11310- عن أبو سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفان عورتهما يتحدثان، فإن الله يمقت على ذلك "
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل:
أولاها: اضطراب رواية عكرمة بن عمار، عن يحيي بن أبى كثير فيما ذكر أئمة الجرح والتعديل.
ثانيها: جهالة هلال بن عياض، فلم يذكر في الرواة عنه غير يحيى بن أبي كثير، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.
والأرجح في اسمه أنه عياض بن هلال، فيما ذكر البخاري وابن أبي حاتم والخطيب وغيرهم.
وقال محمد بن يحيى الذهلي: الصواب عياض بن هلال، وقال ابن حبان في "الثقات": من زعم أنه هلال بن عياض فقد وهم.
وقال ابن خزيمة في "صحيحه": أحسب الوهم فيه من عكرمة بن عمار حين قال: هلال بن عياض، قال المزي: وقيل: عياض بن عبد الله.
ثالثها: اضطرابه، فقد قال الدارقطني في "العلل" ٣/ورقة ٢٣٨ وقد سئل عن هذا الحديث: يرويه يحيى بن أبي كثير، واختلف عنه، فرواه عكرمة بن عمار، واختلف عن عكرمة أيضا، فرواه الثوري عن عكرمة، [عن يحيى] ، عن عياض بن هلال، عن أبي سعيد، وكذلك قال عبد الملك بن الصباح، عن عكرمة.
وقال عبيد بن عقيل، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقال أبان العطار، عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه.
وقال مسكين بن بكير، عن الأوزاعي، عن يحيي، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر بن عبد الله.
وقال غير مسكين، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، مرسلا.
وأشبهها بالصواب حديث عياض بن هلال، عن أبي سعيد.
تلنا: يعني حديث المسند، وأخرجه أبو داود (١٥) ، والنسائي في "الكبرى" (٣٣) ، وأبو نعيم في "الحلية" ٩/٤٦، والبيهقي في "السنن" ١/٩٩-١٠٠، والبغوي في "شرح السنة" (١٩٠) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
قال أبو داود: لم يسنده إلا عكرمة بن عمار.
وأخرجه ابن ماجه (٣٤٢) من طريق عبد الله بن رجاء، ومن طريق سلم بن إبراهيم الوراق، وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" عقب الرواية (٧١) ، والحاكم في "المستدرك" ١/١٥٧، والبيهقي في "السنن" ١/١٠٠ من طريق سلم بن إبراهيم الوراق، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٣٢) ، وابن ماجه (٣٤٢) ، والحاكم في "المستدرك" ١/١٥٧ من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن عكرمة بن عمار، به.
ووقع اسم عياض بن هلال عند ابن ماجه من طريق عبد الله بن رجاء: هلال بن عياض، ومن طريق سفيان الثوري: عياض بن عبد الله.
وتقدم ذكر الاختلاف في ذلك في أول التخريج، وأن الصواب في ذلك عياض بن هلال.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح من حديث يحيي بن أبي كثير، عن عياض بن هلال الأنصاري، وإنما أهملاه لخلاف بين أصحاب يحيي بن أبي كثير فيه، فقال بعضهم: هلال بن عياض، وقد حكم أبو عبد الله محمد بن إسماعيل في "التاريخ" أنه عياض بن هلال الأنصاري، سمع أبا سعيد، سمع منه يحيي بن أبي كثير.
قاله هشام ومعمر وعلي بن المبارك وحرب بن شداد، عن يحيي بن أبي
كثير -وقد وافقه الذهبي على تصحيح الحديث، مع أنه ذكر في "الميزان" عكرمة بن عمار، ونقل عن يحيي القطان وأحمد والبخاري أن أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير ضعاف وليست بصحاح، وذكر عياض بن هلال وأنه لا يعرف- ثم قال الحاكم: وقد كان عبد الرحمن بن مهدي يحدث به عن عياض بن هلال، ثم شك فيه، فقال: أو هلال بن عياض، رواه عن عبد الرحمن بن مهدي، علي ابن
المديني وعبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن المثنى: فاتفقوا على عياض بن هلال، وهو الصواب.
قال الحاكم: وقد حكم به إمامان من أئمتنا مثل البخاري وموسى بن هارون بالصحة لقول من أقام لهذا الإسناد عن عياض بن هلال الأنصاري.
قلنا: يعني أن الحاكم يحصر علة الحديث في الاختلاف على عياض بن هلال، وأن من سماه على الصواب فقد صح إسناده.
ثم قال الحاكم: وذكر البخاري فيه شواهد فصح به الحديث.
قلنا: ويشهد للنهي عن كشف العورات قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة" وهو حديث صحيح أخرجه مسلم (٣٣٨) من حديث أبي سعيد الخدري، وسيرد في "المسند" برقم (١١٦٠١) .
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "لا يخرج الرجلان": - بكسر الجيم - على النهي، أو - بضمها - على أنه نفي بمعناه.
"يضربان الغائط": من ضرب الغائط؛ إذا أتى الخلاء.
"كاشفان"؛ أي: وهما كاشفان، وفي رواية أبي داود: كاشفين - بالنصب - ، وقوله: "يضربان" وما بعده يحتمل أن تكون أحوالا مترادفة، أو متداخلة، ويحتمل أن يكون "يضربان" صفة لـ "الرجلان"، على أن تعريفه للعهد الذهني كما قالوا في قوله تعالى: كمثل الحمار يحمل أسفارا [الجمعة: 5]، وكذا "يتحدثان"، وأما "كاشفان"، فالظاهر أنه حال بذلك التقدير؛ إذ لم يعهد وقوع المفرد النكرة صفة للمعرف بالتعريف الذهني، ولا يخفى أنه لا يصلح أن يكون حالا محققة من ضمير "يضربان"، فلا بد أن تجعل مقدرة، ثم النهي راجع إلى الكشف والتحدث، لا إلى نفس الخروج، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَخْرُجْ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الْغَائِطَ كَاشِفَانِ عَوْرَتَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ
عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أطيب الطيب المسك "
عن أبي سعيد، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى حتى نقول: لا يتركها، ويتركها حتى نقول: لا يصليها "
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا " قال: " ثم يخرج رجل من عترتي - أو من أهل بيت...
عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا اجتمع ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم "
عن أبي سعيد الخدري، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم العيد في الفطر، فيصلي بالناس تينك الركعتين، ثم يتقدم فيستقبل الناس وهم جلوس، فيقول: " ت...
عن أبي سعيد الخدري، قال: أصيب رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمار ابتاعها، فكثر دينه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تصدقوا عل...
عن عبيد الله بن عبد الله، أن أبا سعيد الخدرى، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال، فقال فيما يحدثنا قال: " يأتي الدجال وهو م...
عن أبي سعيد الخدري، أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك خطب الناس وهو مسند ظهره إلى نخلة، فقال: " ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس، إن من...
عن عياض بن هلال ، أنه سمع أبا سعيد الخدري، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا شبه على أحدكم الشيطان وهو في صلاته، فقال: أحدثت، فليقل في نفس...