9344- عن أبي هريرة، قال: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} [البقرة: ٢٨٤] ، فاشتد ذلك على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جثوا على الركب، فقالوا: يا رسول الله، كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة، والصيام، والجهاد، والصدقة، وقد أنزل عليك هذه الآية، ولا نطيقها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا، بل قولوا: سمعنا، وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير "، فقالوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير، فلما أقر بها القوم، وذلت بها ألسنتهم، أنزل الله عز وجل في إثرها: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله} [البقرة: ٢٨٥]- قال عفان: قرأها سلام أبو المنذر : يفرق - فأنزل الله عز وجل {وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} [البقرة: ٢٨٥] ، فلما فعلوا ذلك نسخها الله عز وجل بقوله: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} [البقرة: ٢٨٦] ، فصار له ما كسب من خير، وعليه ما اكتسب من شر، فسر العلاء هذا: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [البقرة: ٢٨٦] ، قال: نعم، {ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا} [البقرة: ٢٨٦] ، قال: نعم، {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} [البقرة: ٢٨٦] ، قال: نعم، {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} [البقرة: ٢٨٦]
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.
وأخرجه مسلم (١٢٥) ، وأبو عوانة ١/٧٦-٧٧ و٧٧، وابن حبان (١٣٩) من طريق روح بن القاسم، والطبري ٣/١٤٣ من طريق مصعب بن ثابت، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (٢٠٧٠) .
قلنا: ولفظ النسخ الوارد في الحديث لا يعني النسخ المصطلح عليه عند الأصوليين، وإنما المراد به التخصيص، فإن الآية الأولى: (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) تفيد أنهم محاسبون حتى على حديث النفس، وجاءت الآية الثانية: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) نصا في أن التكليف إنما هو بحسب الوسع والطاقة، وهي على هذا التفسير تكون قد خصصت العموم الذي في الأولى ولم تنسخه.
وقد ذهب غير واحد من أهل العلم إلى إحكام هذه الآية، لأنها خبر، والنسخ إنما يدخل على الأمر والنهي.
انظر "تفسير الطبري" ٦/١١٣-١٢١، و"نواسخ القرآن" ص ٢٣١-٢٣٥ لابن الجوزي، و"الناسخ والمنسوخ" ص ١٦٨ لمكي بن أبي طالب، و"الناسخ والمنسوخ" ص ١٠٤ لأبي جعفر النحاس.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "فاشتد ذلك"؛ أي: ثقل عليهم؛ لأن ظاهره المؤاخذة بخطرات النفس التي ليست بيد الإنسان.
"ثم جثوا": بركوا؛ إظهارا لشدة الأمر عليهم.
"وذلت بها أنفسهم"؛ أي: بالقراءة بها؛ لما ألقى الله في قلوبهم من الطمأنينة والتسليم والرضا، وأزال عنهم ما كانوا يجدونه من الكراهية الطبعية.
"أنزل الله - عز وجل - : آمن الرسول [البقرة: 285] .
.
إلخ": مدحا على حسن صنيعهم، أو أمرا لهم بذلك، ويؤيد الثاني قوله: "فلما فعلوا ذلك"، وعلى الأول، فمعنى فعلوا: استمروا على فعلهم ذلك.
"نسخها"؛ أي: نسخ قوله: وإن تبدوا ما في أنفسكم .
.
.
إلخ [البقرة: 284]، والمراد أنه نسخ ما كان يظهر لهم ببيان أن المراد ما كان في طاقة الإنسان، لا ما لا طاقة له به، وحمل بعضهم النسخ على حقيقته، وفي تحقيقه كلام ذكره النووي في "شرح مسلم" في كتاب: الإيمان، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلِّفْنَا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ فَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ فَلَمَّا أَقَرَّ بِهَا الْقَوْمُ وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِثْرِهَا { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ } قَالَ عَفَّانُ قَرَأَهَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ يُفَرِّقُ { وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقَوْلِهِ { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } فَصَارَ لَهُ مَا كَسَبَتْ مِنْ خَيْرٍ وَعَلَيْهِ مَا اكْتَسَبَتْ مِنْ شَرٍّ فَسَّرَ الْعَلَاءُ هَذَا { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } قَالَ نَعَمْ { رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا } قَالَ نَعَمْ { رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ } قَالَ نَعَمْ { وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
عن أبي هريرة، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب وهو يصلي، فقال: " يا أبي "، فالتفت فلم يجبه، ثم صلى أبي، فخفف، ثم انصرف إلى رسول ال...
عن أبي رافع، أن فتى من قريش أتى أبا هريرة يتبختر في حلة له، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن رجلا ممن كان قبلكم كان يتبختر في حلة له...
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أفلس الرجل فالغريم أحق بماله إذا وجده بعينه "
عن أبي سلمة، قال: رأيت أبا هريرة قرأ: {إذا السماء انشقت} [الانشقاق: ١] فسجد، قلت: ألم أرك سجدت، قال: " لو لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها...
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " اليمين الكاذبة منفقة للسلعة، ممحقة للكسب "
عن عاصم بن كليب، قال: حدثني أبي، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: وكان يبتدئ حديثه بأن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو القاسم الصادق المصدوق: " م...
عن أبو صالح، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفس...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل إذا أحب عبدا دعا جبريل صلى الله عليه وسلم، فقال: يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه، قال: في...
عن أبي هريرة، قال: " ما احتذى النعال، ولا انتعل، ولا ركب المطايا، ولا لبس الكور من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل من جعفر بن أبي طالب " يع...