11730-
عن أبي سعيد الخدري قال: لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم، حتى كثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة، فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي قد
وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار شيء، قال: " فأين أنت من ذلك يا سعد؟ " قال: يا رسول الله، ما أنا إلا امرؤ من قومي، وما أنا؟ قال: " فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة "، قال: فخرج سعد، فجمع الأنصار في تلك الحظيرة، قال: فجاء رجال من المهاجرين، فتركهم، فدخلوا وجاء آخرون، فردهم، فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال: قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، قال: فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، بالذي هو له أهل، ثم قال: " يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها في أنفسكم، ألم آتكم ضلالا فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟ "، قالوا: بل الله ورسوله أمن وأفضل.
قال: " ألا تجيبونني يا معشر الأنصار " قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله، ولله ولرسوله المن والفضل.
قال: " أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم وصدقتم ، أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك،
وطريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك ، أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا، تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟ أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله في رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا، وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار " قال: فبكى القوم، حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقوا
إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٢/١٥٦-١٥٧، ١٤/٥٢٨-٥٢٩، وأبو يعلى (١٠٩٢) ، والبيهقي في "الدلائل" ٥/١٧٦-١٧٧ من طريقين عن محمد بن إسحاق، به.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/٢٩-٣٠، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع.
وقد سلف مختصرا برقم (١١٦٣٦) ، وبنحوه برقم (١١٥٤٧) .
قال السندي: قوله: من تلك العطايا، أي: مما حصلت من غنائم حنين.
قوله: "لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، أي: فمال إليهم وأعرض عنا.
قوله: "فأين أنت من ذلك"، أي: مما عليه قومك.
قوله: "امرؤ من قومي"، أي: أوافقهم في ذلك.
قوله: "وما أنا"، أي: منفردا عنهم، ويحتمل أن المراد: فأين أنت من ذلك، أي: من أن ترد عليهم ذلك الرأي، وتبين لهم طريق الصواب، فأجاب بأني واحد منهم، فلا أقدر عليه.
قوله: "في هذه الحظيرة": هي في الأصل موضع يحاط عليه لتأوي إليه الغنم والإبل، تقيها البرد والريح، ولعل المراد هاهنا الخيمة.
قوله: "ألم آتكم"، أي: جئتكم.
قوله: "ضلالا": حال، و"عالة": فقراء.
قوله: "ألا تجيبونني": يريد أن يعين أنه ما نسي إحسانهم، وأن ما فعل من إيثار غيرهم بالأموال ليس مبنيا على النسيان.
قوله: "فلصدقتم": على بناء الفاعل، من الصدق.
قوله: "ولصدقتم": على بناء المفعول، من التصديق.
قوله: "مكذبا": اسم مفعول، وهو حال.
قوله: "طريدا"، أي: مخرجا من بلادك.
قوله: "فآسيناك"، أي: راعيناك بالمال.
قوله: "في لعاعة" بضم لام، وبمهملتين: الجرعة من الشراب، والمراد: الشيء اليسير، والقدر القليل.
قوله: "أخضلوا": بلوا.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : " من تلك العطايا " : أي: مما حصلت من غنائم حنين.
" لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه " : أي: فمال إليهم وأعرض عنا.
" فأين أنت من ذلك؟ " : أي: مما عليه قومك.
" امرؤ من قومي " : أي: أوافقهم في ذلك.
" وما أنا " : أي: منفرد عنهم، ويحتمل أن المراد: فأين أنت من ذلك; أي: من أن ترد عليهم ذلك الرأي، وتبين لهم طريق الصواب؟ فأجاب: بأني واحد منهم، فلا أقدر عليه.
" في هذه الحظيرة " : هي في الأصل: موضع يحاط عليه؟ لتأوي إليه الغنم والإبل تقيها البرد والريح، ولعل المراد هاهنا: الخيمة.
" ألم آتكم " : أي: جئتكم.
" ضلالا " : حال، و " عالة " : فقراء.
" قال: ألا تجيبونني " : يريد أن يبين أنه ما نسي إحسانهم، وأن ما فعل من إيثار غيرهم بالأموال ليس مبنيا على النسيان.
" فلصدقتم " : على بناء الفاعل; من الصدق.
" ولصدقتم " على بناء المفعول; من التصديق.
" مكذبا " : اسم مفعول، وهو حال.
" طريدا " : أي: مخرجا من بلادك.
" فآسيناك " : أي: راعيناك بالمال.
" في لعاعة " : - بضم لام وبمهملتين - : الجرعة من الشراب، والمراد: الشيء اليسير، والقدر القليل.
" حتى أخضلوا " : بلوا.
" لحاهم " : - بكسر اللام أفصح من ضمها - : جمع لحية.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِي قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ وَجَدَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِمْ الْقَالَةُ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَامًا فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ الْأَنْصَارِ شَيْءٌ قَالَ فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَا إِلَّا امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي وَمَا أَنَا قَالَ فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ قَالَ فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ قَالَ فَجَاءَ رِجَالٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ فَدَخَلُوا وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدَّهُمْ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ قَدْ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمْ اللَّهُ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمْ اللَّهُ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ قَالُوا بَلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ قَالَ أَلَا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ قَالُوا وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ وَعَائِلًا فَأَغْنَيْنَاكَ أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنْ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ أَفَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِحَالِكُمْ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا وَسَلَكَتْ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ اللَّهُمَّ ارْحَمْ الْأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ قَالَ فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ وَقَالُوا رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْمًا وَحَظًّا ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَفَرَّقْنَا
عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يفتح يأجوج ومأجوج، يخرجون على الناس، كما قال الله عز وجل: {من كل حدب ينسلون} [الأنب...
عن جابر، أن أبا سعيد الخدري أخبره، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " سيخرج قوم من النار قد احترقوا، وكانوا مثل الحمم، فلا يزال أهل الجنة يرشون...
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا صوم يوم عيد "
" ولا تسافر امرأة ثلاثا إلا مع ذي محرم "
" ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، والمسجد الأقصى " 11734- قال: وودع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فقال له: أين ت...
عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله ليسأل العبد يوم القيامة، حتى إنه ليسأله يقول: أي عبدي، رأيت منكرا فلم تنكره، فإذا لقن ا...
عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رجلا فيمن سلف، أو قال: فيمن كان قبلكم، ثم ذكر كلمة معناها أعطاه الله مالا وولدا قال: " فلما حض...
عن أبي سعيد الخدري، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نبيذ الجر "
عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي "