22902-
عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، قال عفان: وسبحان الله والله أكبر، ولا إله إلا الله والله أكبر تملآن ما بين السماء ، وقال عفان: ما بين السماوات، والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة عليك أو لك.
كل الناس يغدو، فبائع نفسه فموبقها أو معتقها "
حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع، فإن أبا سلام -وهو ممطور الحبشي- لم يسمع من أبي مالك الأشعري، وبينهما في هذا الحديث عبد الرحمن بن غنم كما سيأتي، وهو ثقة.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١/٦ و١١/٤٥، وأبو عوانة (٦٠٠) ، وابن منده في "الإيمان" (٢١١) ، والبيهقي في "السنن" ١/٤٢، وفي "الاعتقاد" ص ١٧٦ من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد - وبعضهم يرويه مختصرا.
وسيأتي عن عفان أيضا برقم (٢٢٩٠٨) .
وأخرجه كذلك الدارمي (٦٥٣) ، ومسلم (٢٢٣) ، والترمذي (٣٥١٧) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (١٦٨) ، وأبو عوانة (٦٠٠) ، والطبراني في "الكبير" (٣٤٢٣) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٤٣٥) و (٤٣٦) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (١٦١٩) ، والبيهقي في "السنن" ١/٤٢، والبغوي (١٤٨) من طرق عن أبان بن يزيد، به.
قال النووي في "شرح مسلم" ٣/٩٩: هذا الإسناد مما تكلم فيه الدارقطني وغيره، فقالوا: سقط فيه رجل بين أبي سلام وأبي مالك والساقط عبد الرحمن بن غنم، وقالوا: والدليل على سقوطه أن معاوية بن سلام رواه عن أخيه زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، وهكذا = أخرجه النسائي وابن ماجه وغيرهما، ويمكن أن يجاب لمسلم عن هذا بأن الظاهر من حال مسلم أنه علم سماع أبي سلام لهذا الحديث من أبي مالك فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك وسمعه أيضا من عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك، فرواه مرة عنه ومرة عن عبد الرحمن، وكيف كان فالمتن صحيح لا مطعن فيه، والله أعلم.
قلنا: قوله "فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك" خطأ، فإن أبا مالك توفي في طاعون عمواس سنة ١٨هـ، والمحققون من أهل الجرح والتعديل على أن أبا سلام لم يدركه.
وأخرجه ابن ماجه (٢٨٠) ، والنسائي في "المجتبى" ٥/٥-٦، وفي "عمل اليوم والليلة" (١٦٩) ، وأبو عوانة (٦٠١) ، وابن حبان (٨٤٤) ، والطبراني في "الكبير" (٣٤٢٤) ، وفي "الشاميين" (٢٨٧٤) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٤٣٧) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، عن أبي مالك - ورواية بعضهم مختصرة.
وسيأتي برقم (٢٢٩٠٩) من طريق يحيى بن ميمون العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعبد الرحمن الأشعري هذا: هو ابن غنم، فتكون رواية يحيى بن ميمون مرسلة، فإن عبد الرحمن بن غنم لم يثبت له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم، والمحفوظ فيه: عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري كما هي رواية معاوية بن سلام.
وفي الباب عن رجل من بني سليم، سلف برقم (١٨٢٨٧) ، وانظر تتمة شواهده هناك.
وانظر شرح الحديث عند النووي في "شرحه" على صحيح مسلم ٣/٩٩-١٠٢، و"جامع العلوم والحكم" ٢/٥-٣١.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "الطهور شطر الإيمان": الطهور - بالضم -: الطهارة، والشطر: النصف، قيل في توجيهه: إن الإيمان يطهر نجاسة الباطن، والوضوء يطهر نجاسة الظاهر، وهذا يقتضي أن يكون الوضوء مثل الإيمان وعديله، لا نصفه، وقد ذكروا وجوها أخر، غالبها لا يخلو عن إشكال.
والأقرب أن المراد بالطهور: تخلية الباطن عن عقائد الكفر، والإيمان لا يتم إلا بمجموع هذه التخلية، مع تحلية الباطن بعقائد الإسلام، فصار الطهور بمعنى التخلية شطرا، والتخلية شطرا من الإيمان.
ويحتمل أن المراد بالإيمان: الصلاة؛ كما في قوله تعالى: وما كان الله ليضيع إيمانكم [البقرة: 143] والكلام على تقدير المضاف، أي: إسباغ الوضوء شطر إسباغ الصلاة، ويؤيده رواية النسائي: "إسباغ الوضوء شطر الإيمان "، وتوضيحه: أن إكمال الصلاة بإكمال شرائطها الخارجة عنها، وأركانها الداخلة فيها، وأعظم الشرائط الوضوء، فجعل إكماله نصف إكمال الصلاة.
ويحتمل أن المراد: الترغيب في الوضوء، وتعظيم ثوابه، حتى كأنه بلغ إلى نصف ثواب الإيمان، وهذا الوجه الأخير يقتضي أن يقال: هو مثل نصف الإيمان، لا أنه نصف الإيمان، إلا أن يحمل على التشبيه البليغ.
"تملأ الميزان": ظاهره أن الأعمال تتجسد عند الوزن، ولعل الأعمال الصالحة تصير أجساما لطيفة نورانية لا تزاحم بعضها ولا غيرها؛ كما هو المشاهد في الأنوار؛ إذ يمكن أنه يسرج ألف سراج في بيت واحد، مع أنه يمتلئ نورا من واحد من تلك السرج، لكن لكونه لا يزاحم، يجتمع معه نور الثاني والثالث، ثم لا يمنع امتلاء البيت من النور جلوس القاعدين فيه؛ لعدم المزاحمة، فلا يرد أنه كيف يتصور ذلك مع كثرة التسبيحات والتقديسات، مع أنه يلزم من وجود واحد ألا يبقى مكان لشخص من أهل المحشر، ولا لعمل آخر متجسد مثل تجسد التسبيح وغيره.
"تملآن": بالتثنية -، وظاهرها أن الواو بين الكلمتين الأوليين والأخريين بمعنى "أو" للشك.
"نور": لعل لها تأثيرا في تنوير القلوب وانشراح الصدور.
"برهان": دليل على صدق صاحبها في دعوى الإيمان؛ إذ الإقدام على بذل المال خالصا لله تعالى لا يكون إلا من صادق في إيمانه.
"ضياء": أي: نور قوي؛ فقد قال تعالى: هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا [يونس: 5] ولعل المراد بالصبر: الصوم، وهو لكونه قهرا على النفس، قامعا لشهواتها، له تأثير عادة في تنوير القلب بأتم وجه.
"عليك": إن قرأته بلا عمل به.
"أو لك": إن عملت به.
"يغدو": يصبح.
"فبائع نفسه": من الرحمن، أو الشيطان.
"فموبقها": مهلكها على الثاني.
"ومعتقها": من النار على الأول، والله تعالى أعلم.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنِي أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ قَالَ عَفَّانُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ قَالَ عَفَّانُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَقَالَ عَفَّانُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ عَلَيْكَ أَوْ لَكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقُهَا أَوْ مُعْتِقُهَا
عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربع من الجاهلية لا يتركن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم والنيا...
عن أبي سلام قال: قال أبو مالك: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن في أمتي أربعا من أمر الجاهلية ليسوا بتاركيهن: الفخر بالأحساب، والاستسقاء بالن...
عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألا...
عن شهر بن حوشب، حدثنا عبد الرحمن بن غنم، أن أبا مالك الأشعري جمع قومه فقال: " يا معشر الأشعريين اجتمعوا واجمعوا نساءكم، وأبناءكم أعلمكم صلاة النبي صلى...
عن أبي مالك عبيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغه دعا له: " اللهم صل على عبيد أبي مالك، واجعله فوق كثير من الناس "
عن أبي مالك الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله والله أكبر تملأ م...
، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: أراه أبا مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وأنا آمرك...
عن أبي مالك الأشعري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنه كان يسوي بين الأربع ركعات في القراءة والقيام، ويجعل الركعة الأولى هي أطولهن لكي يثوب الناس...
عن أبي مالك الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أربع في أمتي من الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالن...