2633- أخبرنا ابن عون، قال: كتبت إلى نافع أسأله عن دعاء المشركين عند القتال، فكتب إلي أن ذلك كان في أول الإسلام، وقد «أغار نبي الله صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم وسبى سبيهم، وأصاب يومئذ جويرية بنت الحارث، حدثني بذلك عبد الله وكان في ذلك الجيش» قال أبو داود: «هذا حديث نبيل، رواه ابن عون، عن نافع، ولم يشركه فيه أحد»
إسناده صحيح.
ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، وإسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية.
وهو في "سنن سعيد بن منصور" (٢٤٨٤).
وأخرجه البخاري (٢٥٤١)، ومسلم (١٧٠٣)، والنسائي في "الكبرى" (٨٥٣١)
من طرق عن عبد الله بن عون، به.
وهو في "مسند أحمد" (٤٨٥٧).
قال النووي في "شرح مسلم": في دعاء المشركين إلى الإسلام ثلاثة مذاهب حكاها المازري والقاضي:
أحدها: يجب الإنذار مطلقا، قاله مالك وغيره، وهذا ضعيف.
والثاني: لا يجب مطلقا، وهذا أضعف منه أو باطل.
والثالث: يجب إن لم تبلغهم الدعوة، ولا يجب إن بلغتهم، لكن يستحب، وهذا هو الصحيح، وبه قال نافع مولى ابن عمر والحسن البصري والثوري والليث والثافعي، وأبو ثور وابن المنذر والجمهور.
قال ابن المنذر: وهو قول أكثر أهل العلم، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة على معناه، فمنها هذا الحديث، وحديث كعب بن الأشرف، وحديث قتل ابن أبي الحقيق، وفي هذا الحديث جواز استرقاق العرب، لأن بني المصطلق عرب من خزاعة، وهذا قول الشافعي في الجديد، وهو الصحيح، وبه قال مالك وجمهور أصحابه، وأبو حنيفة والأوزاعي وجمهور العلماء، وقال جماعة من العلماء: لا يسترقون، وهذا قول الشافعي في القديم.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( أَنَّ ذَلِكَ ) : أَيْ دُعَاء الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْإِسْلَام ( بَنِي الْمُصْطَلِق ) : بِضَمِّ الْمِيم وَسُكُون الْمُهْمَلَة وَفَتْح الطَّاء وَكَسْر اللَّام بَعْدهَا قَاف بَطْن شَهِير مِنْ خُزَاعَة ( وَهُمْ غَارُّونَ ) : بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد الرَّاء جَمْع غَارّ أَيْ غَافِلُونَ فَأَخَذَهُمْ عَلَى غِرَّة , وَالْجُمْلَة حَال ( فَقَتَلَ ) : أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مُقَاتِلَتهمْ ) : بِكَسْرِ التَّاء جَمْع مُقَاتِل : وَالتَّاء بِاعْتِبَارِ الْجَمَاعَة وَالْمُرَاد بِهَا هَهُنَا مَنْ يَصْلُح لِلْقِتَالِ وَهُوَ الرَّجُل الْبَالِغ الْعَاقِل ( وَسَبَى سَبْيهمْ ) : أَيْ نِسَاءَهُمْ وَصِبْيَانهمْ.
قَالَ فِي السُّبُل : الْحَدِيث دَلِيل عَلَى جَوَاز الْمُقَاتَلَة قَبْل الدُّعَاء إِلَى الْإِسْلَام فِي حَقّ الْكُفَّار الَّذِينَ قَدْ بَلَغَتْهُمْ الدَّعْوَة مِنْ غَيْر إِنْذَار , وَهَذِهِ أَصَحّ الْأَقْوَال الثَّلَاثَة فِي الْمَسْأَلَة , وَهِيَ عَدَم وُجُوب الْإِنْذَار مُطْلَقًا , وَالثَّانِي وُجُوبه مُطْلَقًا , وَالثَّالِث يَجِب إِنْ لَمْ تَبْلُغهُمْ الدَّعْوَة وَلَا يَجِب إِنْ بَلَغَتْهُمْ وَلَكِنْ يُسْتَحَبّ.
قَالَ اِبْن الْمُنْذِر : وَهُوَ قَوْل أَكْثَر أَهْل الْعِلْم , وَعَلَى مَعْنَاهُ تَظَافَرَتْ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة اِنْتَهَى ( هَذَا حَدِيث نَبِيل ) : أَيْ جَيِّد يُقَال فُلَان نَبِيل الرَّأْي أَيْ جَيِّده وَلَمْ يُشْرِكهُ فِيهِ أَحَد : أَيْ اِبْن عَوْن تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيث.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ أَسْأَلُهُ عَنْ دُعَاءِ الْمُشْرِكِينَ عِنْدَ الْقِتَالِ فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ وَقَدْ أَغَارَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّونَ وَأَنْعَامُهُمْ تُسْقَى عَلَى الْمَاءِ فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ وَسَبَى سَبْيَهُمْ وَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ حَدَّثَنِي بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ قَالَ أَبُو دَاوُد هَذَا حَدِيثٌ نَبِيلٌ رَوَاهُ ابْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ وَلَمْ يُشْرِكْهُ فِيهِ أَحَدٌ
عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان «يغير عند صلاة الصبح، وكان يتسمع، فإذا سمع أذانا أمسك وإلا أغار»
عن ابن عصام المزني، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال: «إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا»
عن عمرو، أنه سمع جابرا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الحرب خدعة»
عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد غزوة ورى غيرها وكان يقول: «الحرب خدعة» قال أبو داود: " لم يجئ به إلا م...
حدثنا إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا أبا بكر رضي الله عنه، فغزونا ناسا من المشركين فبيتناهم نقتلهم، وكان شعارنا ت...
عن أبي الزبير، أن جابر بن عبد الله حدثهم، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلف في المسير فيزجي الضعيف، ويردف ويدعو لهم»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها...
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن يستقبلوا قبلتنا، وأن يأك...
حدثنا أسامة بن زيد، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى الحرقات فنذروا بنا فهربوا فأدركنا رجلا، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فضربناه...