2957- وبهذا الإسناد: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل، فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه»
(الأمير) أمير السرية أو ولاة الأمور مطلقا.
(الإمام) الحاكم الأعلى القائم بشؤون الأمة.
(جنة) سترة ووقاية لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين ويمنع الناس من أذى بعضهم بعضا.
(يقاتل من ورائه) يقاتل معه الكفار والبغاة وسائر أهل الفساد.
(يتقى به) يحتمى به ويتقوى وقيل يرجع إليه في الرأي والتدبير.
(بغيره) أمر بغير تقوى الله تعالى وعدله.
(فإن عليه منه) فإن الوبال الحاصل منه عليه لا على المأمور
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
وَبِالْإِسْنَادِ السَّابِق " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه " وَقَوْله فِيهِ " وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ " كَذَا هُنَا , قِيلَ اِسْتَعْمَلَ الْقَوْل بِمَعْنَى الْفِعْل حَيْثُ قَالَ " فَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ " كَذَا قَالَ بَعْض الشُّرَّاح , وَلَيْسَ بِظَاهِر فَإِنَّهُ قَسِيم قَوْله : " فَإِنْ أَمَر " فَيُحْمَل عَلَى أَنَّ الْمُرَاد وَأَنْ أَمَر , وَالتَّعْبِير عَنْ الْأَمْر بِالْقَوْلِ لَا إِشْكَال فِيهِ.
وَقِيلَ مَعْنَى " قَالَ " هُنَا حَكَمَ , ثُمَّ قِيلَ إِنَّهُ مُشْتَقّ مِنْ الْقَيْل بِفَتْحِ الْقَاف وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة وَهُوَ الْمَلِك الَّذِي يَنْفُذ حُكْمه بِلُغَةِ حِمْيَر , وَقَوْله " فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ " أَيْ وِزْرًا وَحَذَفَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة عَلَى طَرِيق الِاكْتِفَاء لِدَلَالَةِ مُقَابِله عَلَيْهِ , وَقَدْ ثَبَتَ فِي غَيْر هَذِهِ الرِّوَايَة كَمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون " مِنْ " فِي قَوْله " فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ " تَبْعِيضِيَّة , أَيْ فَإِنَّ عَلَيْهِ بَعْض مَا يَقُول , وَفِي رِوَايَة أَبِي زَيْد الْمَرْوَزِيِّ " مُنَّة " بِضَمِّ الْمِيم وَتَشْدِيد النُّون بَعْدهَا هَاء تَأْنِيث , وَهُوَ تَصْحِيف بِلَا رَيْب ; وَبِالْأَوَّلِ جَزَمَ أَبُو ذَرّ.
وَقَوْله " إِنَّمَا الْإِمَام جُنَّة " بِضَمِّ الْجِيم أَيْ سُتْرَة , لِأَنَّهُ يَمْنَع الْعَدُوّ مِنْ أَذَى الْمُسْلِمِينَ وَيَكُفّ أَذَى بَعْضهمْ عَنْ بَعْض , وَالْمُرَاد بِالْإِمَامِ كُلّ قَائِم بِأُمُورِ النَّاس وَاللَّه أَعْلَم.
وَسَيَأْتِي بَقِيَّة شَرْحه فِي كِتَاب الْأَحْكَام.
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ يُطِعْ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ
عن نافع، قال: قال ابن عمر رضي الله عنهما: «رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله»، فسألت نافعا: عل...
عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: " لما كان زمن الحرة أتاه آت فقال له: إن ابن حنظلة يبايع الناس على الموت، فقال: لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول ال...
عن سلمة رضي الله عنه، قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عدلت إلى ظل الشجرة، فلما خف الناس قال: «يا ابن الأكوع ألا تبايع؟» قال: قلت: قد بايعت يا...
عن حميد، قال: سمعت أنسا رضي الله عنه، يقول: كانت الأنصار يوم الخندق تقول: نحن الذين بايعوا محمدا .<br> على الجهاد ما حيينا أبدا ، فأجابهم النبي صل...
عن مجاشع رضي الله عنه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأخي، فقلت: بايعنا على الهجرة، فقال: «مضت الهجرة لأهلها»، فقلت: علام تبايعنا؟ قال: «على...
عن أبي وائل، قال: قال عبد الله رضي الله عنه: لقد أتاني اليوم رجل، فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه، فقال: أرأيت رجلا مؤديا نشيطا، يخرج مع أمرائنا في...
عن سالم أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله، وكان كاتبا له، قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما، فقرأته: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في...
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فتلاحق بي النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا على ناضح لنا، قد أعيا فلا...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان بالمدينة فزع، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة، فقال: «ما رأينا من شيء، وإن وجدناه لبحرا»