حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

أبوه الزبير وأمه أسماء وخالته عائشة وجده أبو بكر وجدته صفية - صحيح البخاري

صحيح البخاري | سورة براءة باب قوله ثاني اثنين إذ هما في الغار (حديث رقم: 4664 )


4664- عن ‌ابن عباس - رضي الله عنهما -: «أنه قال حين وقع بينه وبين ابن الزبير: قلت: أبوه الزبير، وأمه أسماء، وخالته عائشة، وجده أبو بكر، وجدته صفية،» فقلت لسفيان: إسناده؟ فقال: حدثنا، فشغله إنسان، ولم يقل: ابن جريج.

أخرجه البخاري


(وقع) حصل شيء من الخلاف قيل من أجل البيعة وقيل لغير ذلك

شرح حديث ( أبوه الزبير وأمه أسماء وخالته عائشة وجده أبو بكر وجدته صفية)

فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

‏ ‏قَوْله : ( حِينَ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اِبْن الزُّبَيْر ) ‏ ‏أَيْ بِسَبَبِ الْبَيْعَة , وَذَلِكَ أَنَّ اِبْن الزُّبَيْر حِينَ مَاتَ مُعَاوِيَة اِمْتَنَعَ مِنْ الْبَيْعَة لِيَزِيدَ بْن مُعَاوِيَة وَأَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَغْرَى يَزِيد بْن مُعَاوِيَة مُسْلِم بْن نَبْتَل بِالْمَدِينَةِ فَكَانَتْ وَقْعَة وَحَدِّثْنَاهُ , ثُمَّ تَوَجَّهَ الْجَيْش إِلَى مَكَّةَ فَمَاتَ أَمِيرُهُمْ مُسْلِم بْن عُقْبَة وَقَامَ بِأَمْرِ الْجَيْش الشَّامِيّ أَبَانٍ بْن نُمَيْر فَحَصَرَ اِبْن الزُّبَيْر بِمَكَّةَ , وَرَمَوْا الْكَعْبَة بِالْمَنْجَنِيقِ حَتَّى اِحْتَرَقَتْ.
فَفَجْأَهُمْ الْخَبَر بِمَوْتِ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة فَرَجَعُوا إِلَى الشَّام , وَقَامَ اِبْن الزُّبَيْر فِي بِنَاء الْكَعْبَة , ثُمَّ دَعَا إِلَى نَفْسه فَبُويِعَ بِالْخِلَافَةِ وَأَطَاعَهُ أَهْل الْحِجَاز وَمِصْر وَالْعِرَاق وَخُرَاسَان وَكَثِير مِنْ أَهْل الشَّام , ثُمَّ غَلَبَ مَرْوَان عَلَى الشَّام وَقُتِلَ الضَّحَّاك بْن قَيْس الْأَمِير مِنْ قِبَل اِبْن الزُّبَيْر بِمَرْجِ رَاهِط , وَمَضَى مَرْوَان إِلَى مِصْر وَغَلَبَ عَلَيْهَا , وَذَلِكَ كُلّه فِي سَنَة أَرْبَع وَسِتِّينَ , وَكَمَّلَ بِنَاء الْكَعْبَة فِي سَنَة خَمْس , ثُمَّ مَاتَ مَرْوَان فِي سَنَة خَمْس وَسِتِّينَ وَقَامَ عَبْد الْمَلِك اِبْنه مَقَامه , وَغَلَبَ الْمُخْتَار بْن أَبِي عُبَيْد عَلَى الْكُوفَة فَفَرَّ مِنْهُ مَنْ كَانَ مِنْ قِبَل اِبْن الزُّبَيْر , وَكَانَ مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب الْمَعْرُوف بِابْنِ الْحَنَفِيَّة وَعَبْد اللَّه بْن عَبَّاس مُقِيمَيْنِ بِمَكَّة مُنْذُ قُتِلَ الْحُسَيْن , فَدَعَاهُمَا اِبْن الزُّبَيْر إِلَى الْبَيْعَة لَهُ فَامْتَنَعَا وَقَالَا : لَا نُبَايِع حَتَّى يَجْتَمِع النَّاس عَلَى خَلِيفَة , وَتَبِعَهُمَا جَمَاعَة عَلَى ذَلِكَ , فَشَدَّدَ عَلَيْهِمْ اِبْن الزُّبَيْر وَحَصَرَهُمْ , فَبَلَغَ الْمُخْتَار فَجَهَّزَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا فَأَخْرَجُوهُمَا وَاسْتَأْذَنُوهُمَا فِي قِتَال اِبْن الزُّبَيْر فَامْتَنَعَا , وَخَرَجَا إِلَى الطَّائِف فَأَقَامَا بِهَا حَتَّى مَاتَ اِبْن عَبَّاس سَنَة ثَمَان وَسِتِّينَ , وَرَحْل اِبْن الْحَنَفِيَّة بَعْدَهُ إِلَى جِهَة رَضْوَى جَبَل بِيَنْبُعَ فَأَقَامَ هُنَاكَ , ثُمَّ أَرَادَ دُخُول الشَّام فَتَوَجَّهَ إِلَى نَحْو أَيْلَةَ فَمَاتَ فِي آخِر سَنَة ثَلَاث أَوْ أَوَّل سَنَة أَرْبَع وَسَبْعِينَ , وَذَلِكَ عَقِبَ قَتْل اِبْن الزُّبَيْر عَلَى الصَّحِيح , وَقِيلَ عَاشَ إِلَى سَنَة ثَمَانِينَ أَوْ بَعْدَ ذَلِكَ , وَعِنْدَ الْوَاقِدِيِّ أَنَّهُ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سَنَة إِحْدَى وَثَمَانِينَ , وَزَعَمَتْ الْكَيْسَانِيَّة أَنَّهُ حَيّ لَمْ يَمُتْ وَأَنَّهُ الْمَهْدِيّ وَأَنَّهُ لَا يَمُوت حَتَّى يَمْلِك الْأَرْض , فِي خُرَافَات لَهُمْ كَثِيرَة لَيْسَ هَذَا مَوْضِعهَا.
وَإِنَّمَا لَخَّصْت مَا ذَكَرْته مِنْ طَبَقَات اِبْن سَعْد وَتَارِيخ الطَّبَرِيِّ وَغَيْره لِبَيَانِ الْمُرَاد بِقَوْلِ اِبْن أَبِي أُبَّانِ " حِينَ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اِبْن الزُّبَيْر " , وَلِقَوْلِهِ فِي الطَّرِيق الْأُخْرَى " فَغَدَوْت عَلَى اِبْن عَبَّاس فَقُلْت : أَتُرِيدُ أَنْ تُقَاتِل اِبْن الزُّبَيْر ؟ وَقَوْل اِبْن عَبَّاس : قَالَ النَّاس بَايَعَ لِابْنِ الزُّبَيْر , فَقُلْت : وَأَيْنَ بِهَذَا الْأَمْر عَنْهُ " أَيْ أَنَّهُ مُسْتَحِقّ لِذَلِكَ لِمَا لَهُ مِنْ الْمَنَاقِب الْمَذْكُورَة , وَلَكِنْ اِمْتَنَعَ اِبْن عَبَّاس مِنْ الْمُبَايَعَة لَهُ لِمَا ذَكَرْنَاهُ.
وَرَوَى الْفَاكِهِيّ مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن مُطْعِم عَنْ أَبِيهِ قَالَ " كَانَ اِبْن عَبَّاس وَابْن الْحَنَفِيَّة بِالْمَدِينَةِ ثُمَّ سَكَنَا مَكَّةَ , وَطَلَبَ مِنْهُمَا اِبْن الزُّبَيْر الْبَيْعَة فَأَبَيَا حَتَّى يَجْتَمِع النَّاس عَلَى رَجُل , فَضَيَّقَ عَلَيْهِمَا فَبَعَثَ رَسُولًا إِلَى الْعِرَاق فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا جَيْش فِي أَرْبَعَة آلَاف فَوَجَدُوهُمَا مَحْصُورَيْنِ , وَقَدْ أُحْضِرَ الْحَطَب فَجُعِلَ عَلَى الْبَاب يُخَوِّفُهُمَا بِذَلِكَ , فَأَخْرَجُوهُمَا إِلَى الطَّائِف " وَذَكَرَ اِبْن سَعْد أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّة وَقَعَتْ بَيْنَ اِبْن الزُّبَيْر وَابْن عَبَّاس فِي سَنَة سِتّ وَسِتِّينَ.
‏ ‏قَوْله : ( وَأُمّه أَسْمَاء ) ‏ ‏أَيْ بِنْت أَبِي بَكْر الصِّدِّيق , وَقَوْله " وَجَدَّته صَفِيَّة " أَيْ بِنْت عَبْد وَسَقِّ , وَقَوْله فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة " وَأَمَّا عَمَّته فَزَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيد خَدِيجَة أَطْلَقَ عَلَيْهَا عَمَّته الْمُطَّوِّعُونَ وَإِنَّمَا هِيَ عَمَّة أَبِيهِ لِأَنَّهَا خَدِيجَة بِنْت خُوَيْلِدٍ أَيْ اِبْن أَسَد , وَالزُّبَيْر هُوَ اِبْن الْعَوَّام بْن خُوَيْلِدِ بْن أَسَد , وَكَذَا تَجَوُّز فِي الرِّوَايَة الثَّالِثَة حَيْثُ قَالَ " اِبْن أَبِي بَكْر " وَإِنَّمَا هُوَ اِبْن بِنْته , وَحَيْثُ قَالَ " اِبْن أَخِي خَدِيجَة " وَإِنَّمَا هُوَ اِبْن اِبْن أَخِيهَا الْعَوَّام.
‏ ‏قَوْله : ( فَقُلْت لِسُفْيَانَ إِسْنَادَهُ ) ‏ ‏بِالنَّصْبِ أَيْ اُذْكُرْ إِسْنَاده , أَوْ بِالرَّفْعِ أَيْ مَا إِسْنَاده.
فَقَالَ ( حَدَّثَنَا فَشَغَلَهُ إِنْسَان وَلَمْ يَقُلْ اِبْن جُرَيْجٍ ) ظَاهِر هَذَا أَنَّهُ صَرَّحَ لَهُ بِالتَّحْدِيثِ لَكِنْ لَمَّا لَمْ يَقُلْ اِبْن جُرَيْجٍ اِحْتَمَلَ أَنْ يَكُون أَرَادَ أَنْ يُدْخِل بَيْنَهُمَا وَاسِطَة , وَاحْتَمَلَ عَدَم الْوَاسِطَة , وَلِذَلِكَ اِسْتَظْهَرَ الْبُخَارِيّ بِإِخْرَاجِ الْحَدِيث مِنْ وَجْه آخَر عَنْ اِبْن جُرَيْجٍ , ثُمَّ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ شَيْخه.


حديث أنه قال حين وقع بينه وبين ابن الزبير قلت أبوه الزبير وأمه أسماء وخالته عائشة

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ عُيَيْنَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ جُرَيْجٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ حِينَ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ‏ ‏ابْنِ الزُّبَيْرِ ‏ ‏قُلْتُ ‏ ‏أَبُوهُ ‏ ‏الزُّبَيْرُ ‏ ‏وَأُمُّهُ ‏ ‏أَسْمَاءُ ‏ ‏وَخَالَتُهُ ‏ ‏عَائِشَةُ ‏ ‏وَجَدُّهُ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏وَجَدَّتُهُ ‏ ‏صَفِيَّةُ ‏ ‏فَقُلْتُ ‏ ‏لِسُفْيَانَ ‏ ‏إِسْنَادُهُ فَقَالَ حَدَّثَنَا فَشَغَلَهُ إِنْسَانٌ وَلَمْ يَقُلْ ‏ ‏ابْنُ جُرَيْجٍ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح البخاري

إن الله كتب ابن الزبير وبني أمية محلين وإني والله...

قال ‌ابن أبي مليكة : وكان بينهما شيء، «فغدوت على ابن عباس، فقلت: أتريد أن تقاتل ابن الزبير، فتحل حرم الله؟ فقال: معاذ الله، إن الله كتب ابن الزبير وبن...

لأحاسبن نفسي له ما حاسبتها لأبي بكر ولا لعمر ولهم...

عن ‌عمر بن سعيد قال: أخبرني ‌ابن أبي مليكة : «دخلنا على ابن عباس فقال: ألا تعجبون لابن الزبير، قام في أمره هذا، فقلت: لأحاسبن نفسي له ما حاسبتها لأبي...

يخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين

عن ‌أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: «بعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيء فقسمه بين أربعة وقال: أتألفهم، فقال رجل: ما عدلت، فقال: يخرج من ضئضئ هذا...

لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل فجاء أبو عقيل بنصف صا...

عن ‌أبي مسعود قال: «لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل، فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه، فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا...

كان النبي ﷺ يأمر بالصدقة فيحتال أحدنا حتى يجيء با...

عن ‌أبي مسعود الأنصاري قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالصدقة، فيحتال أحدنا حتى يجيء بالمد، وإن لأحدهم اليوم مائة ألف.<br> كأنه يعرض...

يا رسول الله تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه

عن ‌ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «لما توفي عبد الله، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله أن يعطيه قميصه يكفن...

لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول دعي له رسول الله...

عن ‌عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: «لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول، دعي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي عليه، فلما قام رسول الله...

أخذ عمر بن الخطاب بثوبه فقال تصلي عليه وهو منافق و...

عن ‌ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: «لما توفي عبد الله بن أبي، جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه قميصه، وأ...

والله ما أنعم الله علي من نعمة بعد إذ هداني أعظم م...

عن ‌عبد الله بن كعب بن مالك قال: «سمعت كعب بن مالك، حين تخلف عن تبوك: والله ما أنعم الله علي من نعمة، بعد إذ هداني، أعظم من صدقي رسول الله - صلى الله...