23334- عن محمد بن كعب القرظي قال: قال فتى منا من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان: يا أبا عبد الله، رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه؟ قال: نعم يا ابن أخي، قال: فكيف كنتم تصنعون؟ قال: والله لقد كنا نجهد، قال: والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض، ولجعلناه على أعناقنا، قال: فقال حذيفة: يا ابن أخي، والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل هويا، ثم التفت إلينا فقال: " من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم يشرط له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يرجع أدخله الله الجنة "، فما قام رجل، ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويا من الليل، ثم التفت إلينا فقال: " من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم، ثم يرجع يشرط له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة، أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة "، فما قام رجل من القوم مع شدة الخوف، وشدة الجوع، وشدة البرد، فلما لم يقم أحد دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني، فقال: " يا حذيفة، فاذهب فادخل في القوم فانظر ما يفعلون، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا "، قال: فذهبت فدخلت في القوم، والريح وجنود الله تفعل ما تفعل لا تقر لهم قدرا، ولا نارا ولا بناء، فقام أبو سفيان بن حرب فقال: يا معشر قريش، لينظر امرؤ من جليسه، فقال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي إلى جنبي، فقلت: من أنت؟ قال: أنا فلان بن فلان، ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من هذه الريح ما ترون، والله ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فإني مرتحل، ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه، ثم ضربه فوثب على ثلاث، فما أطلق عقاله إلا وهو قائم، ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحدث شيئا حتى تأتيني، ثم شئت لقتلته بسهم، قال حذيفة: ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي في مرط لبعض نسائه مرحل، فلما رآني أدخلني إلى رحله، وطرح علي طرف المرط، ثم ركع وسجد وإنه لفيه، فلما سلم أخبرته الخبر، وسمعت غطفان بما فعلت قريش، فانشمروا إلى بلادهم
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لولا إرساله، فإن محمد بن كعب القرظي لم يدرك حذيفة، وقد روي هذا الحديث من طرق أخرى تقويه.
يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ويزيد بن زياد: هو المدني مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي.
وهو في "السيرة" لابن هشام ٣/٢٤٢-٢٤٤ عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
= وأخرجه بنحوه أخصر مما هنا مسلم (١٧٨٨) ، وأبو عوانة (٦٨٣٩) و (٦٨٤٠) و (٦٨٤١) ، وابن حبان (٧١٢٥) ، وأبو نعيم في "الحلية" ١/٣٥٤، وفي "الدلائل" (٤٣٢) ، والبيهقي في "السنن" ٩/١٤٨-١٤٩، وفي "الدلائل" ٣/٤٤٩-٤٥٠ من طريق إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن حذيفة.
وأخرجه البزار (١٨٠٩ - كشف الاستار) ، والحاكم ٣/٣١، والبيهقي في "الدلائل" ٣/٤٥٠-٤٥١ من طريق موسى بن أبي المختار، عن بلال بن يحيى العبسي، عن حذيفة.
وأخرجه مطولا أبو عوانة (٦٨٤٢) ، والبيهقي في "الدلائل" ٣/٤٥١-٤٥٢ من طريق محمد بن عبيد الحنفي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، عن حذيفة، وأخرجه بنحوه البيهقي في "الدلائل" ٣/٤٥٤-٤٥٥ من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، أن رجلا قال لحذيفة.
وبعضهم يختصره، وعند بعضهم ما ليس عند الآخر.
قال السندي: قوله: "هويا من الليل" بفتح الهاء أو ضمها، وكسر الواو وتشديد الياء، قيل: قطعة من الليل، وقيل: الزمان الطويل.
"ولا تحدثن" من الإحداث، أي: لا تفعلن شيئا.
"والريح وجنود الله تفعل ما تفعل" إشارة إلى قوله تعالى: (فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها) [الأحزاب: ٩] .
"فأخذت بيد الرجل الذي إلى جنبي" أي: قبل أن ينظر أحد إلي فينكرني، وفيه إيهام بأنه منهم.
"بدار مقام" بضم الميم، أي: بدار تصلح للإقامة.
"مرحل" بتشديد الحاء المهملة المفتوحة، أي: نقش فيه تصاوير الرحال.
قال ابن الأثير: وتجمع على المراحل.
"فانشمروا" أي: أسرعوا.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "وصحبتموه": من صحب؛ كسمع.
"نجهد": أي: نفعل بقدر الطاقة، أو هو - على بناء المفعول - من جهد الرجل، فهو مجهود: إذا وجد مشقة، أي: كنا نجد المشقة علينا والتعب من الأعمال الشاقة.
"هويا من الليل": - بفتح الهاء أو ضمها، وكسر الواو وتشديد الياء -، قيل: قطعة من الليل، وقيل: الزمان الطويل، وهو عام أو مختص بالليل.
"ما فعل": على بناء الفاعل -؛ أي: ما جرى لهم.
"ولا تحدثن": من الإحداث؛ أي: لا تفعلن شيئا، لا من التحديث، وإلا لما امتنع من القتل كما سيجيء.
والريح وجنود الله": إشارة إلى ما ذكره الله تعالى بقوله: فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها [الأحزاب: 9].
"لينظر امرؤ": أي: كل امرئ؛ من عموم النكرة في الإثبات، كأنه خاف اختلاط المسلمين بهم.
"فأخذت بيد الرجل": أي: قبل أن ينظر أحد إلي فينكرني، وفيه إيهام بأنه منهم.
"بدار مقام": - بضم الميم - أي: بدار تصلح للإقامة.
"ثم شئت": عطف على النفي في "لولا عهد" تحت لو؛ أي: لو انتفى العهد، ثم شئت.
"مرحل": - بتشديد الحاء المهملة المفتوحة - أي: نقش فيه تصاوير الرحال، وروي بالجيم، أي: صور الرجال، والصواب الأول.
"وانشمروا": أي: أسرعوا.
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ قَالَ فَتًى مِنَّا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ رَأَيْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحِبْتُمُوهُ قَالَ نَعَمْ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ قَالَ وَاللَّهِ لَقَدْ كُنَّا نَجْهَدُ قَالَ وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْنَاهُ مَا تَرَكْنَاهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَلَجَعَلْنَاهُ عَلَى أَعْنَاقِنَا قَالَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَنْدَقِ وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اللَّيْلِ هَوِيًّا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ مَنْ رَجُلٌ يَقُومُ فَيَنْظُرَ لَنَا مَا فَعَلَ الْقَوْمُ يَشْتَرِطُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَرْجِعُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَمَا قَامَ رَجُلٌ ثُمَّ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَوِيًّا مِنْ اللَّيْلِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ مَنْ رَجُلٌ يَقُومُ فَيَنْظُرَ لَنَا مَا فَعَلَ الْقَوْمُ ثُمَّ يَرْجِعُ يَشْرِطُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجْعَةَ أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ فَمَا قَامَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ مَعَ شِدَّةِ الْخَوْفِ وَشِدَّةِ الْجُوعِ وَشِدَّةِ الْبَرْدِ فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَكُنْ لِي بُدٌّ مِنْ الْقِيَامِ حِينَ دَعَانِي فَقَالَ يَا حُذَيْفَةُ فَاذْهَبْ فَادْخُلْ فِي الْقَوْمِ فَانْظُرْ مَا يَفْعَلُونَ وَلَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنَا قَالَ فَذَهَبْتُ فَدَخَلْتُ فِي الْقَوْمِ وَالرِّيحُ وَجُنُودُ اللَّهِ تَفْعَلُ مَا تَفْعَلُ لَا تَقِرُّ لَهُمْ قِدْرٌ وَلَا نَارٌ وَلَا بِنَاءٌ فَقَامَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لِيَنْظُرْ امْرُؤٌ مَنْ جَلِيسُهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ فَأَخَذْتُ بِيَدِ الرَّجُلِ الَّذِي إِلَى جَنْبِي فَقُلْتُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمْ وَاللَّهِ مَا أَصْبَحْتُمْ بِدَارِ مُقَامٍ لَقَدْ هَلَكَ الْكُرَاعُ وَأَخْلَفَتْنَا بَنُو قُرَيْظَةَ بَلَغَنَا مِنْهُمْ الَّذِي نَكْرَهُ وَلَقِينَا مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ مَا تَرَوْنَ وَاللَّهِ مَا تَطْمَئِنُّ لَنَا قِدْرٌ وَلَا تَقُومُ لَنَا نَارٌ وَلَا يَسْتَمْسِكُ لَنَا بِنَاءٌ فَارْتَحِلُوا فَإِنِّي مُرْتَحِلٌ ثُمَّ قَامَ إِلَى جَمَلِهِ وَهُوَ مَعْقُولٌ فَجَلَسَ عَلَيْهِ ثُمَّ ضَرَبَهُ فَوَثَبَ عَلَى ثَلَاثٍ فَمَا أَطْلَقَ عِقَالَهُ إِلَّا وَهُوَ قَائِمٌ وَلَوْلَا عَهْدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي وَلَوْ شِئْتُ لَقَتَلْتُهُ بِسَهْمٍ قَالَ حُذَيْفَةُ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي مِرْطٍ لِبَعْضِ نِسَائِهِ مُرَحَّلٍ فَلَمَّا رَآنِي أَدْخَلَنِي إِلَى رَحْلِهِ وَطَرَحَ عَلَيَّ طَرَفَ الْمِرْطِ ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ وَإِنَّهُ لَفِيهِ فَلَمَّا سَلَّمَ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ وَسَمِعَتْ غَطَفَانُ بِمَا فَعَلَتْ قُرَيْشٌ وَانْشَمَرُوا إِلَى بِلَادِهِمْ
عن ربعي بن حراش قال: كنت في جنازة حذيفة فقال رجل من القوم: سمعت هذا يقول ـ يعني حذيفة ـ يقول: ما بي بأس فيما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: " و...
عن ابن هبيرة، أنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول: أخبرني سعيد، أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فلم يخرج حتى ظننا...
عن حذيفة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا فرطكم على الحوض، أنظركم ليرفع لي رجال منكم حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول: رب أصحابي أصحابي،...
عن حذيفة بن اليمان أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأنا أعلم بما مع الدجال منه، إن معه نارا تحرق ـ وقال حسين مرة: تحرق ـ ونهر ماء بارد،...
عن حذيفة قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت في المنام أني لقيت بعض أهل الكتاب، فقال: نعم القوم أنتم، لولا أنكم تقولون ما شاء الله وش...
عن حذيفة قال: كان في لساني ذرب على أهلي لم أعده إلى غيره، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال: " أين أنت من الاستغفار يا حذيفة، إني لأستغفر الله ك...
عن شقيق قال: قال حذيفة: " إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود، من حين يخرج إلى أن يرجع لا أدري ما يصنع في بيته "...
عن شقيق قال: كنت قاعدا مع حذيفة فأقبل عبد الله بن مسعود، فقال حذيفة: " إن أشبه الناس هديا ودلا برسول الله صلى الله عليه وسلم من حين يخرج من بيته، حتى...
عن حذيفة، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بالبراق، وهو دابة أبيض طويل، يضع حافره عند منتهى طرفه "، قال: " فلم يزايل ظهره هو وجبريل حتى أتيا بيت...