حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

للسائل حق وإن جاء على فرس - سنن أبي داود

سنن أبي داود | كتاب الزكاة باب حق السائل (حديث رقم: 1665 )


1665- عن حسين بن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للسائل حق، وإن جاء على فرس» (1) 1666- حدثنا زهير، عن شيخ - قال: رأيت سفيان عنده - عن فاطمة بنت حسين، عن أبيها، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (2)

أخرجه أبو داوود


(١) حديث حسن.
وقد حسن إسناد هذا الحديث الحافظ العلائي في "النقد الصحيح" ص 41 - 42، وجوده الحافظ العراقي في "التقييد والإيضاح" والبرهان الأبناسي في "الشذا الفياح"، والحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة"، ونقل المناوي في "فيض القدير" أن ابن حجر العسقلاني رد على ابن الجوزي في إيراده هذا الحديث في "الموضوعات".
يعلى بن أبي يحيى - ويقال: يحيى بن أبي يعلى - روى عنه مصعب بن محمد بن شرحبيل ومحمد بن عبد الله بن مسلم الزهري وإسماعيل بن عبد الملك الأسدي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
ووصفه الدولابي بأنه مولى فاطمة بنت الحسين.
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 113، وأحمد (1730)، وحميد بن زنجوية في "الأموال" (2088)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 416 معلقا، والبزار في "مسنده" (1343)، وأبو يعلى (6784)، وابن خزيمة (2468)، والطبراني في "الكبير" (2893)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 379 وفي "معرفة الصحابة" (1803)، والبيهقي 7/ 23، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 296 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد.
لكن سقط بعض الإسناد من مطبوع ابن خزيمة.
وانظر ما بعده.
ويشهد له حديث الهرماس بن زياد عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 211، والطبراني في "الكبير" 22/ (535) وفي إسناده عثمان بن فائد، وهو ضعيف.
ومرسل زيد بن أسلم عند مالك في "الموطأ" 2/ 996، وعبد الرزاق (20017) ورجاله ثقات.
وانظر "المقاصد الحسنة" للحافظ السخاوي (873).
قال ابن الأثير في "النهاية": معناه الأمر بحسن الظن بالسائل إذا تعرض لك، وأن لا تجبهه بالتكذيب والرد مع إمكان الصدق، أي: لا تخيب السائل وإن رابك منظره وجاء راكبا على فرس، فإنه قد يكون له فرس ووراءه عائلة، أو دين يجوز معه أخذ الصدقة، أو يكون من الغزاة أو من الغارمين وله في الصدقة سهم.
(٢)حديث حسن كسابقه، ويغلب على ظننا أن الرجل المبهم في هذا الإسناد مو يعلى بن أبي يحيى الذي مضى ذكره في الإسناد السابق كما استظهره الحافظ العلائي في "النقد الصحيح".
وقد اختلف في إسناد هذا الحديث فمرة جاء عن حسين بن علي، عن أبيه كما هو هنا، ومرة جاء عن حسين بن علي مرسلا - كما في الإسناد السابق.
قال العلائي: وإن يكن كذلك فهو مرسل صحابي لا يجيء فيه الخلاف الذي في المرسل.
زهير: هو ابن معاوية الجعفي.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (٢٨٥)، البيهقي ٧/ ٢٣، من طريق زهير ابن معاوية، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.

شرح حديث ( للسائل حق وإن جاء على فرس)

عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي

‏ ‏( لِلسَّائِلِ حَقّ وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَس ) ‏ ‏: فِيهِ الْأَمْر بِحُسْنِ الظَّنّ بِالْمُسْلِمِ الَّذِي اِمْتَهَنَ نَفْسه بِذُلِّ السُّؤَال فَلَا يُقَابِلهُ بِسُوءِ الظَّنّ بِهِ وَاحْتِقَاره بَلْ يُكَرِّمهُ بِإِظْهَارِ السُّرُور لَهُ وَيُقَدِّر أَنَّ الْفَرَس الَّتِي تَحْته عَارِيَة أَوْ أَنَّهُ مِمَّنْ يَجُوز لَهُ أَخْذ الزَّكَاة مَعَ الْغِنَى , كَمَنْ تَحَمَّلَ حَمَالَة أَوْ غَرِمَ غُرْمًا لِإِصْلَاحِ ذَات الْبَيْن , أَوْ يَكُون مِنْ أَصْحَاب سَهْم السَّبِيل فَيُبَاح لَهُ أَخْذهَا مَعَ الْغِنَى عَنْهَا.
قَالَ السُّيُوطِيُّ فِي مِرْقَاة الصُّعُود : وَقَدْ اِنْتَقَدَ الْحَافِظ سِرَاج الدِّين الْقَزْوِينِيّ عَلَى الْمَصَابِيح أَحَادِيث وَزَعَمَ أَنَّهَا مَوْضُوعَة وَرَدَ عَلَيْهِ الْحَافِظ الْعَلَائِيّ فِي كُرَّاسَة ثُمَّ أَبُو الْفَضْل بْن حَجَر مِنْهَا هَذَا الْحَدِيث.
قَالَ الْعَلَائِيّ : أَمَّا الطَّرِيق الْأُولَى فَإِنَّهَا حَسَنَة ; مُصْعَب وَثَّقَهُ اِبْن مَعِين وَغَيْره.
قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم صَالِح وَلَا يُحْتَجّ بِهِ وَتَوْثِيق الْأَوَّلِينَ أَوْلَى بِالِاعْتِمَادِ , وَيَعْلَى اِبْن أَبِي يَحْيَى قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم مَجْهُول , وَوَثَّقَهُ اِبْن حِبَّان فَعِنْده زِيَادَة عِلْم عَلَى مَنْ لَمْ يُعْلَم حَاله , وَقَدْ أَثْبَتَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن الْحَذَّاء سَمَاع الْحُسَيْن عَنْ جَدّه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ أَبُو عَلِيّ بْن السَّكَن وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيُّ وَغَيْرهمَا كُلّ رِوَايَاته مَرَاسِيل , فَعَلَى هَذَا هِيَ مُرْسَل صَحَابِيّ وَجُمْهُور الْعُلَمَاء عَلَى الِاحْتِجَاج بِهَا.
فَأَمَّا عَلَى الرِّوَايَة الثَّانِيَة فَقَدْ بَيَّنَ فِيهَا أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ أَبِيهِ عَلِيّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَزُهَيْر بْن مُعَاوِيَة مُتَّفَق عَلَى الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَكِنَّ شَيْخه لَمْ يُسَمِّهِ وَالظَّاهِر أَنَّهُ يَعْلَى بْن أَبِي يَحْيَى الْمُتَقَدِّم.
وَبِالْجُمْلَةِ الْحَدِيث حَسَن , وَلَا يَجُوز نِسْبَتُهُ إِلَى الْوَضْع اِنْتَهَى قُلْت : وَرُوِّينَا هَذَا الْحَدِيث بِالسَّنَدِ الْمُسَلْسَل فِي أَرْبَعِينَ أَهْل الْبَيْت لِلشَّيْخِ وَلِيّ اللَّه الدَّهْلَوِيّ رَحِمَهُ اللَّه.
وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ : فِي إِسْنَاده يَعْلَى بْن أَبِي يَحْيَى سُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ فَقَالَ : مَجْهُول.
وَقَالَ أَبُو عَلِيّ سَعِيد بْن السَّكَن.
قَدْ رُوِيَ مِنْ وُجُوه صِحَاح حُضُور الْحُسَيْن بْن عَلِيّ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَعِبه بَيْن يَدَيْهِ وَتَقْبِيله إِيَّاهُ , فَأَمَّا الرِّوَايَة الَّتِي تَأْتِي عَنْ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُلّهَا مَرَاسِيل.
‏ ‏وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَمه نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن الْحَذَّاء سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَآهُ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنه وَبَيْن أَخِيهِ الْحَسَن الْأَطْهَر وَاحِد.
اِنْتَهَى.


حديث للسائل حق وإن جاء على فرس حدثنا زهير عن شيخ قال رأيت

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏يَعْلَى بْنُ أَبِي يَحْيَى ‏ ‏عَنْ ‏ ‏فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏لِلسَّائِلِ حَقٌّ وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ آدَمَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏زُهَيْرٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏شَيْخٍ ‏ ‏قَالَ رَأَيْتُ ‏ ‏سُفْيَانَ ‏ ‏عِنْدَهُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهَا ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَلِيٍّ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مِثْلَهُ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن أبي داود

إن لم تجدي له شيئا تعطينه إياه إلا ظلفا محرقا

عن عبد الرحمن بن بجيد، عن جدته أم بجيد، وكانت ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنها قالت له: يا رسول الله صلى الله عليك، المسكين ليقوم على بابي،...

إن أمي قدمت علي وهي راغمة مشركة أفأصلها

عن أسماء، قالت: قدمت علي أمي راغبة في عهد قريش وهي راغمة مشركة، فقلت: يا رسول الله، إن أمي قدمت علي، وهي راغمة مشركة، أفأصلها؟ قال: «نعم، فصلي أمك»

أن تفعل الخير خير لك

عن سيار بن منظور، رجل من بني فزارة، عن أبيه، عن امرأة يقال لها: بهيسة، عن أبيها، قالت: استأذن أبي النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل بينه وبين قميصه، فجعل...

هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا

عن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا؟»، فقال أبو بكر رضي الله عنه: دخلت المسجد، فإذا أنا بس...

لا يسأل بوجه الله إلا الجنة

عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يسأل بوجه الله، إلا الجنة»

من سأل بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه

عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكا...

يأتي أحدكم بما يملك فيقول هذه صدقة

عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل بمثل بيضة من ذهب، فقال: يا رسول الله، أصبت هذه من معدن، فخذها فهي...

أمر له بثوبين ثم حث على الصدقة

عن أبي سعيد الخدري، يقول: " دخل رجل المسجد، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرحوا ثيابا فطرحوا، فأمر له بثوبين ، ثم حث على الصدقة، فجاء، فطرح أحد ال...

إن خير الصدقة ما ترك غنى أو تصدق به عن ظهر غنى

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن خير الصدقة ما ترك غنى، أو تصدق به عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول»