4821-
، عن مسروق قال: قال عبد الله : «إنما كان هذا، لأن قريشا لما استعصوا على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل الله تعالى: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم} قال: فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله، استسق الله لمضر، فإنها قد هلكت، قال: لمضر إنك لجريء، فاستسقى فسقوا، فنزلت: {إنكم عائدون} فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية، فأنزل الله عز وجل: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} قال: يعني يوم بدر».
أخرجه مسلم في صفات المنافقين وأحكامهم باب الدخان رقم 2798
(لمضر.
.
) أتأمرني أن استسقي لهم مع ماهم عليه من المعصية لله تعالى والشرك به وعدم الاستجابة لنبيه؟.
(إنك لجريء) ذو جرأة حيث إنك تشرك بالله تعالى وتطلب الرحمة منه لك ولمن على شاكلتك.
(الرفاهية) التوسع والراحة
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله : ( عَنْ الْأَعْمَش عَنْ مُسْلِم ) هُوَ اِبْن صُبَيْح بِالتَّصْغِيرِ أَبُو الضُّحَى كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الْأَبْوَاب الَّتِي بَعْده , وَقَدْ تَرْجَمَ لِهَذَا الْحَدِيث ثَلَاث تَرَاجِم بَعْد هَذَا وَسَاقَ الْحَدِيث بِعَيْنِهِ مُطَوَّلًا وَمُخْتَصَرًا , وَقَدْ تَقَدَّمَ أَيْضًا فِي تَفْسِير الْفُرْقَان مُخْتَصَرًا وَفِي تَفْسِير الرُّوم وَتَفْسِير ص مُطَوَّلًا , وَيَحْيَى الرَّاوِي فِيهِ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة وَفِي الْبَاب الَّذِي يَلِيه عَنْ وَكِيع هُوَ اِبْن مُوسَى الْبَلْخِيِّ , وَقَوْله فِي الطَّرِيق الْأُولَى " حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَام " زَادَ فِي الرِّوَايَة الَّتِي بَعْدهَا " وَالْمَيْتَة " وَفِي الَّتِي تَلِيهَا " حَتَّى أَكَلُوا الْمَيْتَة " وَفِي الَّتِي بَعْدهَا " حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَام وَالْجُلُود " وَفِي رِوَايَة فِيهَا " حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُود وَالْمَيْتَة " وَقَعَ فِي جُمْهُور الرِّوَايَات " الْمَيْتَة " بِفَتْحِ الْمِيم وَبِالتَّحْتَانِيَّةِ ثُمَّ الْمُثَنَّاة , وَضَبَطَهَا بَعْضهمْ بِنُونٍ مَكْسُورَةٍ ثُمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنَة وَهَمْزَة وَهُوَ الْجِلْد أَوَّلَ مَا يُدْبَغ , وَالْأَوَّل أَشْهَر قَوْله بَعْد قَوْله يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ( قَالَ فَأُتِيَ رَسُول اللَّه ) كَذَا بِضَمِّ الْهَمْزَة عَلَى الْبِنَاء لِلْمَجْهُولِ , وَالْآتِي الْمَذْكُور هُوَ أَبُو سُفْيَان كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الرِّوَايَة الْأَخِيرَة.
قَوْله : ( فَقِيلَ : يَا رَسُول اللَّه اِسْتَسْقِ اللَّه لِمُضَرَ فَإِنَّهَا قَدْ هَلَكَتْ ) إِنَّمَا قَالَ " لِمُضَرَ " لِأَنَّ غَالِبهمْ كَانَ بِالْقُرْبِ مِنْ مِيَاه الْحِجَاز , وَكَانَ الدُّعَاء بِالْقَحْطِ عَلَى قُرَيْش وَهُمْ سُكَّان مَكَّة فَسَرَى الْقَحْط إِلَى مَنْ حَوْلهمْ فَحَسُنَ أَنْ يَطْلُب الدُّعَاء لَهُمْ , وَلَعَلَّ السَّائِل عَدَلَ عَنْ التَّعْبِير بِقُرَيْشٍ لِئَلَّا يَذْكُرهُمْ فَيُذَكِّر بِجُرْمِهِمْ , فَقَالَ لِمُضَرَ لِيَنْدَرِجُوا فِيهِمْ , وَيُشِير أَيْضًا إِلَى أَنَّ غَيْر الْمَدْعُوّ عَلَيْهِمْ قَدْ هَلَكُوا بِجَرِيرَتِهِمْ.
وَقَدْ وَقَعَ فِي الرِّوَايَة الْأَخِيرَة " وَإِنَّ قَوْمك هَلَكُوا " وَلَا مُنَافَاة بَيْنهمَا لِأَنَّ مُضَر أَيْضًا قَوْمه , وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْمَنَاقِب أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِنْ مُضَرَ.
قَوْله : ( فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِمُضَرَ ؟ إِنَّك لَجَرِيء ) أَيْ أَتَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَسْقِي لِمُضَرَ مَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الْمَعْصِيَة وَالْإِشْرَاك بِهِ ؟ وَوَقَعَ فِي " شَرْح الْكَرْمَانِيّ " قَوْله " فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُضَرَ " أَيْ لِأَبِي سُفْيَان فَإِنَّهُ كَانَ كَبِيرهمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْت وَهُوَ كَانَ الْآتِي إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْتَدْعِي مِنْهُ الِاسْتِسْقَاء , تَقُول الْعَرَب : قَتَلَتْ قُرَيْش فُلَانًا وَيُرِيدُونَ شَخْصًا مِنْهُمْ , وَكَذَا يُضِيفُونَ الْأَمْر إِلَى الْقَبِيلَة وَالْأَمْر فِي الْوَاقِع مُضَاف إِلَى وَاحِد مِنْهُمْ اِنْتَهَى.
وَجَعْله اللَّام مُتَعَلِّقَة يُقَال غَرِيب , وَإِنَّمَا هِيَ مُتَعَلِّقَة بِالْمَحْذُوفِ كَمَا قَرَّرْته أَوَّلًا.
قَوْله : ( فَلَمَّا أَصَابَهُمْ الرَّفَاهِيَة ) بِتَخْفِيفِ التَّحْتَانِيَّة بَعْد الْهَاء أَيْ التَّوَسُّع وَالرَّاحَة.
حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ هَذَا لِأَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَوْا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنْ الْجَهْدِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } قَالَ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ فَإِنَّهَا قَدْ هَلَكَتْ قَالَ لِمُضَرَ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ فَاسْتَسْقَى لَهُمْ فَسُقُوا فَنَزَلَتْ { إِنَّكُمْ عَائِدُونَ } فَلَمَّا أَصَابَتْهُمْ الرَّفَاهِيَةُ عَادُوا إِلَى حَالِهِمْ حِينَ أَصَابَتْهُمْ الرَّفَاهِيَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ } قَالَ يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ
عن مسروق قال: «دخلت على عبد الله فقال: إن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم، إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما...
عن مسروق قال: «دخلت على عبد الله ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه، فقال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف، ف...
عن مسروق قال: قال عبد الله : «إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وقال: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} فإن رسول الله صلى الله عليه...
عن عبد الله قال: «خمس قد مضين: اللزام، والروم، والبطشة، والقمر، والدخان».<br>
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: «يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنه...
عن يوسف بن ماهك قال: «كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا،...
عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم.<br> 4829...
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بحقو الرحمن، فقال له: مه، قالت: هذا مقام...
عن زيد بن أسلم، عن أبيه : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه...