4031- عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم»
إسناده ضعيف على نكارة في بعض ألفاظه، علته عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد بسطنا القول فيه في "المسند" (٥١١٤).
أبو النضر: هو هاشم بن القاسم.
والحديث عند غير المصنف مطول، وقد اقتصر أبو داود على الفقرة الأخيرة منه ونصه: "بعثت بالسيف حتى يعبد الله لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم".
وأخرجه بتمامه ابن أبي شيبة ٥/ ٣١٣، وأحمد (٥١١٤)، وعبد بن حميد (٨٤٨)، وابن الأعرابي في "معجم شوخه" (١١٣٧)، والطبراني في "مسند الشاميين"، (٢١٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١١٩٩)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" ١٥/ ٥٠٩، وابن حجر في "تغليق التعليق" ٣/ ٤٤٥ من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" عن أبي أمية الطرسوسي، حدثنا محمد بن وهب بن عطية، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن عبد الله بن عمر .
وهذا إسناد فيه ثلاث علل قد أبنا عنها في تعليقنا على "المسند"، وقد فاتني أن أنبه على ضعفه في شرح مشكل الآثار"، فليستدرك من هنا ومن "المسند".
وفي الباب عن حذيفة بن اليمان عند البزار في "مسنده" (٢٩٦٦)، والطبراني في "الأوسط" (٨٣٢٣) من طريق محمد بن مرزوق، حدثنا عبد العزيز بن الخطاب، حدثنا علي بن غراب عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة عن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من تشبه بقوم فهو منهم" قال البزار بإثره: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن حذيفة مسندا إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير علي بن غراب، عن هشام، عن محمد، عن أبي عبيدة، عن أبيه موقوفا.
قلنا: رواه موقوفا على حذيفة الإمام أحمد في "الورع " ص ١٧٨.
وكيف يبعث -صلى الله عليه وسلم- بالسيف، والله يقول في وصفه في محكم كتابه: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء:١٠٧].
وفي صحيح مسلم (٢٥٩٩) من حديث أبي هريرة، قيل: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ادع على المشركين، قال: "إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة".
وروى ابن سعد في الطبقات" ١/ ١٩٢، والبيهقى في شعب الإيمان" (٣٣٩) عن طريق وكيع بن الجراح، أخبرنا الأعمش، عن أبي صالح قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس، إنما أنا رحمة مهداة" وهذا سند صحيح لكنه مرسل، ويعضده حديث مسلم قبله.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( عَنْ أَبِي مُنِيب الْجُرَشِيّ ) بِضَمِّ الْجِيم وَفَتْح الرَّاء بَعْدهَا مُعْجَمَة الدِّمَشْقِيّ ثِقَة مِنْ الرَّابِعَة ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ ) : قَالَ الْمُنَاوِيُّ وَالْعَلْقَمِيّ : أَيْ تَزَيَّى فِي ظَاهِره بِزِيِّهِمْ , وَسَارَ بِسِيرَتِهِمْ وَهَدْيهمْ فِي مَلْبَسهمْ وَبَعْض أَفْعَالهمْ اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ مَنْ شَبَّهَ نَفْسه بِالْكُفَّارِ مَثَلًا مِنْ اللِّبَاس وَغَيْره , أَوْ بِالْفُسَّاقِ أَوْ الْفُجَّار أَوْ بِأَهْلِ التَّصَوُّف وَالصُّلَحَاء الْأَبْرَار ( فَهُوَ مِنْهُمْ ) : أَيْ فِي الْإِثْم وَالْخَيْر قَالَهُ الْقَارِي.
قَالَ الْعَلْقَمِيّ : أَيْ مَنْ تَشَبَّهَ بِالصَّالِحِينَ يُكْرَم كَمَا يُكْرَمُونَ , وَمَنْ تَشَبَّهَ بِالْفُسَّاقِ لَمْ يُكْرَم وَمَنْ وُضِعَ عَلَيْهِ عَلَامَة الشُّرَفَاء أُكْرِمَ وَإِنْ لَمْ يَتَحَقَّق شَرَفه اِنْتَهَى.
قَالَ شَيْخ الْإِسْلَام اِبْن تَيْمِيَّةَ فِي الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم : وَقَدْ اِحْتَجَّ الْإِمَام أَحْمَد وَغَيْره بِهَذَا الْحَدِيث , وَهَذَا الْحَدِيث أَقَلّ أَحْوَاله أَنْ يَقْتَضِيَ تَحْرِيم التَّشَبُّه بِهِمْ كَمَا فِي قَوْله { مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } وَهُوَ نَظِير قَوْل عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنَّهُ قَالَ : مَنْ بَنَى بِأَرْضِ الْمُشْرِكِينَ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوت حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة فَقَدْ يُحْمَل هَذَا عَلَى التَّشَبُّه الْمُطْلَق فَإِنَّهُ يُوجِب الْكُفْر , وَيَقْتَضِي تَحْرِيم أَبْعَاض ذَلِكَ , وَقَدْ يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ مِنْهُمْ فِي الْقَدْر الْمُشْتَرَك الَّذِي يُشَابِههُمْ فِيهِ , فَإِنْ كَانَ كُفْرًا أَوْ مَعْصِيَة أَوْ شِعَارًا لَهَا كَانَ حُكْمه كَذَلِكَ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ اِبْن عُمَر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ التَّشَبُّه بِالْأَعَاجِمِ , وَقَالَ : " مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " وَذَكَرَهُ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى.
وَبِهَذَا اِحْتَجَّ غَيْر وَاحِد مِنْ الْعُلَمَاء عَلَى كَرَاهَة أَشْيَاء مِنْ زِيّ غَيْر الْمُسْلِمِينَ وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث عَمْرو بْن شُعَيْب عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا " اِنْتَهَى كَلَامه مُخْتَصَرًا.
وَقَدْ أَشْبَعَ الْكَلَام فِي ذَلِكَ الْإِمَام اِبْن تَيْمِيَّةَ فِي الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم وَالْعَلَّامَة الْمُنَاوِيُّ فِي فَتْح الْقَدِير ثُمَّ شَيْخنَا الْقَاضِي بَشِير الدِّين الْقَنُّوجِيّ فِي مُؤَلَّفَاته.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده عَبْد الرَّحْمَن بْن ثَابِت بْن ثَوْبَانِ وَهُوَ ضَعِيف اِنْتَهَى وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ فِي الْفَتْح : حَدِيث اِبْن عُمَر أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي اللِّبَاس.
قَالَ السَّخَاوِيّ : فِيهِ ضَعْف لَكِنْ لَهُ شَوَاهِد , وَقَالَ اِبْن تَيْمِيَّةَ : سَنَدُهُ جَيِّد , وَقَالَ اِبْن حَجَر فِي الْفَتْح : سَنَده حَسَن.
وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَط عَنْ حُذَيْفَة بْن الْيَمَان قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ : سَنَده ضَعِيف.
وَقَالَ الْهَيْثَمِيّ : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَط , وَفِيهِ عَلِيّ بْن غُرَاب وَثَّقَهُ غَيْر وَاحِد وَضَعَّفَهُ جَمْع وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات اِنْتَهَى.
وَبِهِ عُرِفَ أَنَّ سَنَد الطَّبَرَانِيِّ أَمْثَل مِنْ طَرِيق أَبِي دَاوُدَ اِنْتَهَى كَلَام الْمُنَاوِيّ.
وَقَالَ اِبْن تَيْمِيَّةَ فِي الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم : بَعْد مَا سَاقَ رِوَايَة سُنَن أَبِي دَاوُدَ وَهَذَا إِسْنَاد جَيِّد فَإِنَّ اِبْن أَبِي شَيْبَة وَأَبَا النَّضْر وَحَسَّان بْن عَطِيَّة ثِقَات مَشَاهِير أَجِلَّاء مِنْ رِجَال الصَّحِيحَيْنِ وَهُمْ أَجَلّ مِنْ أَنْ يُحْتَاج أَنْ يُقَال هُمْ مِنْ رِجَال الصَّحِيحَيْنِ وَأَمَّا عَبْد الرَّحْمَن بْن ثَابِت بْن ثَوْبَانِ فَقَالَ يَحْيَى بْن مَعِين وَأَبُو زُرْعَة وَأَحْمَد بْن عَبْد اللَّه لَيْسَ فِيهِ بَأْس.
وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم دُحَيْم هُوَ ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ مُسْتَقِيم الْحَدِيث.
وَأَمَّا أَبُو مُنِيب الْجُرَشِيّ فَقَالَ فِيهِ أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الْعِجْلِيُّ هُوَ ثِقَة , وَمَا عَلِمْت أَحَدًا ذَكَرَهُ بِسُوءٍ , وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ حَسَّان بْن عَطِيَّة اِنْتَهَى كَلَامه.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود»، وقال حسين: حدثنا يحيى بن زكريا
عن عتبة بن عبد السلمي، قال: «استكسيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكساني خيشتين» فلقد رأيتني وأنا أكسى أصحابي "
عن أبي بردة، قال: قال لي أبي يا بني «لو رأيتنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم، وقد أصابتنا السماء، حسبت أن ريحنا ريح الضأن»
عن أنس بن مالك، أن ملك ذي يزن «أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة أخذها بثلاثة وثلاثين بعيرا، أو ثلاث وثلاثين ناقة فقبلها»
عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشترى حلة ببضعة وعشرين قلوصا، فأهداها إلى ذي يزن»
عن أبي بردة، قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها، فأخرجت إلينا إزارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء من التي يسمونها الملبدة فأقسمت بالله «أن رسول الله صلى...
عن عبد الله بن عباس، قال: لما خرجت الحرورية أتيت عليا رضي الله عنه فقال: ائت هؤلاء القوم فلبست أحسن ما يكون من حلل اليمن - قال أبو زميل: وكان ابن عباس...
عن أبي عبد الله بن سعد، عن أبيه سعد، قال: رأيت رجلا ببخارى على بغلة بيضاء عليه عمامة خز سوداء، فقال: «كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم» هذا لفظ ع...
عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك، والله يمين أخرى ما كذبني، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليكونن من أمتي أ...