حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

ليهنكم ما أنتم فيه مما فيه الناس أتت الفتن كقطع الليل - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المكيين حديث أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (حديث رقم: 15996 )


15996- عن أبي مويهبة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي على أهل البقيع، فصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث مرات، فلما كانت الليلة الثانية قال: " يا أبا مويهبة أسرج لي دابتي " قال: فركب ومشيت، حتى انتهى إليهم، فنزل عن دابته، وأمسكت الدابة، ووقف عليهم - أو قال: قام عليهم - فقال: " ليهنكم ما أنتم فيه مما فيه الناس أتت الفتن، كقطع الليل، يركب بعضها بعضا الآخرة أشد من الأولى، فليهنكم ما أنتم فيه "، ثم رجع، فقال: " يا أبا مويهبة، إني أعطيت - أو قال: خيرت - مفاتيح ما يفتح على أمتي من بعدي، والجنة أو لقاء ربي " فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، فأخبرنا ، قال: " لأن ترد على عقبها ما شاء الله، فاخترت لقاء ربي عز وجل " فما لبث بعد ذلك إلا سبعا أو ثمانيا حتى قبض صلى الله عليه وسلم، وقال أبو النضر مرة: " ترد على عقبيها "

أخرجه أحمد في مسنده


إسناده ضعيف لجهالة عبيد بن جبير- وهو مولى الحكم بن أبي العاص- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو من رجال "التعجيل"، والحكم بن فصيل مختلف فيه، ووثقه ابن معين وأبو داود، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه جماعة، وقال ابن عدي في "الكامل" ٢/٦٣٣: ما تفرد به لا يتابع عليه، وباقي رجاله رجال الصحيح.
أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٣/٣٤٠ مختصرا، والخطيب في "تاريخه" ٨/٢٢٢ من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" ٢٢/ (٨٧٢) من طريق محمد بن أبان الواسطي، عن الحكم بن فصيل، به، لكن وقع فيه بدل عبيد بن جبير: عبيد ابن حنين، وهو وهم، فقد قال الدارقطني في "المؤتلف" ١/٣٦٥: ومن قال في هذا عبيد بن حنين فهو وهم، ثم قال: وعبيد بن حنين رجل آخر يروي عن أبي سعيد الخدري، روى عنه سالم أبو النضر.
وسيأتي برقم (١٥٩٩٧) .
ولقصة تخييره صلى الله عليه وسلم بين الدنيا وبين ما عند الله، واختياره ما عند الله أصل صحيح من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (٤٦٦) ، سلف في "المسند" برقم (١١١٣٥) و (١١٨٦٣) .
وسلف أيضا من حديث أبي المعلى في مسند المكيين برقم (١٥٩٢٢) .
قال السندي: "أسرج" من الإسراج.
"ليهنكم" بكسر اللام، مثل ليرم، من رمى، وهو مهموز استعمل استعمال الناقص تخفيفا.
"أتت"، أي: جاءت.
="كقطع" بكسر ففتح، جمع قطعة، أي: كأنها قطعات الليل في الظلام.
"لأن ترد" بكسر اللام وفتح الهمزة، والفعل على بناء المفعول من الرد بتشديد الدال، والضمير للأمة، والجار والمجرور متعلق بقوله: "فاخترت" بناء على زيادة الفاء، ومثله قوله: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) [المطففين: ٢٦] ، وأمثاله في القرآن كثيرة، أي: لأجل ما يقع فيهم من الارتداد والفتن اخترت لقاء الله تعالى.

شرح حديث ( ليهنكم ما أنتم فيه مما فيه الناس أتت الفتن كقطع الليل)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله : "عن عبيد بن جبير عن أبي مويهبة" : في "الإصابة" : وقع في رواية بعضهم : عن عبيد بن حنين - بمهملة ونونين - ، وبه جزم ابن عبد البر ، وهو تصحيف ، وإنما هو عبيد بن جبير - بجيم وموحدة - نبه على ذلك ابن فتحون .
وفي "التعجيل" : لم يذكر عبد الله بن عمرو بينهما في رواية يعلى بن عطاء كما ذكر في رواية ابن إسحاق الآتي ، والذي يظهر أنه سقط في رواية يعلى بن عطاء .
ثم نبه الحافظ في "الإصابة" ، "والتعجيل" على ما وقع من الاختلاف رواية ابن إسحاق الآتي ، وذكر أن الحديث رواه الدارمي ، والحاكم ، وأبو نعيم في "الحلية" .
قوله : "أمر" : على بناء المفعول .
"ليلة ثلاث مرات" : هكذا في "المسند" ، وفي "المجمع" : "ليلا ثلاث مرات" .
"الثانية" : وفي "المجمع" : الثالثة .
"أسرج" : أمر من الإسراج .
"لينهكم" : - بكسر اللام - مثل ليرم من رمى ، وهو مهموز استعمل استعمال الناقص تخفيفا .
"أتت" : أي : جاءت .
"كقطع" : - بكسر ففتح - : جمع قطعة; أي : كأنها قطعات الليل في الظلام .
"الآخرة" : - بكسر الخاء المعجمة - .
"أعطيت" : على بناء المفعول ، وكذا "خيرت" - بالتشديد - .
"فأخبرنا" : - بالباء الموحدة - أمر من الإخبار ، ويحتمل أن يكون - بالتاء المثناة من فوق - : أمر من الاختيار ، وهو الموافق للرواية الثانية .
"لأن ترد" : - بكسر اللام وفتح الهمزة - ، والفعل على بناء المفعول من الرد - بتشديد الدال - ، والضمير للأمة ، والجار والمجرور متعلق بقوله : "فاخترت" بناء على زيادة الفاء ، ومثله قوله تعالى : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون [المطففين : 26] ، وأمثاله في القرآن كثيرة; أي : لأجل ما يقع فيهم من الارتداد والفتن اخترت لقاء الله تعالى .
وقد ذكر في "المجمع" قطعة من هذه الرواية في الجنائز ، ثم قال : رواه أحمد مطولا ، ولفظه عند البزار : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه ذات ليلة ، فقال : "يا أبا مويهبة! انطلق ، فإني أمرت أن أستغفر لأهل البقيع" ، فانطلقت ، فلما أتى البقيع ، قال : "السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه ، لو تدرون ما نجاكم الله منه ، أقبلت الفتن" ، وإسناد أحمد والبزار كلاهما ضعيف ، ثم ذكر في "المناقب" الرواية الثانية ، وطرفا من الأولى ، وقال : رواه أحمد ، والطبراني بإسنادين ، ورجال أحدهما ثقات ، إلا أن الإسناد الأول : عن عبيد بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن أبي مويهبة ، والثاني : عن عبيد بن جبير ، عن أبي مويهبة .


حديث يا أبا مويهبة أسرج لي دابتي قال فركب ومشيت حتى انتهى إليهم فنزل

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏قَالَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو النَّضْرِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْحَكَمُ بْنُ فُضَيْلٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُبَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي مُوَيْهِبَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى أَهْلِ ‏ ‏الْبَقِيعِ ‏ ‏فَصَلَّى عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَيْلَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الثَّانِيَةِ قَالَ يَا ‏ ‏أَبَا مُوَيْهِبَةَ ‏ ‏أَسْرِجْ ‏ ‏لِي دَابَّتِي قَالَ فَرَكِبَ فَمَشَيْتُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِمْ فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَأَمْسَكَتْ الدَّابَّةُ وَوَقَفَ عَلَيْهِمْ ‏ ‏أَوْ قَالَ قَامَ عَلَيْهِمْ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏لِيَهْنِيكُمْ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِمَّا فِيهِ النَّاسُ أَتَتْ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا الْآخِرَةُ أَشَدُّ مِنْ الْأُولَى ‏ ‏فَلْيَهْنِيكُمْ مَا أَنْتُمْ فِيهِ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ يَا ‏ ‏أَبَا مُوَيْهِبَةَ ‏ ‏إِنِّي ‏ ‏أُعْطِيتُ ‏ ‏أَوْ قَالَ خُيِّرْتُ ‏ ‏مَفَاتِيحَ مَا يُفْتَحُ عَلَى أُمَّتِي مِنْ ‏ ‏بَعْدِي وَالْجَنَّةَ أَوْ لِقَاءَ رَبِّي فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْبِرْنِي قَالَ لَأَنْ تُرَدَّ عَلَى عَقِبِهَا مَا شَاءَ اللَّهُ فَاخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَمَا لَبِثَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا سَبْعًا ‏ ‏أَوْ ثَمَانِيًا ‏ ‏حَتَّى قُبِضَ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَقَالَ ‏ ‏أَبُو النَّضْرِ ‏ ‏مَرَّةً تُرَدُّ عَلَى عَقِبَيْهَا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه...

عن أبي مويهبة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل، فقال: " يا أبا مويهبة، إني قد أمرت أن أستغفر لأ...

قال رسول الله ﷺ أتعلمون من الشهيد من أمتي

عن راشد بن حبيش، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبادة بن الصامت يعوده في مرضه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتعلمون من الشهيد من أمتي...

قال النبي ﷺ يا أبي إن ربي عز وجل أمرني أن أقرئك هذ...

عن أبي حبة البدري، قال: لما نزلت لم يكن، قال جبريل عليه السلام: يا محمد إن ربك يأمرك أن تقرئ هذه السورة أبي بن كعب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ي...

إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة

عن أبا حبة البدري، قال: لما نزلت: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} [البينة: ١] إلى آخرها، قال جبريل عليه السلام: يا رسول الله، إن ربك يأمرك أن تقرئه...

إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة

عن أبي عمير، قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فجاء رجل بطبق عليه تمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما هذا، أصدقة؟ أم هدية...

قال رسول الله ﷺ المرأة تحوز ثلاث مواريث عتيقها ولق...

عن واثلة بن الأسقع الليثي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرأة تحوز ثلاث مواريث، عتيقها ولقيطها، وولدها الذي لاعنت عليه "

من بنى مسجدا يصلى فيه بنى الله عز وجل له في الجنة...

عن بشر بن حيان، قال: جاء واثلة بن الأسقع ونحن نبني مسجدنا، قال: فوقف علينا فسلم، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من بنى مسجدا يصلى...

دعا رسول الله ﷺ يوما بقرص فكسره في القصعة وصنع في...

عن واثلة يعني ابن الأسقع، قال: كنت من أهل الصفة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بقرص فكسره في القصعة ، وصنع فيها ماء سخنا، ثم صنع فيها ودكا...

قال رسول الله ﷺ أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي

عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي "