17015- عن سليم بن عامر، قال: كان معاوية يسير بأرض الروم، وكان بينهم وبينه أمد، فأراد أن يدنو منهم، فإذا انقضى الأمد غزاهم، فإذا شيخ على دابة يقول: الله أكبر، الله أكبر، وفاء لا غدر، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يحلن عقدة ولا يشدها حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواء "، فبلغ ذلك معاوية فرجع، وإذا الشيخ عمرو بن عبسة
حديث صحيح بشاهده، وهذا إسناد منقطع بين سليم بن عامر- وهو الخبائري- وبين عمرو بن عبسة، فقد ذكر أبو حاتم أنه لم يدركه، وإن كان سمعه من معاوية، فهو محتمل السماع منه، فقد توفي سنة ١٠٢- على ما ذكره الذهبي في "السير" ٥/١٨٦- ويكون بين وفاته ووفاة معاوية نحو أربعين عاما.
وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الفيض- وهو موسى بن أيوب الحمصي- فمن رجال أصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة.
وأخرجه الطيالسي (١١٥٥) ، وأبو عبيد في "الأموال" (٤٤٨) ، وابن زنجويه في "الأموال" (٦٦٠) و (٦٦١) ، وأبو داود (٢٧٥٩) ، والترمذي (١٥٨٠) ، والنسائي في "الكبرى" (٨٧٣٢) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" ٢/١٩٦، والبيهقي في "السنن" ٩/٢٣١، وفي "الشعب" (٤٣٥٨) و (٤٣٥٩) ، وصححه ابن حبان (٤٨٧١) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وسيأتي برقم (١٧٠٢٥) ، وسيكرر ٤/٣٨٥-٣٨٦.
ويشهد له حديث أبي هريرة عند الجاري (٣٦٩) في الصلاة و (٣١٧٧) في الجزية: باب كيف ينبذ إلى أهل العهد، وفيه قال أبو هريرة: بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان .
فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام، فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه النبي صلى الله عليه وسلم مشرك.
وسلف في مسند أبي هريرة برقم
(٧٩٧٧) ، زيادة لفظ: "ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد، فإن أجله- أو
أمده- إلى أربعة أشهر".
وقد نقل الحافظ في "الفتح" ٦/٢٧٩ عن الأزهري قوله: المعنى: إذا عاهدت قوما، فخشيت منهم النقض، فلا توقع بهم بمجرد ذلك، حتى تعلمهم.
=قلنا: وقال أبو عبيد في "الأموال": قال يزيد (يعني ابن هارون راوي الخبر عن شعبة) : لم يرد معاوية أن يغير عليهم قبل انقضاء المدة، ولكنه أراد أن تنقضي وهو في بلادهم، فيغير عليهم وهم غارون، فأنكر ذلك عمرو بن عبسة إلا أن لا يدخل بلادهم حتى يعلمهم ويخبرهم أنه يريد غزوهم.
قال أبو عبيدة وكذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل من كان بينه وبينه عهد إلى مدة ثم انقضت، وزادهم في الوقت أيضا، وبذلك نزل الكتاب.
قلنا: هو قوله تعالى في سورة الأنفال [٥٨] : (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين) .
قال السندي: "يسير"، أي: أيام العهد.
"فإذا انقضى الأمد غزاهم " قبل أن يتهيؤوا للقتال.
"وفاء"، أي: يجب عليك وفاء، أو ليكن منك وفاء لا غدر، وهذا الوفاء يتضمن نوع غدر لأنهم لا يتوقعون خروجه إلا بعد أيام مدة الصلح.
"فلا يحلن" بضم الحاء من الحل بمعنى نقض العهد، والشد ضده، والظاهر إن المجموع كناية عن حفظ العهد وعدم التعرض له.
"أو ينبذ" بكسر الباء، أي يطرح العهد إليهم طرحا واقعا على سواء من حيث العلم يعلمه الكل على السوية، أي: أو ينقضه ويعلمهم بالنقض بحيث يظهر الأمر على الكل.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
"فإذا انقضى الأمد، غزاهم": قبل أن يتهيؤوا للقتال .
"وفاء": أي: يجب عليك وفاء، أو ليكن منك وفاء لا غدر، وهذا الوفاء يتضمن نوع غدر، لأنهم لا يتوقعون خروجه إلا بعد أيام مدة الصلح .
"فلا يحلن": - بضم الحاء - من الحل بمعنى: نقض العهد، والشد ضده، والظاهر أن المجموع كناية عن حفظ العهد، وعدم التعرض له .
"أو ينبذ": - بكسر الباء - ; أي: يطرح العهد إليهم طرحا واقعا على سواء من حيث العلم، يعلمه الكل على السوية; أي: أو ينقضه ويعلمهم بالنقض بحيث يظهر الأمر على الكل .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي الْفَيْضِ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ كَانَ مُعَاوِيَةُ يَسِيرُ بِأَرْضِ الرُّومِ وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ أَمَدٌ فَأَرَادَ أَنْ يَدْنُوَ مِنْهُمْ فَإِذَا انْقَضَى الْأَمَدُ غَزَاهُمْ فَإِذَا شَيْخٌ عَلَى دَابَّةٍ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَفَاءٌ لَا غَدْرٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ فَلَا يَحِلَّنَّ عُقْدَةً وَلَا يَشُدَّهَا حَتَّى يَنْقَضِيَ أَمَدُهَا أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَرَجَعَ وَإِذَا الشَّيْخُ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ
عن عمرو بن عبسة السلمي، قال: رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية - فذكر الحديث -، قال:فسألت عنه فوجدته مستخفيا بشأنه ، فتلطفت له حتى دخلت عليه، فسلمت عليه،...
عن كثير بن زياد، قال: قال ابن عبسة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم " مضمض واستنشق في رمضان "
عن عمرو بن عبسة، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله من أسلم معك؟ فقال: " حر وعبد " يعني أبا بكر وبلالا فقلت: يا رسول الله علم...
حدثنا شداد بن عبد الله الدمشقي - وكان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -، قال: قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة - صاحب العقل عقل الصدقة -،...
عن شرحبيل بن السمط، قال لعمرو بن عبسة: حدثنا، حديثا ليس فيه تزيد ولا نسيان، قال عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أعتق رقبة مسلمة،...
عن أبي أمامة، قال: أتيناه، فإذا هو جالس يتفلى في جوف المسجد، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا توضأ المسلم ذهب الإثم من سمعه، وبصره ويديه...
عن أبي نجيح السلمي، قال: حاصرنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم حصن الطائف، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من بلغ بسهم فله درجة في الجنة "...
عن عمرو بن عبسة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أيما رجل مسلم رمى بسهم في سبيل الله عز وجل فبلغ مخطئا أو مصيبا فله من الأجر كرقبة أعتقها...
عن حوى، مولى سليمان بن عبد الملك، عن رجل - أرسل إليه عمر بن عبد العزيز وهو أمير المؤمنين، قال: كيف الحديث الذي حدثتني عن الصنابحي؟ -، قال: أخبرني الصن...