حديث الرسول ﷺ English أحاديث نبوية الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأله فكل وتصدق - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الزكاة باب في الاستعفاف (حديث رقم: 1647 )


1647- عن ابن الساعدي، قال: استعملني عمر رضي الله عنه على الصدقة، فلما فرغت منها وأديتها إليه، أمر لي بعمالة، فقلت: إنما عملت لله وأجري على الله، قال: خذ ما أعطيت، فإني قد عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني، فقلت مثل قولك، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأله، فكل وتصدق»


إسناده صحيح.
أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، والليث: هو ابن سعد، وابن الساعدي - وقيل ابن السعدي -: هو عبد الله.
وأخرجه مسلم (1045)، والنسائي في "الكبرى" (2396) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج, به.
وأخرجه بنحوه البخاري (7164)، والنسائى (2397 - 2398) من طريق حويطب ابن عبد العزى، عن عبد الله بن السعدي، به.
وهو في "مسند أحمد" (371)، و"صحيح ابن حبان" (3405).
وسيأتي مختصرا برقم (2944).
العمالة بضم العين: أجر العامل على عمله، وعملني بتشديد الميم: أعطاني العمالة، وأما العمالة بفتح العين، فهي نفس العمل.

شرح حديث ( إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأله فكل وتصدق)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( عَنْ اِبْن السَّاعِدِيِّ ) ‏ ‏: قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : الصَّوَاب اِبْن السَّعْدِيّ وَاسْمه قُدَامَةُ وَقِيلَ عَمْرو وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ السَّعْدِيّ لِأَنَّهُ اِسْتَرْضَعَ فِي بَنِي سَعْد بْن بَكْر وَأَمَّا السَّاعِدِيُّ فَلَا يُعْرَف لَهُ وَجْه وَابْنه عَبْد اللَّه مِنْ الصَّحَابَة وَهُوَ قُرَشِيّ عَامِرِيّ مَكِّيّ مِنْ بَنِي مَالِك بْن حَنْبَل اِبْن عَامِر بْن لُؤَيّ , وَسَيَجِيءُ بَيَانه مِنْ كَلَام الْمُنْذِرِيّ ‏ ‏( بِعُمَالَة ) ‏ ‏قَالَ الْجَوْهَرِيّ : الْعُمَالَة بِالضَّمِّ رِزْق الْعَامِل عَلَى عَمَله ‏ ‏( فَعَمَّلَنِي ) ‏ ‏: بِتَشْدِيدِ الْمِيم أَيْ أَعْطَانِي أُجْرَة عَمَل وَجَعَلَ لِي عُمَالَة ‏ ‏( مِنْ غَيْر أَنْ تَسْأَلهُ ) ‏ ‏: فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّهُ لَا يَحِلّ أَكْل مَا حُصِّلَ مِنْ الْمَال عَنْ مَسْأَلَة.
وَفِي الْحَدِيث دَلَالَة عَلَى أَنَّ عَمَل السَّاعِي سَبَب لِاسْتِحْقَاقِهِ الْأُجْرَة كَمَا أَنَّ وَصْف الْفَقْر وَالْمَسْكَنَة هُوَ السَّبَب فِي ذَلِكَ وَإِذَا كَانَ الْعَمَل هُوَ السَّبَب اِقْتَضَى قِيَاس قَوَاعِد الشَّرْع أَنَّ الْمَأْخُوذ فِي مُقَابَلَته أُجْرَة , وَلِهَذَا قَالَ أَصْحَاب الشَّافِعِيّ تَبَعًا لَهُ إِنَّهُ يَسْتَحِقّ أُجْرَة الْمَثَل.
وَفِيهِ أَيْضًا دَلِيل عَلَى أَنَّ مَنْ نَوَى التَّبَرُّع يَجُوز لَهُ أَخْذ الْأُجْرَة بَعْد ذَلِكَ ‏ ‏( فَكُلْ وَتَصَدَّقْ ) ‏ ‏: هَنِيئًا مَرِيئًا , وَإِنْ لَمْ تَحْتَجْ إِلَى أَكْله فَتَصَدَّقْ.
‏ ‏قَالَ الْمُنْذِرِيّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ بِنَحْوِهِ.
‏ ‏وَرَوَاهُ الزُّهْرِيّ عَنْ السَّائِب بْن يَزِيد عَنْ حُوَيْطِبٍ بْن عَبْد الْعُزَّى عَنْ عَبْد اللَّه بْن السَّعْدِيّ عَنْ عُمَر , فَاجْتَمَعَ فِي إِسْنَاده أَرْبَعَة مِنْ الصَّحَابَة وَهُوَ أَحَد الْأَحَادِيث الَّتِي جَاءَتْ كَذَلِكَ.
وَوَقَعَ فِي حَدِيث اللَّيْث بْن سَعْد السَّاعِدِيِّ كَمَا قَدَّمْنَاهُ , وَهُوَ عَبْد اللَّه بْن السَّعْدِيّ وَلَمْ يَكُنْ سَعْدِيًّا فَإِنَّمَا قِيلَ لِأَبِيهِ السَّعْدِيّ لِأَنَّهُ كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي سَعْد بْن بَكْر وَهُوَ قُرَشِيّ عَامِرِيّ مَالِكِيّ مِنْ مَالِك بْن حَنْبَل.
وَاسْم السَّعْدِيّ عَمْرو بْن وَقْدَان وَقِيلَ قُدَامَةُ بْن وَقْدَان , وَأَمَّا السَّاعِدِيّ فَنِسْبَة إِلَى بَنِي سَاعِدَة مِنْ الْأَنْصَار مِنْ الْخَزْرَج وَلَا وَجْه لَهُ هَهُنَا إِلَّا أَنْ يَكُون لَهُ نُزُول أَوْ حِلْف أَوْ غَيْر ذَلِكَ.
وَقَوْله فَعَمَّلَنِي بِفَتْحِ الْعَيْن الْمُهْمَلَة وَتَشْدِيد الْمِيم وَفَتْحهَا أَيْ جَعَلَ لَهُ الْعُمَالَة وَهِيَ أُجْرَة الْعَمَل , وَفِيهِ جَوَاز أَخْذ الْأُجْرَة عَلَى أَعْمَال الْمُسْلِمِينَ وَوِلَايَاتهمْ الدِّينِيَّة وَالدُّنْيَوِيَّة.
قِيلَ : وَلَيْسَ مَعْنَى الْحَدِيث فِي الصَّدَقَات وَإِنَّمَا هُوَ فِي الْأَمْوَال الَّتِي يَقْسِمهَا الْإِمَام عَلَى أَغْنِيَاء النَّاس وَفُقَرَائِهِمْ , وَاسْتُشْهِدَ بِقَوْلِهِ فِي بَعْض طُرُقه فَتَمَوَّلْهُ وَقَالَ الْفَقِير لَا يَنْبَغِي أَنْ يَأْخُذ مِنْ الصَّدَقَة مَا يَتَّخِذهُ مَالًا كَانَ عَنْ مَسْأَلَة أَوْ غَيْر مَسْأَلَة.
‏ ‏وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِيمَا أَمَرَ بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَر مِنْ ذَلِكَ , بَعْد إِجْمَاعهمْ عَلَى أَنَّهُ أَمْر نَدْب وَإِرْشَاد , فَقِيلَ هُوَ نَدْب مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِكُلِّ مَنْ أُعْطِيَ عَطِيَّة كَانَتْ مِنْ سُلْطَان أَوْ عَامِل صَالِحًا كَانَ أَوْ فَاسِقًا , بَعْد أَنْ يَكُون مِمَّنْ يَجُوز عَطِيَّته , حَكَى ذَلِكَ غَيْر وَاحِد , وَقِيلَ ذَلِكَ مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَدْب إِلَى قَبُول عَطِيَّة غَيْر السُّلْطَان , فَأَمَّا السُّلْطَان فَبَعْضهمْ مَنَعَهَا وَبَعْضهمْ كَرِهَهُ وَقَالَ آخَرُونَ ذَلِكَ نَدْب لِقَبُولِ هَدِيَّة السُّلْطَان دُون غَيْره , وَرَجَّحَ بَعْضهمْ الْأَوَّل لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَصِّص وَجْهًا مِنْ الْوُجُوه.
اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيّ.


حديث إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأله فكل وتصدق

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ السَّاعِدِيِّ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏اسْتَعْمَلَنِي ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏عَلَى الصَّدَقَةِ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهَا وَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِ أَمَرَ لِي ‏ ‏بِعُمَالَةٍ ‏ ‏فَقُلْتُ إِنَّمَا عَمِلْتُ لِلَّهِ وَأَجْرِي عَلَى اللَّهِ قَالَ خُذْ مَا أُعْطِيتَ فَإِنِّي قَدْ عَمِلْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَعَمَّلَنِي ‏ ‏فَقُلْتُ مِثْلَ قَوْلِكَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِذَا أُعْطِيتَ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَسْأَلَهُ فَكُلْ وَتَصَدَّقْ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

أحاديث أخرى من سنن أبي داود

كان لي على النبي ﷺ دين فقضاني وزادني

عن جابر بن عبد الله، قال: «كان لي على النبي صلى الله عليه وسلم دين فقضاني وزادني»

كان الغلام طبع يوم طبع كافرا

حدثنا أبي بن كعب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول في قوله {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} [الكهف: ٨٠] «وكان طبع يوم طبع كافرا»

صلى العيدين بغير أذان ولا إقامة

عن جابر بن سمرة، قال: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين العيدين بغير أذان، ولا إقامة»

صلى رسول الله ﷺ الظهر خمسا

عن عبد الله، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر خمسا، فقيل له: أزيد في الصلاة؟ قال: «وما ذاك؟» قال: صليت خمسا، فسجد سجدتين بعد ما سلم

أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة

عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، قال: فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل وفي أيديهما الأز...

رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلا قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة ق...

كان يصلي وهو مسبل إزاره وإن الله لا يقبل صلاة رجل...

عن أبي هريرة، قال: بينما رجل يصلي مسبلا إزاره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذهب فتوضأ»، فذهب فتوضأ، ثم جاء، فقال: «اذهب فتوضأ»، فقال له رجل...

إنما العشور على النصارى واليهود

عن حرب بن عبيد الله بن عمير الثقفي، عن جده، رجل من بني تغلب، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلمت وعلمني الإسلام، وعلمني كيف آخذ الصدقة من قومي...

استفتته في خروجها من بيتها فأمرها أن تنتقل إلى ابن...

عن فاطمة بنت قيس، أنها أخبرته أنها كانت عند أبي حفص بن المغيرة، وأن أبا حفص بن المغيرة طلقها آخر ثلاث تطليقات، فزعمت أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه...