22942-
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل يقال له ماعز بن مالك فقال: يا نبي الله، إني قد زنيت وأنا أريد أن تطهرني.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ارجع ".
فلما كان من الغد أتاه أيضا فاعترف عنده بالزنا.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ارجع ".
ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومه فسألهم عنه فقال لهم: " ما تعلمون من ماعز بن مالك الأسلمي هل ترون به بأسا أو تنكرون من عقله شيئا؟ " قالوا: يا نبي الله، ما نرى به بأسا، وما ننكر من عقله شيئا.
ثم عاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم: الثالثة فاعترف عنده بالزنا أيضا.
فقال: يا نبي الله طهرني، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومه أيضا فسألهم عنه، فقالوا له كما قالوا له المرة الأولى: ما نرى به بأسا، وما ننكر من عقله شيئا.
ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرابعة أيضا، فاعترف عنده بالزنا، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فحفر له حفرة فجعل فيها إلى صدره، ثم أمر الناس أن يرجموه وقال بريدة: كنا نتحدث أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيننا أن: ماعز بن مالك لو جلس في رحله بعد اعترافه ثلاث مرار لم يطلبه، وإنما رجمه عند الرابعة
حديث صحيح وقول بريدة الذي في آخر الحديث تفرد به بشير بن المهاجر الغنوي، وهو مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، لكن يعتبر حديثه في المتابعات والشواهد، وقد روى له مسلم هذا الحديث الواحد متابعة.
أبو نعيم: هو الفضل بن دكين.
وأخرجه الدارمي (٢٣٢٠) ، والنسائي في "الكبرى" (٧٢٠٢) ، وأبو عوانة (٦٢٩٤) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٣/١٤٣-١٤٤، وأبو نعيم الأصبهاني في "تسمية من انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين" (٦٥) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد.
ورواية الدارمي مختصرة، ولم يسق أبو نعيم الأصبهاني لفظه بتمامه.
= وأخرجه مسلم (١٦٩٥) (٢٣) ، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" ١١/١٢٨، وأخرجه أبو داود (٤٤٣٤) ، والنسائي في "الكبرى" (٧١٦٧) ، وأبو عوانة (٦٢٩٣) و (٦٢٩٤) ، والحاكم ٤/٣٦٢، والبيهقي ٨/٢٢١ من طرق عن بشير بن المهاجر، به.
ولم يذكروا جميعا خلا أبي داود قول بريدة آخر الحديث، واقتصر عليه أبو داود، فقال: قال بريدة: كنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتحدث أن الغامدية وماعز بن مالك لو رجعا بعد اعترافهما -أو قال: لو لم يرجعا بعد
اعترافهما-، لم يطلبهما، وإنما رجمهما عند الرابعة.
ولم يسق ابن حزم لفظه بتمامه، وذكر مسلم والبيهقي فيه قصة رجم الغامدية.
وستأتي في "المسند" مفردة من هذا الطريق نفسه برقم (٢٢٩٤٩) .
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٤/٣٢٥، ومسلم (١٦٩٥) (٢٢) ، وأبو داود (٤٤٣٣) ، والبزار (١٥٦٤ - كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (٧١٦٣) ، وأبو عوانة (٦٢٩٢) و (٦٤٦٦) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (٢١٧٣) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٤٣٢) و (٤٣٧) ، والطبراني في "الأوسط" (٤٨٤٠) ، والدارقطني ٣/٩١-٩٢، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (١٢٣٧) ، والبيهقي ٦/٨٣ و٨/٢١٤ و٢٢٦، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (٢٥٨٧) من طرق عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن بريدة الأسلمي، بنحوه، مطولا ومختصرا.
ولفظ المطول: قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، طهرني.
فقال: "ويحك ارجع، فاستغفر الله وتب إليه" قال: فرجع غير بعيد، ثم جاء، فقال: يا رسول الله، طهرني.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، حتى إذا كانت الرابعة، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيم أطهرك؟ "، فقال: من الزنى، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم "أبه جنون" فأخبر أنه ليس بمجنون، فقال: "أشرب خمرا؟ " فقام رجل، فاستنكهه، فلم يجد منه ريح خمر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أزنيت؟ " فقال: نعم: فأمر به، فرجم.
فكان الناس فيه فرقتين: قائل يقول: لقد هلك، لقد أحاطت به خطيئته.
وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز: أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده، ثم قال: = اقتلني بالحجارة.
قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم
جلوس، فسلم، ثم جلس، فقال: "استغفروا لماعز بن مالك".
قال: فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم".
وذكر بعضهم فيه قصة رجم الغامدية، وستأتي مفردة عند المصنف برقم (٢٢٩٤٩) .
وقوله: "أشرب خمرا؟ " فقام رجل، فاستنكهه، فلم يجد منه ريح خمر.
قال البزار: لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا في حديث يحيى بن يعلى، أي: عن أبيه، عن غيلان بن جامع، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه.
ولفظ الطحاوي في الموضع الأول: جاء ماعز الأسلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس، فأقر بالزنى، فرده أربع مرات، ثم أمر برجمه، فأقاموه في مكان قليل الحجارة، فلما أصابته الحجارة، جزع، فخرج يشتد حتى أتى الحرة، فثبت لهم فيها فرموه بجلاميدها حتى سكت، فقالوا: يا رسول الله، ماعز حين أصابته الحجارة جزع، فخرج يشتد.
فقال: "هلا خليتم سبيله".
وقصة رجم ماعز بن مالك الأسلمي رواها غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انظر أحاديثهم عند حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (١٠٩٨٨) .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْجِعْ فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ أَتَاهُ أَيْضًا فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْجِعْ ثُمَّ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِهِ فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ فَقَالَ لَهُمْ مَا تَعْلَمُونَ مِنْ مَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيِّ هَلْ تَرَوْنَ بِهِ بَأْسًا أَوْ تُنْكِرُونَ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئَا قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا نَرَى بِهِ بَأْسًا وَمَا نُنْكِرُ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا ثُمَّ عَادَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّالِثَةَ فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَا أَيْضًا فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ طَهِّرْنِي فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِهِ أَيْضًا فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ فَقَالُوا لَهُ كَمَا قَالُوا لَهُ الْمَرَّةَ الْأُولَى مَا نَرَى بِهِ بَأْسًا وَمَا نُنْكِرُ مِنْ عَقْلِهِ شَيْئًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّابِعَةَ أَيْضًا فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ بِالزِّنَا فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَفَرْنَا لَهُ حُفْرَةً فَجُعِلَ فِيهَا إِلَى صَدْرِهِ ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَرْجُمُوهُ وَقَالَ بُرَيْدَةُ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَنَا أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ لَوْ جَلَسَ فِي رَحْلِهِ بَعْدَ اعْتِرَافِهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ لَمْ يَطْلُبْهُ وَإِنَّمَا رَجَمَهُ عِنْدَ الرَّابِعَةِ
عن ابن بريدة، عن أبيه قال: دخل على معاوية فإذا رجل يتكلم فقال بريدة: يا معاوية، تأذن لي في الكلام.<br> فقال: نعم، وهو يرى أنه سيتكلم بمثل ما قال الآخر...
عن ابن بريدة، عن أبيه قال: توفي رجل من الأزد فلم يدع وارثا.<br> فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " التمسوا له وارثا.<br> التمسوا له ذا رحم ".<br> قا...
عن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ي...
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتطير من شيء، ولكنه كان إذا أراد أن يأتي أرضا سأل عن اسمها، فإن كان حسنا رئ...
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " بعثت أنا والساعة جميعا، إن كادت لتسبقني "
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: خرج إلينا النبي صلى الله عليه وسلم يوما فنادى ثلاث مرار فقال: " أيها الناس تدرون ما مثلي ومثلكم؟ " قالوا: الله ورسو...
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءته امرأة من غامد فقالت: يا نبي الله، إني قد زنيت، وأنا أريد أن تطهرني.<...
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: " تعلموا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا يستطيعها...
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أمتي يسوقها قوم عراض الوجوه ، ص...