا.
(٢) إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم.
وانظر ما قبله.
وأخرجه أبو داود (٢٥٢٠) ، وبقي بن مخلد -كما في "التمهيد" ١١/٦١-، وابن أبي عاصم (٥٢) و (١٩٣) ، وأبو يعلى (٢٣٣١) ، والآجري في الشريعة" ص ٣٩٢-٣٩٣، والحاكم ٢/٨٨ و٢٩٧-٢٩٨ والبيهقي في "السنن" ٩/١٦٣، وفي "الدلائل" ٣/٣٠٤، وفي "الشعب" (٤٢٤٠) ، وفي "الأسماء والصفات" ص ٣٦٤-٣٦٥، وفي "البعث" (٢٠١) ، وفي "إثبات عذاب القبر" (١٤٥) ، والواحدي
في "أسباب النزول" ص ٨٥ من طريق عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وصححه الحاكم في الموضعين على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن محمد بن إسحاق لم يخرج له مسلم إلا متابعة.
وأخرجه عبد بن حميد (٦٧٩) عن يوسف بن بهلول، عن عبد الله بن إدريس، به.
ولم يذكر فيه سعيد بن جبير!
قال ابن كثير في "التفسير" ٢/١٤١ عن طريق عبد الله بن إدريس الذي فيه سعيد بن جبير: وهذا أثبت، وكذا رواه سفيان الثوري، عن سالم الآفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند مسلم (١٨٨٧) قال مسروق: سألنا عبد الله عن هذه الآية: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) ، قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: "أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي؟ ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا.
ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا؟ يا رب، نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى.
فلما رأى أن ليس لهم حاجة، تركوا".
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "في أجواف طير " : المراد بطير : الجنس ، ولذا أضيف إليه [ ص: 473 ] الأجواف ، ووصف بالجمع ; أعني : خضر ، والمراد "بخضر " : أنها ناعمة غضة ، أو أن لونها كذلك ، وأورد على هذا الحديث أنه لا يخلو إما أن يحصل للطير حياة بتلك الأرواح ، أو لا ، والأول : القول بالتناسخ ، ويلزم منه تنزيلهم إلى السفل ; حيث أخرجوا من الأبدان الإنسانية إلى الأجسام الحيوانية ، والثاني : مجرد حبس للأرواح وتسجن .
أجيب باختيار الشق الثاني ، ومنع كونه حبسا وتسجنا ; لجواز أن يقدر الله تعالى في تلك الأجواف من السرور والنعيم ما لا تجده في الفضاء الواسع .
وقيل : إيداعها في أجواف تلك الطيور كوضع الدرر في الصناديق ; تكريما وتشريفا لها .
قلت : والظاهر أن إدخالها في أجواف الطيور ; لأن التنعم والتلذذ الجسماني لا يوجد أو لا يتم إلا بواسطة البدن ، ولا نصيب منه للروح المجرد ، وقد تعلق إرادته تعالى بحياة الشهداء ، وتلذذهم بالنعم الجسمانية ، فلذلك تدخل أرواحهم في أبدان الطيور ، لينالوا من تلك اللذات .
فإن قلنا : يكفي في ذلك وضعها في أبدان ، ووجودها فيها ، وإن لم تكن متعلقة بهذه الأبدان مدبرة فيها تدبير الأرواح في الأبدان ; كما كانت في الأبدان الدنيوية كما قيل .
فالجواب : باختيار الشق الثاني .
وإن قلنا : لا يكفي ذلك ، بل لا بد من التعلق المعهود بالبدن ، فلا بد من اختيار الشق الأول ، ونمنع لزوم القول بالتناسخ ; لأن ذلك هو أن الروح دائما ينتقل من بدن إلى آخر على وجه ينتفي الحشر والنشر ، ويكون انتقال الروح إلى صورة حسنة هو الثواب الموعود ، وانتقالها إلى صورة قبيحة هو العقاب ، ونحن لا نقول به على هذا الوجه ، بل نقول : إنها في مدة بقائهم في الجنة قبل القيامة في هذه الأبدان ، ثم يرجع كل روح إلى الجسد الأول ، ويبعثهم الله فيها ، ولا يلزم تنزيلهم إلى السفل ; لجواز أن تبقى الأرواح على صفاتها السابقة الإنسانية من العلوم والكمالات ، ولا تكون على صفات الطير .
وأما مجرد الصور والأشكال ، فلا اعتداد بها .
ويحتمل أن المراد بكونها في أجواف : طيرانها في بدن له قوة الطيران ، وإن كان هو من أحسن الأبدان وأجملها ، ومن هنا ظهر الفرق بين الشهداء وغيرهم حتى وصفهم الله تعالى في كتابه بالحياة ، وأنهم يرزقون ، بخلاف غيرهم ، مع أن بقاء الروح مشترك بين الكل ، وكذا خراب البدن الأصلي ، وعدم عود الأرواح إليها إلا عند البعث ، والله تعالى أعلم .
"ولا ينكلوا " : بضم الكاف - ; أي : يجبنوا .
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَشْرَبِهِمْ وَمَأْكَلِهِمْ وَحُسْنَ مُنْقَلَبِهِمْ قَالُوا يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ بِمَا صَنَعَ اللَّهُ لَنَا لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ وَلَا يَنْكُلُوا عَنْ الْحَرْبِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ عَلَى رَسُولِهِ { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ } حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الشهداء على بارق - نهر بباب الجنة - في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا "
عن ابن عباس، قال: مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم وقال: " انطلقوا على اسم الله "، وقال: " اللهم أعنهم - يعني النفر ال...
عن عبد الله بن عباس، قال: " ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لسفره واستخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين بن عتبة بن خلف الغفاري، وخرج لعشر مض...
عن ابن عباس: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره وهو حرام "
عن ابن عباس، أنه قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل وقصته راحلته، وهو محرم فقال: " كفنوه ولا تغطوا رأسه، ولا تمسوه طيبا، فإنه يبعث يوم القيام...
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: " لا هجرة، يقول بعد الفتح - ولكن جهاد ونية، وإن استنفرتم فانفروا "
عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضع يده على كتفي - أو على منكبي، شك سعيد - ثم قال: " اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل "
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لهذا الحجر لسانا وشفتين، يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق "
عن ابن عباس: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة خمس عشرة سنة، ثمان سنين أو سبعا يرى الضوء ويسمع الصوت، وثمانيا أو سبعا يوحى إليه، وأقام بالمد...