16538-
عن إياس بن سلمة، قال: أخبرني أبي قال: بارز عمي يوم خيبر مرحبا اليهودي فقال: مرحب:
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب،
فقال عمي عامر:
قد علمت خيبر أني عامر *** شاكي السلاح بطل مغامر
فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر، وذهب يسفل له، فرجع السيف على ساقه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه، قال سلمة بن الأكوع: فلقيت ناسا من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: بطل عمل عامر قتل نفسه،
قال سلمة: فجئت إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم أبكي قلت: يا رسول الله، بطل عمل عامر، قال: « من قال ذاك؟»، قلت: ناس من أصحابك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذب من قال ذاك، بل له أجره مرتين»، إنه حين خرج إلى خيبر جعل يرجز بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم النبي صلى الله عليه وسلم يسوق الركاب وهو يقول:
تالله لولا الله ما اهتدينا .
ولا تصدقنا ولا صلينا *** إن الذين قد بغوا علينا .
إذا أرادوا فتنة أبينا *** ونحن عن فضلك ما استغنينا .
فثبت الأقدام إن لاقينا *** وأنزلن سكينة علينا،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من هذا؟ "، قال : عامر يا رسول الله، قال: «غفر لك ربك»، قال: وما استغفر لإنسان قط يخصه إلا استشهد، فلما سمع ذلك عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله، لو متعتنا بعامر، فقدم فاستشهد،
قال سلمة: ثم إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى علي فقال: «لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله»، قال: فجئت به أقوده أرمد، فبصق نبي الله صلى الله عليه وسلم في عينه ثم أعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أنا الذي سمتني أمي حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره،
ففلق رأس مرحب بالسيف وكان الفتح على يديه
إسناده صحيح على شرط مسلم، عكرمة: هو ابن عمار اليمامي، من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجالة الشيخين.
أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٢/٧١ و١٤/٤٥٨-٤٦٠، ومسلم (١٨٠٧) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (٢٤١) وابن عبد البر في "الاستيعاب" (ترجمة ١٣١٧) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (١٨٠٧) ، وأبو عوانة ٤/٢٥٢-٢٦٤، و٢٦٤-٢٧٨، ٢٨٣-٢٨٥، وإبراهيم بن محمد بن سفيان في زياداته على مسلم في "الصحيح " بإثر الحديث (١٨٠٧) ، وابن حبان (٦٩٣٥) ، والطبراني في "الكبير" (٦٢٤٣) ، والحاكم ٣/٣٨-٣٩، والبيهقي في "السنن" ٩/١٣١ و١٥٤، وفي "الدلائل" ٤/٢٠٧-٢٠٩ من طرق عن عكرمة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٦٢٦٩) و (٦٢٧٤) من طرق عن إياس بن سلمة، به.
وقوله: "لأعطين الراية.
".
أخرجه البخاري (٢٩٧٥) و (٣٧٠٢) و (٤٢٠٩) ، ومسلم (٢٤٠٧) من طريق يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٦٣٠٣) ، والبيهقي في "الدلائل" ٤/٢٠٩- ٢١٠ من طريق بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، عن أبيه، عن سلمة نحوه، وعند الطبراني دون: عن أبيه، وبريدة ضعيف.
وانظر حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (٧٧٨) ، وذكرنا هناك من رواه من الصحابة كذلك.
=قال السندي: قوله: بطل مغامر، بالغين المعجمة، أي: يركب غمرات الحرب وشدائدها، ويلقي نفسه فيها.
قوله: وذهب يسفل، كينصر، أي: ذهب عامر يضربه من أسفل.
قوله: نفسه، أي: موته.
قوله: فقدم، من التقديم، أي: قدم إلى الآخرة، وما أخر إلى الدنيا.
قوله: فاستشهد: بيان للتقديم.
قوله: يخطر، بكسر الطاء: يرفعه مرة ويضعه أخرى.
قوله: حيدرة: اسم للأسد، وجاء أن أم علي سمت عليا أسدا، وكان أبو طالب غائبا، فلما قدم سماه عليا، ورأى مرحب في المنام أن أسدا يقتله، فذكره علي بذلك ليخيفه.
قوله: كيل السندرة: يريد: أقتل الأعداء قتلا واسعا ذريعا، قالوا: السندرة: مكيال واسع.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "بطل مغامر" : - بالغين المعجمة - ; أي : يركب غمرات الحرب وشدائدها ، ويلقي نفسه فيها .
"وذهب يسفل" : كينصر; أي : ذهب عامر يضربه من أسفل .
"نفسه" : أي : موته .
"فقدم" : من التقديم; أي : قدم إلى الآخرة ، وما أخر إلى الدنيا .
وقوله : "فاستشهد" : بيان للتقديم .
"يخطر" : - بكسر الطاء - : يرفعه مرة ، ويضعه أخرى .
"حيدره" : اسم للأسد ، وجاء أن أم علي سمت عليا أسدا ، وكان أبو طالب غائبا ، فلما قدم ، سماه : عليا ، ورأى مرحب في المنام أن أسدا يقتله ، فذكره علي بذلك; ليخيفه .
"كيل السندره" : يريد : أقتل الأعداء قتلا واسعا ذريعا ، قالوا : السندرة : مكيال واسع .
قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ قَالَ حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ بَارَزَ عَمِّي يَوْمَ خَيْبَرَ مَرْحَبٌ الْيَهُودِيُّ فَقَالَ مَرْحَبٌ قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ فَقَالَ عَمِّي عَامِرٌ قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ وَذَهَبَ يَسْفُلُ لَهُ فَرَجَعَ السَّيْفُ عَلَى سَاقِهِ قَطَعَ أَكْحَلَهُ فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ لَقِيتُ نَاسًا مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ قَالَ سَلَمَةُ فَجِئْتُ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْكِي قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَالَ مَنْ قَالَ ذَاكَ قُلْتُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَاكَ بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ إِنَّهُ حِينَ خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ جَعَلَ يَرْجُزُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسُوقُ الرِّكَابَ وَهُوَ يَقُولُ تَالَلَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا إِنَّ الَّذِينَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا فَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ هَذَا قَالَ عَامِرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ قَالَ وَمَا اسْتَغْفَرَ لِإِنْسَانٍ قَطُّ يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ فَقَدِمَ فَاسْتُشْهِدَ قَالَ سَلَمَةُ ثُمَّ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَنِي إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ أَرْمَدَ فَبَصَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنِهِ ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ فَخَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ فَقَالَ قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ فَفَلَقَ رَأْسَ مَرْحَبٍ بِالسَّيْفِ وَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ
حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: قدمنا المدينة زمن الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا أنا ورباح غلام رسول الله صلى الله عليه و...
حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا حضرت الصلاة والعشاء فابدءوا بالعشاء "
حدثنا إياس بن سلمة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سل علينا السيف فليس منا "
عن سلمة، أنه كان " يتحرى موضع المصحف، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى ذلك المكان "، وكان بين المنبر والقبلة ممر شاة
عن سلمة قال: " غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات "، فذكر: الحديبية، ويوم حنين، ويوم القرد، ويوم خيبر، قال يزيد: ونسيت بقيتهن
عن سلمة قال: جاءني عمي عامر فقال: أعطني سلاحك، قال: فأعطيته، قال: فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أبغني سلاحك، قال: " أين سلاحك...
عن سلمة، " أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في البدو فأذن له "
عن إياس بن سلمة، عن أبيه قال: " كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم نرجع وما للحيطان فيء يستظل به "
عن يونس ابن أبي ربيعة قال: سمعت سلمة بن الأكوع ـ وكان إذا نزل ينزل على أبي ـ قال: قلت: يا رسول الله، إني أكون في الصيد وليس علي إلا قميص، أفأصلي فيه؟...