16206- عن عاصم بن لقيط، أن لقيطا خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه صاحب له يقال له: نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق، قال لقيط: فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسلاخ رجب، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فقام في الناس خطيبا، فقال: " أيها الناس، ألا إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام، ألا لأسمعنكم، ألا فهل من امرئ بعثه قومه؟ فقالوا: اعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه، أو حديث صاحبه، أو يلهيه الضلال، ألا إني مسئول، هل بلغت؟ ألا اسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا، ألا اجلسوا " قال : فجلس الناس، وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده، وبصره، قلت: يا رسول الله، ما عندك من علم الغيب؟ فضحك لعمر الله، وهز رأسه، وعلم أني أبتغي لسقطه، فقال: " ضن ربك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب، لا يعلمها إلا الله "، وأشار بيده، قلت: وما هي؟ قال: " علم المنية، قد علم متى منية أحدكم، ولا تعلمونه، وعلم المني حين يكون في الرحم قد علمه، ولا تعلمونه ، وعلم ما في غد، [قد علم] ما أنت طاعم غدا، ولا تعلمه، وعلم يوم الغيث، يشرف عليكم آزلين آزلين مشفقين، فيظل يضحك قد علم أن غيركم إلى قرب " قال لقيط قلت :: لن نعدم من رب يضحك خيرا، وعلم يوم الساعة، قلت: يا رسول الله، علمنا مما تعلم الناس، وما تعلم، فإنا من قبيل لا يصدق تصديقنا أحد من مذحج التي تربأ علينا، وخثعم التي توالينا، وعشيرتنا التي نحن منها، قال: " تلبثون ما لبثتم، ثم يتوفى نبيكم صلى الله عليه وسلم، ثم تلبثون ما لبثتم، ثم تبعث الصائحة لعمر إلهك، ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات، والملائكة الذين مع ربك عز وجل، فأصبح ربك يطوف في الأرض، وخلت عليه البلاد، فأرسل ربك عز وجل السماء تهضب من عند العرش، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل، ولا مدفن ميت، إلا شقت القبر عنه، حتى تجعله من عند رأسه، فيستوي جالسا، فيقول ربك: مهيم لما كان فيه، يقول: يا رب، أمس، اليوم، ولعهده بالحياة يحسبه، حديثا بأهله "، فقلت: يا رسول الله، كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى، والسباع؟، قال: " أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، الأرض أشرفت عليها، وهي مدرة بالية، فقلت: لا تحيا أبدا، ثم أرسل ربك عز وجل عليها السماء، فلم تلبث عليك إلا أياما حتى أشرفت عليها، وهي شربة واحدة ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فيخرجون من الأصواء، ومن مصارعهم فتنظرون إليه، وينظر إليكم " قال: قلت: يا رسول الله، كيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ننظر إليه وينظر إلينا؟ قال: " أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله عز وجل، الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم، ساعة واحدة لا تضارون في رؤيتهما، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم، وترونه من أن ترونهما، ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما " قلت: يا رسول الله، فما يفعل بنا ربنا عز وجل إذا لقيناه؟ قال: " تعرضون عليه بادية له صفحاتكم، لا يخفى عليه منكم خافية، فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح قبيلكم بها، فلعمر إلهك ما تخطئ وجه أحدكم منها قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء، وأما الكافر فتخطمه بمثل الحميم الأسود، ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويفترق على إثره الصالحون، فيسلكون جسرا من النار، فيطأ أحدكم الجمر، فيقول: حس يقول ربك عز وجل: أوانه، ألا فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ، والله ناهلة عليها قط، ما رأيتها، فلعمر إلهك ما يبسط واحد منكم يده، إلا وقع عليها قدح يطهره من الطوف، والبول، والأذى، وتحبس الشمس والقمر، ولا ترون منهما واحدا " قال: قلت: يا رسول الله، فبما نبصر؟ قال: " بمثل بصرك ساعتك هذه، وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض، واجهت به الجبال " قال: قلت: يا رسول الله، فبما نجزى من سيئاتنا وحسناتنا؟ قال: " الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها، إلا أن يعفو " قال: قلت: يا رسول الله، إما الجنة، إما النار قال: " لعمر إلهك إن للنار لسبعة أبواب، ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما، وإن للجنة لثمانية أبواب ما منهما بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما " قلت: يا رسول الله، فعلى ما نطلع من الجنة؟ قال: " على أنهار من عسل مصفى، وأنهار من كأس ما بها من صداع، ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسن، وبفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون ، وخير من مثله معه، وأزواج مطهرة " قلت: يا رسول الله، أولنا فيها أزواج، أو منهن مصلحات؟ قال: " الصالحات للصالحين، تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا، ويلذذن بكم غير أن لا توالد " قال لقيط: فقلت: أقصي ما نحن بالغون، ومنتهون إليه؟ فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله، على ما أبايعك؟ قال: فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده، وقال: " على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وزيال المشرك، وأن لا تشرك بالله إلها غيره " قلت: وإن لنا ما بين المشرق، والمغرب؟ فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده، وظن أني مشترط شيئا لا يعطينيه، قال: قلت: نحل منها حيث شئنا، ولا يجني امرؤ إلا على نفسه ، فبسط يده، وقال: " ذلك لك تحل حيث شئت، ولا يجني عليك إلا نفسك " قال: فانصرفنا عنه، ثم قال: " إن هذين لعمر إلهك من أتقى الناس في الأولى، والآخرة " فقال له كعب ابن الخدارية أحد بني بكر بن كلاب: من هم يا رسول الله؟ قال: " بنو المنتفق أهل ذلك " قال: فانصرفنا، وأقبلت عليه، فقلت: يا رسول الله، هل لأحد ممن مضى من خير في جاهليتهم؟ قال: قال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق لفي النار، قال: فلكأنه وقع حر بين جلدي ووجهي ولحمي مما قال لأبي على رءوس الناس، فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله؟ ثم إذا الأخرى أجمل، فقلت: يا رسول الله، وأهلك؟ قال: " وأهلي لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامري، أو قرشي من مشرك، فقل: أرسلني إليك محمد، فأبشرك بما يسوءك، تجر على وجهك، وبطنك في النار " قال: قلت: يا رسول الله، ما فعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه؟ وكانوا يحسبون أنهم مصلحون؟ قال: " ذلك لأن الله عز وجل بعث في آخر كل سبع أمم - يعني - نبيا، فمن عصى نبيه كان من الضالين، ومن أطاع نبيه كان من المهتدين "
إسناده ضعيف، مسلسل بالمجاهيل، عبد الرحمن بن عياش، ودلهم ابن الأسود، وأبوه الأسود بن عبد الله بن حاجب، مجهولون، ولم يؤثر توثيقهم إلا عن ابن حبان كعادته في توثيق المجاهيل، وعاصم بن لقيط، إن لم يكن ابن صبرة، فهو مجهول كذلك.
وبقية رجاله ثقات، ومع شدة ضعف هذا
الحديث وغرابته ونكارة بعض ألفاظه فقد حسن بعض من ينتحل صناعة الحديث في عصرنا الحديث السالف برقم (١٦٢٠١) بهذا الحديث في "صحيحته" (٢٨١٠) وهو تساهل غير مرض عند الحذاق في هذا الفن.
وهو عند عبد الله بن أحمد في "السنة" (٩٥١) .
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" ٣/٢٤٩ عن إبراهيم بن حمزة، بهذا الإسناد مختصرا.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (٥٢٤) و (٦٣٦) والطبراني في="الكبير" ١٩/ (٤٧٧) عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة، وعبد الله بن الصقر السكري ثلاثتهم عن إبراهيم بن المنذر، عن عبد الرحمن بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن عياش، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب، عن جده عبد الله، عن عمه لقيط بن عامر، به.
وعن دلهم، عن الأسود، عن عاصم بن لقيط، به.
قلنا: وقد وقع في مطبوع الطبراني سقط ووهم استدركناه من "تهذيب الكمال" ترجمة عبد الرحمن بن عياش، فقد روى المزي هذا الحديث من طريقه، وقال: هكذا وقع في هذه الرواية: عن دلهم عن جده، والمحفوظ عن أبيه، عن جده.
وأخرجه الحاكم ٤/٥٦٠ من طريق يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، عن عبد الرحمن بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن عياش، عن دلهم بن الأسود، عن جده، عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر، به وصححه، وتعقبه الذهبي بقوله: يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري ضعيف.
قلنا: هكذا وقع في هذه الرواية: عن دلهم، عن جده، عن أبيه، ولعلها قلب، صوابها: عن أبيه، عن جده كما سيأتي، وهو المحفوظ.
وأخرجه أبو داود مختصرا برقم (٣٢٦٦) عن الحسن بن علي، عن إبراهيم ابن حمزة، عن عبد الملك بن عياش السمعي، عن دلهم، عن أبيه، عن عمه.
وقال دلهم: وحدثنيه أبي الأسود، عن عاصم بن لقيط، أن لقيط بن عامر .
قال المزي في ترجمة عبد الرحمن بن عياش بعد أن ساق هذه الرواية: وفي ذلك وهم وإسقاط.
قلنا: الوهم في تسمية عبد الرحمن بن عياش بعبد الملك بن عياش والإسقاط في عدم ذكر عبد الرحمن بن المغيرة، وجد دلهم في الإسناد.
وقال في "تحفة الأشراف": ٨/٣٣٤: أخشى أن يكون من زيادات ابن الأعرابي، فإني لم أجده في باقي الروايات، ولم يذكره أبو القاسم.
=ثم قال: رواه غير واحد عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن عبد الرحمن ابن المغيرة، عن عبد الرحمن بن عياش، عن دلهم، عن أبيه، عن جده، عن عمه لقيط بن عامر.
وعن دلهم، عن أبيه، عن عاصم بن لقيط، عن لقيط.
قلنا: يعني بزيادة "عن جده" في الإسناد، وذكر المزي في "تهذيب الكمال" أن هذا هو المحفوظ.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١٠/٣٣٨- ٣٤٠، وقال: رواه عبد الله والطبراني بنحوه، وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل، ورجالها ثقات!
والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط، إن لقيطا .
وقد ساقه بتمامه ابن القيم في "زاد المعاد" ٣/٥٨٨-٥٩١، وقال: هذا حديث كبير جليل، تنادي جلالته وفخامته وعظمته أنه قد خرج من مشكاة النبوة، لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن المدني، رواه عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري، وهما من كبار علماء المدينة،
ثقتان محتج بهما في الصحيح، احتج بهما إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري، ورواه أئمة أهل السنة في كتبهم، وتلقوه بالقبول، وقابلوه بالتسليم والانقياد، ولم يطعن أحد منهم فيه ولا في أحد رواته! ثم ساق من رواه من الأئمة.
قلنا: والعجب من ابن القيم وغيره كيف ذهبوا إلى تقويته وتصحيحه وفيه ما فيه، وقد قال ابن كثير في "البداية والنهاية" ٥/٨٢: هذا حديث غريب جدا، وألفاظه في بعضها نكارة.
وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة عاصم بن لقيط: وهو حديث غريب جدا.
قال السندي: قوله: "ألا إني قد خبأت" بالهمزة: أي أضمرت.
قوله: "صوتي": أي كلامي.
قوله: "الضلال"، بفتح والتخفيف: وهو خلاف الهدى، والمراد: ما كان عليه قبل من الضلال.
قوله: "مسؤول": أي فاسمعوا ليتم به البلاغ.
=قوله: "تعيشوا": تحيوا حياة طيبة في الدارين.
قوله: ما عندك: الظاهر أنه استفهام، ويحتمل أن "ما" موصولة مبتدأ، خبره من علم الغيب.
قوله: لسقطه، بفتحتين: وهو الردئ من الكلام، أي عرف أني جئته متكشفا عن أمره، طالبا لرديء كلامه لأعرف به حقيقة أمره.
قوله: "ضن"، أي: لم يعط أحدا كما لا يعطي من يبخل بشيء، والمراد أنه المخصوص بها جل ثناؤه.
قوله: "علم المنية"، أي: الموت.
وقوله: "وعلم المني": الماء الذي يخلق منه الولد.
قوله: "يشرف": من الإشراف: أي ينظر إليكم نظر العالي إلى السافل.
قوله: "آزلين"، بالمد: اسم فاعل- كذا ضبط- أي صائرين إلى الضيق والشدة.
قوله: "علمنا": أمر من التعليم، وكذا قوله: مما تعلم الناس، من التعليم، وما تعلم: من العلم.
قوله: وعشيرتنا: بالنصب: أي توالي عشيرتنا.
قوله: "الصائحة": أي الصيحة.
قوله: "لعمر إلهك": قسم بحياته تعالى.
قوله: "والملائكة"، أي: وكذلك الملائكة الذين هم مع الله مكانه يموتون، أو الملائكة هم الذين يبقون مع الله.
قوله: "يطوف"، أي: ينظر فيها.
قوله: "السماء": المطر.
قوله: "تهضب"، كتضرب، أي: تمطر.
قوله: "ما تدع"، أي: السماء.
قوله: "على ظهرها"، أي: ظهر الأرض.
قوله: "إلا شقت"، أي: السماء.
= قوله: "القبر"، بالنصب: مفعول به، وشق جاء لازما ومتعديا، يقال: شققت الشيء فشق.
قوله: "حتى تجعله"، أي: تجعل السماء ذلك القتيل أو الميت.
قوله: "من عند رأسه"، أي: رأس القبر، أي إذا انشق القبر عن الميت يخرج الميت حتى يصير عند رأس القبر.
قلنا: ورواية ابن القيم: "حتى يخلفه من عند رأسه": قال: هو من أخلف الزرع: إذا نبت بعد حصاده، شبه النشأة الآخرة بعد الموت بإخلاف الزرع بعدما حصد، وتلك الخلفة من عند رأسه كما ينبت الزرع.
قوله: "مهيم"، بقتح ميم وسكون هاء، فتحتية ساكنة: أي ما أمرك وما شأنك، وهي كلمة يمانية.
قوله: "لما كان فيه"، أي: يقول ذلك لأجل ما كان فيه: أي للسؤال عن مدته، كأنه قيل له: متى مت؟.
قوله: "أمس"، أي: مت أمس.
قوله: "اليوم"، كأنه بمنزلة بدل الغلط، أي بل اليوم مت وبعثت.
قوله: "ولعهده"، بفتح اللام والرفع.
قوله: "يحسبه"، أي: العهد.
قوله: "بأهله": بدل من قوله: بالحياة.
قوله: "في آلاء الله"، أي: في جملة ما أنعم به عليكم من المخلوقات، وهو يحتمل أن يكون متعلقا بالمثل، أي بوجود المثل وتحققه في جملة المخلوقات التي من الله تعالى بها على عباده، أو يكون خبرا مقدما للأرض، وقيل: المحفوظ في إل الله- بكسر همزة وتشديد لام كما في "النهاية"- أي في
ربوبيته وإلاهيته وقدرته.
قوله: "أشرقت"، بالخطاب، والجملة خبر للأرض إن كانت قوله: في ألاء الله.
قوله: "لا تحيا"، على بناء الفاعل من الحياة، أو المفعول من الإحياء.
قوله: "وهي شربة واحدة"، قيل: هي بفتحتين وتشديد الباء الموحدة،=وهي الأرض المعشبة لا شجر بها كما في "القاموس"، ولكن في "الصحاح": شربة، بتشديد الباء، موضع، ويقال: ما زال فلان على شربة واحدة: أي على أمر واحد.
وفي "النهاية "، بفتح الراء، أي: بلا تشديد الباءة حوض يكون في أصل النخل وحولها يملأ ماء لتشربه، قال: ومنه حديث لقيط، فجعله بفتحتين بلا تشديد.
ثم قال: إن كان بالسكون فإنه أراد أن الماء قد كثر، فمن حيث أرادت أن تشرب شربت.
ويروى بياء تحتية مع فتح الأول وسكون الثاني، أي: الأرض اخضرت بالنبات، فكأنها حنظلة واحدة.
ثم قال في "النهاية": والرواية بالباء الموحدة.
قوله: "من الماء": الذي نزل من السماء عند البعث.
قوله: "على أن يجمع نبات الأرض": متعلق بمقدر، أي: كقدرته على أن يجمع نبات الأرض، وأما المفضل عليه فمقدر، أي: أقدر على إعادتهم من البدء على حد (وهو أهون عليه) ويجوز أن يكون هذا إشارة إلى المفضل عليه، أي: أن قدرته على جمعكم ثانيا من الماء النازل من السماء أتم وأكثر
من قدرته على جمع نبات الأرض أولا من العدم، ويكون الأتمية والأكثرية كما ذكروا في بيان قوله تعالى: (وهو أهون عليه) [الروم: ٢٧] .
قوله: "فيخرجون": من الخروج أو الإخراج.
قوله: "من الأصواء"، أي: القبور.
قوله: "لاتضارون" بتخفيف الراء، من ضار يضير، على بناء المفعول، أو بالتشديد: على بناء المفعول أو الفاعل، على أن أصله لا تتضارون بتاءين والمراد: لا يلحقكم ضرر وزحام، ولا يؤذي بعضكم بعضا.
قوله: "وترونه": بثبوت النون: على إبطال عمل "أن" حملا لها على "ما" المصدرية.
قوله: "تعرضون": على بناء المفعول، من العرض.
قوله: "بادية": ظاهرة.
قو له: "صفحاتكم": وجوهكم.
=قوله: "خافية"، أي: نفس خافية.
قوله: "غرفة".
بفتح أو ضم، فسكون.
قوله: "الريطة"، بفتح فسكون: الملاءة، وقيل: كل ثوب رقيق لين من كتان، لم يكن قطعتين متضامتين بل واحدة.
قوله: "فتخطمه"، بخاء معجمة- كيضرب- من خطمه: ضرب أنفه.
قوله: "ويفترق"، أي: عن مكانهم بالانصراف والمشي عقبه.
قوله: "حس"، ضبط بفتح مهملة وتشديد سين مهملة مكسورة، في "المجمع": هي كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما أحرقه على غفلة كالجمرة.
قوله: "أوانه": أي أوان وطء الجمر بما سبق منك من خبيث العمل، فما معنى الصياح؟.
قلنا: وجاء في كتاب "السنة" لابن أبي عاصم و"معجم الطبراني" و"غريب الحديث" لابن قتيبة و"الفائق" للزمخشري: وإنه.
قال ابن الأثير في "منال الطالب" ٢٤٠: وإنه، هكذا يروى مقطوعا مما بعده، وفيه قولان: أحدهما أن "إن" بمعنى نعم، والهاء فيها للسكت.
وقيل: إن "إن" هي التي للتأكيد والتحقيق، والهاء اسمها، وخبرها محذوف، تقديره: وإنه كذلك، أو إنه كما تقول.
قال السندي: قوله: "على أظمأ" اسم تفضيل مضاف إلى ناهلة، والقسم معترض في البين، والناهلة المختلفة إلى المنهل، وهو كناية عن السرعة في الذهاب.
ويمكن أن يقال: الأظماء جمع ظماء، بالكسر، وهو حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد، والمراد: عقيب ما يحبسكم من الشرب من أنواع الهموم، أي على عطش شديد، وحينئذ فالظاهر نصب ناهلة على الحال، والناهلة بالمعنى السابق.
قلنا: وفي السنة ومعجم الطبراني وغريب ابن قتيبة: لا يظمأ والله ناهله.
والناهل: الذي شرب حتى روي، أي: لا يعطش من روي منه بعد ذلك.
قوله: "من الطوف"، أي: الغائط.
= قوله: "وتحبس"، بحاء مهملة وباء موحدة، على بناء المفعول، أو بخاء معجمة ونون على بناء الفاعل، أي: تغيب.
قوله: "فبما": ما استفهامية، نفيه إثبات ألفها مع حرف الجر.
وفي "المجمع": فبم، بسقوط الألف، وهو الأشهر.
قوله: "بمثل بصرك": البصر بمعنى الإبصار، أي: كما تبصر هذه الساعة بلا شمس وقمر تبصر تلك الساعة كذلك.
قوله: "وأجهت"، يقال: أجهت الطرق، أي: وضحت.
قوله: "نجزى" بالنون، على بناء المفعول، من الجزاء.
قوله: "فعلى ما نطلع من الجنة"، أي: إذا دخلنا في الجنة، فماذا نشاهد فيها ونطلع عليه من قصورها.
قوله: "من كأس": من خمر.
قوله: "وبفاكهة"، أي: واسم بفاكهة.
قوله: "ما تعلمون": "ما" نافية، أي: ما تعلمون تلك الفاكهة.
قوله: "وخير"، أي: خير آخر من مثل ذلك في أنكم لا تعلمون معه، أو خير من تلك الفاكهة من مثل ذلك، أي: في المقدار معه، وعلى التقديرين فالتذكير بالتأويل بذلك، وخير يحتمل الرفع على الابتداء، خبره معه، والجر بالعطف على فاكهة، و"معه" صفة له.
قولد: "تلذونهم"، ضبط بفتح اللام، ولعل تذكير الضمير للفظ الأزواج.
قوله: "غير أن لا توالد": يحتمل أن المراد: لا توالد على عادة الدنيا، وإلا فإذا اشتهى أحد ولدا يكون كما جاء في الحديث.
وقيل: حديث إذا اشتهى محمول على الفرض والتقدير، وإلا فلا أحد يشتهيه.
قوله: "وزيال المشرك"، ضبط بكسر الزاي، أي: تركه.
قوله: "وإن لنا .
" إلخ: كناية، أراد عدم لزوم الهجرة عليهم.
قوله: "إلا نفسه": ما عليه جناية غيرها.
قوله: "إن هذين": المراد بهما أبو رزين ورفيقه كما في "الإصابة".
=قوله: ابن الخدارية: بضم المعجمة وتخفيف الدال.
قوله: "من عرض قريش"، بضم فسكون، يقال: من عرض الناس، أي: من نواحيهم وليس بمخصوص.
قوله: "الأخرى"، أي: الكلمة أو المقالة الأخرى أجمل منها فاخترتها، ويحتمل أن يكون بالحاء المهملة، أي: الأحرى، أي: الأليق بالمقام أجمل، أي: علمت أن ذلك غير لائق بالمقام، واللائق به أولى، فعدلت إليه.
قوله: "وأهلي"، أي: كذلك، ويكفي في صدق ذلك كون بعض الأعمام كذلك.
قوله: "ما فعل بهم"، على بناء المفعول.
قوله: "في آخر كل سبع أمم": كأن المواد أيه لايتأخر عن هذا المقدار، أو المراد بالنبي الرسول.
وظاهر الحديث أنه لا تحقق لقولهم: لا يعذب أحد من أهل الفترة، وإنما هو فرض، وإلا فالناس كلهم ممن قامت عليهم الحجة إلا أن يموت صغيرا، أو يكون مجنونا، والله تعالى أعلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "ألا إني [قد] خبأت" : - بالهمزة - ; أي : أضمرت .
"صوتي" : أي : كلامي .
"لأسمعنكم" : من الإسماع .
"فهل من امرئ" : أي : رجل ، و "من" زائدة .
"فقالوا" أي : قال له قومه حين بعثوه .
"اعلم" : أمر من العلم .
"ثم" : - بضم المثلثة - ; أي : بعثوه ، ثم لعله ، أو - بفتح المثلثة - ; أي : ألا هناك من بعثه قومه ، والمراد : أي فيكم .
"لعله أن يلهيه" : من الإلهاء ، وزيادة "أن " في خبر لعل تشبيها له بعسى شائعة في الأحاديث .
"الضلال" : - بفتح والتخفيف - ، وهو خلاف الهدى ، والمراد : ما كان عليه قبل من الضلال .
"مسؤول" : أي : فاسمعوا; ليتم به البلاغ .
"هل بلغت" : بالخطاب أو التكلم .
"تعيشوا" : تحيوا حياة طيبة في الدارين .
"إذا فرغ" : ضبط من التفريغ ، و - نصب - الفؤاد ، ويجوز أن يكون من الفراغ ، ورفع الفؤاد .
"ما عندك" : الظاهر أنه استفهام ، ويحتمل أن "ما" موصولة مبتدأ ، خبره "من علم الغيب" .
"وهز" : حرك رأسه .
"لسقطه" : - بفتحتين - ، وهو الرديء من الكلام; أي : عرف أني جئته متكشفا عن أمره ، طالبا لرديء كلامه; لأعرف به حقيقة أمره .
"ضن" : أي : لم يعط أحدا; كما لا يعطي من يبخل بشيء ، والمراد : أنه المخصوص بها - جل ثناؤه - .
"علم المنية" : أي : الموت .
"وعلم المني" : الماء الذي يخلق منه الولد .
"يشرف" : من الإشراف; أي : ينظر إليكم نظر العالي إلى السافل .
"آزلين" : - بالمد - : اسم فاعل ، كذا ضبط; أي صائرين إلى الضيق والشدة .
"علمنا" : أمر من التعليم ، وكذا قوله : "مما تعلم الناس" من التعليم .
وقوله : "وما تعلم" : من العلم .
"من قبيل" : - بفتح القاف - بمعنى قبيلة ، أو - بضم القاف - تصغير قبل نقيض بعد .
"مذحج" : - بذال معجمة وحاء مهملة ثم جيم - ; كمجلس : اسم قبيلة .
"وعشيرتنا" : بالنصب; أي توالي عشيرتنا .
"ما لبثتم" : أي : ما قدر لكم .
"الصائحة" : أي : الصيحة .
"لعمر إلهك" : قسم بحياته تعالى .
"والملائكة" : أي : وكذلك الملائكة الذين هم مع الله مكانه يموتون ، أو الملائكة هم الذين يبقون مع الله .
"يطوف" : أي : ينظر فيها .
"السماء" : المطر .
"تهضب" : كتضرب; أي : تمطر .
"ما تدع" : أي : السماء .
"على ظهرها" : أي : ظهر الأرض .
"إلا شقت" : أي : السماء .
"القبر" : - بالنصب - مفعول به ، وشق جاء لازما ومتعديا ، يقال : شققت الشيء فشق .
"حتى تجعله" : أي : تجعل السماء ذلك القتيل أو الميت .
"من عند رأسه" : أي : رأس القبر; أي : إذا انشق القبر عن الميت ، يخرج الميت منه حتى يصير عند رأس القبر .
"مهيم" : - بفتح ميم وسكون هاء ، فتحتية ساكنة - ; أي : ما أمرك وما شأنك؟ وهي كلمة يمانية .
"لما كان فيه" : أي : يقول ذلك لأجل ما كان فيه; أي : للسؤال عن مدته; كأنه قيل له : متى مت؟ "أمس" : أي : مت أمس .
"اليوم" : كأنه بمنزلة بدل الغلط; أي : بل اليوم مت وبعثت .
"ولعهده" : بفتح اللام والرفع .
"يحسبه" : أي : العهد .
"بأهله" : بدل من قوله : بالحياة .
"تمزقنا" : من التمزيق .
"والبلى " : - بكسر ففتح - .
"أنبئك" : أخبرك .
"في آلاء الله" : أي في جملة ما أنعم به عليكم من المخلوقات ، وهو يحتمل أن يكون متعلقا بالمثل; أي : بوجود المثل ، وتحققه في جملة المخلوقات التي من الله تعالى بها على عباده ، أو يكون خبرا مقدما للأرض ، وقيل : المحفوظ : "في إل الله " - بكسر همزة وتشديد لام - ; كما في "النهاية"; أي : في ربوبيته وإلهيته وقدرته .
"أشرفت" : بالخطاب ، والجملة خبر للأرض إن كانت .
قوله : في آلاء الله .
"مدرة" : - بفتحتين - .
"لا تحيا" : على بناء الفاعل من الحياة ، والمفعول من الإحياء .
"وهي شربة واحدة" : قيل : هي - بفتحتين وتشديد الباء الموحدة - ، وهي الأرض المعشبة لا شجر بها كما في "القاموس" ، ولكن في "الصحاح " : شربة - بتشديد الباء - : موضع ، ويقال : ما زال فلان على شربة واحدة; أي : على أمر واحد ، وفي "النهاية" : الشربة - بفتح الراء; أي : بلا تشديد الباء - : حوض يكون في أصل النخل وحولها يملأ ماء لتشربه ، قال : ومنه حديث لقيط ، فجعله بفتحتين بلا تشديد ، ثم قال : إن كان بالسكون ، فإنه أراد أن الماء قد كثر ، فمن حيث أردت أن تشرب شربت ، ويروى - بياء تحتية مع فتح الأول وسكون الثاني - ; أي : الأرض اخضرت بالنبات ، فكأنها حنظلة واحدة ، ثم قال في "النهاية" : والرواية بالباء الموحدة .
"من الماء" : الذي نزل من السماء عند البعث .
"على أن يجمع نبات الأرض" : متعلق بمقدر; أي : كقدرته على أن يجمع نبات الأرض ، وأما المفضل عليه ، فمقدر; أي : أقدر على إعادتهم من البدء على حد وهو أهون عليه [الروم : 27] ، ويجوز أن يكون هذا إشارة إلى المفضل عليه; أي : إن قدرته على جمعكم ثانيا من الماء - النازل من السماء أتم وأكثر من قدرته على جمع نبات الأرض أولا من العدم ، وتكون الأتمية والأكثرية كما ذكروا في بيان قوله تعالى : وهو أهون عليه [الروم : 27] .
"فيخرجون" : من الخروج ، أو الإخراج .
"من الأصواء" : أي : القبور .
"لا تضارون" : - بتخفيف الراء - ، من ضار يضير على بناء المفعول ، أو - بالتشديد - على بناء المفعول أو الفاعل ، على أن أصله لا تتضارون - بتاءين - ، والمراد : لا يلحقكم ضرر وزحام ، ولا يؤذي بعضكم بعضا .
"وترونه" : بثبوت النون على إبطال عمل "أن" حملا لها على "ما" المصدرية .
"تعرضون" : على بناء المفعول من العرض .
"بادية" : ظاهرة .
"صفحاتكم" : وجوهكم .
"خافية" : أي : نفس خافية .
"غرفة" : بفتح أو ضم فسكون - .
"فيبلكم" : مضارع بل ، وكذا فيما بعده بالباء الموحدة ، هكذا في أصلنا ، وفي نسخ "المجمع" : "قبلكم" - بكسر قاف وفتح موحدة - ; أي : في جانبكم ، وفي بعض النسخ : "قبيلكم" - بقاف مفتوحة وباء موحدة مكسورة ثم ياء تحتية ساكنة - ; أي : نوعكم وقبيلتكم ، والمراد : الناس .
"الريطة" : - بفتح فسكون - : الملاءة ، وقيل : كل ثوب رقيق لين من كتان لم يكن قطعتين متضامتين بل واحدة .
"فتخطمه" : - بخاء معجمة - ; كيضرب ، من خطمه : ضرب أنفه .
"ويفترق" : أي : عن مكانهم بالانصراف والمشي عقبه .
"جسرا" : - بفتح الجيم وكسرها - : الصراط .
"الجمر" : - بفتح فسكون - .
"حس" : ضبط - بفتح مهملة وتشديد سين مهملة مكسورة - .
في "المجمع" : هي كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما أحرقه عقله كالجمرة .
"أوانه" : - بالرفع - ; أي : هذا أوانه; أي : أوان وطء الجمر بما سبق منك من خبيث العمل ، فما معنى الصياح؟ "على أظمأ" : اسم تفضيل مضاف إلى "ناهلة" ، والقسم معترض في البين .
"الناهلة" : المختلفة إلى المنهل; أي : راكبين على أظمأ نون .
ذاهبة إلى المنهل ، وهو كناية عن السرعة في الذهاب ، ويمكن أن يقال : الأظماء : جمع ظمء - بالكسر - ، وهو حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد ، والمراد : عقيب ما يحبسكم من الشرب من أنواع الهموم; أي : على عطش شديد ، وحينئذ فالظاهر نصب "ناهلة" على الحال ، والناهلة بالمعنى السابق .
"من الطوف" : أي : الغائط .
"وتحبس" : - بحاء مهملة وباء موحدة على بناء المفعول ، أو بخاء معجمة ونون على بناء الفاعل - ; أي : تغيب .
"فيما" : "ما" استفهامية ، ففيه إثبات ألفها مع حرف الجر .
وفي "المجمع" : "فيم" بسقوط الألف ، وهو الأشهر .
"بمثل بصرك" : البصر بمعنى الإبصار; أي : كما تبصر هذه الساعة بلا شمس وقمر تبصر تلك الساعة كذلك .
"وأجهت" : يقال : أجهت الطرق; أي : وضحت .
"نجزى " : - بالنون - على بناء المفعول من الجزاء .
"فعلى ما نطلع من الجنة؟" : أي : إذا دخلنا في الجنة ، فماذا نشاهده فيها ، ونطلع عليه من قصورها؟ "من كأس" : من خمر .
"وبفاكهة" : أي : واسم بفاكهة .
قوله : "ما تعلمون" : "ما ، نافية; أي : ما تعلمون تلك الفاكهة .
"وخير" : أي : خير آخر من مثل ذلك في أنكم لا تعلمون معه ، أو خير من تلك الفاكهة من مثل ذلك; أي : في المقدار معه ، وعلى التقديرين فالتذكير بالتأويل بذلك ، و"خير" يحتمل - الرفع - على الابتداء ، خبره "معه" ، والجر - بالعطف على "فاكهة" ، و "معه" صفة له .
"تلذونهم" : ضبط - بفتح اللام - ، ولعل تذكير الضمير للفظ الأزواج .
"غير أن لا توالد" : يحتمل أن المراد : لا توالد على عادة الدنيا ، وإلا ، فإذا اشتهى أحد ولدا ، يكون; كما جاء به الحديث ، وقيل : حديث : "إذا اشتهى " محمول على الفرض والتقدير ، وإلا فلا أحد يشتهيه .
"وزيال الشرك" : ضبط : - بكسر الزاي - ; أي : تركه .
"وأن لنا .
.
.
إلخ" : كناية ، أراد : عدم لزوم الهجرة عليهم .
"إلا نفسه" : ما عليه جناية غيرها .
"ثم قال : إن هذين إن هذين" : هكذا بالتكرار في أصلنا .
وفي "المجمع" : "وقال : ها إن ذين ، ها إن ذين" ، وكذا في "الإصابة" ، وفي بعض النسخ : "إن هذين" بلا تكرار ، والمراد بهما : أبو رزين ورفيقه كما في "الإصابة" .
"ابن الخدارية" : - بضم المعجمة وتخفيف الدال - .
"من هم؟" : "من" استفهامية ، وقد كتب في النسخ بصورة "منهم" ، كأنها حرف جر ، لكن في "المجمع" : "من هم" على صورة الاستفهام مع الضبط .
"من عرض قريش" : - بضم فسكون - ، يقال : من عرض الناس; أي : من نواحيهم ، وليس بمخصوص .
"الأخرى " : أي : الكلمة ، أو المقالة الأخرى أجمل منها ، فاخترتها ، ويحتمل أن يكون بالحاء المهملة; أي : الأحرى ; أي : الأليق بالمقام أجمل; أي : علمت أن ذاك غير لائق بالمقام ، واللائق به أولى ، فعدلت إليه .
"وأهلي" : أي : كذلك ، ويكفي في صدق ذلك كون بعض الأعمام كذلك .
"ما فعل بهم" : على بناء المفعول .
قوله : "في آخر كل سبع أمم" : كأن المراد : أنه لا يتأخر عن هذا المقدار ، أو المراد بالنبي : الرسول ، وظاهر الحديث أنه لا تحقق لقولهم : لا يعذب أحد من أهل الفترة ، وإنما هو فرض ، وإلا فالناس كلهم ممن قامت عليهم الحجة ، إلا أن يموت صغيرا ، أو يكون مجنونا ، والله تعالى أعلم .
قال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة كعب بن الخدارية : وسند الحديث حسن ، وقال في ترجمة لقيط : أخرج حديثه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" ، وأبو حفص بن شاهين ، والطبراني .
وفي "المجمع" : رواه عبد الله ، والطبراني بنحوه ، وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل ، ورجالها ثقات ، والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط : أن لقيطا .
حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ كَتَبْتُ إِلَيْكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَقَدْ عَرَضْتُهُ وَجَمَعْتُهُ عَلَى مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ فَحَدِّثْ بِذَلِكَ عَنِّي قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْحِزَامِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَيَّاشٍ السَّمَعِيُّ الْأَنْصَارِيُّ الْقُبَائِيُّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَنْ دَلْهَمِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ الْعُقَيْلِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ دَلْهَمٌ وَحَدَّثَنِيهِ أَبِي الْأَسْوَدُ عَنِ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ أَنَّ لَقِيطًا خَرَجَ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ نَهِيكُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ قَالَ لَقِيطٌ فَخَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبِي حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِانْسِلَاخِ رَجَبٍ فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَيْنَاهُ حِينَ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَقَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكُمْ صَوْتِي مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ أَلَا لَأُسْمِعَنَّكُمْ أَلَا فَهَلْ مِنْ امْرِئٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ فَقَالُوا اعْلَمْ لَنَا مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا ثُمَّ لَعَلَّهُ أَنْ يُلْهِيَهُ حَدِيثُ نَفْسِهِ أَوْ حَدِيثُ صَاحِبِهِ أَوْ يُلْهِيَهُ الضُّلَّالُ أَلَا إِنِّي مَسْئُولٌ هَلْ بَلَّغْتُ أَلَا اسْمَعُوا تَعِيشُوا أَلَا اجْلِسُوا أَلَا اجْلِسُوا قَالَ فَجَلَسَ النَّاسُ وَقُمْتُ أَنَا وَصَاحِبِي حَتَّى إِذَا فَرَغَ لَنَا فُؤَادُهُ وَبَصَرُهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدَكَ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ فَضَحِكَ لَعَمْرُ اللَّهِ وَهَزَّ رَأْسَهُ وَعَلِمَ أَنِّي أَبْتَغِي لِسَقَطِهِ فَقَالَ ضَنَّ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ بِمَفَاتِيحِ خَمْسٍ مِنْ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ قُلْتُ وَمَا هِيَ قَالَ عِلْمُ الْمَنِيَّةِ قَدْ عَلِمَ مَنِيَّةَ أَحَدِكُمْ وَلَا تَعْلَمُونَهُ وَعِلْمُ الْمَنِيِّ حِينَ يَكُونُ فِي الرَّحِمِ قَدْ عَلِمَهُ وَلَا تَعْلَمُونَ وَعَلِمَ مَا فِي غَدٍ وَمَا أَنْتَ طَاعِمٌ غَدًا وَلَا تَعْلَمُهُ وَعَلِمَ الْيَوْمَ الْغَيْثَ يُشْرِفُ عَلَيْكُمْ آزِلِينَ آدِلِينَ مُشْفِقِينَ فَيَظَلُّ يَضْحَكُ قَدْ عَلِمَ أَنَّ غَيْرَكُمْ إِلَى قُرْبٍ قَالَ لَقِيطٌ لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا وَعَلِمَ يَوْمَ السَّاعَةِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنَا مِمَّا تُعَلِّمُ النَّاسَ وَمَا تَعْلَمُ فَإِنَّا مِنْ قَبِيلٍ لَا يُصَدِّقُونَ تَصْدِيقَنَا أَحَدٌ مِنْ مَذْحِجٍ الَّتِي تَرْبَأُ عَلَيْنَا وَخَثْعَمٍ الَّتِي تُوَالِينَا وَعَشِيرَتِنَا الَّتِي نَحْنُ مِنْهَا قَالَ تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ ثُمَّ يُتَوَفَّى نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ ثُمَّ تُبْعَثُ الصَّائِحَةُ لَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا مَاتَ وَالْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ مَعَ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَصْبَحَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ يُطِيفُ فِي الْأَرْضِ وَخَلَتْ عَلَيْهِ الْبِلَادُ فَأَرْسَلَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاءَ بِهَضْبٍ مِنْ عِنْدِ الْعَرْشِ فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ مَصْرَعِ قَتِيلٍ وَلَا مَدْفِنِ مَيِّتٍ إِلَّا شَقَّتْ الْقَبْرَ عَنْهُ حَتَّى تَجْعَلَهُ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ فَيَسْتَوِي جَالِسًا فَيَقُولُ رَبُّكَ مَهْيَمْ لِمَا كَانَ فِيهِ يَقُولُ يَا رَبِّ أَمْسِ الْيَوْمَ وَلِعَهْدِهِ بِالْحَيَاةِ يَحْسَبُهُ حَدِيثًا بِأَهْلِهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَجْمَعُنَا بَعْدَ مَا تُمَزِّقُنَا الرِّيَاحُ وَالْبِلَى وَالسِّبَاعُ قَالَ أُنَبِّئُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي آلَاءِ اللَّهِ الْأَرْضُ أَشْرَفْتَ عَلَيْهَا وَهِيَ مَدَرَةٌ بَالِيَةٌ فَقُلْتَ لَا تَحْيَا أَبَدًا ثُمَّ أَرْسَلَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا السَّمَاءَ فَلَمْ تَلْبَثْ عَلَيْكَ إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى أَشْرَفْتَ عَلَيْهَا وَهِيَ شَرْيَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ لَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يَجْمَعَهُمْ مِنْ الْمَاءِ عَلَى أَنْ يَجْمَعَ نَبَاتَ الْأَرْضِ فَيَخْرُجُونَ مِنْ الْأَصْوَاءِ وَمِنْ مَصَارِعِهِمْ فَتَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْكُمْ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نَحْنُ مِلْءُ الْأَرْضِ وَهُوَ شَخْصٌ وَاحِدٌ نَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْنَا قَالَ أُنَبِّئُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي آلَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَةٌ مِنْهُ صَغِيرَةٌ تَرَوْنَهُمَا وَيَرَيَانِكُمْ سَاعَةً وَاحِدَةً لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ لَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يَرَاكُمْ وَتَرَوْنَهُ مِنْ أَنْ تَرَوْنَهُمَا وَيَرَيَانِكُمْ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا يَفْعَلُ بِنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ إِذَا لَقِينَاهُ قَالَ تُعْرَضُونَ عَلَيْهِ بَادِيَةٌ لَهُ صَفَحَاتُكُمْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ فَيَأْخُذُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ بِيَدِهِ غَرْفَةً مِنْ الْمَاءِ فَيَنْضَحُ قَبِيلَكُمْ بِهَا فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تُخْطِئُ وَجْهَ أَحَدِكُمْ مِنْهَا قَطْرَةٌ فَأَمَّا الْمُسْلِمُ فَتَدَعُ وَجْهَهُ مِثْلَ الرَّيْطَةِ الْبَيْضَاءِ وَأَمَّا الْكَافِرُ فَتَخْطِمُهُ مِثْلَ الْحَمِيمِ الْأَسْوَدِ أَلَا ثُمَّ يَنْصَرِفُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَفْتَرِقُ عَلَى أَثَرِهِ الصَّالِحُونَ فَيَسْلُكُونَ جِسْرًا مِنْ النَّارِ فَيَطَأُ أَحَدُكُمْ الْجَمْرَ فَيَقُولُ حَسِّ يَقُولُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ أَوَانُهُ أَلَا فَتَطَّلِعُونَ عَلَى حَوْضِ الرَّسُولِ عَلَى أَظْمَأِ وَاللَّهِ نَاهِلَةٍ عَلَيْهَا قَطُّ مَا رَأَيْتُهَا فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا يَبْسُطُ وَاحِدٌ مِنْكُمْ يَدَهُ إِلَّا وُضِعَ عَلَيْهَا قَدَحٌ يُطَهِّرُهُ مِنْ الطَّوْفِ وَالْبَوْلِ وَالْأَذَى وَتُحْبَسُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَلَا تَرَوْنَ مِنْهُمَا وَاحِدًا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبِمَا نُبْصِرُ قَالَ بِمِثْلِ بَصَرِكَ سَاعَتَكَ هَذِهِ وَذَلِكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فِي يَوْمٍ أَشْرَقَتْ الْأَرْضُ وَاجَهَتْ بِهِ الْجِبَالَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبِمَا نُجْزَى مِنْ سَيِّئَاتِنَا وَحَسَنَاتِنَا قَالَ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلَّا أَنْ يَعْفُوَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِمَّا الْجَنَّةُ إِمَّا النَّارُ قَالَ لَعَمْرُ إِلَهِكَ إِنَّ لِلنَّارِ لَسَبْعَةَ أَبْوَابٍ مَا مِنْهُنَّ بَابَانِ إِلَّا يَسِيرُ الرَّاكِبُ بَيْنَهُمَا سَبْعِينَ عَامًا وَإِنَّ لِلْجَنَّةِ لَثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ مَا مِنْهُمَا بَابَانِ إِلَّا يَسِيرُ الرَّاكِبُ بَيْنَهُمَا سَبْعِينَ عَامًا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلَى مَا نَطَّلِعُ مِنْ الْجَنَّةِ قَالَ عَلَى أَنْهَارٍ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَأَنْهَارٍ مِنْ كَأْسٍ مَا بِهَا مِنْ صُدَاعٍ وَلَا نَدَامَةٍ وَأَنْهَارٍ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَمَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَبِفَاكِهَةٍ لَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَعْلَمُونَ وَخَيْرٌ مِنْ مِثْلِهِ مَعَهُ وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَنَا فِيهَا أَزْوَاجٌ أَوْ مِنْهُنَّ مُصْلِحَاتٌ قَالَ الصَّالِحَاتُ لِلصَّالِحِينَ تَلَذُّونَهُنَّ مِثْلَ لَذَّاتِكُمْ فِي الدُّنْيَا وَيَلْذَذْنَ بِكُمْ غَيْرَ أَنْ لَا تَوَالُدَ قَالَ لَقِيطٌ فَقُلْتُ أَقُضِيَ مَا نَحْنُ بَالِغُونَ وَمُنْتَهُونَ إِلَيْهِ فَلَمْ يُجِبْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أُبَايِعُكَ قَالَ فَبَسَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ وَقَالَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَزِيَالِ الْمُشْرِكِ وَأَنْ لَا تُشْرِكَ بِاللَّهِ إِلَهًا غَيْرَهُ قُلْتُ وَإِنَّ لَنَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَقَبَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ وَظَنَّ أَنِّي مُشْتَرِطٌ شَيْئًا لَا يُعْطِينِيهِ قَالَ قُلْتُ نَحِلُّ مِنْهَا حَيْثُ شِئْنَا وَلَا يَجْنِي امْرُؤٌ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ فَبَسَطَ يَدَهُ وَقَالَ ذَلِكَ لَكَ تَحِلُّ حَيْثُ شِئْتَ وَلَا يَجْنِي عَلَيْكَ إِلَّا نَفْسُكَ قَالَ فَانْصَرَفْنَا عَنْهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَيْنِ لَعَمْرُ إِلَهِكَ مِنْ أَتْقَى النَّاسِ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ فَقَالَ لَهُ كَعْبُ ابْنُ الْخُدْرِيَّةِ أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ كِلَابٍ مِنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بَنُو الْمُنْتَفِقِ أَهْلُ ذَلِكَ قَالَ فَانْصَرَفْنَا وَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِأَحَدٍ مِمَّنْ مَضَى مِنْ خَيْرٍ فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ قَالَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ عُرْضِ قُرَيْشٍ وَاللَّهِ إِنَّ أَبَاكَ الْمُنْتَفِقَ لَفِي النَّارِ قَالَ فَلَكَأَنَّهُ وَقَعَ حَرٌّ بَيْنَ جِلْدِي وَوَجْهِي وَلَحْمِي مِمَّا قَالَ لِأَبِي عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ وَأَبُوكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا الْأُخْرَى أَجْهَلُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَهْلُكَ قَالَ وَأَهْلِي لَعَمْرُ اللَّهِ مَا أَتَيْتَ عَلَيْهِ مِنْ قَبْرِ عَامِرِيٍّ أَوْ قُرَشِيٍّ مِنْ مُشْرِكٍ فَقُلْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ مُحَمَّدٌ فَأُبَشِّرُكَ بِمَا يَسُوءُكَ تُجَرُّ عَلَى وَجْهِكَ وَبَطْنِكَ فِي النَّارِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فَعَلَ بِهِمْ ذَلِكَ وَقَدْ كَانُوا عَلَى عَمَلٍ لَا يُحْسِنُونَ إِلَّا إِيَّاهُ وَكَانُوا يَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ مُصْلِحُونَ قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ فِي آخِرِ كُلِّ سَبْعِ أُمَمٍ يَعْنِي نَبِيًّا فَمَنْ عَصَى نَبِيَّهُ كَانَ مِنْ الضَّالِّينَ وَمَنْ أَطَاعَ نَبِيَّهُ كَانَ مِنْ الْمُهْتَدِينَ
عن العباس بن مرداس قال، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " دعا عشية عرفة، لأمته بالمغفرة، والرحمة فأكثر الدعاء، فأجابه الله عز وجل: أن قد فعلت، وغفرت ل...
عن عروة بن مضرس، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بجمع، فقلت: يا رسول الله، جئتك من جبلي طيئ أتعبت نفسي، وأنضيت (٢) راحلتي، والله ما تركت من حبل...
عن عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لأم، أنه حج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يدرك الناس إلا ليلا وهو بجمع، فانطلق إلى عرفات فأفاض منها، ث...
عن جابر - ولم يبلغ أبو الزبير هذه القصة كلها - أن أبا قتادة ، أتى أهله فوجد قصعة ثريد من قديد الأضحى فأبى أن يأكله، فأتى قتادة بن النعمان فأخبره: أن...
عن أبا سعيد الخدري، أتى أهله فوجد قصعة من قديد الأضحى، فأبى أن يأكله، فأتى قتادة بن النعمان فأخبره: أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فقال: " إني كنت أ...
عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، وعمه قتادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كلوا لحوم الأضاحي وادخروا "
عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا أن نأكل لحوم نسكنا فوق ثلاث، قال: فخرجت في سفر، ثم قدمت على أهلي، وذلك بعد الأضحى...
عن رفاعة الجهني، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد - أو قال: بقديد - فجعل رجال منا يستأذنون إلى أهليهم فيأذن لهم، فقام ر...
حدثنا عطاء بن يسار، أن رفاعة الجهني حدثه، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كنا بالكديد - أو قال: بقديد - جعل رجال يستأذنون إلى أهل...