حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

توضأ فغسل وجهه أخذ غرفة من ماء فمضمض بها واستنشق - صحيح البخاري

صحيح البخاري | كتاب الوضوء باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة (حديث رقم: 140 )


140- عن ابن عباس، أنه «توضأ فغسل وجهه، أخذ غرفة من ماء، فمضمض بها واستنشق، ثم أخذ غرفة من ماء، فجعل بها هكذا، أضافها إلى يده الأخرى، فغسل بهما وجهه، ثم أخذ غرفة من ماء، فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفة من ماء، فغسل بها يده اليسرى، ثم مسح برأسه، ثم أخذ غرفة من ماء، فرش على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غرفة أخرى، فغسل بها رجله، يعني اليسرى» ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ

أخرجه البخاري


بفتح الغين مصدر يعني الاغتراف واسم مرة وبضم الغين يمعنى المغروف وهي ملء الكف.
(فمضمض) من المضمضة وهي تحريك الماء في الفم وإدارته فيه ثم مجه وإلقاؤه.
(استنشق) من الاستنشاق وهي إدخال الماء في الأنف وجذبه بالنفس إلى أعلاه

شرح حديث (توضأ فغسل وجهه أخذ غرفة من ماء فمضمض بها واستنشق )

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

‏ ‏قَوْله : ( حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحِيم ) ‏ ‏هُوَ أَبُو يَحْيَى الْمَعْرُوف بِصَاعِقَةَ.
وَكَانَ أَحَد الْحُفَّاظ , وَهُوَ مِنْ صِغَار شُيُوخ الْبُخَارِيّ مِنْ حَيْثُ الْإِسْنَاد , وَشَيْخه مَنْصُور كَانَ أَحَد الْحُفَّاظ أَيْضًا , وَقَدْ أَدْرَكَهُ الْبُخَارِيّ لَكِنَّهُ لَمْ يَلْقَهُ.
وَفِي الْإِسْنَاد رِوَايَة تَابِعِيّ عَنْ تَابِعِيّ : زَيْد عَنْ عَطَاء.
‏ ‏قَوْله : ( أَنَّهُ تَوَضَّأَ ) ‏ ‏زَادَ أَبُو دَاوُدَ فِي أَوَّله مِنْ طَرِيق هِشَام بْن سَعْد عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ " أَتُحِبُّونَ أَنْ أُرِيكُمْ كَيْف كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأ ؟ فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاء ".
وَلِلنَّسَائِيّ مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن عَجْلَان عَنْ زَيْد فِي أَوَّل الْحَدِيث " تَوَضَّأَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَرَفَ غَرْفَة ".
‏ ‏قَوْله : ( فَغَسَلَ وَجْهه ) ‏ ‏الْفَاء تَفْصِيلِيَّة لِأَنَّهَا دَاخِلَة بَيْن الْمُجْمَل وَالْمُفَصَّل.
‏ ‏قَوْله : ( أَخْذ غَرْفَة ) ‏ ‏وَهُوَ بَيَان الْغَسْل وَظَاهِره أَنَّ الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق مِنْ جُمْلَة غَسْل الْوَجْه ; لَكِنَّ الْمُرَاد بِالْوَجْهِ أَوَّلًا مَا هُوَ أَعَمّ مِنْ الْمَفْرُوض وَالْمَسْنُون ; بِدَلِيلِ أَنَّهُ أَعَادَ ذِكْره ثَانِيًا بَعْد ذِكْر الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق بِغَرْفَةٍ مُسْتَقِلَّة , وَفِيهِ دَلِيل الْجَمْع بَيْن الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق بِغَرْفَةٍ وَاحِدَة وَغَسْل الْوَجْه بِالْيَدَيْنِ جَمِيعًا إِذَا كَانَ بِغَرْفَةٍ وَاحِدَة لِأَنَّ الْيَد الْوَاحِدَة قَدْ لَا تَسْتَوْعِبهُ.
‏ ‏قَوْله : ( أَضَافَهَا ) ‏ ‏بَيَان لِقَوْلِهِ فَجَعَلَ بِهَا هَكَذَا.
‏ ‏قَوْله : ( فَغَسَلَ بِهَا ) ‏ ‏أَيْ : بِالْغَرْفَةِ.
وَلِلْأَصِيلِيِّ وَكَرِيمَة " فَغَسَلَ بِهِمَا " أَيْ بِالْيَدَيْنِ.
‏ ‏قَوْله : ( ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ) ‏ ‏لَمْ يَذْكُر لَهَا غَرْفَة مُسْتَقِلَّة , فَقَدْ يَتَمَسَّك بِهِ مَنْ يَقُول بِطَهُورِيَّةِ الْمَاء الْمُسْتَعْمَل , لَكِنْ فِي رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ " ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَة مِنْ الْمَاء , ثُمَّ نَفَضَ يَده , ثُمَّ مَسَحَ رَأْسه " زَادَ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق عَبْد الْعَزِيز الدَّرَاوَرْدِيّ عَنْ زَيْد " وَأُذُنَيْهِ مَرَّة وَاحِدَة " وَمِنْ طَرِيق اِبْن عَجْلَان " بَاطِنهمَا بِالسَّبَّاحَتَيْنِ وَظَاهِرهمَا بِإِبْهَامَيْهِ " وَزَادَ اِبْن خُزَيْمَةَ مِنْ هَذَا الْوَجْه " وَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِيهِمَا ".
‏ ‏قَوْله : ( فَرَشَّ ) ‏ ‏أَيْ : سَكَبَ الْمَاء قَلِيلًا قَلِيلًا إِلَى أَنْ صَدَقَ عَلَيْهِ مُسَمَّى الْغَسْل.
‏ ‏قَوْله : ( حَتَّى غَسَلَهَا ) ‏ ‏صَرِيح فِي أَنَّهُ لَمْ يَكْتَفِ بِالرَّشِّ , وَأَمَّا مَا وَقَعَ عِنْد أَبِي دَاوُدَ وَالْحَاكِم " فَرَشَّ عَلَى رِجْله الْيُمْنَى وَفِيهَا النَّعْل , ثُمَّ مَسَحَهَا بِيَدَيْهِ يَد فَوْق الْقَدَم وَيَد تَحْت النَّعْل " فَالْمُرَاد بِالْمَسْحِ تَسْيِيل الْمَاء حَتَّى يَسْتَوْعِب الْعُضْو , وَقَدْ صَحَّ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأ فِي النَّعْل كَمَا سَيَأْتِي عِنْد الْمُصَنِّف مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر , وَأَمَّا قَوْله : " تَحْت النَّعْل " : فَإِنْ لَمْ يُحْمَل عَلَى التَّجَوُّز عَنْ الْقَدَم وَإِلَّا فَهِيَ رِوَايَة شَاذَّة وَرَاوِيهَا هِشَام بْن سَعْد لَا يُحْتَجّ بِمَا تَفَرَّدَ بِهِ فَكَيْف إِذَا خَالَفَ.
‏ ‏قَوْله : ( فَغَسَلَ بِهَا رِجْله يَعْنِي الْيُسْرَى ) ‏ ‏قَائِل : " يَعْنِي " هُوَ زَيْد بْن أَسْلَمَ أَوْ مَنْ دُونه , وَاسْتَدَلَّ اِبْن بَطَّال بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ الْمَاء الْمُسْتَعْمَل طَهُور ; لِأَنَّ الْعُضْو إِذَا غُسِلَ مَرَّة وَاحِدَة فَإِنَّ الْمَاء الَّذِي يَبْقَى فِي الْيَد مِنْهَا يُلَاقِي مَاء الْعُضْو الَّذِي يَلِيه.
وَأَيْضًا فَالْغَرْفَة تُلَاقِي أَوَّل جُزْء مِنْ أَجْزَاء كُلّ عُضْو فَيَصِير مُسْتَعْمَلًا بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ.
وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْمَاء مَا دَامَ مُتَّصِلًا بِالْيَدِ مَثَلًا لَا يُسَمَّى مُسْتَعْمَلًا حَتَّى يَنْفَصِل , وَفِي الْجَوَاب بَحْث.
‏ ‏( تَنْبِيه ) : ‏ ‏ذَكَرَ اِبْن التِّين أَنَّهُ رَوَاهُ بِلَفْظِ " فَعَلَّ بِهَا رِجْله " بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَة وَاللَّام الْمُشَدَّدَة قَالَ : فَلَعَلَّهُ جَعَلَ الرِّجْلَيْنِ بِمَنْزِلَةِ الْعُضْو الْوَاحِد فَعَدَّ الْغَسْلَة الثَّانِيَة تَكْرِيرًا لِأَنَّ الْعَلّ هُوَ الشُّرْب الثَّانِي اِنْتَهَى , وَهُوَ تَكَلُّف ظَاهِر , وَالْحَقّ أَنَّهَا تَصْحِيف.


حديث توضأ فغسل وجهه أخذ غرفة من ماء فمضمض بها واستنشق ثم أخذ غرفة من ماء

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنَا ‏ ‏أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنَا ‏ ‏ابْنُ بِلَالٍ يَعْنِي سُلَيْمَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏أَنَّهُ ‏ ‏تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ أَخَذَ ‏ ‏غَرْفَةً ‏ ‏مِنْ مَاءٍ فَمَضْمَضَ بِهَا وَاسْتَنْشَقَ ثُمَّ أَخَذَ ‏ ‏غَرْفَةً ‏ ‏مِنْ مَاءٍ فَجَعَلَ بِهَا هَكَذَا أَضَافَهَا إِلَى يَدِهِ الْأُخْرَى فَغَسَلَ بِهِمَا وَجْهَهُ ثُمَّ أَخَذَ ‏ ‏غَرْفَةً ‏ ‏مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُمْنَى ثُمَّ أَخَذَ ‏ ‏غَرْفَةً ‏ ‏مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُسْرَى ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ أَخَذَ ‏ ‏غَرْفَةً ‏ ‏مِنْ مَاءٍ فَرَشَّ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى حَتَّى غَسَلَهَا ثُمَّ أَخَذَ ‏ ‏غَرْفَةً ‏ ‏أُخْرَى فَغَسَلَ بِهَا رِجْلَهُ ‏ ‏يَعْنِي الْيُسْرَى ثُمَّ قَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَتَوَضَّأُ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال باسم الله اللهم جنبنا...

عن ابن عباس، يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولد ل...

اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث

عن أنس، يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» تابعه ابن عرعرة، عن شعبة، وقال غندر، عن شعبة «إذا...

من وضع هذا فأخبر فقال اللهم فقهه في الدين

عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعت له وضوءا قال: «من وضع هذا فأخبر فقال اللهم فقهه في الدين»

إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظ...

عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أتى أحدكم الغائط، فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهره، شرقوا أو غربوا»

إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبل القبلة ولا بيت المقد...

عن عبد الله بن عمر، أنه كان يقول: إن ناسا يقولون إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبل القبلة ولا بيت المقدس، فقال عبد الله بن عمر: لقد ارتقيت يوما على ظهر بي...

النبي ﷺ قال قد أذن أن تخرجن في حاجتكن

عن عائشة، أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيح " فكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: احجب نساءك،...

يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشأم

عن عبد الله بن عمر، قال: ارتقيت فوق ظهر بيت حفصة لبعض حاجتي، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستدبر القبلة، مستقبل الشأم

قاعدا على لبنتين مستقبل بيت المقدس

عن عبد الله بن عمر أخبره قال: لقد ظهرت ذات يوم على ظهر بيتنا، فرأيت «رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على لبنتين مستقبل بيت المقدس»

إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء

عن أنس بن مالك، يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم «إذا خرج لحاجته، أجيء أنا وغلام، معنا إداوة من ماء، يعني يستنجي به»