3571- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين»
حديث قوي، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل فضيل بن سليمان، فهو ضعيف يعتبر به، وقد توبع.
سعيد المقبري: هو ابن أبي سعيد كيسان.
وسيأتي بعده من طريق آخر بسند حسن.
وأخرجه الترمذي (١٣٧٤) من طريق فضيل بن سليمان، بهذا الإسناد.
وقال: حديث حسن غريب.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٥٨٩٢) من طريق داود بن خالد العطار، عن سعيد المقبري، به.
وداود العطار في عداد المجهولين.
وهو في "مسند أحمد" (٧١٤٥).
وانظر ما بعده.
قال الخطابي: معناه التحذير من طلب القضاء، والحرص عليه، يقول: من تصدى للقضاء، فقد تعرض للذبح، فليحذره وليتوقة.
وقوله: "بغير سكين" يحتمل وجهين: أحدهما: أن الذبح إنما يكون في ظاهر العرف بالسكين، فعدل به عليه السلام عن غير ظاهر العرف، وصرفه عن سنن العادة إلى غيرها، ليعلم أن الذي أراده بهذا القول إنما هو ما يخاف عليه من هلاك دينه دون هلاك بدنه.
والوجه الآخر: أن الذبح -هو الوجء الذي يقع به إزهاق الروح، وإراحة الذبيحة، وخلاصها من طول الألم وشدته- إنما يكون بالسكين، لأنه يجهز عليه، وإذا ذبح بغير السكين كان ذبحه خنقا وتعذيبا، فضرب الثل في ذلك ليكون أبلغ في الحذر والوقوع فيه.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( مَنْ وُلِّيَ الْقَضَاءَ ) : عَلَى بِنَاء الْفَاعِل بِالتَّخْفِيفِ أَيْ تَصَدَّى لِلْقَضَاءِ وَتَوَلَّاهُ أَوْ عَلَى بِنَاء الْمَفْعُول بِالتَّشْدِيدِ وَهُوَ الْمُنَاسِب لِرِوَايَةِ جُعِلَ قَاضِيًا.
كَذَا فِي فَتْح الْوَدُود ( فَقَدْ ذُبِحَ ) : بِصِيغَةِ الْمَجْهُول ( بِغَيْرِ سِكِّين ) : قَالَ اِبْن الصَّلَاح : الْمُرَاد ذُبِحَ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى لِأَنَّهُ بَيْن عَذَاب الدُّنْيَا إِنْ رَشَدَ , وَبَيْن عَذَاب الْأَخِرَة إِنْ فَسَدَ.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ وَمَنْ تَبِعَهُ : إِنَّمَا عَدَلَ عَنْ الذَّبْح بِالسِّكِّينِ لِيُعْلَم أَنَّ الْمُرَاد مَا يُخَاف مِنْ هَلَاك دِينه دُون بَدَنه وَهَذَا أَحَد الْوَجْهَيْنِ , وَالثَّانِي أَنَّ الذَّبْح بِالسِّكِّينِ فِيهِ إِرَاحَة لِلْمَذْبُوحِ , وَبِغَيْرِ السِّكِّين كَالْخَنْقِ وَغَيْره يَكُون الْأَلَم فِيهِ أَكْثَرَ , فَذُكِرَ لِيَكُونَ أَبْلَغَ فِي التَّحْذِير.
قَالَ الْحَافِظ فِي التَّلْخِيص : وَمِنْ النَّاس مَنْ فُتِنَ بِحُبِّ الْقَضَاء فَأَخْرَجَهُ عَمَّا يَتَبَادَر إِلَيْهِ الْفَهْم مِنْ سِيَاقه فَقَالَ إِنَّمَا ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّين إِشَارَة إِلَى الرِّفْق بِهِ وَلَوْ ذُبِحَ بِالسِّكِّينِ لَكَانَ عَلَيْهِ أَشَقَّ وَلَا يَخْفَى فَسَاده اِنْتَهَى.
وَفِي السُّبُل : دَلَّ الْحَدِيث عَلَى التَّحْذِير مِنْ وِلَايَة الْقَضَاء وَالدُّخُول فِيهِ كَأَنَّهُ يَقُول مَنْ تَوَلَّى الْقَضَاء فَقَدْ تَعَرَّضَ لِذَبْحِ نَفْسه فَلْيَحْذَرْهُ وَلْيَتَوَقَّهُ , فَإِنَّهُ إِنْ حَكَمَ بِغَيْرِ الْحَقّ مَعَ عِلْمه بِهِ أَوْ جَهْله لَهُ فَهُوَ فِي النَّار.
وَالْمُرَاد مِنْ ذَبْح نَفْسه إِهْلَاكُهَا أَيْ فَقَدْ أَهْلَكَهَا بِتَوْلِيَةِ الْقَضَاء , وَإِنَّمَا قَالَ بِغَيْرِ سِكِّين لِلْإِعْلَامِ بِأَنَّهُ لَمْ يُرَدْ بِالذَّبْحِ قَطْع الْأَوْدَاج الَّذِي يَكُون غَالِبًا بِالسِّكِّينِ , بَلْ أُرِيدَ بِهِ إِهْلَاك النَّفْس بِالْعَذَابِ الْأُخْرَوِيّ اِنْتَهَى.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ , وَقَالَ حَسَن غَرِيب مِنْ هَذَا الْوَجْه.
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ وَلِيَ الْقَضَاءَ فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين»
عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل...
عن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر» فحدثت به أبا بكر بن حز...
هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من طلب قضاء المسلمين حتى يناله، ثم غلب عدله جوره، فله الجنة، ومن غلب جوره عدله فله النار»
عن ابن عباس، قال: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة: ٤٤]، إلى قوله: {الفاسقون} [المائدة: ٤٧] «هؤلاء الآيات الثلاث نزلت في اليهود...
عن عبد الرحمن بن بشر الأنصاري الأزرق، قال: دخل رجلان من أبواب كندة وأبو مسعود الأنصاري، جالس في حلقة، فقالا: ألا رجل ينفذ بيننا، فقال: رجل من الحلقة...
عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من طلب القضاء واستعان عليه، وكل إليه، ومن لم يطلبه ولم يستعن عليه، أنزل الله ملكا يسدده»...
قال أبو موسى: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لن نستعمل، أو لا نستعمل على عملنا من أراده»
عن عبد الله بن عمرو، قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي»