حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكثرين من الصحابة مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه (حديث رقم: 12438 )


12438- عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، سمع أنس بن مالك يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب.
قال أنس: فلما نزلت: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران: ٩٢] .
قال أبو طلحة: يا رسول الله، إن الله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران: ٩٢] ، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " بخ، ذلك مال رابح، ذاك مال رابح، وقد سمعت، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين " فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله.
قال: فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وهو في "موطأ مالك" ٢/٩٩٥-٩٩٦، ومن طريقه أخرجه الدارمي (١٦٥٥) ، والبخاري (١٤٦١) و (٢٣١٨) و (٢٧٥٢) و (٢٧٦٩) و (٤٥٥٤) و (٥٦١١) ، ومسلم (٩٩٨) (٤٢) ، والنسائي في "الكبرى" (١١٠٦٦) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "الإتحاف" ١/٤١٢، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٣/٢٨٩-٢٩٠، وابن حبان (٣٣٤١) و (٧١٨٢) ، وأبو نعيم في "الحلية" ٦/٣٣٨، والبيهقي ٦/١٦٤-١٦٥ و٢٧٥، والبغوي في "شرح السنة" (١٦٨٣) ، وفي "التفسير" ١/٣٢٥-٣٢٦ عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، بهذا الإسناد.
ورواية البخاري (٢٧٥٢) مختصرة.
وأخرجه البخاري معلقا (٢٧٥٨) ، والطحاوي ٣/ ٢٨٨-٢٨٩ من طريق عبد العزيز الماجشون، عن إسحاق بن عبد الله، به.
وسيأتي من طريق همام بن يحيي، عن إسحاق برقم (١٣٦٨٨) .
وانظر ما سلف برقم (١٢١٤٤) .
قوله: "بيرحاء" قال السندي: قيل فيه وجوه، أقواها: فتح الباء الموحدة، وسكون المثناة، وفتح الراء، ممدود أو مقصور: اسم لبستان بالمدينة.
"البر" اسم لجوامع خصال الخير كما في قوله تعالى (ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر) [البقرة: ١٧٧] .
والمعنى: إنكم وإن أتيتم بكل الخيرات لن تفوزوا بإحراز خصلة البر، ولن تبلغوا حقيقتها حتى تكون نفقتكم من الأموال المحبوبة لديكم.
"بخ" باسكان الخاء أو كسرها منونا، يقال عند التعجب والمدح والرضا بالشيء.
"رابح" قال النووي في "شرح مسلم" ٧/٨٦: ضبطناه هنا بوجهين: بالياء وبالباء.
وقال القاضي: روايتنا فيه في كتاب مسلم بالباء الموحدة، واختلفت الرواة فيه عن مالك في البخاري و"الموطأ" وغيرهما، فمن رواه بالموحدة فمعناه ظاهر، ومن رواه "رايح" بالمثناة، فمعناه: رايح عليك أجره ونفعه في الآخرة.

شرح حديث ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله : " بيرحاء " : قيل: فيه وجوه أقواها - فتح الباء الموحدة وسكون المثناة وفتح الراء، ممدود أو مقصور - : اسم لبستان بالمدينة.
" طيب " : صفة ماء.
" البر " : اسم لجوامع خصال الخير; كما في قوله تعالى: ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر [البقرة: 177]، الآية، والمعنى: إنكم وإن أتيتم بكل الخيرات، لن تفوزوا بإحراز خصلة البر، ولن تبلغوا حقيقتها، حتى تكون نفقتكم من الأموال المحبوبة لديكم.
" بخ " : - بإسكان الخاء، أو كسرها منونا - : يقال عند التعجب والمدح والرضا بالشيء.
" رابح " : - بالباء الموحدة - ; أي: ذو ربح يناله صاحبه في الآخرة، فاسم الفاعل للنسبة; كلابن وتامر، أو المراد: رابح صاحبه; بتقدير المضاف، أو التجوز في النسبة، أو اسم الفاعل بمعنى المفعول; أي: مربوح.
" في الأقربين " : أي: منك.


حديث بخ ذلك مال رابح ذاك مال رابح وقد سمعت وأنا أرى أن تجعلها في

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَالِكٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ‏ ‏سَمِعَ ‏ ‏أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏كَانَ ‏ ‏أَبُو طَلْحَةَ ‏ ‏أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ ‏ ‏بِالْمَدِينَةِ ‏ ‏مَالًا وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ ‏ ‏بَيْرُحَاءُ ‏ ‏وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ فَكَانَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ قَالَ ‏ ‏أَنَسٌ ‏ ‏فَلَمَّا نَزَلَتْ ‏ { ‏لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ‏} ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو طَلْحَةَ ‏ ‏يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ ‏ { ‏لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ‏} ‏وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ ‏ ‏بَيْرُحَاءُ ‏ ‏وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَرْجُو بِرَّهَا ‏ ‏وَذُخْرَهَا ‏ ‏عِنْدَ اللَّهِ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ فَقَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏بَخٍ ‏ ‏ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ وَقَدْ سَمِعْتُ وَأَنَا أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي ‏ ‏الْأَقْرَبِينَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏أَبُو طَلْحَةَ ‏ ‏أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَقَسَمَهَا ‏ ‏أَبُو طَلْحَةَ ‏ ‏فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

ما يسأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا إلا قالت الجنة ا...

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يسأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا، إلا قالت الجنة: اللهم أدخله.<br> ولا استجار رجل مسلم الله من النار...

لا يزال في الجنة فضلا حتى ينشئ الله خلقا آخر فيسكن...

عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ فيقول رب العالمين، فيضع قدمه فيها، فينزوي بعضها إلى بعض، وتقول:...

إني لم أبعث بها إليك لتلبسها إنما بعثت بها إليك لت...

عن أنس بن مالك قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى عمر بجبة سندس، قال: فلقي عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بعثت إلي بجبة سندس، وقد قلت...

من اتقى أن يجعل معي إلها كان أهلا أن أغفر له

عن أنس بن مالك قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الآية: {أهل التقوى وأهل المغفرة} [المدثر: ٥٦] قال: " قال ربكم: أنا أهل أن أتقى، فلا يجعل معي...

لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به

عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به "

هذا ابن آدم وهاهنا أجله وثم أمله وقدم عفان يده

عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هذا ابن آدم، وهاهنا أجله، وثم أمله " وقدم عفان يده

النبي ﷺ كان لا يجاوز شعره أذنيه

عن أنس، " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يجاوز شعره أذنيه "

إذا نعس أحدكم وهو يصلي فلينصرف

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا نعس أحدكم وهو يصلي، فلينصرف فلينم، حتى يعلم ما يقول "

لولا أني سقت هديا لأحللت فأحل القوم وتمتعوا

عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قدموا مكة وقد لبوا بحج وعمرة، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعدما طافوا بالبيت، وسعوا...