751- عن عائشة، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: «هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد»
(اختلاس) خطف بسرعة.
(يختلسه الشيطان) يظفر به عند الالتفات
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْلُهُ : ( عَنْ أَبِيهِ ) هُوَ أَبُو الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيّ , وَوَافَقَ أَبَا الْأَحْوَصِ عَلَى هَذَا الْإِسْنَادِ شَيْبَانُ عِنْدَ اِبْن خُزَيْمَةَ وَزَائِدَةُ عِنْدَ النَّسَائِيِّ وَمِسْعَر عِنْدَ اِبْنِ حِبَّانَ , وَخَالَفَهُمْ إِسْرَائِيل فَرَوَاهُ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ عَنْ مَسْرُوق.
وَوَقَعَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيّ مِنْ رِوَايَة مِسْعَر عَنْ أَشْعَثَ عَنْ أَبِي وَائِل , فَهَذَا اِخْتِلَاف عَلَى أَشْعَثَ , وَالرَّاجِح رِوَايَة أَبِي الْأَحْوَصِ.
وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيّ مِنْ طَرِيقِ عُمَارَة بْن عُمَيْر عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ عَنْ عَائِشَة لَيْسَ بَيْنَهُمَا مَسْرُوقٌ , وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ لِلْأَشْعَثِ فِيهِ شَيْخَانِ , أَبُوهُ وَأَبُو عَطِيَّة بِنَاءً عَلَى أَنْ يَكُونَ أَبُو عَطِيَّةَ حَمَلَهُ عَنْ مَسْرُوقٍ ثُمَّ لَقِيَ عَائِشَة فَحَمَلَهُ عَنْهَا.
وَأَمَّا اَلرِّوَايَةُ عَنْ أَبِي وَائِل فَشَاذَّة ; لِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِهِ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ -.
قَوْلُهُ : ( هُوَ اِخْتِلَاسٌ ) أَيْ : اِخْتِطَافٌ بِسُرْعَة , وَوَقَعَ فِي النِّهَايَةِ : وَالِاخْتِلَاسُ اِفْتِعَال مِنْ الْخِلْسَةِ وَهِيَ مَا يُؤْخَذُ سَلْبًا مُكَابَرَة , وَفِيهِ نَظَرٌ.
وَقَالَ غَيْره : الْمُخْتَلِسُ الَّذِي يَخْطِفُ مِنْ غَيْرِ غَلَبَةٍ وَيَهْرُبُ وَلَوْ مَعَ مُعَايَنَةِ الْمَالِكِ لَهُ , وَالنَّاهِبُ يَأْخُذُ بِقُوَّة , وَالسَّارِقُ يَأْخُذُ فِي خُفْيَة.
فَلَمَّا كَانَ الشَّيْطَانُ قَدْ يَشْغَلُ الْمُصَلِّيَ عَنْ صَلَاتِهِ بِالِالْتِفَاتِ إِلَى شَيْءٍ مَا بِغَيْرِ حُجَّةٍ يُقِيمُهَا أَشْبَهَ الْمُخْتَلِس.
وَقَالَ اِبْن بَزِيزَةَ : أُضِيفَ إِلَى الشَّيْطَانِ ; لِأَنَّ فِيهِ اِنْقِطَاعًا.
مِنْ مُلَاحَظَةِ التَّوَجُّهِ إِلَى الْحَقِّ سُبْحَانَهُ.
وَقَالَ الطِّيبِيّ : سُمِّيَ اِخْتِلَاسًا تَصْوِيرًا لِقُبْحِ تِلْكَ الْفَعْلَةِ بِالْمُخْتَلِسِ ; لِأَنَّ الْمُصَلِّيَ يُقْبِلُ عَلَيْهِ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى , وَالشَّيْطَانُ مُرْتَصِد لَهُ يَنْتَظِرُ فَوَات ذَلِكَ عَلَيْهِ , فَإِذَا اِلْتَفَتَ اِغْتَنَمَ الشَّيْطَانُ الْفُرْصَةَ فَسَلَبَهُ تِلْكَ الْحَالَة.
قَوْلُهُ : ( يَخْتَلِسُ ) كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِحَذْف الْمَفْعُول , وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ " يَخْتَلِسُهُ " وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي دَاوُد عَنْ مُسَدَّد شَيْخِ الْبُخَارِيّ.
قِيلَ : الْحِكْمَةُ فِي جَعْل سُجُود السَّهْوِ جَابِرًا لِلْمَشْكُوكِ فِيهِ دُونَ الِالْتِفَاتِ وَغَيْرِهِ مِمَّا يُنْقِصُ الْخُشُوع ; لِأَنَّ السَّهْوَ لَا يُؤَاخَذُ بِهِ الْمُكَلَّف , فَشُرِعَ لَهُ الْجَبْر دُونَ الْعَمْدِ لِيَتَيَقَّظ الْعَبْدُ لَهُ فَيَجْتَنِبَهُ.
ثُمَّ أَوْرَدَ الْمُصَنِّفُ حَدِيثَ عَائِشَة فِي قِصَّةِ أَنْبِجَانِيَّة أَبِي جَهْم , وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي " بَابِ إِذَا صَلَّى فِي ثَوْبٍ لَهُ أَعْلَام " فِي أَوَائِل الصَّلَاةِ.
وَوَجْهُ دُخُوله فِي التَّرْجَمَةِ أَنَّ أَعْلَام الْخَمِيصَة إِذَا لَحَظَهَا الْمُصَلِّي وَهِيَ عَلَى عَاتِقِهِ كَانَ قَرِيبًا مِنْ الِالْتِفَاتِ وَلِذَلِكَ خَلَعَهَا مُعَلِّلًا بِوُقُوعِ بَصَرِهِ عَلَى أَعْلَامِهَا وَسَمَّاهُ شَغْلًا عَنْ صَلَاتِهِ , وَكَأَنَّ الْمُصَنِّفَ أَشَارَ إِلَى أَنَّ عِلَّةَ كَرَاهَةِ الِالْتِفَاتِ كَوْنه يُؤَثِّرُ فِي الْخُشُوعِ كَمَا وَقَعَ فِي قِصَّة الْخَمِيصَة.
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أَنَّ مَا لَا يُسْتَطَاعُ دَفْعُهُ مَعْفُوّ عَنْهُ ; لِأَنَّ لَمْحَ الْعَيْنِ يَغْلِبُ الْإِنْسَان وَلِهَذَا لَمْ يُعِدْ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تِلْكَ الصَّلَاةَ.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ قَالَ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الِالْتِفَاتِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ الْعَبْدِ
عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام، فقال: «شغلتني أعلام هذه، اذهبوا بها إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية»
عن ابن عمر: أنه قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم نخامة في قبلة المسجد وهو يصلي بين يدي الناس، فحتها، ثم قال حين انصرف: «إن أحدكم إذا كان في الصلاة ف...
عن أنس بن مالك، قال: بينما المسلمون في صلاة الفجر لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم «كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم صفوف، فتبسم يضحك، ونك...
عن جابر بن سمرة، قال: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر رضي الله عنه، فعزله، واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا...
عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل، فصلى، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد وقال: «ارجع فصل، فإنك لم تصل»، فرجع يص...
عن جابر بن سمرة، قال: قال سعد: «كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاتي العشي لا أخرم عنها، أركد في الأوليين، وأحذف في الأخريين» فقال عم...
عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب، وسورتين يطول في الأولى، و...
عن أبي معمر، قال: سألنا خبابا أكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلنا: بأي شيء كنتم تعرفون؟ قال: «باضطراب لحيته»