757- عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل، فصلى، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد وقال: «ارجع فصل، فإنك لم تصل»، فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ارجع فصل، فإنك لم تصل» ثلاثا، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني، فقال: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، وافعل ذلك في صلاتك كلها»
أخرجه مسلم في الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة.
.
رقم 397
(لم تصل) صلاة صحيحة.
(تطمئن راكعا) تستقر في ركوعك
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
ثُمَّ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فِي قِصَّةِ الْمُسِيءِ صَلَاته وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ بَعْدَ أَرْبَعَة وَعِشْرِينَ بَابًا , وَمَوْضِع الْحَاجَةِ مِنْهُ هُنَا قَوْلُهُ " ثُمَّ اِقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَك مِنْ الْقُرْآنِ " وَكَأَنَّهُ أَشَارَ بِإِبْرَادِهِ عَقِبَ حَدِيث عُبَادَةَ أَنَّ الْفَاتِحَةَ إِنَّمَا تَتَحَتَّمُ عَلَى مَنْ يُحْسِنُهَا , وَأَنَّ مَنْ لَا يُحْسِنُهَا يَقْرَأُ بِمَا تَيَسَّرَ عَلَيْهِ , وَأَنَّ إِطْلَاق الْقِرَاءَة فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة مُقَيَّد بِالْفَاتِحَةِ كَمَا فِي حَدِيثِ عُبَادَة - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ -.
قَالَ الْخَطَّابِيّ : قَوْلُهُ " ثُمَّ اِقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَك مِنْ الْقُرْآنِ " ظَاهِر الْإِطْلَاقِ اَلتَّخْيِير ; لَكِنَّ الْمُرَادَ بِهِ فَاتِحَة الْكِتَابِ لِمَنْ أَحْسَنَهَا بِدَلِيلِ حَدِيثِ عُبَادَة , وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( فَمَا اِسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ ) ثُمَّ عَيَّنَتْ اَلسُّنَّةُ الْمُرَاد.
وَقَالَ النَّوَوِيّ : قَوْلُهُ " مَا تَيَسَّرَ " مَحْمُول عَلَى الْفَاتِحَةِ فَإِنَّهَا مُتَيَسِّرَة , أَوْ عَلَى مَا زَادَ مِنْ الْفَاتِحَةِ بَعْدَ أَنْ يَقْرَأَهَا , أَوْ عَلَى مَنْ عَجَزَ عَنْ الْفَاتِحَةِ.
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ قَوْلَهُ " مَا تَيَسَّرَ " لَا إِجْمَالَ فِيهِ حَتَّى يُبَيَّنَ بِالْفَاتِحَةِ , وَالتَّقْيِيد بِالْفَاتِحَةِ يُنَافِي التَّيْسِير الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ الْإِطْلَاق فَلَا يَصِحُ حَمْله عَلَيْهِ.
وَأَيْضًا فَسُورَة الْإِخْلَاصِ مُتَيَسِّرَة وَهِيَ أَقْصَرُ مِنْ الْفَاتِحَةِ فَلَمْ يَنْحَصِرْ التَّيْسِيرُ فِي الْفَاتِحَةِ , وَأَمَّا الْحَمْلُ عَلَى مَا زَادَ فَمَبْنِيّ عَلَى تَسْلِيمِ تَعَيُّنِ الْفَاتِحَة وَهِيَ مَحَلُّ النِّزَاعِ.
وَأَمَّا حَمْلُهُ عَلَى مَنْ عَجَزَ فَبَعِيد , وَالْجَوَابُ الْقَوِيُّ عَنْ هَذَا أَنَّهُ وَرَدَ فِي حَدِيثِ الْمُسِيءِ صَلَاته تَفْسِيرُ مَا تَيَسَّرَ بِالْفَاتِحَةِ كَمَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ رِفَاعَة بْن رَافِع رَفَعَهُ " وَإِذَا قُمْت فَتَوَجَّهْت فَكَبِّرْ ثُمَّ اِقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَبِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَقْرَأَ , وَإِذَا رَكَعْتَ فَضَعْ رَاحَتَيْك عَلَى رُكْبَتَيْك " الْحَدِيث.
وَوَقَعَ فِيهِ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ " ثُمَّ اِقْرَأْ إِنْ كَانَ مَعَك قُرْآن , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَاحْمَدْ اللَّه وَكَبِّرْ وَهَلِّلْ " فَإِذَا جُمِعَ بَيْنَ أَلْفَاظِ الْحَدِيثِ كَانَ تَعَيُّنُ الْفَاتِحَة هُوَ الْأَصْلُ لِمَنْ مَعَهُ قُرْآن , فَإِنْ عَجَزَ عَنْ تَعَلُّمِهَا وَكَانَ مَعَهُ شَيْء مِنْ الْقُرْآنِ قَرَأَ مَا تَيَسَّرَ , وَإِلَّا اِنْتَقَلَ إِلَى الذِّكْرِ.
وَيَحْتَمِلُ الْجَمْعُ أَيْضًا أَنْ يُقَالَ : الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ " فَاقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَك مِنْ الْقُرْآنِ " أَيْ : بَعْدَ الْفَاتِحَةِ , وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ أَبِي سَعِيد عِنْدَ أَبِي دَاوُد بِسَنَدٍ قَوِيٍّ " أَمَرَنَا رَسُولُ اَللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ ".
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ وَقَالَ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي فَقَالَ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا
عن جابر بن سمرة، قال: قال سعد: «كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاتي العشي لا أخرم عنها، أركد في الأوليين، وأحذف في الأخريين» فقال عم...
عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب، وسورتين يطول في الأولى، و...
عن أبي معمر، قال: سألنا خبابا أكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلنا: بأي شيء كنتم تعرفون؟ قال: «باضطراب لحيته»
عن أبي معمر، قال: قلت لخباب بن الأرت: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قال: قلت: بأي شيء كنتم تعلمون قراءته؟ قال: «باضطرا...
عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب، وسورة سورة، ويسمعنا الآية أحيانا...
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: إن أم الفضل سمعته وهو يقرأ: {والمرسلات عرفا} فقالت: يا بني، والله لقد ذكرتني بقراءتك «هذه السورة، إنها لآخر ما...
عن مروان بن الحكم، قال: قال لي زيد بن ثابت: «ما لك تقرأ في المغرب بقصار، وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بطولى الطوليين»
عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قرأ في المغرب بالطور»
عن أبي رافع، قال: صليت مع أبي هريرة العتمة، فقرأ: إذا السماء انشقت، فسجد، فقلت له: قال: «سجدت خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، فلا أزال أسجد بها حتى...