21495-
عن جسرة بنت دجاجة، أنها انطلقت معتمرة، فانتهت إلى الربذة، فسمعت أبا ذر، يقول: قام النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي في صلاة العشاء فصلى بالقوم، ثم تخلف أصحاب له يصلون، فلما رأى قيامهم وتخلفهم انصرف إلى رحله، فلما رأى القوم قد أخلوا المكان، رجع إلى مكانه فصلى، فجئت فقمت خلفه، فأومأ إلي بيمينه فقمت عن يمينه، ثم جاء ابن مسعود فقام خلفي وخلفه، فأومأ إليه بشماله، فقام عن شماله، فقمنا ثلاثتنا يصلي كل رجل منا بنفسه، ويتلو من القرآن ما شاء الله أن يتلو، فقام بآية من القرآن يرددها حتى صلى الغداة، فبعد أن أصبحنا أومأت إلى عبد الله بن مسعود: أن سله ما أراد إلى ما صنع البارحة؟ فقال ابن مسعود بيده: لا أسأله عن شيء حتى يحدث إلي، فقلت: بأبي أنت وأمي، قمت بآية من القرآن ومعك القرآن؟ لو فعل هذا بعضنا وجدنا عليه قال: "دعوت لأمتي " قال: فماذا أجبت، أو ماذا رد عليك؟ قال: "أجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم طلعة تركوا الصلاة " قال: أفلا أبشر الناس؟ قال: "بلى ".
فانطلقت معنقا قريبا من قذفة بحجر، فقال عمر: يا رسول الله،إنك إن تبعث إلى الناس بهذا نكلوا عن العبادة.
فناداه : أن ارجع، فرجع.
وتلك الآية: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}(1) 21496- حدثنا مروان، حدثنا قدامة البكري، فذكر نحوه، وقال: "ينكلوا عن العبادة " (2)
(١) إسناده حسن.
وأخرجه البزار في "مسنده" (٤٠٦٢) من طريق محمد بن عبيد، ومحمد بن نصر المروزي في "مختصر قيام الليل" (٦٥/أ) من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن قدامة بن عبد الله، بهذا الإسناد.
وانظر ما بعده، وما سلف برقم (٢١٣٢٨) .
وسيأتي برقم (٢١٥٣٨) عن يحيى بن سعيد مختصرا بقصة ترديده الآية فقط.
وقوله: "أجبت بالذي لو اطلع عليه .
إلخ" قد جاء في بعض روايات الحديث كما سلف برقم (٢١٣٢٨) أن ذلك هو الشفاعة لمن لا يشرك بالله شيئا، ويشكل وقوع ذكر عمر في هذا الحديث، فقد جاء في "صحيح" مسلم (٣١) من حديث أبي هريرة أن عمر وقع منه ذلك عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: "اذهب بنعلي هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله، مستيقنا بها قلبه، فبشره بالجنة"، وهذا هو المحفوظ، والله تعالى أعلم.
قوله: "معنقا" قال السندي: اسم فاعل من الإعناق يقال: أعنق إعناقا: إذا سار سيرا سريعا، والاسم منه العنق -بفتحتين- وهو نوع من السير سريع.
"نكلوا" أي: تأخروا.
(٢) إسناده حسن كسابقه.
مروان: هو ابن معاوية الفزاري.
= وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص١٤٤ عن مروان بن معاوية الفزاري، بهذا الإسناد.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "ثم تخلف أصحاب له": أي: بعد أن صلوا معه العشاء.
"قد أخلوا": أي: جعلوه خاليا بانصرافهم إلى بيوتهم.
"فماذا أجبت؟": - على بناء المفعول - من الإجابة.
"معنقا": اسم فاعل من الإعناق، يقال: أعنق إعناقا: إذا سار سيرا سريعا، والاسم منه العنق - بفتحتين - وهو نوع من السير سريع.
"نكلوا": - بنون وكاف - يقال: نكل عن العدو؛ كنصر، وعلم لغة: إذا جبن وتأخر.
حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَتْنِي جَسْرَةُ بِنْتُ دَجَاجَةَ أَنَّهَا انْطَلَقَتْ مُعْتَمِرَةً فَانْتَهَتْ إِلَى الرَّبَذَةِ فَسَمِعَتْ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ اللَّيَالِي فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ فَصَلَّى بِالْقَوْمِ ثُمَّ تَخَلَّفَ أَصْحَابٌ لَهُ يُصَلُّونَ فَلَمَّا رَأَى قِيَامَهُمْ وَتَخَلُّفَهُمْ انْصَرَفَ إِلَى رَحْلِهِ فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمَ قَدْ أَخْلَوْا الْمَكَانَ رَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ فَصَلَّى فَجِئْتُ فَقُمْتُ خَلْفَهُ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِيَمِينِهِ فَقُمْتُ عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ جَاءَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَامَ خَلْفِي وَخَلْفَهُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ بِشِمَالِهِ فَقَامَ عَنْ شِمَالِهِ فَقُمْنَا ثَلَاثَتُنَا يُصَلِّي كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا بِنَفْسِهِ وَيَتْلُو مِنْ الْقُرْآنِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتْلُوَ فَقَامَ بِآيَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ يُرَدِّدُهَا حَتَّى صَلَّى الْغَدَاةَ فَبَعْدَ أَنْ أَصْبَحْنَا أَوْمَأْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنْ سَلْهُ مَا أَرَادَ إِلَى مَا صَنَعَ الْبَارِحَةَ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِيَدِهِ لَا أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى يُحَدِّثَ إِلَيَّ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قُمْتَ بِآيَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ وَمَعَكَ الْقُرْآنُ لَوْ فَعَلَ هَذَا بَعْضُنَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ قَالَ دَعَوْتُ لِأُمَّتِي قَالَ فَمَاذَا أُجِبْتَ أَوْ مَاذَا رُدَّ عَلَيْكَ قَالَ أُجِبْتُ بِالَّذِي لَوْ اطَّلَعَ عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنْهُمْ طَلْعَةً تَرَكُوا الصَّلَاةَ قَالَ أَفَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ قَالَ بَلَى فَانْطَلَقْتُ مُعْنِقًا قَرِيبًا مِنْ قَذْفَةٍ بِحَجَرٍ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ إِنْ تَبْعَثْ إِلَى النَّاسِ بِهَذَا نَكَلُوا عَنْ الْعِبَادَةِ فَنَادَى أَنْ ارْجَعْ فَرَجَعَ وَتِلْكَ الْآيَةُ { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } حَدَّثَنَا مَرْوَانُ حَدَّثَنَا قُدَامَةُ الْبَكْرِيُّ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ يَنْكُلُوا عَنْ الْعِبَادَةِ
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه ليس من فرس عربي إلا يؤذن له مع كل فجر يدعو بدعوتين يقول: اللهم إنك خولتني من خولتني من بني آدم...
عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لأبي ذر: لو كنت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته.<br> قال: عن أي شيء؟ قلت: أسأله: هل رأى محمد ربه؟ قال: فقال: ق...
ن عكرمة بن عمار، حدثني أبو زميل سماك الحنفي، حدثني مالك بن مرثد بن عبد الله الزماني، حدثني أبي مرثد، قال: سألت أبا ذر، قلت: كنت سألت رسول الله صلى الل...
عن أبي، أن أبا مراوح الغفاري، أخبره أن أبا ذر، أخبره أنه قال: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله، وجهاد في سبيله " قال: فأي الرقاب أفضل؟ ق...
عن عبد الله بن الصامت، قال: لما قدم أبو ذر على عثمان من الشام فقال: أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: "اسمع وأطع ولو عبدا مجدع الأطراف، وإذا صنعت...
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد كان مثل ذلك، فما أدري...
عن أبي ذر، قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أريد أن أبيت عندك الليلة، فأصلي بصلاتك.<br> قال: "لا تستطيع صلاتي " فقام رسول الله صلى الله علي...
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل لك في كنز من كنوز الجنة؟ " قال: فقلت: نعم.<br> قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله "
عن أبي ذر: عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال: "يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني فإني سأغفر لك على ما كان فيك، ولو لقيتني بق...