4761-
عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «سألت، أو سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحليلة جارك، قال: ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق}».
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( حَدَّثَنِي مَنْصُور ) هُوَ اِبْن الْمُعْتَمِر ( وَسُلَيْمَان ) هُوَ الْأَعْمَش ( عَنْ أَبِي وَائِل عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ ) بِفَتْحِ الْمِيم وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة بَعْدَهَا مُهْمَلَة اِسْمه عَمْرو بْن شُرَحْبِيل.
قَوْله : ( قَالَ : وَحَدَّثَنِي وَاصِل ) هُوَ اِبْن حِبَّانَ الْأَسَدِيُّ الْكُوفِيّ , ثِقَة مِنْ طَبَقَة الْأَعْمَش , وَالْقَائِل هُوَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ.
وَحَاصِله أَنَّ الْحَدِيث عِنْدَهُ عَنْ ثَلَاثَة أَنْفُس : أَمَّا اِثْنَانِ مِنْهُمَا فَأَدْخَلَا فِيهِ بَيْنَ أَبِي وَائِل وَابْن مَسْعُود أَبَا مَيْسَرَة , وَأَمَّا الثَّالِث وَهُوَ وَاصِل فَأَسْقَطَهُ.
وَقَدْ رَوَاهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ عَنْ سُفْيَان عَنْ الثَّلَاثَة عَنْ أَبِي وَائِل عَنْ أَبِي مَيْسَرَة عَنْ اِبْن مَسْعُود فَعَدُّوهُمَا , وَالصَّوَاب إِسْقَاط أَبِي مَيْسَرَة مِنْ رِوَايَة وَاصِل كَمَا فَصَّلَهُ يَحْيَى بْن سَعِيد.
وَقَدْ أَخْرَجَهُ اِبْن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيق مَالِك بْن مِغْوَل عَنْ وَاصِل بِإِسْقَاطِ أَبِي مَيْسَرَة أَيْضًا.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ شُعْبَة وَمَهْدِيّ بْن مَيْمُون عَنْ وَاصِل.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة وَأَبُو شِهَاب وَشَيْبَان عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي وَائِل عَنْ عَبْد اللَّه بِإِسْقَاطِ أَبِي مَيْسَرَة , وَالصَّوَاب إِثْبَاته فِي رِوَايَة الْأَعْمَش , وَذَكَرَ رِوَايَة اِبْن مَهْدِيّ وَأَنَّ مُحَمَّد بْن كَثِير وَافَقَهُ عَلَيْهَا.
قَالَ : وَيُشْبِه أَنْ يَكُون الثَّوْرِيّ لَمَّا حَدَّثَ بِهِ اِبْن مَهْدِيّ فَجَمَعَ بَيْنَ الثَّلَاثَة حَمَلَ رِوَايَة وَاصِل عَلَى رِوَايَة الْأَعْمَش وَمَنْصُور.
قَوْله : ( سَأَلْت أَوْ سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) فِي رِوَايَة " قُلْت : يَا رَسُول اللَّه " وَلِأَحْمَدَ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ مَسْرُوق عَنْ اِبْن مَسْعُود " جَلَسَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَشَز مِنْ الْأَرْض وَقَعَدْت أَسْفَلَ مِنْهُ , فَاغْتَنَمْت خَلَوْته فَقُلْت : بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا رَسُول اللَّه , أَيّ الذُّنُوب أَكْبَر " ؟ الْحَدِيثَ.
قَوْله : ( أَيّ الذَّنْب عِنْدَ اللَّه أَكْبَر ) ؟ فِي رِوَايَة مُسْلِم أَعْظَم.
قَوْله : ( قُلْت : ثُمَّ أَيّ ) تَقَدَّمَ الْكَلَام فِي ضَبْطهَا فِي الْكَلَام عَلَى حَدِيث اِبْن مَسْعُود أَيْضًا فِي سُؤَاله عَنْ أَفْضَل الْأَعْمَال.
قَوْله : ( نِدًّا ) بِكَسْرِ النُّونِ أَيْ نَظِيرًا.
قَوْله : ( أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَك خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَم مَعَك ) أَيْ مِنْ جِهَة إِيثَار نَفْسه عَلَيْهِ عِنْدَ عَدَم مَا يَكْفِي , أَوْ مِنْ جِهَة الْبُخْل مَعَ الْوِجْدَان.
قَوْله : ( أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَة ) بِالْمُهْمَلَةِ بِوَزْنِ عَظِيمَة وَالْمُرَاد الزَّوْجَة , وَهِيَ مَأْخُوذَة مِنْ الْحِلّ لِأَنَّهَا تَحِلّ لَهُ فَهِيَ فَعِيلَة بِمَعْنِيِّ فَاعِلَة , وَقِيلَ : مِنْ الْحُلُول لِأَنَّهَا تَحِلّ مَعَهُ وَيَحِلّ مَعَهَا.
قَوْله : ( وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاَلَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّه إِلَهًا آخَر - إِلَى - وَلَا يَزْنُونَ ) هَكَذَا قَالَ اِبْن مَسْعُود.
وَالْقَتْل وَالزِّنَا فِي الْآيَة مُطْلَقَانِ , وَفِي الْحَدِيث مُقَيَّدَانِ : أَمَّا الْقَتْل فَبِالْوَلَدِ خَشْيَة الْأَكْل مَعَهُ , وَأَمَّا الزِّنَا فَبِزَوْجَةِ الْجَار.
وَالِاسْتِدْلَال لِذَلِكَ بِالْآيَةِ سَائِغ لِأَنَّهَا وَإِنْ وَرَدَتْ فِي مُطْلَق الزِّنَا وَالْقَتْل لَكِنْ قَتْل هَذَا وَالزِّنَا بِهَذِهِ أَكْبَر وَأَفْحَش.
وَقَدْ رَوَى أَحْمَد مِنْ حَدِيث الْمِقْدَاد بْن الْأَسْوَد قَالَ : " قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا ؟ قَالُوا : حَرَام.
قَالَ : لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُل بِعَشَرَةِ نِسْوَة أَيْسَر عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَاره ".
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ح قَالَ وَحَدَّثَنِي وَاصِلٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ قَالَ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ قَالَ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ }
عن القاسم بن أبي بزة: أنه «سأل سعيد بن جبير: هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟ فقرأت عليه: {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق}.<br> فقال سعيد:...
عن سعيد بن جبير قال: «اختلف أهل الكوفة في قتل المؤمن، فرحلت فيه إلى ابن عباس، فقال: نزلت في آخر ما نزل، ولم ينسخها شيء.»
عن سعيد بن جبير قال: «سألت ابن عباس - رضي الله عنهما -، عن قوله تعالى: {فجزاؤه جهنم} قال: لا توبة له.<br> وعن قوله جل ذكره: {لا يدعون مع الله إلها آخ...
عن سعيد بن جبير قال: قال ابن أبزى : «سئل ابن عباس، عن قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم}، وقوله: {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا با...
عن سعيد بن جبير قال: «أمرني عبد الرحمن بن أبزى: أن أسأل ابن عباس، عن هاتين الآيتين: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا} فسألته، فقال: لم ينسخها شيء، وعن: {والذين...
عن مسروق قال: قال عبد الله : «خمس قد مضين: الدخان، والقمر، والروم، والبطشة، واللزام، {فسوف يكون لزاما}».<br>
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يلقى إبراهيم أباه، فيقول: يا رب، إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فيقول الله:...
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصفا، فجعل ينادي: يا بن...
عن أبي هريرة قال: «قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل الله: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال: يا معشر قريش، أو كلمة نحوها، اشتروا أنفسكم، لا أغ...