1645- عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصابته فاقة، فأنزلها بالناس، لم تسد فاقته، ومن أنزلها بالله، أوشك الله له، بالغنى، إما بموت عاجل، أو غنى عاجل»
إسناده حسن.
سيار أبو حمزة روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" فهو حسن الحديث.
مسدد: هو ابن مسرهد الأسدي، وعبد الله: هو ابن داود بن عامر الربيع الهمداني، وابن المبارك: هو عبد الله، وطارق: هو ابن شهاب بن عبد شمس البجلي.
وأخرجه الترمذي (2479) من طريق سفيان الثوري عن بشير بن سليمان، بهذا الإسناد.
وقال عنه: حديث حسن صحيح غريب.
وهو في "مسند أحمد" (3696).
وقوله: إما بموت عاجل.
قال في "عون المعبود": قيل: بموت قريب له غني فيرثه، ولعل الحديث مقتبس من قوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه} [الطلاق:2 - 3].
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( وَهَذَا حَدِيثه ) : أَيْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك , وَالْمَعْنَى أَنَّ عَبْد اللَّه بْن دَاوُدَ وَعَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك كِلَاهُمَا يَرْوِيَانِ عَنْ بَشِير بْن سَلْمَان وَهَذَا لَفْظ اِبْن الْمُبَارَك دُون عَبْد اللَّه بْن دَاوُدَ ( مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَة ) : أَيْ حَاجَة شَدِيدَة وَأَكْثَر اِسْتِعْمَالهَا فِي الْفَقْر وَضِيق الْمَعِيشَة ( فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ ) : أَيْ عَرَضَهَا عَلَيْهِمْ وَأَظْهَرهَا بِطَرِيقِ الشِّكَايَة لَهُمْ وَطَلَب إِزَالَة فَاقَته مِنْهُمْ.
قَالَ الطِّيبِيُّ : يُقَال نَزَلَ بِالْمَكَانِ وَنَزَلَ مِنْ عُلُوّ , وَمِنْ الْمَجَاز نَزَلَ بِهِ مَكْرُوه وَأَنْزَلْت حَاجَتِي عَلَى كَرِيم , وَخُلَاصَته أَنَّ مَنْ اِعْتَمَدَ فِي سَدّهَا عَلَى سُؤَالهمْ ( لَمْ تُسَدّ فَاقَته ) : أَيْ لَمْ تُقْضَ حَاجَته وَلَمْ تَزَلْ فَاقَته , وَكُلَّمَا تُسَدّ حَاجَة أَصَابَتْهُ أُخْرَى أَشَدّ مِنْهَا ( وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاَللَّهِ ) : بِأَنْ اِعْتَمَدَ عَلَى مَوْلَاهُ ( أَوْشَكَ اللَّه ) : أَيْ أَسْرَعَ وَعَجَّلَ ( بِالْغِنَى ) : بِالْكَسْرِ مَقْصُورًا أَيْ الْيَسَار , وَفِي نُسْخَة الْمَصَابِيح لَهُ بِالْغَنَاءِ أَيْ بِفَتْحِ الْغَيْن وَالْمَدّ أَيْ الْكِفَايَة.
قَالَ شُرَّاح الْمَصَابِيح : وَرِوَايَة بِالْغِنَى أَيْ بِالْكَسْرِ مَقْصُورًا عَلَى مَعْنَى الْيَسَار تَحْرِيف لِلْمَعْنَى لِأَنَّهُ قَالَ يَأْتِيه الْكِفَايَة عَمَّا هُوَ فِيهِ اِنْتَهَى ( إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِل ) : قِيلَ بِمَوْتِ قَرِيب لَهُ غَنِيّ فَيَرِثهُ.
وَلَعَلَّ الْحَدِيث مُقْتَبَس مِنْ قَوْله تَعَالَى { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } ( أَوْ غِنَى ) : بِكَسْرٍ وَقَصْر أَيْ يَسَار ( عَاجِل ) : أَيْ بِأَنْ يُعْطِيه مَالًا وَيَجْعَلهُ غَنِيًّا.
قَالَ الطِّيبِيُّ : هُوَ هَكَذَا أَيْ عَاجِل بِالْعَيْنِ فِي أَكْثَر نُسَخ الْمَصَابِيح وَجَامِع الْأُصُول.
وَفِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ : أَوْ غِنًى آجِل بِهَمْزَةٍ مَمْدُودَة وَهُوَ أَصَحّ دِرَايَة لِقَوْلِهِ تَعَالَى { إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } اِنْتَهَى.
قُلْت : نُسَخ أَبِي دَاوُدَ الَّتِي عِنْدِي فِي كُلّهَا عَاجِل بِالْعَيْنِ وَكَذَا فِي نُسَخ الْمُنْذِرِيّ , وَاَللَّه أَعْلَم.
قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَسَن صَحِيح غَرِيب.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ح و حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ أَبُو مَرْوَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ وَهَذَا حَدِيثُهُ عَنْ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ عَنْ سَيَّارٍ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ طَارِقٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ أَوْشَكَ اللَّهُ لَهُ بِالْغِنَى إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ أَوْ غِنًى عَاجِلٍ
عن ابن الفراسي، أن الفراسي، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أسأل يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا، وإن كنت سائلا لا بد، فاسأل الصال...
عن ابن الساعدي، قال: استعملني عمر رضي الله عنه على الصدقة، فلما فرغت منها وأديتها إليه، أمر لي بعمالة، فقلت: إنما عملت لله وأجري على الله، قال: خذ ما...
عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر، وهو يذكر الصدقة، والتعفف منها، والمسألة: «اليد العليا خير من اليد السفلى، والي...
عن مالك بن نضلة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعط الفضل، ولا تعج...
عن أبي رافع، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على الصدقة من بني مخزوم، فقال لأبي رافع: اصحبني فإنك تصيب منها، قال: حتى آتي النبي صلى الله عليه وس...
عن أنس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر بالتمرة العائرة، فما يمنعه من أخذها، إلا مخافة أن تكون صدقة»
عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة، فقال: «لولا أني أخاف أن تكون صدقة لأكلتها»
عن ابن عباس، قال: «بعثني أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في إبل، أعطاها إياه من الصدقة» (1) 1654- عن كريب، مولى ابن عباس، عن ابن عباس، نحوه زاد...
عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بلحم، قال: «ما هذا؟»، قالوا: شيء تصدق به على بريرة، فقال: «هو لها صدقة، ولنا هدية»