17812-
عن عمرو بن العاص أنه قال: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذات السلاسل، قال: فاحتلمت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح، قال: فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له، فقال: " يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت جنب؟ " قال: قلت: نعم يا رسول الله، إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، وذكرت قول الله عز وجل {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} [النساء: ٢٩] فتيممت، ثم صليت.
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الله بن لهيعة، وهو سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، واختلف فيه على عبد الرحمن بن جبير- وهو المصري المؤذن-، فروي عنه عن عمرو بن العاص كما هو هنا، وروي عنه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، وروي عنه عن
أبي فراس يزيد بن رباح عن عمرو، وسيأتي تفصيل ذلك لاحقا.
وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص٢٤٩ عن أبيه عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.
وتابع ابن لهيعة يحيى بن أيوب المصري، فقد أخرجه أبو داود (٣٣٤) ، والدارقطني ١/١٧٨، والحاكم ١/١٧٧-١٧٨، وابن حجر في "تغليق التعليق" ٢/١٨٩ من طريقه عن يزيد بن أبي حبيب، به.
ويحيى بن أيوب ثقة، فإن صح سماع عبد الرحمن بن جبير له من عمرو بن العاص فالإسناد صحيح، وقواه الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١/٤٥٤، فقد علقه البخاري عن عمرو بن العاص مختصرا.
ورواه زيد بن الجباب عن ابن لهيعة فزاد في إسناده بين عبد الرحمن بن جبير وبين عمرو بن العاص أبا فراس يزيد بن رباح، أخرجه كذلك ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص٢٤٩-٢٥٠.
وأبو فراس هذا ثقة من رجال الشيخين، قيل: هو مولى لعمرو بن العاص، وقيل: بل هو مولى ابنه عبد الله،= وهو الراجح.
ورواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي قيس مولى عمرو: أن عمرو بن العاص كان على سرية .
فذكره، وقال فيه: فغسل مغابنه وتوضأ وضوءه للصلاة ثم صلى بهم، ولم يذكر التيمم.
أخرجه كذلك أبو داود
(٣٣٥) ، وابن المنذر في "الأوسط" ٢/٢٧، وابن حبان (١٣١٥) ، والدارقطني ١/١٧٩، والحاكم ١/١٧٧، والبيهقي ١/٢٢٦، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن جبير من "التهذيب" ١٧/٣٢-٣٣، وفي ترجمة أبي قيس ٣٤/٢٠٨، وابن حجر في "التغليق" ٢/١٨٨-١٨٩.
وقرن ابن وهب بعمر بن
الحارث في بعض المصادر ابن لهيعة، ورواية ابن لهيعة ليس فيها "عن أبي قيس"، وكأن ابن وهب حمل حديث ابن لهيعة على حديث عمرو بن الحارث، والله أعلم.
قلنا: وأبو قيس هذا ثقة، وصورة حديثه مرسل، لكن يتعين سماعه منه.
وقد جمع البيهقي بين رواية من قال: "تيمم"، ومن قال: "غسل مغابنه وتوضأ"، فقال في "السنن" ١/٢٢٦: يحتمل أن يكون قد فعل ما نقل في الروايتين جميعا، غسل ما قدر على غسله، وتيمم للباقي.
قال النووي فيما نقله ابن حجر في "الفتح" ١/٤٥٤: وهو متعين.
وأخرج عبد الرزاق في "المصنف" (٨٧٨) عن ابن جريح، أخبرني إبراهيم ابن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص: أنه أصابته جنابة وهو أمير الجيش، فترك الغسل من أجل آية.
قال إن اغتسلت مت، فصلى بمن معه جنبا، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفه بما فعل، وأنبأه بعذره، فسكت.
ورواه من طريق عبد الرزاق الطبراني في "الكبير" كما في "التغليق" ٢/١٩١، وفيه إبراهيم بن
أبي بكر بن عبد الرحمن الأنصاري.
قال ابن حجر: هذا إسناد جيد، لكني لا أعرف حال إبراهيم هذا.
وأورده الهيثمي في "المجمع" ١/٢٦٣ وقال: رواه= الطبراني في "الكبير"، وفيه أبو بكر بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "أن أهلك ": من الهلاك; أي: أموت من شدة البرد .
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَن عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ ذَاتِ السَّلَاسِلِ قَالَ احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ فَأَشْفَقْتُ إِنْ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلَكَ فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِي صَلَاةَ الصُّبْحِ قَالَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ شَدِيدَةِ الْبَرْدِ فَأَشْفَقْتُ إِنْ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلَكَ وَذَكَرْتُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ { وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا
أن عمرو بن العاص، قال: قلت: يا رسول الله، أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الإسلام يجب ما كان قبله، وإن...
عن عمرو بن العاص، قال: قال رجل: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: " إيمان بالله وتصديق، وجهاد في سبيل الله، وحج مبرور " قال الرجل: أكثرت يا رسول الله....
عن عمرو بن العاص، يقول وهو على المنبر للناس: " ما أبعد هديكم من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم، أما هو فأزهد الناس في الدنيا، وأما أنتم فأرغب الناس فيه...
عن عمرو بن العاص، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا حكم الحاكم واجتهد (٣) ، ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم واجتهد ثم أخطأ فله أجر "
عمرو بن العاص، يقول: " لقد أصبحتم، وأمسيتم، ترغبون فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيه: أصبحتم ترغبون في الدنيا، وكان رسول الله صلى الله ع...
وقال: غير يحيى " والله ما مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الدهر، إلا والذي عليه أكثر من الذي له "
عن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي موضع آخر قال مالك بن عبد الله: عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ من سبع مو...
عن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " القرآن نزل على سبعة أحرف، على أي حرف قرأتم، فقد أصبتم، فلا تتماروا فيه، فإن المراء فيه كفر "...
عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب، فله أجران، وإن أخطأ فله أجر " قال يزيد: فذكرت ذلك لأبي بكر بن...