4087-
عن عبد الله: أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والخلائق على إصبع، والشجر على إصبع، ثم يقول: أنا الملك.
" فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، وقال: {وما قدروا الله حق قدره} " قال يحيى: وقال فضيل يعني ابن عياض: " تعجبا وتصديقا له "
إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سعيد: هو القطان،وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبيدة: هو ابن عمرو السلماني.
وأخرجه البخاري (٧٤١٤) ، والترمذي (٣٢٣٨) ، والنسائي في "الكبرى" (١١٤٥١) - وهو في "التفسير" (٤٧١) - وابن أبي عاصم في "السنة" (٥٤٢) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص ٧٧، والآجري في "الشريعة" ص ٣١٩، والدارقطني في "العلل " ٥/١٧٩، من طريق يحيى، بهذا الإسناد.
وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص ٣١٩ من طريق الضحاك بن مخلد، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، به.
قال النسائي: خالفه عيسى بن يونس، رواه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
قلنا: قد تقدم في الرواية (٣٥٩٠) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به.
قال ابن خزيمة: الجواد قد يعثر في بعض الأوقات، وهم يحيى بن سعيد في إسناد خبر الأعمش مع حفظه وإتقانه وعلمه بالأخبار، فقال: عن عبيدة، عن عبد الله، وإنما هو عن علقمة، وأما خبر منصور فهو عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، والإسنادان ثابتان صحيحان: منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله.
والأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، غير مستنكر لإبراهيم النخعي مع علمه وطول مجالسته أصحاب ابن مسعود أن يروي خبرا عن جماعة من أصحاب ابن مسعود، عنه.
قال الحافظ في "الفتح " ١٣/٣٩٧: وتصرف الشيخين يقتضي أنه عند الأعمش على الوجهين.
قال الدارقطني في "العلل " ٥/١٧٩: وحديث عبيدة أثبت.
قوله: "تعجبا وتصديقا له ": قال الحافظ في "الفتح " ١٣/٣٩٨- ٣٩٩ قال ابن بطال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا له، وتعجها من كونه يستعظم ذلك في قدرة الله تعالى، وأن ذلك ليس في جنب ما يقدر عليه بعظيم، ولذلك قرأ قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} .
ثم نقل الحافظ عن الخطابي قوله: وأما ضحكه صلى الله عليه وسلم من قول الحبر فيحتمل الرضا والإنكار، وأما قول الراوي: تصديقا له، فظن منه وحسبان، وقد جاء الحديث من عدة طرق ليس فيها هذه الزيادة، وعلى تقدير صحتها فقد يستدل بحمرة الوجه على الخجل، وبصفرته على الوجل، ويكون الأمر بخلاف ذلك، فقد تكون الحمرة لأمر حدث في البدن كثوران الدم، والصفرة لثوران خلط من مرار وغيره، وعلى تقدير أن يكون ذلك محفوظا فهو محمول على تأويل قوله تعالى: {والسماوات مطويات بيمينه} ، أي: قدرته على طيها، وسهولة الأمر عليه في جمعها بمنزلة من جمع شيئا في كفه، واستقل بحمله من غير أن يجمع كفه عليه، بل يقله ببعض أصابعه، وقد جرى في أمثالهم: فلان يقل كذا بأصبعه، ويعمله بخنصره ٠ انتهى.
وقال القرطبي في "المفهم ": قوله: "إن الله يمسك.
" إلى آخر الحديث: هذا كله قول اليهودي، وهم يعتقدون التجسيم، وأن الله شخص ذو جوارح، كما يعتقده غلاة المشبهة، وضحك النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو للتعجب من جهل اليهودي، ولهذا قرأ عند ذلك: {وما قدروا الله حق قدره} ، أي: ما عرفوه حق معرفته، ولا عظموه حق تعظيمه، فهذه الرواية هي الصحيحة المحققة، وأما من زاد: "وتصديقا له " فليست بشيء، فإنها من قول الراوي، وهي باطلة،.
وإنما تعجب النبي صلى الله عليه وسلم من جهله، فظن الراوي أن ذلك التعجب تصديق، ولشى كذلك.
ثم قال القرطبي: ثم لو سلمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم صزح بتصديقه لم يكن ذلك تصديقا له في المعنى، بل في اللفظ الذي نقله من كتابه عن نبيه، ونقطع بأن ظاهره غير مراد.
انتهى.
قال الحافظ: وهذا الذي نحا إليه أخيرا أولى مما ابتدأ به لما فيه من الطعن على ثقات الرواة ورد الأخبار الثابتة، ولو كان الأمر على خلاف ما فهمه الراوي بالظن للزم منه تقرير النبي صلى الله عليه وسلم على الباطل وسكوته على الإنكار، وحاشا لله من ذلك، وقد اشتد إنكار ابن خزيمة على من ادعى أن الضحك المذكور كان على سبيل الإنكار، فقال بعد أن أورد هذا الحديث في كتاب "التوحيد" من صحيحه بطريقه: قد أجل الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن يوصف ربه بحضرته بما ليس هو من صفاته، فيجعل بدل الإنكار والغضب على الواصف ضحكا، بل لا يصف النبى صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف من يؤمن بنبوته.
وقد وقع في الحديث الماضي في الرقاق عن أبي سعيد رفعه: "تكون الأرض يوم القهامة خبزة واحدة يتكفؤها الجهار بيده، كما يتكفؤ أحدكم خبزته .
" الحديث، وفيه أن يهوديا دخل، فأخبر بمثل ذلك، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، ثم ضحك.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَقَالَ { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } قَالَ يَحْيَى وَقَالَ فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ عِيَاضٍ تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لَهُ
عن عبد الله ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل نبي ولاة من النبيين، وإن وليي منهم أبي، وخليل ربي عز وجل "، ثم قرأ: {إن أولى الناس بإبراهيم...
عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: رأيت عبد الله، استبطن الوادي، فجعل الجمرة عن حاجبه الأيمن، واستقبل البيت، ثم رماها بسبع حصيات، يكبر دبر كل حصاة، ثم قال:...
عن الحارث بن عبد الله، قال: قال عبد الله: " آكل الربا، وموكله، وشاهداه، وكاتبه، إذا علموا به، والواشمة، والمستوشمة للحسن، ولاوي الصدقة، والمرتد أعرابي...
عن عبد الله، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق، قال: " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه في أربعين يوما - أو قال: أربعين ليلة، ق...
عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم كفل من دمها، ذاك أنه أول من سن القتل "
عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كانوا ثلاثة، فلا يتناج اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه "
عن ابن مسعود: أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن كفارتها، فأنزل الله عز وجل: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن...
عن عبد الله، قال: إن محمدا صلى الله عليه وسلم حدثنا " أن الرجل يكذب، حتى يكتب عند الله كذابا، وأن الرجل ليصدق، حتى يكتب عند الله صديقا "
عن ابن مسعود، " من اشترى محفلة - وربما قال: شاة محفلة فليردها، وليرد معها صاعا "