12454-
عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، " أن ثلاثة نفر فيما سلف من الناس انطلقوا يرتادون لأهلهم، فأخذتهم السماء، فدخلوا غارا، فسقط عليهم حجر متجاف، حتى ما يرون منه حصاصة، فقال بعضهم لبعض: قد وقع الحجر، وعفا الأثر، ولا يعلم بمكانكم إلا الله، فادعوا الله بأوثق أعمالكم، قال: فقال رجل منهم: اللهم إن كنت تعلم أنه قد كان لي والدان، فكنت أحلب لهما في إنائهما، فآتيهما، فإذا وجدتهما راقدين قمت على رءوسهما كراهية أن أرد سنتهما في رءوسهما، حتى يستيقظا متى استيقظا، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، ومخافة عذابك، ففرج عنا، قال: فزال ثلث الحجر.
وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا على
عمل يعمله، فأتاني يطلب أجره، وأنا غضبان فزبرته، فانطلق فترك أجره ذلك، فجمعته وثمرته حتى كان منه كل المال، فأتاني يطلب أجره، فدفعت إليه ذلك كله، ولو شئت لم أعطه، إلا أجره الأول، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، ومخافة عذابك، ففرج عنا، قال: فزال ثلثا الحجر.
وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أنه أعجبته امرأة، فجعل لها جعلا، فلما قدر عليها وقر لها نفسها وسلم لها جعلها، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، ومخافة عذابك، ففرج عنا، فزال الحجر، وخرجوا معانيق يتماشون 12455- عن قتادة، عن أنس ، فذكر نحوه، 12456- عن أنس، أن ثلاثة نفر انطلقوا، فذكر معناه، " ولم يرفعه "
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.
أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه أبو يعلى (٢٩٣٨) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" ٢/٢٣٤-٢٣٥ من طريق يحيي بن حماد، بهذا الإسناد.
ولم يسق أبو يعلى لفظه.
وأخرجه الطيالسي (٢٠١٤) ، والبزار (١٨٦٨- كشف الأستار) ، وأبو عوانة الإسفراييني، والطبراني في "الدعاء" (١٩٢) من طرق عن أبي عوانة وضاح اليشكري، به.
وقال البزار: لا نعلم أحدا حدث به إلا أبو عوانة عن قتادة، عن أنس.
وأخرجه البزار (١٨٧٠) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (١١٤٩) ، والطبراني في "الدعاء" (٢٠٠) ، وابن عدي في "الكامل" ١/٢٧٣، والخطيب البغدادي في "تاريخه" ٦/٢٠٨ من طرق عن الهيثم بن جميل الأنطاكي، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن البصري، عن أنس.
ولم يسوقوا متن الحديث.
قال البزار: لم يرو هذا الحديث أحد عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس إلا الهيثم، وكل من حدث به عن الهيثم غير محمد بن عوف، فقد قيل فيه واتهم -يعني أنه رواه جمع عن الهيثم بن جميل، وكلهم متكلم فيه سوى محمد بن عوف.
قلنا: وهو ثقة حافظ، والهيثم ثقة أيضا، وأما مبارك بن فضالة فصدوق.
وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (٥٩٧٣) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
قوله: "يرتادون لأهلهم" قال السندي: أي يطلبون الرزق ونحوه.
"متجاف" أي منفصل عن مكانه، أو غليظ عظيم سد عليهم فم الغار.
"خصاصة" بفتح خاء معجمه، أي: فرجة.
"وعفا الأثر" أي: انمحى، فهو لازم، ويمكن أن يكون متعديا، والأثر بالنصب، أي: محى ذلك الحجر الأثر، فما بقي لفم الغار أثر، أو ما بقي لنا أثر به يعرف الناس أننا في الغار.
"أرد" من الرد.
"السنة" أول النوم.
"فزبرته" أي: منعته.
"جعلا" بفم فسكون أي: اجرا مجعولا.
"وفر" من التوفير، أي: ترك لها.
(2) إسناده صحيح.
أبو بحر: هو عبد الواحد بن غياث البصري.
وأخرجه موقوفا أبو يعلى (٢٩٣٧) عن أبي بحر عبد الواحد بن غياث، بهذا الإسناد.
وقرن بعبد الواحد سعيد بن أبي الربيع.
(3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
بهز: هو ابن أسد.
وانظر ما قبله.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : " يرتادون لأهلهم " : من الارتياد; أي: يطلبون لأهلهم الرزق ونحوه.
" متجاف " : أي: منفصل عن مكانه، أو غليظ عظيم سد عليهم فم الغار، أو منفصل عنهم; أي: ما وقع عليهم.
" خصاصة " : - بفتح خاء معجمة - ; أي: فرجة.
" وعفا الأثر " : أي: انمحى، فهو لازم، ويمكن أن يكون متعديا، و " الأثر " - بالنصب - ; أي: محا ذلك الحجر الأثر، ولا يخلو عن بعد; أي: ما بقي لفم الغار أثر، أو ما بقي لنا أثر به يعرف الناس أننا في الغار حتى يرجى مجيء أحد ليفتح علينا.
" اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي.
.
.
إلخ " : هذه الجملة شرط، جوابه: " ففرج عنا " ، وقوله: " اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك " بدل من الأول ذكر لبعد الجواب، وحينئذ فالشك إنما هو بالنظر أنه هل فعل ذلك لله رجاء لرحمته ومخافة عذابه، أم لا؟ وهذا مشكوك، فلذلك ذكر أداة الشك.
" على رؤوسهما " : أي: عند رؤوسهما.
" أرد " : من الرد.
" سنتهما " : - بكسر السين - .
" في رؤوسهما " : يريد أن السنة تجيء من جهة الرأس; فإنها أول النوم، وهو على ما قيل: ريح لطيفة تأتي من قبل الدماغ تغطي على العين، ولا تصل إلى القلب، فإذا وصلته، كان نوما، فإذا أيقظ أحد صاحب السنة، ترجع السنة إلى الرأس فتؤذيه.
" ففرج " : من التفريج.
" وأنا غضبان، فزبرته " : أي: منعته، وفي بعض النسخ: " فدراني " من الدراية; أي: علمني في الغضب.
" وثمرته " : من التثمير.
" كل المال " : لعل المراد به: الكثير.
" جعلا " : - بضم فسكون - ; أي: أجرا مجعولا.
" فلما قدر " : - بالتخفيف - .
" وفر " : من التوفير; أي: ترك لها نفسها سالمة.
" وسلم " : من التسليم.
" معانيق " : أي: مسرعين صالحين منبسطين.
في " المجمع " : رواه أحمد مرفوعا كما تراه، ورواه أبو يعلى، والبزار كذلك، ورواه عبد الله موقوفا على أنس، ورجال أحمد وأبي يعلى كليهما رجال الصحيح.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ فِيمَا سَلَفَ مِنْ النَّاسِ انْطَلَقُوا يَرْتَادُونَ لِأَهْلِهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ السَّمَاءُ فَدَخَلُوا غَارًا فَسَقَطَ عَلَيْهِمْ حَجَرٌ مُتَجَافٍ حَتَّى مَا يَرَوْنَ مِنْهُ حُصَاصَةً فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ قَدْ وَقَعَ الْحَجَرُ وَعَفَا الْأَثَرُ وَلَا يَعْلَمُ بِمَكَانِكُمْ إِلَّا اللَّهُ فَادْعُوا اللَّهَ بِأَوْثَقِ أَعْمَالِكُمْ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِي وَالِدَانِ فَكُنْتُ أَحْلِبُ لَهُمَا فِي إِنَائِهِمَا فَآتِيهُمَا فَإِذَا وَجَدْتُهُمَا رَاقِدَيْنِ قُمْتُ عَلَى رُءُوسِهِمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ أَرُدَّ سِنَتَهُمَا فِي رُءُوسِهِمَا حَتَّى يَسْتَيْقِظَا مَتَى اسْتَيْقَظَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ وَمَخَافَةَ عَذَابِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا فَزَالَ ثُلُثُ الْحَجَرِ وَقَالَ الْآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا عَلَى عَمَلٍ يَعْمَلُهُ فَأَتَانِي يَطْلُبُ أَجْرَهُ وَأَنَا غَضْبَانُ فَزَبَرْتُهُ فَانْطَلَقَ فَتَرَكَ أَجْرَهُ ذَلِكَ فَجَمَعْتُهُ وَثَمَّرْتُهُ حَتَّى كَانَ مِنْهُ كُلُّ الْمَالِ فَأَتَانِي يَطْلُبُ أَجْرَهُ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ ذَلِكَ كُلَّهُ وَلَوْ شِئْتُ لَمْ أُعْطِهِ إِلَّا أَجْرَهُ الْأَوَّلَ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ وَمَخَافَةَ عَذَابِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا قَالَ فَزَالَ ثُلُثَا الْحَجَرِ وَقَالَ الثَّالِثُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ أَعْجَبَتْهُ امْرَأَةٌ فَجَعَلَ لَهَا جُعْلًا فَلَمَّا قَدَرَ عَلَيْهَا وَقَرَّ لَهَا نَفْسَهَا وَسَلَّمَ لَهَا جُعْلَهَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ وَمَخَافَةَ عَذَابِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا فَزَالَ الْحَجَرُ وَخَرَجُوا مَعَانِيقَ يَتَمَاشَوْنَ قَالَ عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ عَبْد اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا بَهْزٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ انْطَلَقُوا فَذَكَرَ مَعْنَاهُ قَالَ أَبِي وَلَمْ يَرْفَعْهُ
عن أنس بن مالك قال: كنا قد نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء ، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل، فيسأله ونحن نسمع، فجاء...
عن ثابت قال: سمعت أنسا يقول لامرأة من أهله: أتعرفين فلانة؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بها وهي تبكي على قبر، فقال لها: " اتقي الله واصبري "، ف...
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثرت عليكم في السواك "
عن أنس قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطب والخربز "
عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوله خير أو آخره " 12462- عن الحسن، أن رسول الله صلى الله عليه وسل...
عن هلال بن علي قال: قال أنس بن مالك: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا، ولا فحاشا، ولا لعانا، وكان يقول لأحدنا عند المعتبة: " ما له ترب جبينه...
عن أنس بن مالك أنه قال: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين "، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، ومع عثمان ركعتين صدرا من إمارته
عن أنس قال: " ما رأيت إماما أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم، من إمامكم هذا لعمر بن عبد العزيز وهو بالمدينة يومئذ، وكان عمر لا يطيل القراءة "
عن أنس بن مالك، " أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذبح أضحيته بيده، وكان يكبر عليها "