8043- أبو المدلة، مولى أم المؤمنين، سمع أبا هريرة، يقول: قلنا: يا رسول الله، إنا إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة، وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا، وشممنا النساء والأولاد قال: " لو تكونون - أو قال: لو أنكم تكونون - على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي، لصافحتكم الملائكة بأكفهم، ولزارتكم في بيوتكم، ولو لم تذنبوا، لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم " قال: قلنا: يا رسول الله، حدثنا عن الجنة، ما بناؤها؟ قال: " لبنة ذهب ولبنة فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه " " ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم تحمل على الغمام، وتفتح لها أبواب السماوات، ويقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين " 8044- حدثنا سعد بن عبيد الطائي - قلت لزهير: أهو أبو المجاهد؟ قال: نعم - قد حدثني أبو المدلة، مولى أم المؤمنين، أنه سمع أبا هريرة، قلنا: يا رسول الله، فذكر الحديث
(1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وأبو المدلة مولى عائشة أم المؤمنين لم يرو عنه غير سعد الطائي -وذكره ابن حبان في "الثقات" وسماه عبيد الله بن عبد الله، وقال علي ابن المديني- فيما نقله الحافظ في "التهذيب".
أبومدلة مولى عائشة لا يعرف اسمه، مجهول، لم يرو عنه غير أبي مجاهد الطائي.
وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.
أبو كامل هو مظفر بن مدرك الخراساني، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه عبد بن حميد (١٤٢٠) عن سليمان بن داود الطيالسي، وابن حبان (٧٣٨٧) من طريق فرج بن رواحة، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (١٠٧٥) قال: أخبرنا حمزة الزيات، عن سعد الطائي، حدثه رجل، عن أبي هريرة.
وأخرجه الترمذي (٢٥٢٦) من طريق محمد بن فضيل، عن حمزة الزيات، عن زياد الطائي، عن أبي هريرة.
وقال: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل.
قلنا: كذا وقع في رواية محمد بن فضيل عن حمزة الزيات: زياد الطائي، وفي رواية غيره عنه: سعد الطائي، وهو أصح، ثم هو منقطع كما أشار إليه الترمذي، فالواسطة بين أبي هريرة وبين سعد الطائي أبو مدلة، كما في رواية "المسند".
وأخرجه دون قوله: "ثلاثة لا ترد دعوتهم .
إلخ" الطيالسي (٢٥٨٣) ، والبيهقي في "البعث" (٢٥٨) عن زهير بن معاوية، به.
وأخرجه كذلك الحميدي (١١٥٠) عن سفيان، عن سعد الطائي، به.
وأخرجه بلفظ: "لو أنكم لا تخطئون لأتى الله بقوم يخطئون يغفر لهم" الحاكم ٤/٢٤٦ من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج بن السمح، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة.
وأخرجه بلفظ: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم" مسلم (٢٧٤٩) من طريق يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة.
وأخرج صفة الجنة منه دون قوله: "من يدخلها ينعم .
إلخ" أبو نعيم في "صفة الجنة" (١٣٦) من طريق أبي داود، عن زهير، به.
وأخرج منها قوله.
"من يدخلها ينعم .
إلخ" أبو نعيم (١٠٠) من طريق أبي داود عن زهير به.
وأخرج قوله: "ثلاثة لا ترد دعوتهم .
إلخ" الطيالسي (٢٥٨٤) ، وابن حبان (٣٤٢٨) ، والطبراني في "الدعاء" (١٣١٥) ، والبيهقي في "السنن" ٣/٣٥٤ و٨/١٦٢ و١٠/٨٨ من طرق عن زهير به.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" ٢/٢٩٤ من طريق قران بن تمام، عن عمرو الملائي، عن سعد الطائي، به.
وأخرجه الطبراني (١٣١٦) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة.
وأخرج قوله: "دعوة المظلوم تحمل على الغمام .
إلخ" ابن حبان (٨٧٤) من طريق فرج بن رواحة، عن زهير، به.
وصفة الجنة من الحديث ستأتي برقم (٩٧٤٤) من طريق سعدان الجهني، عن سعد الطائي.
وانظر (٨٧٤٧) .
وقوله: "من يدخلها ينعم لا يبؤس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفني شبابه" سيأتي نحوه برقم (٨٨٢٧) من طريق أبي رافع عن أبي هريرة.
وقصة الثلاثة الذين لا ترد دعوتهم ستأتي تامة برقم (٩٧٤٣) ، ومقطعة: "الإمام العادل لا ترد دعوته" برقم (٩٧٢٥) ، و"الصائم لا ترد دعوته" برقم (١٠١٨٣) عن وكيع، عن سعدان الجهني، عن سعد، عن أبي المدلة، عن أبي هريرة.
وفي دعوة المظلوم انظر ما سلف برقم (٧٥١٠) .
ويشهد لقوله: "لو أنكم تكونون على كل حال .
" حديث أنس، سيأتي ٣/١٧٥، وحديث حنظلة الكاتب، سيأتي ٤/١٧٨.
ويشهد لقوله: "لو لم تذنبوا .
" حديث ابن عباس سلف برقم (٢٦٢٣) ، وحديث أبي أيوب عند مسلم (٢٧٤٨) .
ويسهد لقوله: "لبنة من ذهب ولبنة من فضة" حديث أبي سعيد الخدري عند البيهقي في "البعث" (٢٦١) ، وأبي نعيم في "الحلية" ٦/٢٠٤.
ولقوله: "دعوة المظلوم .
" حديث ابن عباس سلف برقم (٢٠٧١) ، وحديث أنس سيأتي ١٣/٥٣، وحديث ابن عمر عند الحاكم ١/٢٩.
الملاط، قال السندي: بكسر الميم، الجص ونحوه مما يتصل به اللبنات.
والأذفر، أي: طيب الريح، والذفر -بفتحتين- يقع على الطيب والكريه، ويتميز بالمضاف إليه والموصوف.
(2) صحيح بطرقه وشواهده.
وانظر ما قبله.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " رقت قلوبنا ": - بتشديد القاف - ; أي: لانت وذهبت عنها القسوة والغلطة .
" من أهل الآخرة ": أي: ممن يشاهدها، أو ممن يطلبها خالصة .
" على كل حال ": أي: في كل وقت .
" لصافحتكم ": أي: لصرتم كالملائكة الذين لا يتغير حالهم، ولا يفترون في العبادة والتسبيح، وخرجتم عن البشرية، فصافحتكم الملائكة كما يصافح بعضهم بعضا، والمقصود: بيان التغيير من مقتضيات البشرية ولوازمها، فلا تغتموا به .
" ولو لم تذنبوا ": من أذنب; أي: كما لم تذنب الملائكة .
" لجاء الله ": أي: لخلق قوما آخرين يكونون مظاهر المغفرة; كما خلقكم حين كانت الملائكة غير مذنبين، والمقصود: أن إظهار صفة المغفرة مطلوب، فلا بد من خلق المذنبين; ليكونوا لها مظاهر، فإذا لم يصلح لذلك قوم، يخلق آخرين.
وهذا الحديث ربما يشير إلى أن المراد بقوله تعالى: قال إني أعلم ما لا تعلمون [البقرة: 30 ]، في جواب الملائكة; أي: إني أعلم أنه لا بد من مظاهر المغفرة، والله تعالى أعلم، وقد سبق لحديث: "لو لم تذنبوا.
.
.
إلخ" معنى آخر .
" حدثنا عن الجنة ": سمعوا المغفرة، فرغبوا في معرفة الجنة التي هي مآل أهل المغفرة.
" وملاطها ": - بكسر ميم - : الجص ونحوه مما تتصل به اللبنات .
" الأذفر ": أي: طيب الريح والذفر - بفتحتين - : يقع على الطيب والكريه، ويتميز بالمضاف إليه والموصوف .
" ينعم ": ضبط - بفتح عين - ; من النعمة، وهي المسرة والفرح والترقية وطيب العيش .
" ولا يبؤس ": من يبؤس - بضم الهمزة فيها - : إذا اشتد .
" لا تبلى ": - بفتح اللام - .
" ولا يفنى ": - بفتح النون - .
" شبابه ": - بفتح الشين - : ضد المشيب .
" ثلاثة لا ترد دعوتهم ": فيه أن من طلب الجنة، فليعدل، ويصم، ويدع، ولا يظلم; خوفا من أن يدعو عليه المظلوم بحرمانها .
" ودعوة المظلوم ": - بالرفع - : مبتدأ، خبره: "تحمل.
.
.
إلخ "، ولغناء هذه الجملة عن ذكر المظلوم ترك ذكره في العد، والله تعالى أعلم .
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَأَبُو النَّضْرِ قَالَا حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ قَالَ أَبُو النَّضْرِ سَعْدٌ أَبُو مُجَاهِدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُدِلَّةِ مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَوْلَادَ قَالَ لَوْ تَكُونُونَ أَوْ قَالَ لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنْ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا قَالَ لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ وَلَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ قُلْتُ لِزُهَيْرٍ أَهُوَ أَبُو الْمُجَاهِدِ قَالَ نَعَمْ قَدْ حَدَّثَنِي أَبُو الْمُدِلَّةِ مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل، فقال: إني كنت أتيتك الليلة، فلم يمنعني أن أدخل عليك البيت الذي أنت فيه، إلا أنه كا...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل يباهي الملائكة بأهل عرفات، يقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا "
عن أبي هريرة، قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سئل عن علم فكتمه، ألجم بلجام من نار يوم القيامة "
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام من غير أهله سأل عنه، فإن قيل: هدية، أكل، وإن قيل: صدقة، قال: " كلوا "، ولم يأكل
عن أبي هريرة، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يتنازعون في هذه الشجرة التي {اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} [إبراهيم: ٢٦] فقالو...
عن أبي هريرة، قال: لما قفا وفد عبد القيس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل امرئ حسيب نفسه، لينتبذ كل قوم فيما بدا لهم "
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم "
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن ملكا بباب من أبواب السماء يقول: من يقرض اليوم، يجزى غدا، وملكا بباب آخر يقول: اللهم أعط لمنفق...