21715-
عن قيس بن كثير، قال: قدم رجل من المدينة إلى أبي الدرداء، وهو بدمشق، فقال: ما أقدمك، أي أخي؟ قال: حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أما قدمت لتجارة؟ قال: لا.
قال: أما قدمت لحاجة؟ قال: لا.
قال: ما قدمت إلا في طلب هذا الحديث؟ قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء، لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به، أخذ بحظ وافر " (1) 21716- عن كثير بن قيس، قال: أقبل رجل من المدينة، فذكر معناه (2)
(١) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقيس بن كثير، وقيل: كثير بن قيس -وهو قول الأكثرين- ضعيف، ثم إن عاصم بن رجاء لم يسمعه من قيس، فهو منقطع، بينهما داود بن جميل كما في الحديث التالي، وهو ضعيف أيضا.
وأخرجه الترمذي (٢٦٨٢) من طريق محمد بن يزيد الواسطي، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، بهذا الإسناد.
وقال: ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم ابن رجاء بن حيوة، وليس هو عندي بمتصل هكذا: حدثنا محمود بن خداش بهذا الإسناد، وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء ابن حيوة، عن الوليد بن جميل، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء، وهذا أصح من
حديث محمود بن خداش.
وأخرجه أبو داود (٣٦٤٢) من طريق الوليد بن مسلم، عن شبيب بن شيبة، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي الدرداء.
ولم يسق لفظه، وقال: بمعناه.
وشبيب بن شيبة مجهول.
وأخرجه أبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" ١/٦٥ عن أبي همام، عن الوليد، عن رجل سماه أبو همام، عن عثمان بن أعين، عن أبي الدرداء.
وفي = إسناده رجل مبهم.
وأورده ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ١/٣٧ قال: ومن حديث الوليد بن مسلم، عن خالد بن يزيد، عن عثمان بن أعين، عن أبي الدرداء.
وأخرجه ابن ماجه (٢٣٩) عن هشام بن عمار، عن حفص بن عمر، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر".
وإسناده منقطع، عطاء -وهو ابن أبي مسلم الخراساني- لم يسمع من أبي الدرداء، وعثمان ابنه ضعيف.
وقد أورد البخاري بعضه في "صحيحه" في كتاب العلم ضمن عنوان باب العلم قبل القول والعمل، فقال: "وإن العلماء هم ورثة الأنبياء، ورثوا العلم، من أخذه أخذ بحظ وافر، ومن سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة".
قال الحافظ في "الفتح" ١/١٦٠.
وهو طرف من حديث أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن حبان، والحاكم مصححا من حديث أبي الدرداء، وحسنه حمزة الكناني، وضعفه غيرهم بالاضطراب في سنده، لكن له شواهد يتقوى بها، ولم يفصح المصنف بكونه حديثا فلهذا لا يعد في تعاليقه، لكن إيراده له في الترجمة يشعر بأن له أصلا.
ويشهد لقوله: "من سلك طريقا يطلب فيه علما .
" حديث أبي هريرة سلف برقم (٧٤٢٧) .
وهو صحيح على شرط الشيخين.
ويشهد لقوله: "إن الملائكة لتضع أجنحتها .
" حديث صفوان بن عسال سلف برقم (١٨٠٨٩) ، وإسناده حسن.
ويشهد لقوله: "وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات .
" حديث أبي أمامة عند الترمذي (٢٦٨٥) بلفظ: "إن الله وملائكته وأهل السماوات وأهل الأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير".
وإسناده محتمل للتحسين.
وحديث جابر عند الطبراني في "الأوسط" (٦٢١٥) بلفظ: "معلم الخير = يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحار".
وإسناده حسن.
وعن مكحول مرسلا عند الدارمي (٢٨٩) .
ويشهد لقوله: "فضل العالم على العابد.
" حديث معاذ بن جبل عند أبي نعيم في "الحلية" ٩/٤٥، وإسناده ضعيف.
وحديث أبي أمامة عند الترمذي (٢٦٨٥) ، ولفظه: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم".
وحديث أبي سعيد الخدري عند الحارث بن أبي أسامة كما في "إتحاف الخيرة" ١/٢٦٣، ولفظه: " .
كفضلي على أمتي".
وإسناده ضعيف.
وعن مكحول مرسلا عند الدارمي (٢٨٩) .
وقوله: "إن العلماء هم ورثة الأنبياء" أورد السخاوي في "المقاصد" (٧٠٣) له شاهدين.
عن البراء بن عازب وعن أنس فقال: ولفظ الترجمة عند الديلمي من حديث محمد بن مطرف، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب بزيادة: "يحبهم أهل السماء وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا"، وكذا أورد لفظ الترجمة بلا سند عن أنس بزيادة: "وإنما العالم من عمل بعلمه".
قلنا: شريك سيئ الحفظ.
(٢) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف تكلمنا عليه في سابقه.
وأخرجه الخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (٥) من طريق عبد الوهاب ابن الضحاك، و (٦) من طريق غسان بن الربيع كلاهما، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد.
وأخرجه الدارمي (٣٤٢) ، وأبو داود (٣٦٤١) ، وابن ماجه (٢٢٣) ، والبزار = (١٣٦ - كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٩٨٢) ، وابن حبان (٨٨) ، والطبراني في "الشاميين" (١٢٣١) ، والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (٤) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ١/٣٤-٣٦ من طرق عن عاصم بن رجاء، به، ورواية البزار مختصرة بلفظ "العلماء خلفاء الأنبياء".
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" ٢/٣٨٧-٣٨٨ من طريق عبد الله بن داود، عن عاصم بن رجاء، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فجعل كثير بن قيس صحابيا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ.
وأخرجه ابن عبد البر ١/٣٧ من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عمن حدثه، عن كثير بن قيس، به.
وأخرجه ابن عبد البر ١/٣٧ من طريق ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن كثير بن قيس، عن يزيد بن سمرة، عن أبي الدرداء.
وأخرجه ابن عبد البر ١/٣٣-٣٤ من طريق غسان بن الربيع، عن إسماعيل ابن عياش، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن جميل بن قيس.
وقال: إسناده فاسد، فيه إسقاط رجل وتصحيف آخر.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "بدمشق": بكسر دال وفتح ميم - .
"قال: فإني سمعت": يحتمل أن هذا الحديث هو الحديث المطلوب للرجل، أو غيره، ذكره تبشيرا له، وترغيبا في مثل ما فعل.
"سلك الله به": يحتمل أن الباء للتعدية، وضمير "به" إلى "من" أي جعله الله تعالى سالكا طريقا إلى الجنة، ويحتمل أن سلك بمعنى: سهل، والباء للسببية، والضمير للعلم، والعائد إلى "من " محذوف؛ أي: سهل الله له بسبب العلم، وهو إما كناية عن التوفيق للخيرات في الدنيا، أو عن إدخال الجنة بلا تعب في الآخرة.
"وإن الملائكة.
.
.
إلخ": جملة معطوفة على الجملة الشرطية، وكذا الجمل بعدها.
"لتضع أجنحتها": يحتمل أن يكون على حقيقته، وإن لم تشاهد؛ أي: تضعها لتكون وطاء له إذا مشى، أو تكف أجنحتها عن الطيران، وتنزل لسماع العلم، وأن يكون مجازا عن التواضع؛ تعظيما لحقه، وتوقيرا للعلم .
"رضا": مفعول له، وليس فعلا لفاعل المعلل، فتقدر مضافا ؛ أي: إرادة رضا.
"ليستغفر للعالم": أداء لحقه، ومجازاة على حسن صنيعه؛ بإلهام من الله تعالى إياهم ذلك، وذلك لعموم نفع العلم؛ فإن مصالح كل شيء ومنافعه منوطة به.
"والحيتان": جمع حوت.
"كفضل القمر": فإن كمال العلم كمال تتعدى آثاره إلى الغير، وكمال العبادة غير متعد، فشابه الأول بنور القمر، والثاني بنور سائر الكواكب، والمراد بالعالم: من غلب عليه الاشتغال بالعلم، مع اشتغاله بالأعمال الضرورية، وبالعابد: من غلب عليه العبادة مع اطلاعه على العلم الضروري، وأما غيرهما، فبمعزل عن الفضل.
"لم يورثوا": من التوريث.
"بحظ": نصيب.
"وافر": تام كثير، وقد جاء عن زكريا بن يحيى الساجي، قال: كنا نمشي في بعض أزقة البصرة إلى دار بعض المحدثين، فأسرعنا المشي، وكان معنا رجل متهم في دينه، فقال: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها؛ كالمستهزئ، فما زال عن موضعه حتى جفت رجلاه وسقط.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَنَا عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَهُوَ بِدِمَشْقَ فَقَالَ مَا أَقْدَمَكَ أَيْ أَخِي قَالَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَمَا قَدِمْتَ لِتِجَارَةٍ قَالَ لَا قَالَ أَمَا قَدِمْتَ لِحَاجَةٍ قَالَ لَا قَالَ مَا قَدِمْتَ إِلَّا فِي طَلَبِ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ لَمْ يَرِثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَإِنَّمَا وَرِثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ الْمَدِينَةِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ
عن عطاء بن السائب، قال: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي، يحدث أن رجلا أمرته أمه أو أبوه أو كلاهما، قال: شعبة يقول ذلك، أن يطلق امرأته، فجعل عليه مائة محرر،...
عن عطاء بن السائب قال: سمعت أبا إسحاق، يحدث أنه سمع أبا حبيبة، قال: أوصى رجل بدنانير في سبيل الله، فسئل أبو الدرداء، فحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم...
عن أبي حبيبة الطائي، قال: أوصى إلي أخي بطائفة من ماله، قال: فلقيت أبا الدرداء، فقلت: إن أخي أوصاني بطائفة من ماله، فأين أضعه، في الفقراء، أو في المجاه...
عن أبي الدرداء، أن رجلا قال: يا رسول الله، أفي كل صلاة قراءة قال: " نعم " فقال رجل من الأنصار: وجبت هذه
عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان، يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين: يا أيها الناس هل...
عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله فرغ إلى كل عبد من خلقه من خمس: من أجله وعمله ومضجعه وأثره ورزقه "
عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " فرغ الله إلى كل عبد من خمس: من أجله ورزقه وأثره وشقي أم سعيد "
عن عبد الرحمن بن غنم، أنه زار أبا الدرداء بحمص، فمكث عنده ليالي، فأمر بحماره فأوكف، فقال أبو الدرداء: ما أراني إلا متبعك.<br> فأمر بحماره، فأسرج، فسار...
عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فسطاط المسلمين يوم الملحمة الغوطة، إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق "