12300-
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على حمزة، فوقف عليه فرآه قد مثل به، فقال: " لولا أن تجد صفية في نفسها، لتركته حتى تأكله العافية - وقال زيد بن الحباب: تأكله العاهة - حتى يحشر من بطونها "، ثم قال: دعا بنمرة فكفنه فيها.
قال: وكانت إذا مدت على رأسه بدت قدماه، وإذا مدت على قدميه بدا رأسه.
قال: فكثر القتلى، وقلت الثياب.
قال: فكان
يكفن، أو يكفن الرجلين - شك صفوان -، والثلاثة في الثوب الواحد.
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن أكثرهم قرآنا، فيقدمه إلى القبلة.
قال: فدفنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصل عليهم.
وقال زيد بن الحباب: فكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في ثوب واحد
حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أسامة بن زيد -وهو الليثي- فقد روى له مسلم متابعة، وفيه كلام ينزله عن رتبة أهل الضبط، وقد أشار إلى خطئه في روايته هذا الحديث عن الزهري، عن أنس، البخاري -فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" ١/٤١١ -فقال: وحديث أسامة بن زيد، عن ابن شهاب، عن أنس غير محفوظ، غلط فيه أسامة بن زيد.
وقال: عبد الرحمن بن كعب عن جابر بن عبد الله في شهداء أحد هو حديث حسن.
قلنا: وحديث جابر هذا رواه البخاري (١٣٤٣) وغيره من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب.
وانظر مسند جابر ٣/٢٩٩.
وأما حديث أسامة بن زيد، فقد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" ٩/٢٢٦ من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد ٣/١٤-١٥، وابن أبي شيبة ١٤/٢٩١-٢٩٢، وأبو داود (٣١٣٦) ، والطبراني في "الكبير" (٢٩٣٨) من طريق زيد بن الحباب وحده، به.
وأخرجه مطولا ومختصرا ابن سعد ٣/١٤-١٥، والحاكم ١/٣٦٥، والبيهقي ٤/١٠-١١ من طريق عثمان بن عمر وروح بن عبادة، وأبو داود (٣١٣٧) ، والطحاوي ١/٥٠٢-٥٠٣، والدارقطني ٤/١١٦-١١٧ و١١٧، والحاكم ٣/١٩٦ من طريق عثمان بن عمر وحده، وابن أبي شيبة ١٤/٢٦٠، وعبد بن حميد (١١٦٤) ، وأبو يعلى (٣٥٦٨) من طريق عبيد الله بن موسى العبسي، وأبو داود (٣١٣٦) ، والترمذي (١٠١٦) من طريق أبي صفوان عبد الله بن سعيد الأموي، والحاكم ٢/١٢٠ من طريق عبد الله بن وهب، خمستهم عن أسامة بن زيد الليثي، به.
وجاء في رواية عثمان بن عمر: ولم يصل على أحد من الشهداء غيره.
قال الدارقطني: لم يقل هذا اللفظ غير عثمان بن عمر: "ولم يصل على أحد من الشهداء غيره" وليست بمحفوظة.
وأخرجه الشافعي مختصرا ١/٢٠٤ فقال: أخبرنا بعض أصحابنا، عن أسامة بن زيد، به: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل على قتلى أحد، ولم يغسلهم.
وأخرج أبو داود (٣١٣٥) ، والطحاوي ١/٥٠٢، والدارقطني ٤/١١٧، والحاكم ١/٣٦٥-٣٦٦، والبيهقي ٤/١٠ من طريق عبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد، به: أن شهداء أحد لم يغسلوا، ودفنوا بدمائهم، ولم يصل عليهم.
وفي الباب عن كعب بن مالك عند ابن سعد ٣/١٣، والبيهقي ٤/١١.
وعن ابن عباس عند ابن سعد ٣/١٤، والبيهقي ٤/١٢.
وفي تكفين حمزة في نمرة عن جابر، سيأتي ٣/٣٢٩ و٣٥٧.
قوله: "قد مثل به" بضم فكسر مع التخفيف أو التشديد للمبالغة، والاسم المثلة: وهي تعذيب الإنسان أو الحيوان بقطع أعضائه وتشويه خلقه قبل أن يقتل أو بعده، بأن يقطع أنفه أو أذنه ونحو ذلك.
"لولا أن تجد صفية" أي: تحزن وتجزع.
"العافية" كل طالب رزق من أنواع الحيوان، والمراد السباع والطيور التي تأكل الأموات، والجمع العوافي، وكأن ذلك ليتم به الأجر له ويكمل، ويكون كل البدن مصروفا في سبيله تعالى.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : " قد مثل به " : - بضم فكسر مع التخفيف، أو التشديد للمبالغة - والاسم: المثلة، وهي تعذيب الحيوان بقطع أعضائه، وتشويه خلقه قبل أن يقتل، أو بعده; بأن يقطع أنفه أو أذنه ونحو ذلك.
" لو لا أن تجد صفية " : تحزن وتجزع.
" العافية " : كل طالب رزق من أنواع الحيوان، والمراد: السباع والطيور التي تأكل الأموات، والجمع العوافي، وكان ذلك ليتم به الأجر له، ويكمل، ويكون كل البدن مصروفا في سبيله تعالى، أو كأنه لبيان أنه ليس عليه فيما فعلوا به من المثلة تعذيب، حتى إن دفنه وتركه سواء.
" في الثوب الواحد " : قيل: المراد به: القبر الواحد; إذ لا يجوز تجريدهما بحيث تتلاقى بشرتهما، وقد اعتذر بعضهم عنه بالضرورة، وقال بعضهم: جمعهما في ثوب واحد: هو أن يقطع الثوب الواحد بينهما.
" ولم يصل عليهم " : من يقول بالصلاة على الشهيد يرى أن معناه أنه ما صلى على أحد كصلاته على حمزة; حيث صلى عليه مرارا، وعلى غيره مرة، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَا أَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى حَمْزَةَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَرَآهُ قَدْ مُثِّلَ بِهِ فَقَالَ لَوْلَا أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِي نَفْسِهَا لَتَرَكْتُهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الْعَافِيَةُ وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ تَأْكُلَهُ الْعَاهَةُ حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ بُطُونِهَا ثُمَّ قَالَ دَعَا بِنَمِرَةٍ فَكَفَّنَهُ فِيهَا قَالَ وَكَانَتْ إِذَا مُدَّتْ عَلَى رَأْسِهِ بَدَتْ قَدَمَاهُ وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى قَدَمَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ قَالَ وَكَثُرَ الْقَتْلَى وَقَلَّتْ الثِّيَابُ قَالَ وَكَانَ يُكَفَّنُ أَوْ يُكَفِّنُ الرَّجُلَيْنِ شَكَّ صَفْوَانُ وَالثَّلَاثَةَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ عَنْ أَكْثَرِهِمْ قُرْآنًا فَيُقَدِّمُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ قَالَ فَدَفَنَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ فَكَانَ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ وَالثَّلَاثَةُ يُكَفَّنُونَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انتهيت إلى السدرة، فإذا نبقها مثل الجرار، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها...
عن أنس، أن الربيع عمة أنس كسرت ثنية جارية، فطلبوا إلى القوم العفو فأبوا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " القصاص ".<br> قال أنس بن النضر: يا...
عن أنس بن مالك قال: صنع بعض عمومتي طعاما، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أحب أن تأكل في بيتي، وتصلي فيه قال: " فأتى وفي البيت فحل من تلك الفحول قا...
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: " من ينظر ما فعل أبو جهل؟ " قال: فانطلق ابن مسعود، فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برك.<br> قال: فأ...
عن هشام، قال عفان: أخبرني هشام بن زيد بن أنس قال: سمعت أنس بن مالك يقول: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال عفان: معها ابن...
عن أنس بن مالك يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الأنصار: " إنكم لمن أحب الناس إلي "
عن بكير بن وهب الجزري قال: قال لي أنس بن مالك: أحدثك حديثا ما أحدثه كل أحد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب البيت ونحن فيه، فقال: " الأئمة...
عن أنس، أنه قال: ألا أحدثك حديثا لعل الله ينفعك به: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل منزلا لم يرتحل حتى يصلي الظهر ".<br> قال: فقال محمد...
عن أبي فزارة قال: سألت أنسا عن الركعتين قبل المغرب، قال: " كنا نبتدرهما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم "، قال شعبة: ثم قال بعد: وسألته غير مرة...