3225- عن جابر قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم «نهى أن يقعد على القبر، وأن يقصص ويبنى عليه»(1) 3226-عن جابر، بهذا الحديث، قال أبو داود: قال عثمان: أو يزاد عليه، وزاد سليمان بن موسى: أو أن يكتب عليه، ولم يذكر مسدد في حديثه: أو يزاد عليه، قال أبو داود: «خفي علي من حديث مسدد حرف وأن» (2)
(١) إسناده صحيح، وقد صرح بالسماع كل من ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- وأبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي- فانتفت شبهة تدليسهما.
وهو في "مصنف عبد الرزاق" (٦٤٨٨)، ومن طريقه أخرجه مسلم (٩٧٠).
وأخرجه مسلم (٩٧٠)، والنسائي (٢٥٢٨) من طريق حجاج بن محمد المصيصي، والترمذي (١٠٧٤) من طريق محمد بن ربيعة الكلابي، كلاهما عن ابن جريج، به.
زاد محمد بن ربيعة في روايته: وأن يكتب عليها.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وكذلك رواه بهذه الزيادة الحاكم ١/ ٣٧٠ من طريق حفص بن غياث وأبي معاوية، كلاهما عن ابن جريج، وصححه، لكنه قال: الكتابة لفظة صحيحة غريبة، وليس العمل عليها، فإن أئمة المسلمين من الشرق إلى الغرب مكتوب على قبورهم، وهو عمل أخذ به الخلف عن السلف.
فتعقبه الذهبي في "تلخيصه" بقوله: ما قلت طائلا، ولا نعلم صحابيا فعل ذلك، وإنما هو شيء أحدثه بعض التابعين فمن بعدهم، ولم يبلغهم النهي.
قلنا: وأخرج الحديث بهذه الزيادة أيضا الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/ ٥١٥ و ٥١٦ من طريق حفص بن غياث وأبي معاوية كذلك، عن ابن جريج، وابن حبان (٣١٦٤) من طريق أبي معاوية.
وأخرجه مسلم (٩٧٠)، والنسائي (٢٠٢٩) من طريق أيوب السختياني، عن أبي الزبير، عن جابر قال: نهي عن تقصيص القبور.
هذا لفظ مسلم، ولفظ النسائي: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن تجصيص القبور.
قلنا: والتقصيص والتجصيص بمعنى.
وهو في "مسند أحمد" (١٤١٤٨)، و"صحيح ابن حبان" (٣١٦٢ - ٣١٦٥).
وانظر ما بعده.
قال النووي في "المجموع" ٥/ ٢٩٨: قال الشافعي والأصحاب: يكره أن يجصص القبر وأن يكتب عليه اسم صاحبه أو غير ذلك، وأن يبنى عليه، وهذا لا خلاف فيه عندنا، وبه قال مالك وأحمد وداود وجماهير العلماء، وقال أبو حنيفة: لا يكره.
قلنا: لكن نقل الطحاوي في "حاشيته" على "مراقي الفلاح" عن صاحب "البحر" قوله: الحديث المتقدم يمنع الكتابة، فليكن هو المعول عليه، وقال إبراهيم الحلبي في "غنية المتملي في شرح منية المصلي" ص ٥٩٩: وكره أبو يوسف الكتابة أيضا.
والتقصيص: قال في "اللسان": والقص: الجص، لغة حجازية، وقيل: الحجارة من الجص، وقد قصص داره جصصها.
ومدينة مقصصة: مطلية بالقص، وكذلك قبر مقصص .
والتقصيص: هو التجصيص.
(٢) هذا الحديث له إسنادان: فالأول: عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، وهذا إسناد صحيح صرح فيه كل من ابن جريج وأبي الزبير بالسماع في الإسناد السابق عند المصنف، والثاني: عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن جابر، وهو منقطع؟ لأن سليمان بن موسى -وهو الأشدق- لم يسمع من جابر، وابن جريج لم يصرح بسماعه من سليمان، ولكن الزيادة التي زادها في حديثه متابع عليها كما بيناه في الحديث السابق.
وأخرجه بالإسناد الأول: مسلم (٩٧٠)، والنسائي (٢٠٢٧) من طريق حفص بن غياث، به.
وهو في "صحيح ابن حبان" (٣١٦٣) مختصرا بالنهي عن البناء على القبر.
وأخرجه بالإسناد الثاني: ابن ماجه (١٥٦٣)، والنسائي (٢٠٢٧) من طريق حفص بن غياث، به.
واقتصر ابن ماجه على النهي عن الكتابة.
وهو في "مسند أحمد" (١٤١٤٩) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٧٦٩٩) من طريق قيس بن الربيع، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن عطاء، عن جابر.
وقيل بن الربيع ضعيف يعتبر به، وقد خالف في إسناده حفص بن غياث ومحمد بن بكر وهما ثقتان.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( نَهَى أَنْ يُقْعَد عَلَى الْقَبْر ) : بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ قِيلَ لِلتَّغَوُّطِ وَالْحَدَث , وَقِيلَ لِلْإِحْدَادِ وَهُوَ أَنْ يُلَازِم الْقَبْر وَلَا يَرْجِع عَنْهُ.
وَقِيلَ مُطْلَقًا لِأَنَّ فِيهِ اِسْتِخْفَافًا بِحَقِّ أَخِيهِ الْمُسْلِم.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : الْمُرَاد مِنْ الْقُعُود الْجُلُوس كَمَا هُوَ الظَّاهِر , وَقَدْ نَهَى عَنْهُ لِمَا فِيهِ مِنْ الِاسْتِخْفَاف.
قَالَهُ الْقَارِي.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : نَهْيه عَلَيْهِ السَّلَام عَنْ الْقُعُود عَلَى الْقَبْر يُتَأَوَّل عَلَى وَجْهَيْنِ أَحَدهمَا أَنْ يَكُون ذَلِكَ فِي الْقُعُود لِلْحَدَثِ , وَالْوَجْه الْآخَر كَرَاهِيَة أَنْ يَطَأ الْقَبْر بِشَيْءٍ مِنْ بَدَنه , وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا قَدْ اِتَّكَأَ عَلَى قَبْر فَقَالَ لَهُ لَا تُؤْذِ صَاحِب الْقَبْر ( وَأَنْ يُقَصَّص ) : بِالْقَافِ وَصَادَيْنِ مُهْمَلَتَيْنِ أَيْ يُجَصَّص , وَالْقَصَّة بِفَتْحِ الْقَاف وَتَشْدِيد الصَّاد هِيَ الْجِصّ ( وَيُبْنَى عَلَيْهِ ) : فِي هَذَا الْحَدِيث كَرَاهِيَة تَجْصِيص الْقُبُور وَكَرَاهِيَة الْقُعُود عَلَيْهَا وَالْبِنَاء عَلَيْهَا.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ , وَلَيْسَ فِي صَحِيح مُسْلِم ذِكْرُ الزِّيَادَة وَالْكِتَابَة , وَفِي حَدِيث التِّرْمِذِيّ " وَأَنْ يُكْتَب عَلَيْهَا " وَقَالَ حَسَن صَحِيح , وَفِي حَدِيث النَّسَائِيِّ " أَوْ يُزَاد عَلَيْهِ ".
( عَنْ سُلَيْمَان بْن مُوسَى ) : وَهُوَ الْأَشْدَق قَالَهُ الْمُنْذِرِيُّ ( قَالَ عُثْمَان أَوْ يُزَاد عَلَيْهِ ) : بَوَّبَ عَلَى هَذِهِ الزِّيَادَة الْبَيْهَقِيُّ بَاب لَا يُزَاد عَلَى الْقَبْر أَكْثَر مِنْ تُرَابه لِئَلَّا تُرْفَع , وَظَاهِره , أَنَّ الْمُرَاد بِالزِّيَادَةِ عَلَيْهِ الزِّيَادَة عَلَى تُرَابه.
قَالَهُ فِي النَّيْل ( أَوْ أَنْ يُكْتَب عَلَيْهِ ) : بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فِيهِ كَرَاهِيَة الْكِتَابَة عَلَى الْقُبُور , وَظَاهِره عَدَمُ الْفَرْق بَيْن كِتَابَة اِسْم الْمَيِّت عَلَى الْقَبْر وَغَيْرهَا.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ , وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا قَالَ " نَهَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُكْتَب عَلَى الْقَبْر شَيْء " وَسُلَيْمَان بْن مُوسَى لَمْ يَسْمَع مِنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه فَهُوَ مُنْقَطِع.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَقْعُدَ عَلَى الْقَبْرِ وَأَنْ يُقَصَّصَ وَيُبْنَى عَلَيْهِ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ أَبُو دَاوُد قَالَ عُثْمَانُ أَوْ يُزَادَ عَلَيْهِ وَزَادَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى أَوْ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَذْكُرْ مُسَدَّدٌ فِي حَدِيثِهِ أَوْ يُزَادَ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو دَاوُد خَفِيَ عَلَيَّ مِنْ حَدِيثِ مُسَدَّدٍ حَرْفُ وَأَنْ
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، حتى تخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر»
عن أبي مرثد الغنوي، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها»
عن بشير، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه في الجاهلية زحم بن معبد، فهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما اسمك؟» قال: زحم، قال:...
عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم»
عن جابر، قال: «دفن مع أبي رجل، فكان في نفسي من ذلك حاجة، فأخرجته بعد ستة أشهر، فما أنكرت منه شيئا، إلا شعيرات كن في لحيته مما يلي الأرض»
عن أبي هريرة، قال: مروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت» ثم قال:...
عن أبي هريرة، قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى، وأبكى من حوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استأذنت ربي تعالى على أن أستغفر ل...
عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإن في زيارتها تذكرة»