2726-
عن ابن عمر، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام - يعني يوم بدر - فقال: «إن عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسول الله، وإني أبايع له».
فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم، ولم يضرب لأحد غاب غيره
حديث صحيح.
وهذا إسناد حسن من أجل هانىء بن قيس، فقد روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" فمثله يكون حسن الحديث إن شاء الله، وقد توبع.
وأخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" ٢/ ٥، والمزي في ترجمة حبيب بن أبي مليكة عن "تهذيب الكمال" ٥/ ٤٠١ - ٤٠٢ من طريق أبي إسحاق الفزاري، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٥٧٧٤)، وفي "شرح معاني الآثار" ٣/ ٢٤٤، والطبراني في "الأوسط" (٨٤٩٤) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن كليب بن وائل، به.
وقد سقط اسم عبد الواحد من مطبوع "المشكل" واستدركناه من "شرح المعاني".
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٢/ ٤٦ - ٤٧، وابن حبان (٦٩٠٩)، والمزي في ترجمة حبيب من "تهذيب الكمال" من طريق زائدة بن قدامة، والحاكم ٣/ ٩٨ من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن كليب بن وائل، عن حبيب بن أبي مليكة، عن ابن عمر.
فلم يذكرا في الإسناد هانىء بن قيس، ولم يتعقب المزي هذا الأمر بشيء.
وقد صرح كليب بسماعه من حبيب في رواية المعتمر!
وأخرج البخاري (٣١٣٠) من طريق عثمان بن موهب، عن ابن عمر قال: إنما تغيب عثمان عن بدر، فإنه كانت تحته بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت مريضة، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه" وهو في "مسند أحمد" (٥٧٧٢).
قال الخطابي: هذا خاص لعثمان رضي الله عنه.
لأنه كان ممرض ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وهو معنى قوله: "حاجة الله وحاجة رسوله" يريد بذلك حاجة عثمان في حق الله وحق رسوله، وهذا كقوله سبحانه: {إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون} [الشعراء: ٢٧] وإنما هو رسول الله إليهم.
ومن احتج بهذا في وجوب القسم لمن لحق الجيش قبل القسم، فهو غير مصيب، وذلك أن عثمان رضي الله عنه كان بالمدينة.
وهذا القائل لا يقسم لمن كان في المصر.
فلا موضع لاستدلاله فيه.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( يَعْنِي يَوْم بَدْر ) : تَفْسِير مِنْ أَحَد الرُّوَاة ( فِي حَاجَة اللَّه وَحَاجَة رَسُوله ) : أَيْ فِي خِدْمَتهمَا وَسَبِيلهمَا وَأَمْر دِينهمَا وَعُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ تَخَلَّفَ فِي الْمَدِينَة لِتَمْرِيضِ رُقَيَّة بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ زَوْجَته , وَمَاتَتْ وَدُفِنَتْ وَهُوَ بِبَدْرٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَإِنِّي أُبَايِع لَهُ ) : أَيْ لِأَجْلِهِ وَبَدَله , فَضَرَبَ بِيَمِينِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شِمَاله وَقَالَ هَذِهِ يَد عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَهَذَا فِيهِ إِشْكَال وَإِنِّي أَرَاهُ وَهْمًا مِنْ بَعْض الرُّوَاة.
وَوَجْه الْإِشْكَال أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا بَايَعَ عَنْ عُثْمَان فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة كَمَا فِي عَامَّة كُتُب الْحَدِيث وَالسِّيَر لَا فِي غَزْوَة بَدْر وَاَلَّذِي وَقَعَ فِي بَدْر أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَهُ عَلَى اِبْنَته رُقَيَّة وَكَانَتْ مَرِيضَة فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لَك أَجْر رَجُل مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمه كَمَا فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ فِي بَاب مَنَاقِب عُثْمَان قَالَ جَاءَ رَجُل مِنْ أَهْل مِصْر وَحَجَّ الْبَيْت فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْم ؟ قَالَ هَؤُلَاءِ قُرَيْش , قَالَ : فَمَنْ الشَّيْخ فِيهِمْ ؟ قَالُوا عَبْد اللَّه بْن عُمَر قَالَ يَا اِبْن عُمَر إِنِّي سَائِلك عَنْ شَيْء فَحَدِّثْنِي عَنْهُ هَلْ تَعْلَم أَنَّ عُثْمَان فَرَّ يَوْم أُحُد ؟ قَالَ نَعَمْ.
فَقَالَ تَعْلَم أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْر وَلَمْ يَشْهَد ؟ قَالَ نَعَمْ.
قَالَ الرَّجُل هَلْ تَعْلَم أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَة الرِّضْوَان فَلَمْ يَشْهَدهَا ؟.
قَالَ نَعَمْ.
قَالَ اللَّه أَكْبَر.
قَالَ اِبْن عُمَر تَعَالَ أُبَيِّن لَك أَمَّا فِرَاره يَوْم أُحُد.
فَأَشْهَد أَنَّ اللَّه عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ.
وَأَمَّا تَغَيُّبه عَنْ بَدْر فَإِنَّهُ كَانَ تَحْته بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ مَرِيضَة فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لَك أَجْر رَجُل مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمه.
وَأَمَّا تَغَيُّبه عَنْ بَيْعَة الرِّضْوَان فَلَوْ كَانَ أَحَد أَعَزّ بِبَطْنِ مَكَّة مِنْ عُثْمَان لَبَعَثَهُ مَكَانه فَبَعَثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَان وَكَانَتْ بَيْعَة الرِّضْوَان بَعْد مَا ذَهَبَ عُثْمَان إِلَى مَكَّة فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى هَذِهِ يَد عُثْمَان فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَده فَقَالَ هَذِهِ لِعُثْمَانَ.
فَقَالَ لَهُ اِبْن عُمَر : اِذْهَبْ بِهَا الْآن مَعَك اِنْتَهَى.
فَكَانَتْ بَيْعَة الرِّضْوَان فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة لَا فِي غَزْوَة بَدْر.
وَالسَّبَب فِي ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عُثْمَان لِيُعْلِم قُرَيْشًا أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ مُعْتَمِرًا لَا مُحَارِبًا فَفِي غَيْبَة عُثْمَان شَاعَ عِنْدهمْ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ تَعَرَّضُوا لِحَرْبِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَعَدَّ الْمُسْلِمُونَ لِلْقِتَالِ وَبَايَعَهُمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ تَحْت الشَّجَرَة عَلَى أَنْ لَا يَفِرُّوا , وَذَلِكَ فِي غَيْبَة عُثْمَان.
وَقِيلَ بَلْ جَاءَ الْخَبَر بِأَنَّ عُثْمَان قُتِلَ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَب الْبَيْعَة.
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك مِنْ طَرِيق حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَلَّفَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَان وَأُسَامَة بْن زَيْد عَلَى رُقَيَّة فِي مَرَضهَا لَمَّا خَرَجَ إِلَى بَدْر فَمَاتَتْ رُقَيَّة حِين وَصَلَ زَيْد بْن حَارِثَة بِالْبِشَارَةِ ( فَضَرَبَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمٍ ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَذَا خَاصّ بِعُثْمَانَ لِأَنَّهُ كَانَ يُمَرِّض اِبْنَة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنْتَهَى.
( فَضَرَبَ ) : أَيْ جَعَلَ وَبَيَّنَ ( لَهُ ) : أَيْ لِعُثْمَانَ.
وَقَدْ اُسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّهُ يُسْهِم الْإِمَام لِمَنْ كَانَ غَائِبًا فِي حَاجَة لَهُ بَعَثَهُ لِقَضَائِهَا , وَأَمَّا مَنْ كَانَ غَائِبًا عَنْ الْقِتَال لَا لِحَاجَةٍ لِلْإِمَامِ وَجَاءَ بَعْد الْوَقْعَة فَذَهَبَ الشَّافِعِيّ وَمَالِك وَالْأَوْزَاعِيُّ وَالثَّوْرِيُّ وَاللَّيْث إِلَى أَنَّهُ لَا يُسْهِم لَهُ , وَذَهَبَ أَبُو حَنِيفَة وَأَصْحَابه إِلَى أَنَّهُ يُسْهِم لِمَنْ حَضَرَ قَبْل إِحْرَازهَا إِلَى دَار الْإِسْلَام كَذَا فِي النَّيْل : وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.
حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى أَبُو صَالِحٍ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَقَ الْفَزَارِيُّ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ هَانِئِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وَحَاجَةِ رَسُولِ اللَّهِ وَإِنِّي أُبَايِعُ لَهُ فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمٍ وَلَمْ يَضْرِبْ لِأَحَدٍ غَابَ غَيْرَهُ
عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به، مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يشتد عليه، فله أجران»
قال علي رضي الله عنه: «من السنة وضع الكف على الكف في الصلاة تحت السرة»
عن ابن عباس، قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر يوم التروية والفجر يوم عرفة بمنى»
حدثني أنس بن مالك، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم» كان إذا سافر فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبر، ثم صلى حيث وجهه ركابه "
عن عائشة، قالت: «كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة، ودون الجمة»
عن عبد الله ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده»
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يعني يوم حنين: «من قتل كافرا فله سلبه».<br> فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم، و...
عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي على رجل مات وعليه دين، فأتي بميت، فقال: «أعليه دين؟» قالوا: نعم، ديناران، قال: «صلوا على صاحبكم...
عن أنس، «أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر سبع بدنات بيده قياما، وضحى بالمدينة بكبشين أقرنين أملحين»