4814- عن ابن عمر، عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر قال: " رأيت الناس قد اجتمعوا، فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم نزع عمر، فاستحالت غربا، فما رأيت عبقريا من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن "
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
روح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.
وأخرجه الترمذي (٢٢٨٩) ، والنسائي في "الكبرى' (٧٦٣٦) ، وأبو يعلى (٥٥٢٤) من طرق، عن ابن جريج، به.
قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من حديث ابن عمر.
وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته " (١٣٦) ، وأحمد في "فضائل الصحابة" (٢٢٤) ، والبخاري (٣٦٣٣) ، من طرق، عن موسى بن عقبة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٣١٧٧) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سالم، به.
وسيأتي برقم (٤٩٧٢) و (٥٦٢٩) و (٥٨١٧) و (٥٨٥٩) .
وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (٧٠٢١) ، ومسلم (٢٣٩٢) ، وسيرد ٢/٥١٨-٣١٩.
وعن أبي الطفيل، سيرد ٥/٤٥٥.
الذنوب: الدلو الكبيرة إذا كان فيها الماء.
وقوله: "وفي نزعه ضعف "، أي: إنه على مهل ورفق، قاله الحافظ في "الفتح".
قوله: "والله يغفر له "، قال الحافظ في "الفتح " ٧/٣٩: ويحتمل أن يكون فيه إشارة إلى أن قلة الفتوح في زمانه لا صنع له فيه، لأن سببه قصر مدته، فمعنى المغفرة له رفع الملامة عنه.
قوله: "فاستحالت غربا"، أي: تحولت الدلو غربا، والغرب: الدلو العظيمة المتخذة من جلود البقر.
قاله الحافظ في "الفتح ".
قوله: "فما رأيت عبقريا من الناس يفري فريه ".
عبقري القوم: سيدهم وكبيرهم وقويهم، و"يفري فريه "، أي: يعمل عمله ويقطع قطعه.
قاله ابن الأثير.
والعطن: مبرك الإبل حول الماء، ضرب مثلا لاتساع الناس في زمن عمر، وما فتح الله عليهم من الأمصار.
قاله ابن الأثير.
قال النووي في "شرح مسلم " ١٥/١٦١: قال العلماء: هذا المنام مثال واضح لما جرى لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما في خلافتهما وحسن سيرتهما،وظهور آثارهما، وانتفاع الناس بهما، وكل ذلك مأخوذ من النبي صلى الله عليه وسلم ومن بركته
وآثار صحبته، فكان النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحب الآمر، فقام به أكمل قيام، وقرر قواعد
الإسلام، ومهد أموره، وأوضح أصوله وفروعه، ودخل الناس في دين الله أفواجا، وأنزل الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) ، ثم توفي صلى الله عليه وسلم، فخلفه أبو بكر رضي الله عنه سنتين وأشهرا، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: "ذنوبا أو "ذنوبين "، وهذا شك من الراوي، والمراد ذنوبان، كما صرح به في الرواية الأخرى [مسلم (٢٣٩٢) (١٨) من حديث أبي هريرة] ، وحصل في خلافته قتال أهل الردة، وقطع دابرهم، واتساع الإسلام، ثم توفي فخلفه عمر رضي الله عنه، فاتسع الإسلام في زمانه، وتقرر لهم من أحكامه ما لم يقع مثله، فعبر بالقليب عن أمر المسلمين لما فيها من الماء الذي به حياتهم وصلاحهم، وشبه إميرهم بالمستقي لهم، وسقيه هو قيامه بمصالحهم وتدبير أمورهم.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم في أبي بكر رضي الله عنه: "وفي نزعه ضعف " فليس فيه حط من فضيلة أبي بكر، ولا إثبات فضيلة لعمر عليه، وإنما هو إخبار عن مدة ولايتهما، وكثرة انتفاع الناس في ولاية عمر لطولها، ولاتساع الإسلام وبلاده، والأموال وغيرها من الغنائم والفتوحات، ومصر الأمصار، ودون الدواوين.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "والله يغفر له " فلبس فيه تنقيصى له ولا إشارة إلى ذنب، وإنما هي كلمة كان المسلمون يدعمون بها كلامهم، ونعمت
الدعامة .
وفي كل هذا إعلام بخلافة أبي بكر وعمر، وصحة ولايتهما، وبيان صفتها، وانتفاع المسلمين بها.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "قد اجتمعوا": على بئر.
"ذنوبا": - بفتح الذال المعجمة - : الدلو الممتلئ ماء.
"ضعف": - بفتح الضاد المعجمة وضمها، لغتان - وهذا الكلام، أعني قوله: "ذنوبا، أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف" إشارة إلى قلة مدة خلافته، مع قلة الفتوح في وقته - رضي الله تعالى عنه - لا إلى تقصير منه في أمر الخلافة.
"والله يغفر له": جبر لخاطره؛ لما يتوهم من الكسر بواسطة قلة الانتفاع.
"فاستحالت": أي: تحولت الدلو في يده.
"غربا": - بفتح معجمة فسكون مهملة - أي: دلوا عظيما.
"عبقريا": العبقري: الرجل القوي، وأصله في كل شيء: السابق في بابه.
" يفري": كيرمي.
"فريه": - بفتح فكسر فتشديد - أي: يعمل عمله.
"حتى ضرب الناس بعطن": العطن - بفتحتين - : مبرك الإبل عند الماء، وضرب الناس به: أقاموا عنده.
وفي "المجمع": أي: روت إبلهم حتى بركت، وأقامت مكانها.
حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنِي سَالِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالَ رَأَيْتُ النَّاسَ قَدْ اجْتَمَعُوا فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ ثُمَّ نَزَعَ عُمَرُ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَمَا رَأَيْتُ عَبْقَرِيًّا مِنْ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ
حدثنا عمرو بن دينار، أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الشهر هكذا وهكذا وهكذا "، وقبض إبهامه في الثالثة
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة "
عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الولاء لمن أعتق "
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: كان ابن عمر " يتوضأ ثلاثا يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم "، وكان ابن عباس " يتوضأ مرة يرفعه إلى النبي صلى الله...
عن عبد الله بن عمر، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة فصلى بها "
عن سالم بن عبد الله قال: كان ابن عمر يكاد يلعن البيداء ويقول: " إنما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد "
عن نافع، أن ابن عمر كان يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لبيك اللهم لبيك لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك "
عن ابن عمر أنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وأصحابه ملبين، - وقال عفان: مهلين - بالحج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شاء أن يجع...
عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة إلا أن يتوب " (1) 4824- عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عل...