حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

يا رسول الله ﷺ جئتك من جبلي طيئ أتعبت نفسي وأنضيت راحلتي والله ما تركت من حبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج - مسند أحمد

مسند أحمد | مسند المدنيين حديث عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام (حديث رقم: 16208 )


16208- عن عروة بن مضرس، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بجمع، فقلت: يا رسول الله، جئتك من جبلي طيئ أتعبت نفسي، وأنضيت (٢) راحلتي، والله ما تركت من حبل (٣) إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟ فقال: " من شهد معنا هذه الصلاة - يعني صلاة الفجر - بجمع، ووقف معنا حتى نفيض (٤) منه، وقد أفاض قبل ذلك من عرفات ليلا، أو نهارا، فقد تم حجه وقضى تفثه "

أخرجه أحمد في مسنده


حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يخرج=له سوى أصحاب السنن، وزكريا- وهو ابن أبي زائدة- قد صرح بالسماع من الشعبي عند ابن خزيمة (٢٨٢١) ، فانتفت شبهة تدليسه عنه، وقد توبع، هشيم - وهو ابن بشير- وابن أبي خالد: هو إسماعيل، والشعبي: هو عامر بن شراحيل.
وأخرجه ابن خزيمة (٢٨٢٠) من طريق هشيم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي (٨٩١) ، والنسائي في "المجتبى" ٥/٢٦٣، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤٦٩١) ، وفي "شرح معاني الآثار" ٢/٢٠٨، وابن حبان (٣٨٥١) ، والبيهقي في "السنن " ٥/١٧٣ من طريق سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد وزكريا، به، وقرن معهما داود بن أبي هند.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه الحميدي (٩٠٠) ، والدارمي ٢/٥٩، وابن ماجه (٣٠١٦) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٤٩١) ، وابن خزيمة (٢٨٢٠) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤٦٩٠) وفي "شرح معاني الآثار" ٢/٢٠٧-٢٠٨، والطبراني في "الكبير" ١٧/ (٣٨٥) و (٣٨٦) و (٣٨٧) و (٣٨٩) و (٣٩٠) و (٣٩١) و (٣٩٢) ، وفي "الأوسط" (١٣١٨) و (٣٠٤٨) ، والدارقطني ٢/٢٣٩، والحاكم ١/٤٦٣، والبيهقي ٥/١٧٣ من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط كافة أئمة الحديث، وهي قاعدة من قواعد الإسلام، وقد أمسك عن إخراجه الشيخان على أصلهما، لأن عروة بن مضرس لم يحدث عنه غير عامر الشعبي، وقد وجدنا عروة بن الزبير روى عنه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الحميدي (٩٠١) ، وابن الجارود في "المنتقى" (٤٦٧) ، وابن خزيمة (٢٨٢١) ، والطبراني في "الكبير" ١٧/ (٣٧٨) ، والبيهقي ٥/١١٦ من طريقين عن زكريا بن أبي زائدة، به.
وأخرجه ابن خزيمة (٢٨٢١) والطبراني في "الكبير" ١٧/ (٣٨٢) من طريق داود بن أبي هند، والبيهقي ٥/١١٦ من طريق أبي فروة عروة بن الحارث الهمداني، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤٦٩٣) من طريق مجالد بن=سعيد، ثلاثتهم عن الشعبي، به.
قلنا: وقد أخطأ ابن خزيمة في تعيين داود، فقال عقب هذه الرواية: داود هذا هو ابن يزيد الأودي، مع أنه ساقه من طريق سفيان بن عيينة، وقد جاء مصرحا به أنه داود بن أبي هند عند الطبراني من طريق سفيان كذلك، وسلف ذكر طريق سفيان في صدر تخريح هذا الحديث، وأنه يرويه عن داود بن أبي هند.
وقد خالف مطرف بن طريف الحارثي في روايته عن الشعبي جمعا ممن رواه عنه.
فقد أخرجه النسائي في "المجتبى" ٥/٢٦٣، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤٦٨٨) ، والطبراني في "الكبير" ١٧/ (٣٨٣) و (٣٨٤) من طريق مطرف ابن طريف عن الشعبي، به، بلفظ: "من أدرك جمعا والإمام واقف، فوقف مع الإمام، ثم أفاض مع الناس، فقد أدرك الحج، ومن لم يدرك فلا حج له".
وقال الطحاوي: هذا المعنى لمن فاته الوقوف بجمع، أنه لاحج له، فلم نعلم أحدا جاء به في هذا الحديث عن الشعبي غير مطرف.
ثم تأوله على معنى التغليظ والتوكيد في التخلف عن مزدلفة، فقال: قد يكون قوله صلى الله عليه وسلم: "ومن لم يدرك فلا حج له" على معنى فلا حج له كحج من أدرك تلك الصلاة معه.
ووجدنا ما قد دلنا على ذلك بالاستنباط والاستخراج وهو أنا قد وجدنا الوقوف بعرفة من صلب الحج، لا يجزئ الحج إلا بإصابته ولا يتم إلا به، ولم يعذر أحد في تركه بعذر ولا بغير عذر، وكانت جمع بخلاف ذلك، لأنا قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رخص لزوجته سودة أن تفيض منها قبل أن تقف .
ولما كان الوقوف بجمع مما قد يرتفع بالعذر، وكان بخلاف الوقوف بعرفة الذي لا يرتفع بعذر ولا بغيره، عقلنا أن ما يرتفع بالعذر، فليس من صلب الحج.
وأنه مما قد يجزئ منه الدم .
قلنا: وبهذا الحديث أخذ علقمة وعامر الشعبي وإبراهيم النخعي، والحسن البصري، وهو قول عبد الله بن الزبير، فقد قالوا: من لم ينزل بالمزدلفة،=وفاته الوقوف بها، فقد فاته الحج، ويجعلها عمرة.
انظر "التمهيد" لابن عبد البر: ٩/٢٧٢.
وأخرجه الطبراني ١٧/ (٣٨١) من طريق خلف بن خليفة، عن داود بن يزيد الأودي، عن الشعبي، به، بلفظ: "من أدرك إفاضتنا أدرك الحج"، وداود ابن يزيد الأودي ضعيف.
وأخرجه الحاكم ١/٤٦٣ من طريق عروة بن الزبير، عن عروة بن مضرس، به.
ورواية عروة بن الزبير عن عروة بن مضرس فيها نظر فيما ذكر الدارقطني في "الإلزامات" ص٨٥.
وسيأتي برقم (١٦٢٠٩) و (١٨٣٢٨) ، وسيأتي من طريق عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي ٤/٢٦١ و٢٦٢.
وفي الباب عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي، سيرد ٤/٣٠٩.
قال السندي: قوله: "بجمع": بفتح فسكون، أي: بمزدلفة.
قوله: "ليلا أو نهارا": يدل على أن الجمع بين جزء من النهار وجزء من الليل ليس بشرط، بل لو أدرك جزءا من النهار وحده لكفى في حصول الحج.
قوله: "تم حجه"، أي: أمن من الفوات على أحسن وجه وأكمله، وإلا فأصل التمام بهذا المعنى بوقوف عرفة كما هو صريح الأحاديث، وأيضا شهود الصلاة مع الإمام ليس بشرط للتمام عند أحد.
قوله: "قضى تفثه"، أي: أتم عدة إبقاء التفث، أعني الوسخ وغيره مما يناسب المحرم، فحل له أن يزيل عنه التفث بحلق الرأس وغيره.

شرح حديث (يا رسول الله ﷺ جئتك من جبلي طيئ أتعبت نفسي وأنضيت راحلتي والله ما تركت من حبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج)

حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي

قوله : "بجمع" : - بفتح فسكون - ; أي : بمزدلفة .
"من جبلي طيئ" : بالتثنية والإضافة .
"وأنضيت" : - بنون وضاد معجمة - .
في "الصحاح" : النضو - بالكسر - : البعير المهزول ، والناقة نضوة ، وأنضتها الأسفار .
وفي بعض النسخ : "أنصبت" - بصاد مهملة وباء موحدة - .
"من حبل" : بفتح مهملة وسكون موحدة - : المستطيل من الرمل .
"ليلا أو نهارا" : يدل على أن الجمع بين جزء من النهار وجزء من الليل ليس بشرط ، بل لو أدرك جزءا من النهار وحده ، لكفى في حصول الحج .
"تم حجه" : أي : أمن من الفوات على أحسن وجه وأكمله ، وإلا ، فأصل التمام بهذا المعنى بوقوف عرفة; كما هو صريح الأحاديث ، وأيضا شهود الصلاة مع الإمام ليس بشرط للتمام عند أحد .
"قضى تفثه" : أي : أتم عدة التفث; أعني : الوسخ وغيره مما يناسب المحرم ، فحل له أن يزيل عنه التفث بحلق الرأس وغيره .


حديث من شهد معنا هذه الصلاة يعني صلاة الفجر بجمع ووقف معنا حتى

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏قَالَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏هُشَيْمٌ ‏ ‏عَنِ ‏ ‏ابْنِ أَبِي خَالِدٍ ‏ ‏وَزَكَرِيَّا ‏ ‏عَنِ ‏ ‏الشَّعْبِيِّ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَتَيْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَهُوَ ‏ ‏بِجَمْعٍ ‏ ‏فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُكَ مِنْ ‏ ‏جَبَلَيْ طَيِّءٍ ‏ ‏أَتْعَبْتُ نَفْسِي ‏ ‏وَأَنْصَبْتُ رَاحِلَتِي وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ مِنْ جَبَلٍ إِلَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ فَقَالَ ‏ ‏مَنْ شَهِدَ مَعَنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ ‏ ‏يَعْنِي صَلَاةَ الْفَجْرِ ‏ ‏بِجَمْعٍ ‏ ‏وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى ‏ ‏نُفِيضَ ‏ ‏مِنْهُ وَقَدْ ‏ ‏أَفَاضَ ‏ ‏قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ ‏ ‏عَرَفَاتٍ ‏ ‏لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ وَقَضَى ‏ ‏تَفَثَهُ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث مسند أحمد

من صلى معنا صلاة الغداة بجمع ووقف معنا حتى نفيض

عن عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لأم، أنه حج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يدرك الناس إلا ليلا وهو بجمع، فانطلق إلى عرفات فأفاض منها، ث...

لا تبيعوا لحوم الهدي والأضاحي فكلوا وتصدقوا واستمت...

عن جابر - ولم يبلغ أبو الزبير هذه القصة كلها - أن أبا قتادة ، أتى أهله فوجد قصعة ثريد من قديد الأضحى فأبى أن يأكله، فأتى قتادة بن النعمان فأخبره: أن...

عن أبي سعيد عن النبي ﷺ فالآن فكلوا واتجروا وادخرو...

عن أبا سعيد الخدري، أتى أهله فوجد قصعة من قديد الأضحى، فأبى أن يأكله، فأتى قتادة بن النعمان فأخبره: أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فقال: " إني كنت أ...

أن رسول الله ﷺ قال كلوا لحوم الأضاحي وادخروا

عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، وعمه قتادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كلوا لحوم الأضاحي وادخروا "

أولم ينهنا رسول الله ﷺ عن أن نأكلها فوق ثلاث

عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا أن نأكل لحوم نسكنا فوق ثلاث، قال: فخرجت في سفر، ثم قدمت على أهلي، وذلك بعد الأضحى...

ما بال رجال يكون شق الشجرة التي تلي رسول الله ﷺ أب...

عن رفاعة الجهني، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد - أو قال: بقديد - فجعل رجال منا يستأذنون إلى أهليهم فيأذن لهم، فقام ر...

إذا مضى نصف الليل أو ثلث الليل ينزل الله عز وجل إ...

حدثنا عطاء بن يسار، أن رفاعة الجهني حدثه، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كنا بالكديد - أو قال: بقديد - جعل رجال يستأذنون إلى أهل...

عن الرجل الذي مر برسول الله ﷺ وهو يناجي جبريل عليه...

عن أبو سلمة، عن الرجل الذي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يناجي جبريل عليه السلام، فزعم أبو سلمة أنه تجنب أن يدنو من رسول الله صلى الله عليه وس...

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال من رأى النبي ﷺ يصل...

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: أخبرني من " رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب قد خالف بين طرفيه "