8090-
عن أبي هريرة، قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فقال، يعني لرجل يدعي بالإسلام : " هذا من أهل النار ".
فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالا شديدا، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الرجل الذي قلت له: إنه من أهل النار، فإنه قاتل اليوم قتالا شديدا، وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إلى النار " فكاد بعض الناس أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: فإنه لم يمت، ولكن به جراح شديد، فلما كان من الليل لم يصبر على
الجراح، فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: " الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله " ثم أمر بلالا فنادى في الناس: " أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وأن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " 8091- عن الزهري، أخبرني ابن المسيب، أن أبا هريرة، قال: شهدنا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعى بالإسلام: " إن هذا من أهل النار " فذكر معناه، إلا أنه قال: فاشتد على رجال من المسلمين، فقالوا: يا رسول الله، قد صدق الله حديثك، فقد انتحر فلان فقتل
نفسه
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (٩٥٧٣) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (٣٠٦٢) ، ومسلم (١١١) (١٧٨) ، وأبو عوانة ١/٤٦، وابن حبان (٤٥١٩) ، وابن منده في "الإيمان" (١٦٣) و (٦٤٣) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٠٩٧) .
وأخرجه البخاري (٦٦٠٦) ومن طريقه أخرجه البغوي (٢٥٢٦) من طريق ابن المبارك عن معمر، به.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٨٨٨٣) ، وابن منده في "الإيمان" (٦٤٣) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" ٤/١٣٠ من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبي هريرة.
واقتصر النسائي على قوله: "إن الله يؤيد .
" إلخ.
وعزاه ابن حجر في "التغليق" إلى الذهلي في "الزهريات"، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه"، وأبي نعيم في "المستخرج" من هذا الطريق.
ووقع اسم الغزوة في هذا الطريق: حنين لا خيبر، قال الحافظ ابن حجر: وفيه نظر، والمحفوط في هذا "خيبر"، وكأن الحامل للراوي على قوله "حنين" ما عرف من
أن أبا هريرة لم يشهد خيبر، وإنما حضر بعدما فرغ القتال.
وقال في "الفتح" ٧/٤٧٣: أراد جيشها من المسلمين، لأن الثابت أنه إنما جاء بعد أن فتحت خيبر.
وروي من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أنه أخبره بعض من شهد النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل معه: "هذا من أهل النار" فنحر نفسه، وهي عند البخاري في "تاريخه" ٥/٣٠٧، والذهلي في "الزهريات".
ورواه محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أن عمه عبيد الله بن كعب قال: أخبرني من شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر .
وهو عند الذهلي وغيره.
وأشار إلى هذه الطريق البخاري بإثر الحديث (٤٢٠٤) ، وانظر "التغليق" ٤/١٣١-١٣٢
ورجح الذهلي -فيما نقله الحافظ في "الفتح" ٧/٤٧٤- رواية معمر وشعيب بن أبي حمزة التي ستأتي بعده، وقال: ولا تدفع رواية الأخيرين (يعني صالح بن كيسان والزبيدي) لأن الزهري كان يقع له الحديث من عدة طرق فيحمله عنه أصحابه بحسب ذلك.
وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي ٥/٣٣٢.
ويشهد لآخره حديث أبي بكرة سيأتي ٥/٤٥.
وحديث أنس عند النسائي في "الكبرى" (٨٨٨٥) ، والبزار (١٧٢٠) و (١٧٢١) و (١٧٢٢) .
(2) سناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الدارمي (٢٥١٧) ، والبخاري (٣٠٦٢) و (٤٢٠٣) ، والنسائي في "الكبرى" (٨٨٨٤) ، وابن منده في "الإيمان" (١٦٤) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٠٩٧) ، والبيهقي في "السنن" ٨/١٩٧، وفي "الدلائل" ٤/٢٥٣ من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد.
واقتصر الدارمي والنسائي على آخره.
وانظر ما قبله.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: " فقال: يعني لرجل ": أي: في شأنه .
" هذا من النار ": أي: من أهلها .
" إلى النار ": أي: مآله إليها .
" فكاد بعض الناس أن يرتاب ": أي: أن يشك في صدق مقاتلته تلك; لأنها تخالف أعماله ظاهرا .
" إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ": أي: ظاهرا وباطنا.
وفيه: أن هذا الرجل لم يكن مسلما ظاهرا وباطنا، بل كان منافقا، أو قال ذلك زجرا لمن كاد أن يرتاب عن ذلك; لئلا يخرج بذلك عن الإسلام .
" بالرجل الفاجر ": أي: كهذا المقاتل .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ يَعْنِي لِرَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلَمَّا حَضَرْنَا الْقِتَالَ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ لَهُ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا وَقَدْ مَاتَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَى النَّارِ فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ فَإِنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَلَكِنْ بِهِ جِرَاحٌ شَدِيدٌ فَلَمَّا كَانَ مِنْ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى فِي النَّاسِ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ شَهِدْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يُذْعِنُ بِالْإِسْلَامِ إِنَّ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فَاشْتَدَّ عَلَى رِجَالٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ وَقَدْ انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تعدون الشهيد فيكم؟ " قالوا: من قتل في سبيل الله.<br> قال: " إن شهداء أمتي إذا لقليل القتل في...
عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، وا...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في آخر الزمان يظهر ذو السويقتين على الكعبة " قال: حسبت أنه قال: " فيهدمها "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يأخذ مني خمس خصال فيعمل بهن، أو يعلمهن من يعمل بهن؟ " قال: قلت أنا يا رسول الله.<br> قال: "...
عن أبي هريرة، قال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت "، وهو جد عاصم بن عمر، فانطلقوا، حتى إذا كانوا ببعض الطريق ب...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولد الزنا أشر الثلاثة "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البيعان بالخيار، من بيعهما ما لم يتفرقا، أو يكون بيعهما في خيار "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يبتاع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبته، ولا تشترط المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها، ف...