4193-
عن أبي رجاء مولى أبي قلابة، وكان معه بالشأم: «أن عمر بن عبد العزيز استشار الناس يوما، قال: ما تقولون في هذه القسامة؟ فقالوا: حق قضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضت بها الخلفاء قبلك، قال: وأبو قلابة خلف سريره، فقال عنبسة بن سعيد: فأين حديث أنس في العرنيين؟ قال أبو قلابة: إياي حدثه أنس بن مالك قال عبد العزيز بن صهيب، عن أنس: من عرينة وقال أبو قلابة، عن أنس: من عكل، ذكر القصة».
(القسامة) هي إذا وجد قتيل في قرية أو حي، ولم يعرف له قاتل، وكانت هناك قرائن تجعل غالب الظن أن أهل الحي قاتلوه، ويدعي أولياؤه ذلك، فيحلف عندها أولياؤه خمسين يمينا مقسمة عليهم على ما ادعوه.
وقيل: يحلف المتهمون بقتله تلك الأيمان، ويستحق أولياء المقتول الدية.
(فأين حديث أنس) أي فهو يدفع القول بالقسامة، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقض فيه بحكم القسامة، بل اقتص منهم.
(إياي حدثه) أي وأنا أعلم بما يدل عليه، وهومختلف عن القسامة، لأن القاتل فيه معلوم لا مظنون، والله تعالى أعلم.
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحِيم ) هُوَ الْحَافِظ الْمَعْرُوف بِصَاعِقَةِ الْبَزَّار يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى , وَحَفْص بْن عُمَر شَيْخه مِنْ شُيُوخ الْبُخَارِيّ وَرُبَّمَا رَوَى عَنْهُ بِوَاسِطَةٍ كَاَلَّذِي هُنَا.
قَوْله : ( حَدَّثَنَا أَيُّوب وَالْحُجَّاج الصَّوَافّ قَالَا حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ ) كَذَا وَقَعَ فِي النُّسَخِ الْمُعْتَمَدَةِ " قَالَ حَدَّثَنِي " بِالْأَفْرَادِ وَالْمُرَاد حَجَّاج , فَأَمَّا أَيُّوب فَلَا يَظْهَر مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَة كَيْفِيَّة سِيَاقِهِ , وَقَدْ اِخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِيهِ هَلْ هُوَ عِنْدَهُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ أَوْ بِوَاسِطَةٍ , وَأَوْضَحَ ذَلِكَ الدَّارَقُطْنِيُّ فَقَالَ : إِنَّ أَيُّوب حَيْثُ يَرْوِيه عَنْ أَبِي قِلَابَةَ نَفْسِهِ فَإِنَّهُ يَقْتَصِرُ عَلَى قِصَّةِ الْعُرَنِيِّينَ , وَحَيْثُ يَرْوِيه عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ فَإِنَّهُ يَذْكُر مَعَ ذَلِكَ قِصَّةَ أَبِي قِلَابَةَ مَعَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ وَلَمَّا دَار بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَنْبَسَةَ بْن سَعِيد , وَأَمَّا حَجَّاج الصَّوَافّ فَإِنَّهُ يَرْوِيه بِتَمَامِهِ عَنْ أَبِي رَجَاء عَنْ أَبِي قِلَابَةَ اِنْتَهَى.
وَقَدْ تَقَدَّمَتْ الْإِشَارَة إِلَى شَيْء مِنْ هَذَا فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ.
قَوْله : ( وَأَبُو قِلَابَةَ خَلْفَ سَرِيرِهِ فَقَالَ عَنْبَسَةُ بْن سَعِيد ) كَذَا وَقَعَ مُخْتَصَرًا , وَسَيَأْتِي فِي الدِّيَاتِ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْن عُلَيَّةَ عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَافِّ مُطَوَّلًا , وَكَذَا سَاقَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيق أَيُّوب عَنْ أَبِي رَجَاء عَنْ أَبِي قِلَابَةَ مُطَوَّلًا , وَسَيَأْتِي شَرْحه فِي الدِّيَاتِ إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
قَوْله : ( وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ عَنْ أَنَس مِنْ عُكْلٍ , وَذَكَرَ الْقِصَّةَ ) أَيْ قِصَّتَهُمْ , وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَى حَدِيث أَبِي قِلَابَةَ فِي الطَّهَارَة.
( تَنْبِيه ) : وَقَعَ مِنْ قَوْله " وَقَالَ شُعْبَة " إِلَى آخِرِ الْبَابِ عِنْدَ أَبِي ذَرٍّ بَيْن غَزْوَةِ ذِي قَرَدٍ وَبَيْنَ غَزْوَةِ خَيْبَرَ وَعَلَيْهِ جَرَى الْإِسْمَاعِيلِيّ , وَوَقَعَ عِنْدَ الْبَاقِينَ تَالِيًا لِحَدِيثِ الْعُرَنِيِّينَ الَّذِي قَبْلَهُ وَهُوَ الرَّاجِحُ , وَلَعَلَّ الْفَصْلَ وَقَعَ مَعَ تَغْيِيرِ بَعْضِ الرُّوَاةِ , وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْبُخَارِيِّ تَعَمَّدَ ذَلِكَ إِشَارَة مِنْهُ إِلَى أَنَّ قِصَّةَ الْعُرَنِيِّينَ مُتَّحِدَة مَعَ غَزْوَة ذِي قَرَدٍ كَمَا يُشِير إِلَيْهِ كَلَام بَعْض بَعْض أَهْل الْمَغَازِي , وَإِنْ كَانَ الرَّاجِح خِلَافه , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَالْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ وَكَانَ مَعَهُ بِالشَّأْمِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اسْتَشَارَ النَّاسَ يَوْمًا قَالَ مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الْقَسَامَةِ فَقَالُوا حَقٌّ قَضَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَضَتْ بِهَا الْخُلَفَاءُ قَبْلَكَ قَالَ وَأَبُو قِلَابَةَ خَلْفَ سَرِيرِهِ فَقَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ فَأَيْنَ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي الْعُرَنِيِّينَ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ إِيَّايَ حَدَّثَهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ مِنْ عُرَيْنَةَ وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ مِنْ عُكْلٍ ذَكَرَ الْقِصَّةَ
عن سلمة بن الأكوع يقول: «خرجت قبل أن يؤذن بالأولى، وكانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعى بذي قرد، قال: فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف فقال: أ...
عن بشير بن يسار: أن سويد بن النعمان أخبره: «أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم عام خيبر، حتى إذا كنا بالصهباء، وهي من أدنى خيبر، صلى العصر، ثم دعا...
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فسرنا ليلا، فقال رجل من القوم لعامر: يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك؟...
عن أنس رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى خيبر ليلا: وكان إذا أتى قوما بليل لم يغر بهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت اليهود بمساحيهم ومكا...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «صبحنا خيبر بكرة، فخرج أهلها بالمساحي، فلما بصروا بالنبي صلى الله عليه وسلم قالوا: محمد والله، محمد والخميس فقال الن...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جاء فقال: أكلت الحمر، فسكت، ثم أتاه الثانية، فقال: أكلت الحمر، فسكت، ثم أتاه الثال...
عن أنس رضي الله عنه قال: «صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح قريبا من خيبر بغلس، ثم قال: الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المن...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: «سبى النبي صلى الله عليه وسلم صفية، فأعتقها وتزوجها.<br> فقال ثابت لأنس: ما أصدقها؟ قال: أصدقها نفسها، فأعتقها.»
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره وما...