1476- عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى، ويستحيي أو لا يسأل الناس إلحافا»
أخرجه مسلم في الزكاة باب المسكين الذي لا يجد غنى ولا يفطن له فيتصدق عليه رقم 1039
(ليس المسكين) الفقير المحتاج المتكامل في احتياجه.
(ترده) تسد حاجته.
(الأكلة) اللقمة أي أي شيء يعطاه قليلا كان أم كثيرا.
(غنى) سعة ويسار يسد حاجته
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فِي ذِكْرِ الْمِسْكِينِ أَوْرَدَهُ مِنْ طَرِيقَيْنِ , وَالْمِسْكِينُ مِفْعِيل مِنْ السُّكُونِ قَالَهُ الْقُرْطُبِيّ قَالَ فَكَأَنَّهُ مِنْ قِلَّة الْمَال سَكَنَتْ حَرَكَاتُهُ وَلِذَا قَالَ تَعَالَى ( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ) أَيْ : لَاصِقٍ بِالتُّرَابِ.
) قَوْله : ( الْأَكْلَةُ وَالْأَكْلَتَانِ ) بِالضَّمِّ فِيهِمَا , وَيُؤَيِّدُهُ مَا فِي رِوَايَةِ الْأَعْرَجِ الْآتِيَةِ آخِرَ الْبَابِ " اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ " وَزَادَ فِيهِ " الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ " قَالَ أَهْل اللُّغَةِ الْأَكْلَة بِالضَّمِّ اللُّقْمَة وَبِالْفَتْحِ الْمَرَّة مِنْ الْغَدَاءِ وَالْعَشَاءِ.
قَوْله : ( لَيْسَ لَهُ غِنًى ) زَادَ فِي رِوَايَةِ الْأَعْرَجِ غِنًى يُغْنِيه , وَهَذِهِ صِفَة زَائِدَة عَلَى الْيَسَارِ الْمَنْفِيِّ , إِذْ لَا يَلْزَمُ مِنْ حُصُولِ الْيَسَارِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَغْنَى بِهِ بِحَيْثُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ آخَرَ , وَكَأَنَّ الْمَعْنَى نَفْيُ الْيَسَار الْمُفِيد بِأَنَّهُ يُغْنِيه مَعَ وُجُودِ أَصْلِ الْيَسَارِ , وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا.
قَوْله : ( وَيَسْتَحْيِي ) زَادَ فِي رِوَايَةِ الْأَعْرَجِ " وَلَا يَفْطَنُ بِهِ " وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيّ " لَهُ فَيَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ , وَلَا يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاس " وَهُوَ بِنَصْب يَتَصَدَّقُ وَيَسْأَلُ , وَمَوْضِع التَّرْجَمَة مِنْهُ قَوْله " لَيْسَ لَهُ غِنًى " وَقَدْ أَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفُ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَة يَظْهَرُ تَعَلُّقُهَا بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ أَكْثَر مِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ , وَلَفْظه هُنَاكَ " إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي يَتَعَفَّفُ , اِقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ يَعْنِي قَوْلَهُ : لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا " كَذَا وَقَعَ فِيهِ بِزِيَادَةِ يَعْنِي , وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَأَحْمَد مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِدُونِهَا , وَكَذَلِكَ وَقَعَ فِيهِ بِزِيَادَةِ اِبْن أَبِي حَاتِم فِي تَفْسِيرِهِ.
وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ الْمَسْكَنَةَ إِنَّمَا تُحْمَدُ مَعَ الْعِفَّةِ عَنْ السُّؤَالِ وَالصَّبْرِ عَلَى الْحَاجَةِ , وَفِيهِ اِسْتِحْبَابُ الْحَيَاءِ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ , وَحُسْن الْإِرْشَادِ لِوَضْعِ الصَّدَقَةِ , وَأَنْ يَتَحَرَّى وَضْعهَا فِيمَنْ صِفَتُهُ التَّعَفُّف دُونَ الْإِلْحَاحِ , وَفِيهِ دَلَالَةٌ لِمَنْ يَقُولُ : إِنَّ الْفَقِيرَ أَسْوَأُ حَالًا مِنْ الْمِسْكِينِ , وَأَنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَهُ شَيْء لَكِنَّهُ لَا يَكْفِيهِ , وَالْفَقِير الَّذِي لَا شَيْءَ لَهُ كَمَا تَقَدَّمَ تَوْجِيهه , وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ) فَسَمَّاهُمْ مَسَاكِينَ مَعَ أَنَّ لَهُمْ سَفِينَةً يَعْمَلُونَ فِيهَا , وَهَذَا قَوْل الشَّافِعِيِّ وَجُمْهُور أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ , وَعَكَسَ آخَرُونَ فَقَالُوا : الْمِسْكِينُ أَسْوَأ حَالًا مِنْ الْفَقِيرِ , وَقَالَ آخَرُونَ : هُمَا سَوَاء , وَهَذَا قَوْل اِبْن الْقَاسِم وَأَصْحَاب مَالِك , وَقِيلَ الْفَقِيرُ الَّذِي يَسْأَلُ وَالْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَسْأَلُ حَكَاهُ اِبْنُ بَطَّالٍ , وَظَاهِرُهُ أَيْضًا أَنَّ الْمِسْكِينَ مَنْ اِتَّصَفَ بِالتَّعَفُّفِ وَعَدَم الْإِلْحَافِ فِي السُّؤَالِ , وَلَكِنْ قَالَ اِبْن بَطَّال : مَعْنَاهُ الْمِسْكِينُ الْكَامِلُ وَلَيْسَ الْمُرَاد نَفْي أَصْلِ الْمَسْكَنَة عَنْ الطَّوَافِ , بَلْ هِيَ كَقَوْلِهِ " أَتَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ " الْحَدِيثِ , وَقَوْلِهِ تَعَالَى ( لَيْسَ الْبِرُّ ) الْآيَة , وَكَذَا قَرَّرَهُ الْقُرْطُبِيّ وَغَيْر وَاحِد.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ الْأُكْلَةَ وَالْأُكْلَتَانِ وَلَكِنْ الْمِسْكِينُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ غِنًى وَيَسْتَحْيِي أَوْ لَا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا
عن كاتب المغيرة بن شعبة، قال: كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة: أن اكتب إلي بشيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه: سمعت النبي صلى الله عليه...
عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا وأنا جالس فيهم، قال: فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم رجلا لم يعطه وهو أعجب...
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكي...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو - أحسبه قال: إلى الجبل - فيحتطب، فيبيع، فيأكل ويتصدق، خير له من أن يسأل ا...
عن أبي حميد الساعدي، قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، فلما جاء وادي القرى إذا امرأة في حديقة لها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحا...
عن سالم بن عبد الله، عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا العشر، وما سقي بالنضح نصف العشر» قال...
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس فيما أقل من خمسة أوسق صدقة، ولا في أقل من خمسة من الإبل الذود صدقة، ولا في أقل...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالتمر عند صرام النخل، فيجيء هذا بتمره، وهذا من تمره حتى يصير عنده كوما تمر، فجع...
عن ابن عمر رضي الله عنهما، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها، وكان إذا سئل عن صلاحها قال: «حتى تذهب عاهته»