3508- عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول «ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى قوما ليس له فيهم فليتبوأ مقعده من النار.»
أخرجه مسلم في الإيمان، باب: بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم، رقم: ٦١.
(ادعى) انتسب.
(كفر) أي كفر بالنعمة التي كانت لأبيه عليه، وفعل ما يشبه أفعال أهل الكفر، وإن استحل ذلك خرج عن الإسلام.
(ادعى قوما) انتسب إليهم.
(نسب) قرابة.
(فليتبوأ مقعده .
) فليتخذ منزله فيها.
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( بَاب ) كَذَا هُوَ بِلَا تَرْجَمَة وَهُوَ كَالْفَصْلِ مِنْ الْبَاب الَّذِي قَبْله , وَوَجْه تَعَلُّقه بِهِ مِنْ الْحَدِيثَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ ظَاهِر وَهُوَ الزَّجْر عَنْ الِادِّعَاء إِلَى غَيْر الْأَب الْحَقِيقِيّ , لِأَنَّ الْيَمَن إِذَا ثَبَتَ نَسَبهمْ إِلَى إِسْمَاعِيل فَلَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يُنْسَبُوا إِلَى غَيْره , وَأَمَّا الْحَدِيث الثَّالِث فَلَهُ تَعَلُّق بِأَصْلِ الْبَاب وَهُوَ أَنَّ عَبْد الْقَيْس لَيْسُوا مِنْ مُضَر , وَأَمَّا الرَّابِع فَلِلْإِشَارَةِ إِلَى مَا وَقَعَ فِي بَعْض طُرُقه مِنْ الزِّيَادَة بِذِكْرِ رَبِيعَة وَمُضَر.
فَأَمَّا حَدِيث أَبِي ذَرّ فَقَوْله فِي الْإِسْنَاد " عَنْ الْحُسَيْن " هُوَ اِبْن وَاقِد الْمُعَلِّم , وَوَقَعَ فِي رِوَايَة مُسْلِم " حَدَّثَنَا حُسَيْن الْمُعَلِّم " وَقَوْله : " عَنْ أَبِي ذَرّ " فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ " حَدَّثَنِي أَبُو ذَرّ " وَفِي الْإِسْنَاد ثَلَاثَة مِنْ التَّابِعِينَ فِي نَسَق , وَقَوْله : " لَيْسَ مِنْ رَجُل " مِنْ زَائِدَة , وَالتَّعْبِير بِالرَّجُلِ لِلْغَالِبِ وَإِلَّا فَالْمَرْأَة كَذَلِكَ حُكْمهَا.
قَوْله : ( اِدَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمهُ إِلَّا كَفَرَ بِاَللَّهِ ) كَذَا وَقَعَ هُنَا كَفَرَ بِاَللَّهِ وَلَمْ يَقَع قَوْله : " بِاَللَّهِ " فِي غَيْر رِوَايَة أَبِي ذَرّ وَلَا فِي رِوَايَة مُسْلِم وَلَا الْإِسْمَاعِيلِيّ وَهُوَ أَوْلَى , وَإِنْ ثَبَتَ ذَاكَ فَالْمُرَاد مَنْ اِسْتَحَلَّ ذَلِكَ مَعَ عِلْمه بِالتَّحْرِيمِ , وَعَلَى الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة فَالْمُرَاد كُفْر النِّعْمَة , وَظَاهِر اللَّفْظ غَيْر مُرَاد وَإِنَّمَا وَرَدَ عَلَى سَبِيل التَّغْلِيظ وَالزَّجْر لِفَاعِلِ ذَلِكَ , أَوْ الْمُرَاد بِإِطْلَاقِ الْكُفْر أَنَّ فَاعِله فَعَلَ فِعْلًا شَبِيهًا بِفِعْلِ أَهْل الْكُفْر , وَقَدْ تَقَدَّمَ تَقْرِير هَذِهِ الْمَسْأَلَة فِي كِتَاب الْإِيمَان , وَقَوْله : " وَمَنْ اِدَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ نَسَب فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " فِي رِوَايَة مُسْلِم وَالْإِسْمَاعِيلِيّ " وَمَنْ اِدَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا , وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " وَهُوَ أَعَمّ مِمَّا تَدُلّ عَلَيْهِ رِوَايَة الْبُخَارِيّ , عَلَى أَنَّ لَفْظَة " نَسَب " وَقَعَتْ فِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيِّ دُون غَيْره وَمَعَ حَذْفهَا يَبْقَى مُتَعَلِّق الْجَارّ وَالْمَجْرُور مَحْذُوفًا فَيَحْتَاج إِلَى تَقْدِير , وَلَفْظ نَسَب أَوْلَى مَا قُدِّرَ لِوُرُودِهِ فِي بَعْض الرِّوَايَات , وَقَوْله : " فَلْيَتَبَوَّأْ " أَيْ لِيَتَّخِذْ مَنْزِلًا مِنْ النَّار , وَهُوَ إِمَّا دُعَاء أَوْ خَبَر بِلَفْظِ الْأَمْر وَمَعْنَاهُ هَذَا جَزَاؤُهُ إِنْ جُوزِيَ , وَقَدْ يُعْفَى عَنْهُ , وَقَدْ يَتُوب فَيَسْقُط عَنْهُ , وَقَدْ تَقَدَّمَ تَقْرِير ذَلِكَ فِي كِتَاب الْإِيمَان ( صَوَابه كِتَاب الْعِلْم ) فِي حَدِيث " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ " وَفِي الْحَدِيث تَحْرِيم الِانْتِفَاء مِنْ النَّسَب الْمَعْرُوف وَالِادِّعَاء إِلَى غَيْره , وَقَيَّدَ فِي الْحَدِيث بِالْعِلْمِ وَلَا بُدّ مِنْهُ فِي الْحَالَتَيْنِ إِثْبَاتًا وَنَفْيًا لِأَنَّ الْإِثْم إِنَّمَا يَتَرَتَّب عَلَى الْعَالِم بِالشَّيْءِ الْمُتَعَمِّد لَهُ , وَفِيهِ جَوَاز إِطْلَاق الْكُفْر عَلَى الْمَعَاصِي لِقَصْدِ الزَّجْر كَمَا قَرَّرْنَاهُ , وَيُؤْخَذ مِنْ رِوَايَة مُسْلِم تَحْرِيم الدَّعْوَى بِشَيْء لَيْسَ هُوَ لِلْمُدَّعِي , فَيَدْخُل فِيهِ الدَّعَاوِي الْبَاطِلَة كُلّهَا مَالًا وَعِلْمًا وَتَعَلُّمًا وَنَسَبًا وَحَالًا وَصَلَاحًا وَنِعْمَة وَوَلَاء وَغَيْر ذَلِكَ , وَيَزْدَاد التَّحْرِيم بِزِيَادَةِ الْمَفْسَدَة الْمُتَرَتِّبَة عَلَى ذَلِكَ , وَاسْتَدَلَّ بِهِ اِبْن دَقِيق الْعِيد لِلْمَالِكِيَّةِ فِي تَصْحِيحهمْ الدَّعْوَى عَلَى الْغَائِب بِغَيْرِ مُسَخِّر لِدُخُولِ الْمُسَخِّر فِي دَعْوَى مَا لَيْسَ لَهُ وَهُوَ يَعْلَم أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ , وَالْقَاضِي الَّذِي يُقِيمهُ أَيْضًا يَعْلَم أَنَّ دَعْوَاهُ بَاطِلَة , قَالَ : وَلَيْسَ هَذَا الْقَانُون مَنْصُوصًا فِي الشَّرْع حَتَّى يُخَصّ بِهِ عُمُوم هَذَا الْوَعِيد , وَإِنَّمَا الْمَقْصُود إِيصَال الْحَقّ لِمُسْتَحِقِّهِ فَتَرْكُ مُرَاعَاة هَذَا الْقَدْر , وَتَحْصِيل الْمَقْصُود مِنْ إِيصَال الْحَقّ لِمُسْتَحِقِّهِ أَوْلَى مِنْ الدُّخُول تَحْت هَذَا الْوَعِيد الْعَظِيم.
بَاب حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ الْحُسَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ وَمَنْ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ
عن واثلة بن الأسقع يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم تر أو يقول على رسول الله صلى...
عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول «قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إنا من هذا الحي من ربيعة قد حالت بيننا وبينك...
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر ألا إن الفتنة ها هنا يشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشي...
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم «قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله.»
حدثنا نافع أن عبد الله أخبره «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على المنبر غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله.»
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها.»
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم «أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم وبني أسد ومن بني عبد الله بن...
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه «أن الأقرع بن حابس قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة وأحسبه وجهينة ابن أبي ي...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال: " أسلم، وغفار، وشيء من مزينة، وجهينة، - أو قال: شيء من جهينة أو مزينة - خير عند الله - أو قال: يوم القيامة - من...